سودانايل:
2025-03-11@12:31:00 GMT

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (32)

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

نقاط بعد البث
حسن الجزولي
أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (32)
ولا فكاك ،، 19 يوليو كمان وكمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن الشهيد عبد الخالق محجوب (2)
كتابة تخلو من ي وعي أو إزهار لقناديل!
حسن الجزولي
منذ الوهلة الأولى يترآي للقارئ أن محتوى الكتاب يتناول سيرة هذا الإنسان السوداني النادر الوجود ويستعرض سنوات حياته ومساهماته في مجريات السياسة السودانية التي اكتوى بنارها حداً انطبقت عليه فيها مقولة "فناء العاشق في المعشوق".

ولكن الأمر ليس كذلك البتة، بل هو عكس ذلك، حيث دس السم في الدسم ببث خطاب الكراهية لعبد الخالق وحزبه معاً!. فبدلاً عن تناول عبد الخالق وسيرته وسريرته، ترك كل ذلك وراح متحدثاً عن انقلاب 19 يوليو وأحداث مجزرة بيت الضيافة!. وحتى حول هذه فلم يكن أميناً كما سنرى!.
***
يواصل الكتاب في تناقضاته فيحاول نفي أن من وشى بعبد الخالق هو شخص ينتمي وله علاقة بسكان بيت المال، حين يقول أن كل الكتابات عنها ليست سوى "تكهنات واستنتاجات" غير حقيقية، مقارنة بالأسماء التي في مضابط جهازي الأمن العام والأمن القومي"!. علماً أنه في التحقيق الذي أجريناه مع الرائد الراحل مأمون عوض أبو زيد في كتابنا "عنف البادية" أفاد بأن اعتقال عبد الخالق تم بمساعدة شخص أبلغ عنه، مضيفاً " لست أذكر الاسم ولكنه عضو بالحزب الشيوعي" بمعنى أن مأمون لم يذكر لنا أي أسماء محددة!، فكيف تتحول هذه الافادات إلى "تكهنات واستنتاجات مقارنة بالأسماء التي في مضابط جهازي الأمن العام والأمن القومي"؟! ما هي تلك الأسماء خلافاً لما تم تداوله حول أنها الأسماء المتورطة في الوشاية بكشف مكان عبد الخالق داخل حي أبروف؟!، هذا هو التناقض الأول!.
الإرباك والتناقضات التي حواها الكتاب كثيرة ومتعددة، نتناول منها هذه الجزئية المتعلقة بمن أيد ومن عارض التخطيط لانقلاب 19 يوليو 1971 داخل قيادة الحزب الشيوعي كما ادعى الكتاب!.
يقول أن القيادية الراحلة سعاد إبراهيم أحمد كانت ضد الانقلاب وذكرت بأن كل من (الشفيع ونقد كانا يعلمان تمام العلم بخطة الانقلاب، وأنهما كانا على اتصال بالعسكر).
ثم يعود ليقول (من المعروف أن الشفيع كان من أبرز المعارضين لفكرة الحل العسكري داخل اللجنة المركزية)، ثم يأتي ليؤكد مرة ثالثة أن "الشفيع ونقد وسعاد إبراهيم أحمد على علم وموافقة لما يخطط له عبد الخالق مع العسكريين!.
تناقضات تضرب برقاب بعضها ولا نخرج بنتيجة مؤكدة حول من أيد ومن عارض في ظل التأكيد مرة بأن كل من سعاد والشفيع قد عارضا، ليناقض ذلك بعد أقل من سطرين فيشير إلى أنهما كانا من المؤيدين!. ليس ذلك فحسب بل أنه يشير للقيادي الراحل عبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة باعتباره كان من المشاركين في اجتماعات اللجنة المركزية التي تنظر في أمر انقلاب 19 يوليو، علماً بأن الوسيلة أصبح مريضاَ وتم إعفاءه من جميع مسؤولياته القيادية في الحزب منذ سنوات قبل وقوع أحداث 19 يوليو!، أوليس هذا تناقضاَ يهز الثقة في المعلومات التي استقاها الكاتب، و(ممن)؟ وهو ما سنتوقف فيه لاحقاً!.
