سودانايل:
2024-09-08@18:21:46 GMT

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (32)

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

نقاط بعد البث
حسن الجزولي
أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (32)
ولا فكاك ،، 19 يوليو كمان وكمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن الشهيد عبد الخالق محجوب (2)
كتابة تخلو من ي وعي أو إزهار لقناديل!
حسن الجزولي
منذ الوهلة الأولى يترآي للقارئ أن محتوى الكتاب يتناول سيرة هذا الإنسان السوداني النادر الوجود ويستعرض سنوات حياته ومساهماته في مجريات السياسة السودانية التي اكتوى بنارها حداً انطبقت عليه فيها مقولة "فناء العاشق في المعشوق".

ولكن الأمر ليس كذلك البتة، بل هو عكس ذلك، حيث دس السم في الدسم ببث خطاب الكراهية لعبد الخالق وحزبه معاً!. فبدلاً عن تناول عبد الخالق وسيرته وسريرته، ترك كل ذلك وراح متحدثاً عن انقلاب 19 يوليو وأحداث مجزرة بيت الضيافة!. وحتى حول هذه فلم يكن أميناً كما سنرى!.
***
يواصل الكتاب في تناقضاته فيحاول نفي أن من وشى بعبد الخالق هو شخص ينتمي وله علاقة بسكان بيت المال، حين يقول أن كل الكتابات عنها ليست سوى "تكهنات واستنتاجات" غير حقيقية، مقارنة بالأسماء التي في مضابط جهازي الأمن العام والأمن القومي"!. علماً أنه في التحقيق الذي أجريناه مع الرائد الراحل مأمون عوض أبو زيد في كتابنا "عنف البادية" أفاد بأن اعتقال عبد الخالق تم بمساعدة شخص أبلغ عنه، مضيفاً " لست أذكر الاسم ولكنه عضو بالحزب الشيوعي" بمعنى أن مأمون لم يذكر لنا أي أسماء محددة!، فكيف تتحول هذه الافادات إلى "تكهنات واستنتاجات مقارنة بالأسماء التي في مضابط جهازي الأمن العام والأمن القومي"؟! ما هي تلك الأسماء خلافاً لما تم تداوله حول أنها الأسماء المتورطة في الوشاية بكشف مكان عبد الخالق داخل حي أبروف؟!، هذا هو التناقض الأول!.
الإرباك والتناقضات التي حواها الكتاب كثيرة ومتعددة، نتناول منها هذه الجزئية المتعلقة بمن أيد ومن عارض التخطيط لانقلاب 19 يوليو 1971 داخل قيادة الحزب الشيوعي كما ادعى الكتاب!.
يقول أن القيادية الراحلة سعاد إبراهيم أحمد كانت ضد الانقلاب وذكرت بأن كل من (الشفيع ونقد كانا يعلمان تمام العلم بخطة الانقلاب، وأنهما كانا على اتصال بالعسكر).
ثم يعود ليقول (من المعروف أن الشفيع كان من أبرز المعارضين لفكرة الحل العسكري داخل اللجنة المركزية)، ثم يأتي ليؤكد مرة ثالثة أن "الشفيع ونقد وسعاد إبراهيم أحمد على علم وموافقة لما يخطط له عبد الخالق مع العسكريين!.
تناقضات تضرب برقاب بعضها ولا نخرج بنتيجة مؤكدة حول من أيد ومن عارض في ظل التأكيد مرة بأن كل من سعاد والشفيع قد عارضا، ليناقض ذلك بعد أقل من سطرين فيشير إلى أنهما كانا من المؤيدين!. ليس ذلك فحسب بل أنه يشير للقيادي الراحل عبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة باعتباره كان من المشاركين في اجتماعات اللجنة المركزية التي تنظر في أمر انقلاب 19 يوليو، علماً بأن الوسيلة أصبح مريضاَ وتم إعفاءه من جميع مسؤولياته القيادية في الحزب منذ سنوات قبل وقوع أحداث 19 يوليو!، أوليس هذا تناقضاَ يهز الثقة في المعلومات التي استقاها الكاتب، و(ممن)؟ وهو ما سنتوقف فيه لاحقاً!.
