سودانايل:
2024-11-07@22:54:26 GMT

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (32)

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

نقاط بعد البث
حسن الجزولي
أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (32)
ولا فكاك ،، 19 يوليو كمان وكمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن الشهيد عبد الخالق محجوب (2)
كتابة تخلو من ي وعي أو إزهار لقناديل!
حسن الجزولي
منذ الوهلة الأولى يترآي للقارئ أن محتوى الكتاب يتناول سيرة هذا الإنسان السوداني النادر الوجود ويستعرض سنوات حياته ومساهماته في مجريات السياسة السودانية التي اكتوى بنارها حداً انطبقت عليه فيها مقولة "فناء العاشق في المعشوق".

ولكن الأمر ليس كذلك البتة، بل هو عكس ذلك، حيث دس السم في الدسم ببث خطاب الكراهية لعبد الخالق وحزبه معاً!. فبدلاً عن تناول عبد الخالق وسيرته وسريرته، ترك كل ذلك وراح متحدثاً عن انقلاب 19 يوليو وأحداث مجزرة بيت الضيافة!. وحتى حول هذه فلم يكن أميناً كما سنرى!.
***
يواصل الكتاب في تناقضاته فيحاول نفي أن من وشى بعبد الخالق هو شخص ينتمي وله علاقة بسكان بيت المال، حين يقول أن كل الكتابات عنها ليست سوى "تكهنات واستنتاجات" غير حقيقية، مقارنة بالأسماء التي في مضابط جهازي الأمن العام والأمن القومي"!. علماً أنه في التحقيق الذي أجريناه مع الرائد الراحل مأمون عوض أبو زيد في كتابنا "عنف البادية" أفاد بأن اعتقال عبد الخالق تم بمساعدة شخص أبلغ عنه، مضيفاً " لست أذكر الاسم ولكنه عضو بالحزب الشيوعي" بمعنى أن مأمون لم يذكر لنا أي أسماء محددة!، فكيف تتحول هذه الافادات إلى "تكهنات واستنتاجات مقارنة بالأسماء التي في مضابط جهازي الأمن العام والأمن القومي"؟! ما هي تلك الأسماء خلافاً لما تم تداوله حول أنها الأسماء المتورطة في الوشاية بكشف مكان عبد الخالق داخل حي أبروف؟!، هذا هو التناقض الأول!.
الإرباك والتناقضات التي حواها الكتاب كثيرة ومتعددة، نتناول منها هذه الجزئية المتعلقة بمن أيد ومن عارض التخطيط لانقلاب 19 يوليو 1971 داخل قيادة الحزب الشيوعي كما ادعى الكتاب!.
يقول أن القيادية الراحلة سعاد إبراهيم أحمد كانت ضد الانقلاب وذكرت بأن كل من (الشفيع ونقد كانا يعلمان تمام العلم بخطة الانقلاب، وأنهما كانا على اتصال بالعسكر).
ثم يعود ليقول (من المعروف أن الشفيع كان من أبرز المعارضين لفكرة الحل العسكري داخل اللجنة المركزية)، ثم يأتي ليؤكد مرة ثالثة أن "الشفيع ونقد وسعاد إبراهيم أحمد على علم وموافقة لما يخطط له عبد الخالق مع العسكريين!.
تناقضات تضرب برقاب بعضها ولا نخرج بنتيجة مؤكدة حول من أيد ومن عارض في ظل التأكيد مرة بأن كل من سعاد والشفيع قد عارضا، ليناقض ذلك بعد أقل من سطرين فيشير إلى أنهما كانا من المؤيدين!. ليس ذلك فحسب بل أنه يشير للقيادي الراحل عبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة باعتباره كان من المشاركين في اجتماعات اللجنة المركزية التي تنظر في أمر انقلاب 19 يوليو، علماً بأن الوسيلة أصبح مريضاَ وتم إعفاءه من جميع مسؤولياته القيادية في الحزب منذ سنوات قبل وقوع أحداث 19 يوليو!، أوليس هذا تناقضاَ يهز الثقة في المعلومات التي استقاها الكاتب، و(ممن)؟ وهو ما سنتوقف فيه لاحقاً!.