علماً أن الكاتب أطلق العنان لقلم "الراوي" الذي سرد معظم الوقائع دون أن يكشف للقارئ من هو!، حيث ذكر الراوي ما جعل الكتابة تبتعد تماماً عن موضوع الكتاب وهو عبد الخالق محجوب حينما طفق يقول بحنق وحقد وتحليل فطير وغير أمين في سرد الأحداث "بعد تفرق موكب التأييد، تحرش بعض من المتظاهرين بالمواطنين في زنك الخضار بعد أن هتفوا ـ أمميون ـ سايرين سايرين في طريق لينين ـ اليسار في الميدان ـ يا يمين يا جبان ـ والخرطوم ليست مكة"!. واشتبكوا مع المواطنين وأنصار مايو وكانوا أغلبية استثارهم الخطاب الأحمر الصارخ في ظل مجتمع سوداني مسلم تقليدي تقوده طائفة إسلامية وصوفية متجذرة في نسيجه الاجتماعي والثقافي وهي التي شكلت في مجملها توجهاته السياسية الوطنية وأحلافه الوطنية ، وكانت تلك هي "القشة التي قصمت ظهر البعير"!، وإن تساءلنا فنقول ما علاقة كل ذلك بشخصية عبد الخالق الذي أوحى الكاتب لقارئه أنه بصدد تقديم شخصية تحمل "إزهاراً وقناديلاً للوعي"!.
يركن الكاتب لإفادات لا يشير إلى مصادره بخصوصها، وهي مما يضعف أي توثيق أمين يعطي القارئ يقيناً بمصداقية الافادة!.
ومن الأمثلة التي يعج بها الكتاب، إشارته إلى لجوء عبد الخالق في بدايات بحثه عن مكان آمن للاختباء فيه، إلى منزل القيادي في الحزب الشيوعي حسن الطاهر زروق في الحارة الثانية بمدينة الثورة بأم درمان والذي كان وقتها خارج البلاد ويسكن بمنزله ابن أخته فيصل سيد أحمد، ولا نعلم من أين استقى الكاتب هذه المعلومة، حيث ما أفادت به القيادية سعاد إبراهيم أحمد في كتابنا "عنف البادية" أن المنزل يخص شخصية لم تفصح عنها وقد كانت الأقرب لعبد الخالق وحياته وسيرته الذاتية، إذن على الأستاذ حسن محمود أن يدلنا على مصادره في هذه الجزئية!.
كما أن أخطر الوقائع داخل سيرة "انقلاب هاشم العطا" يتعامل معها الكتاب بخفة دون تثبت مرجعي، حيث يجرد الشهيد المقدم محمد أحمد الريح من معاني البطولة، ويتم تصوير موته باعتباره "انتحارًا"!، في سبيل إفساد " استشهاده العظيم" الذي جعله يتخندق بسلاحه داخل مكتبه بالقيادة العامة رافضاً التسليم أو التسلم، حتى اضطر جند "العودة" أن يهدوا مكتبه عليه بدانة من دبابة رابضة بالمكان، وبعد فحص الوضع، يجدوه "كعبد الفضيل الماظ" محتضناً سلاحه وهو يغط في "موت عظيم"!. قال لنا بذلك في مؤلفنا "عنف البادية" المقدم منير حمد العضو العسكري الثاني في محاكمة الشهيد عبد الخالق محجوب الايجازية، مضيفاً أن من أشرف على دفنه بمقابر أحمد شرفي هو المقدم الراحل الرشيد نور الدين، هذا هو مصدرنا.
من جانب آخر وحسب النظم العسكرية فإن من العار والجبن أن تقدم على الانتحار ثم تتم الاشادة بك وتمجيدك، الشهيد ود الريح وجد التكريم العسكري الذي يستحقه لأنه لم يستسلم لعدوه بغض النظر عمن يكون، كبلنج شاعر الامبراطورية البريطانية أشاد في قصيدته "فووزي ووزي" بشجاعة وإقدام وجسارة المقاتل السوداني ممثلاً في قوات عثمان دقنة من المقاتلين الهدندوة، وقال عنهم تشرشل في كتابه حرب النهر " لم نهزمهم بل قتلناهم" في إشارة إلى الآلة الحربية التي تفوقت على جيوش المهدية الشجعان الأشاوس!، إن مقاومة الشهيد ود الريح أصبحت ضمن الحكايات التي تروى في أوساط ضباط وصف ضباط وجنود تلك السنوات، يعلم بها الجميع، وقد تم تكريمه بأن منحت حقوقه ومعاشه بالكامل لأسرته في اعتراف من القيادة العسكرية للقوات المسلحة بشجاعته كجندي سوداني!، الجبان هو الذي ينتحر ،، كهتلر عدو الإنسانية جمعاء!، ويبدو أن مصدر صاحب الكتاب هم أولئك الذين حاولوا "مضايرة" فعلتهم "بهدمهم مكتب الشهيد عليه بدانة حربية" عندما صدرت لهم أوامر بذلك!، ولكنهم فضلوا رواية "انتحاره" داخل مكتبه بدلاً عن الرواية الصحيحة، وهذه مما يعد إساءة لعبد الخالق و"رجال