علماً أن الكاتب أطلق العنان لقلم "الراوي" الذي سرد معظم الوقائع دون أن يكشف للقارئ من هو!، حيث ذكر الراوي ما جعل الكتابة تبتعد تماماً عن موضوع الكتاب وهو عبد الخالق محجوب حينما طفق يقول بحنق وحقد وتحليل فطير وغير أمين في سرد الأحداث "بعد تفرق موكب التأييد، تحرش بعض من المتظاهرين بالمواطنين في زنك الخضار بعد أن هتفوا ـ أمميون ـ سايرين سايرين في طريق لينين ـ اليسار في الميدان ـ يا يمين يا جبان ـ والخرطوم ليست مكة"!. واشتبكوا مع المواطنين وأنصار مايو وكانوا أغلبية استثارهم الخطاب الأحمر الصارخ في ظل مجتمع سوداني مسلم تقليدي تقوده طائفة إسلامية وصوفية متجذرة في نسيجه الاجتماعي والثقافي وهي التي شكلت في مجملها توجهاته السياسية الوطنية وأحلافه الوطنية ، وكانت تلك هي "القشة التي قصمت ظهر البعير"!، وإن تساءلنا فنقول ما علاقة كل ذلك بشخصية عبد الخالق الذي أوحى الكاتب لقارئه أنه بصدد تقديم شخصية تحمل "إزهاراً وقناديلاً للوعي"!.
يركن الكاتب لإفادات لا يشير إلى مصادره بخصوصها، وهي مما يضعف أي توثيق أمين يعطي القارئ يقيناً بمصداقية الافادة!.
ومن الأمثلة التي يعج بها الكتاب، إشارته إلى لجوء عبد الخالق في بدايات بحثه عن مكان آمن للاختباء فيه، إلى منزل القيادي في الحزب الشيوعي حسن الطاهر زروق في الحارة الثانية بمدينة الثورة بأم درمان والذي كان وقتها خارج البلاد ويسكن بمنزله ابن أخته فيصل سيد أحمد، ولا نعلم من أين استقى الكاتب هذه المعلومة، حيث ما أفادت به القيادية سعاد إبراهيم أحمد في كتابنا "عنف البادية" أن المنزل يخص شخصية لم تفصح عنها وقد كانت الأقرب لعبد الخالق وحياته وسيرته الذاتية، إذن على الأستاذ حسن محمود أن يدلنا على مصادره في هذه الجزئية!.
كما أن أخطر الوقائع داخل سيرة "انقلاب هاشم العطا" يتعامل معها الكتاب بخفة دون تثبت مرجعي، حيث يجرد الشهيد المقدم محمد أحمد الريح من معاني البطولة، ويتم تصوير موته باعتباره "انتحارًا"!، في سبيل إفساد " استشهاده العظيم" الذي جعله يتخندق بسلاحه داخل مكتبه بالقيادة العامة رافضاً التسليم أو التسلم، حتى اضطر جند "العودة" أن يهدوا مكتبه عليه بدانة من دبابة رابضة بالمكان، وبعد فحص الوضع، يجدوه "كعبد الفضيل الماظ" محتضناً سلاحه وهو يغط في "موت عظيم"!. قال لنا بذلك في مؤلفنا "عنف البادية" المقدم منير حمد العضو العسكري الثاني في محاكمة الشهيد عبد الخالق محجوب الايجازية، مضيفاً أن من أشرف على دفنه بمقابر أحمد شرفي هو المقدم الراحل الرشيد نور الدين، هذا هو مصدرنا.
من جانب آخر وحسب النظم العسكرية فإن من العار والجبن أن تقدم على الانتحار ثم تتم الاشادة بك وتمجيدك، الشهيد ود الريح وجد التكريم العسكري الذي يستحقه لأنه لم يستسلم لعدوه بغض النظر عمن يكون، كبلنج شاعر الامبراطورية البريطانية أشاد في قصيدته "فووزي ووزي" بشجاعة وإقدام وجسارة المقاتل السوداني ممثلاً في قوات عثمان دقنة من المقاتلين الهدندوة، وقال عنهم تشرشل في كتابه حرب النهر " لم نهزمهم بل قتلناهم" في إشارة إلى الآلة الحربية التي تفوقت على جيوش المهدية الشجعان الأشاوس!، إن مقاومة الشهيد ود الريح أصبحت ضمن الحكايات التي تروى في أوساط ضباط وصف ضباط وجنود تلك السنوات، يعلم بها الجميع، وقد تم تكريمه بأن منحت حقوقه ومعاشه بالكامل لأسرته في اعتراف من القيادة العسكرية للقوات المسلحة بشجاعته كجندي سوداني!، الجبان هو الذي ينتحر ،، كهتلر عدو الإنسانية جمعاء!، ويبدو أن مصدر صاحب الكتاب هم أولئك الذين حاولوا "مضايرة" فعلتهم "بهدمهم مكتب الشهيد عليه بدانة حربية" عندما صدرت لهم أوامر بذلك!، ولكنهم فضلوا رواية "انتحاره" داخل مكتبه بدلاً عن الرواية الصحيحة، وهذه مما يعد إساءة لعبد الخالق و"رجال