علماً أن الكاتب أطلق العنان لقلم "الراوي" الذي سرد معظم الوقائع دون أن يكشف للقارئ من هو!، حيث ذكر الراوي ما جعل الكتابة تبتعد تماماً عن موضوع الكتاب وهو عبد الخالق محجوب حينما طفق يقول بحنق وحقد وتحليل فطير وغير أمين في سرد الأحداث "بعد تفرق موكب التأييد، تحرش بعض من المتظاهرين بالمواطنين في زنك الخضار بعد أن هتفوا ـ أمميون ـ سايرين سايرين في طريق لينين ـ اليسار في الميدان ـ يا يمين يا جبان ـ والخرطوم ليست مكة"!. واشتبكوا مع المواطنين وأنصار مايو وكانوا أغلبية استثارهم الخطاب الأحمر الصارخ في ظل مجتمع سوداني مسلم تقليدي تقوده طائفة إسلامية وصوفية متجذرة في نسيجه الاجتماعي والثقافي وهي التي شكلت في مجملها توجهاته السياسية الوطنية وأحلافه الوطنية ، وكانت تلك هي "القشة التي قصمت ظهر البعير"!، وإن تساءلنا فنقول ما علاقة كل ذلك بشخصية عبد الخالق الذي أوحى الكاتب لقارئه أنه بصدد تقديم شخصية تحمل "إزهاراً وقناديلاً للوعي"!.
يركن الكاتب لإفادات لا يشير إلى مصادره بخصوصها، وهي مما يضعف أي توثيق أمين يعطي القارئ يقيناً بمصداقية الافادة!.
ومن الأمثلة التي يعج بها الكتاب، إشارته إلى لجوء عبد الخالق في بدايات بحثه عن مكان آمن للاختباء فيه، إلى منزل القيادي في الحزب الشيوعي حسن الطاهر زروق في الحارة الثانية بمدينة الثورة بأم درمان والذي كان وقتها خارج البلاد ويسكن بمنزله ابن أخته فيصل سيد أحمد، ولا نعلم من أين استقى الكاتب هذه المعلومة، حيث ما أفادت به القيادية سعاد إبراهيم أحمد في كتابنا "عنف البادية" أن المنزل يخص شخصية لم تفصح عنها وقد كانت الأقرب لعبد الخالق وحياته وسيرته الذاتية، إذن على الأستاذ حسن محمود أن يدلنا على مصادره في هذه الجزئية!.
كما أن أخطر الوقائع داخل سيرة "انقلاب هاشم العطا" يتعامل معها الكتاب بخفة دون تثبت مرجعي، حيث يجرد الشهيد المقدم محمد أحمد الريح من معاني البطولة، ويتم تصوير موته باعتباره "انتحارًا"!، في سبيل إفساد " استشهاده العظيم" الذي جعله يتخندق بسلاحه داخل مكتبه بالقيادة العامة رافضاً التسليم أو التسلم، حتى اضطر جند "العودة" أن يهدوا مكتبه عليه بدانة من دبابة رابضة بالمكان، وبعد فحص الوضع، يجدوه "كعبد الفضيل الماظ" محتضناً سلاحه وهو يغط في "موت عظيم"!. قال لنا بذلك في مؤلفنا "عنف البادية" المقدم منير حمد العضو العسكري الثاني في محاكمة الشهيد عبد الخالق محجوب الايجازية، مضيفاً أن من أشرف على دفنه بمقابر أحمد شرفي هو المقدم الراحل الرشيد نور الدين، هذا هو مصدرنا.
من جانب آخر وحسب النظم العسكرية فإن من العار والجبن أن تقدم على الانتحار ثم تتم الاشادة بك وتمجيدك، الشهيد ود الريح وجد التكريم العسكري الذي يستحقه لأنه لم يستسلم لعدوه بغض النظر عمن يكون، كبلنج شاعر الامبراطورية البريطانية أشاد في قصيدته "فووزي ووزي" بشجاعة وإقدام وجسارة المقاتل السوداني ممثلاً في قوات عثمان دقنة من المقاتلين الهدندوة، وقال عنهم تشرشل في كتابه حرب النهر " لم نهزمهم بل قتلناهم" في إشارة إلى الآلة الحربية التي تفوقت على جيوش المهدية الشجعان الأشاوس!، إن مقاومة الشهيد ود الريح أصبحت ضمن الحكايات التي تروى في أوساط ضباط وصف ضباط وجنود تلك السنوات، يعلم بها الجميع، وقد تم تكريمه بأن منحت حقوقه ومعاشه بالكامل لأسرته في اعتراف من القيادة العسكرية للقوات المسلحة بشجاعته كجندي سوداني!، الجبان هو الذي ينتحر ،، كهتلر عدو الإنسانية جمعاء!، ويبدو أن مصدر صاحب الكتاب هم أولئك الذين حاولوا "مضايرة" فعلتهم "بهدمهم مكتب الشهيد عليه بدانة حربية" عندما صدرت لهم أوامر بذلك!، ولكنهم فضلوا رواية "انتحاره" داخل مكتبه بدلاً عن الرواية الصحيحة، وهذه مما يعد إساءة لعبد الخالق و"رجال