عبد الخالق" ،، وخسئوا أجمعين!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الصورة المرفقة للشهيد المقدم محمد أحمد الريح أحد ضباط إنقلاب يوليو 1971 والذي تخندق بمكتبه رافضاً الاستسلام فدكوا عليه المكتب بدانة حربية ،، له الرحمة والخلود.
* هذا زمن التكاتف، فالنعزز الدعوة له بشعار ثوار كميونة أعتصام القيادة " لو عندك خت ،، لو ما عندك شيل"!

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الخالق

إقرأ أيضاً:

محمد رمضان مع ابن البطل.. نجل الشهيد أحمد المنسي يتحدث عن والده في ذكرى العاشر من رمضان

أحمد المنسي.. استضاف الفنان محمد رمضان خلال عاشر حلقات برنامجه «مدفع رمضان»، المذاع على قناة DMC، حمزة أحمد صابر المنسي، نجل الشهيد البطل أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان خلال حرب أكتوبر 1973

حمزة المنسي يتحدث عن والده الشهيد

خلال الحلقة، تحدث حمزة المنسي عن بعض العادات الرمضانية لوالده الشهيد، أحمد المنسي قائلاً: «كان والدي ينزل قبل الإفطار بعشر دقائق لممارسة الجري وتمارين الضغط، وكان حافظًا للقرآن الكريم».

وأضاف: «والدي ترك لي سيرة طيبة أعيش عليها، وأنا مهتم برياضة البوكسينج».

محمد رمضان: «فخور بأنني أقدم حلقة مع ابن البطل»

من جانبه، أعرب محمد رمضان عن فخره بلقاء نجل الشهيد، قائلاً: «الشهيد أحمد المنسي كان قائدًا محبوبًا بين جنوده، وكان دائمًا قريبًا منهم، وأنا فخور بأنني أقدم حلقة في تاريخي مع ابن البطل».

ووصف رمضان حمزة قائلاً: «معانا النهاردة أسد ابن أسد.. أسطورة ابن أسطورة».

برنامج «مدفع رمضان».. تجربة جديدة لإسعاد الجمهور

أكد محمد رمضان أن برنامجه «مدفع رمضان» تم إنتاجه بحب كبير لإسعاد الجمهور المصري، مشيرًا إلى أنه قال للشركة المنتجة: «أنا مستعد للسفر إلى أي مكان في مصر لإدخال الفرحة على الناس».

ويُعد البرنامج تجربة فريدة من نوعها تجمع بين الطابع الترفيهي والوطني، حيث يسلط الضوء على قصص الأبطال ويحتفي بالشخصيات المؤثرة في المجتمع.

اقرأ أيضاًفي ذكرى «معركة البرث».. مصطفى بكري يوجه التحية لأرواح الأبطال الذين استشهدوا دفاعًا عن الوطن بقيادة الشهيد البطل أحمد المنسي

بعد انتشار صورته مع المنسي.. معركة البرث شاهدة على وطنية إبراهيم العرجاني

مقالات مشابهة

  • مدفع رمضان.. نجل الشهيد أحمد المنسي يختار الفائز في فقرة الحلم
  • محمد رمضان مع ابن البطل.. نجل الشهيد أحمد المنسي يتحدث عن والده في ذكرى العاشر من رمضان
  • أمينة الفتوى: المرأة المصرية نموذج فريد في التضحية من أجل الوطن
  • برنامج تراحموا ..حكايات اليمنيين المتعففين في أسوأ أزمنة الحياة
  • أحمد موسى يحذر على الهواء: سأقاضي الصفحات التي روجت لأكاذيب ضدي
  • بالموسيقى العربية.. ليالي رمضان تتواصل على مسرح 23 يوليو بالمحلة
  • بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
  • شاهد.. ليالي رمضان الثقافية والفنية تتواصل على مسرح 23 يوليو بالمحلة
  • هما اللي على الرأس .. كلمات مؤثرة من أحمد موسى بمناسية يوم الشهيد
  • يوم الشهيد.. أحمد موسى: الإرهابي يظل إرهابيًا حتى لو اغتسل بماء زمزم