عبد الخالق" ،، وخسئوا أجمعين!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الصورة المرفقة للشهيد المقدم محمد أحمد الريح أحد ضباط إنقلاب يوليو 1971 والذي تخندق بمكتبه رافضاً الاستسلام فدكوا عليه المكتب بدانة حربية ،، له الرحمة والخلود.
* هذا زمن التكاتف، فالنعزز الدعوة له بشعار ثوار كميونة أعتصام القيادة " لو عندك خت ،، لو ما عندك شيل"!

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الخالق

إقرأ أيضاً:

تقرير للجزيرة .. تضامن بالأردن مع الصحفي المعتقل أحمد الزعبي بعد تدهور صحته

#سواليف

قال محمود الزعبي (شقيق الكاتب الأردني الموقوف أحمد حسن الزعبي) إن وضع شقيقه الصحي آخذ بالتدهور داخل سجن ماركا في العاصمة عمّان، وإنه بات يعاني آلاما حادة وشديدة، ويعيش على المسكنات.

وأضاف -للجزيرة نت- أن أخاه المعتقل أبلغهم في أثناء زيارتهم له قبل أيام أن الفحوصات الطبية أظهرت وجود ارتفاع في “أنزيمات الكلى والكبد”، إذ يعاني مرض السكري المزمن، مما أدى إلى نزول وزنه لأكثر من 10 كيلوغرامات.

كما أبلغهم أنه يعاني ضغوطا نفسية كبيرة نتيجة ظروف السجن، وإرهاقا وتعبا وشحوب الوجه، ولفت محمود إلى أن عائلته لم تحصل على نتائج الفحوصات التي أجريت لشقيقه داخل السجن، رغم مطالبتهم بذلك أكثر من مرة.

مقالات ذات صلة طرد بن غفير من شاطئ تل أبيب واعتقال إسرائيلية رشقته بالرمل (شاهد) 2024/09/06 محمود رفقة أبناء شقيقه الصحفي المعتقل أحمد الزعبي أمام سجن ماركا (الجزيرة) شكوى

وأشار ذوو الزعبي إلى تقديم شكوى لدى وزارة العدل وإدارة السجون حول وضعه الصحي وما يعانيه داخل السجن، محملين تلك الجهات مسؤولية أي تدهور في حالته.