عبد الخالق" ،، وخسئوا أجمعين!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الصورة المرفقة للشهيد المقدم محمد أحمد الريح أحد ضباط إنقلاب يوليو 1971 والذي تخندق بمكتبه رافضاً الاستسلام فدكوا عليه المكتب بدانة حربية ،، له الرحمة والخلود.
* هذا زمن التكاتف، فالنعزز الدعوة له بشعار ثوار كميونة أعتصام القيادة " لو عندك خت ،، لو ما عندك شيل"!

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الخالق

إقرأ أيضاً:

القبض على عاطل لاتهامه بسرقة أجزاء حديدية بمحور 26 يوليو

ألقت مديرية أمن الجيزة، القبض على عاطل لاتهامه بسرقة أجزاء من الحديد الخاص بمحور 26 يوليو، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وباشرت النيابة المختصة التحقيق.

ورد بلاغ لمديرية أمن الجيزة، يفيد تورط عاطل في سرقة أجزاء من السور الخاص بمحور 26 يوليو في المنيرة الغربية، وتمكن رجال المباحث من القبض على المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وتم ضبط المسروقات واعترف بالسرقة لبيع الحديد لتجار الخردة، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة المختصة التحقيق.

وفى سياق اخر فقد قضت محكمة جنح مصر الجديدة بمعاقبة تشكيل عصابي مكون من سيدتين بالحبس سنة مع الشغل وتعويض 100 ألف جنيه بتهمة النصب علي المواطنين والاستيلاء علي أموالهم بزعم استثمارها.

الحبس سنة لـ سيدتين بتهمة النصب علي المواطنين بمصر الجديدة

تلقت مباحث قسم شرطة مصر الجديدة بلاغات متعددة من عدد من المواطنين يفيدون بتضررهم من سيدتين أعلنتا عن نشاط توظيف الأموال.

وأضاف المبلغون أن المتهمتين استوليتا منهما علي مبالغ مالية كبيرة بدعوي توظيفها إلا أنهما فرا هاربين بالأموال ولم يعطوهما الأرباح.

كما قضت محكمة جنايات مستأنف القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم شمال القاهرة بتأييد السجن 7 سنوات لـ سائق توك توك في اتهامه بضرب عامل حتى الموت في المرج.

صدر الحكم برئاسة المستشار على عرفان عبدالوهاب، وعضوية المستشارين جمال عبدالعزيز ابو زيد، أشرف محمد رزق، وبحضور مصطفى سامي عبدالجواد وكيل النائب العام، وأمانة سر محمد صابر ورفاعي فهمي رفاعي.

وأحالت نيابة شرق القاهرة الكلية المتهم «موسى.ص»، «سائق توك توك» محبوسا، لأنه في يوم 7 ديسمبر 2023 بدائرة قسم المرج في القاهرة، ضرب المجني عليه أحمد نادي، إثر مشادة كلامية فيما بينهما تطورت إلى مشاجرة، استل المتهم الأول فيها سكينا، وسدد طعنات استقرت في فخد المجني عليه الأيسر محدثا إصابته التي أدت لوفاته.

مقالات مشابهة

  • السوداني يرسل وفداً الى ذوي الشهيد المقدم أحمد يونس عبيد
  • منة شلبي تكشف الصعوبات التي واجهتها في تصوير «الهوى سلطان»
  • ندوة لقط الآثار المؤلف بصحار تناقش أهمية الكتاب وأهم المسائل التي تناولها
  • المتحدث باسم قبيلة الحساونة: الدبيبة يهمه البقاء في السُلطة وجمع وبعثرة الأموال
  • محمد صلاح ينضم رسميا لـ الهلال في يوليو المقبل
  • أدعية الأنبياء من القرآن لفك الكرب.. كلمات تزيل الهم
  • دعاء سورة الواقعة للرزق والتيسير وفك الكرب
  • التحقيق مع عاطل لاتهامه بسرقة أجزاء من سور محور 26 يوليو في الجيزة
  • القبض على عاطل لاتهامه بسرقة أجزاء حديدية بمحور 26 يوليو
  • بوخزام: الدبيبة يهمه البقاء في السُلطة وجمع وبعثرة الأموال