من جانبه، طالب المحامي والقاضي السابق لؤي عبيدات، عضو لجنة الدفاع عن الزعبي، بسرعة الإفراج عن موكله، إذ إن مرضه يشكل خطورة حقيقية على صحته وحياته. وقال للجزيرة نت إن “المطلوب الآن أن يتم الإفراج عن أحمد من خلال استبدال عقوبة الحبس بأخرى بديلة، علما أن القانون يسمح بذلك”.

وحسب عبيدات، يعاني الصحفي المعتقل ارتفاعا في أنزيمات الكبد، والكوليسترول والدهون الثلاثية، وهذه “مؤشرات خطيرة كونه يعاني أمراضا مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم”.

وأشار إلى أن “الاتجاه العالمي للفقه الجزائي ينحو صوب تفعيل اللجوء إلى العقوبات البديلة، خصوصا في جرائم ذات وصف الجُنح، وفي ظل عدم ثبوت تضرر أي شخص من جراء ارتكابها، وهو ما ينطبق على المعتقل الزعبي، إذ إن قرار توقيفه جاء نتيجة تعليق له على منشور لا أكثر ولا أقل”.

إعلان

وجاء الحكم على الزعبي بعدما قضت محكمة صلح عمّان، العام الماضي، بحبسه شهرين بتهمة “إثارة النعرات العنصرية والطائفية والحض على النزاع بين مكونات الأمة”، فاستأنف اعتراضا، واستأنف النائب العام سعيا لعقوبة أشد، فكان السجن لمدة سنة.

جدل

وتصدر وسم الكاتب أحمد حسن الزعبي قائمة الأكثر تداولا على منصة إكس في الأردن أكثر من مرة، بعد تنفيذ قرار توقيفه على خلفية تعليقه على منشور انتقد الحكومة بعد تداعيات إضراب النقل جنوبي البلاد في ديسمبر/كانون الأول 2022، حين شهدت المملكة إضرابا عن العمل نفذه قطاع النقل.

وشهد الشارع الأردني جدلا بشأن قوانين الجرائم الإلكترونية، وأثار خبر اعتقال الزعبي ردود فعل واسعة.

وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت السلطات الأردنية للإفراج عن الصحفي الزعبي، وقالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة “لا ينبغي أن يتعرض أحد للسجن بسبب انتقاد السلطات على وسائل التواصل”.

والزعبي من مواليد مدينة الرمثا (شمالي البلاد) في عام 1975، ويحمل الدرجة الجامعية في تخصص المحاسبة، وهو كاتب ساخر معروف بانتقاده لسياسات الحكومات.

كما يشغل رئيس تحرير موقع “سواليف” المحلي، وكان في السابق كاتبا في جريدة “الرأي” المقربة من الحكومة قبل أن يتم إيقافه عن الكتابة، وسرعان ما أصبح أحد أشهر النشطاء الأردنيين على شبكات التواصل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • «بنت ناس».. أحمد سعد يعلق على صورة «طفلته» داخل كبينة طائرة
  • ظهور خاص لـ أحمد سعد مع ابنته من داخل كبينة الطائرة (فيديو)
  • ينطلق يوم 23 يناير.. وزارة الثقافة تعلن تفاصيل معرض الكتاب 2025
  • تعرف على الأفلام التي جمعت أحمد حاتم وأسماء أبو اليزيد
  • «الثقافة» تعلن تفاصيل معرض الكتاب 2025.. ينطلق يوم 23 يناير المقبل
  • مدرب ريال مدريد يكشف الصعوبات التي تواجهه داخل الملكي
  • افتتاح مسجد الشهيد على صبري بالقلعية التابع لإدارة اوقاف ابوتشت
  • تقرير للجزيرة .. تضامن بالأردن مع الصحفي المعتقل أحمد الزعبي بعد تدهور صحته
  • تضامن بالأردن مع الصحفي المعتقل أحمد الزعبي بعد تدهور صحته
  • أحمد فتحي: لن أنسى نظرة التقليل التي رأيتها في عيون أقاربي قبل الشهرة