و هل عاقل يُحِبُّ الحرب!
و شعوبٌ منا " تُفرَضُ " عليها الحربُ فكيف بشعب منا حياته هي حرب؟!
غزة فلسطين العزيزة تحيَّة و إعتذار من الخجل أنا بعيدين كشعوب تحكمها "أنظمة الذل و العار" عن الدفاع عنك.
علَّ النخوة في الزعامات بيننا ماتت أو نحن الشعوب من الظلم فينا القلوب ماتت!
و تظل حولنا واقفة تتفرج علينا شعوب لدول و هي تتعجب: أيا كيف تحيا شعوب العرب و "تتعبَّد" و الأصنام الرمم هي التي تحكمها؟!
ألا صبراً أهل غزة فإن وعد الله الحق قادم.
*
إلى سوداني العزيز محبتي؛
فالخونة الذي حكموك و مازالوا مكَّنوا لرعاع الخلق أن تطمع فيك فتسبيح شعبك قبل أرضك! في زمن ندر فيه الرجال الحق التي تخاف الله و تتقيه في أماناتها قبل عهودها!
و الحق أن “لا حق” لأحد أن يستبيح حرمات الله كلها و إن بإسم الحرب. فدماء الأبرياء و أعراضهم و أملاكهم ليست غنائم لك. فكيف و أنت تزعم بأنك منهم و هم أهلك و شعبك! هذا عن مليشيات زرعت فينا و غذيت كالسرطان.
الجيوش في التاريخ هي للدفاع عن شعوبها و أرضها؛ وجدت لأجل ذلك و هو واجبها الذي ستظل تقسم علي تنفيذه و حمايته.
و في السودان جيش السودان يخوض ضد مليشيات تمردت عليه كان يدافع عنها و يقسم أنها جزء أصيل منه! فمن سيدفع إن حاسبناه الجيش عن ثمن الخيانة في الأمانة تلك؟! بل عن أي ثمن و الدماء الطاهرة النقية أريقت و الأعراض المصونة الكريمة هتكت!
*
فلسطين المحتلة ليس لها جيش حتى يُحاسب على تهاونه في الدفاع عنها و حمايتها من آلة العدو الصهيوني التي لا تخاف ربها في خلقه فلا دين لها.
و من حولها من الجيوش كما الشعوب في حكم “أل لا حرج”!
فكيف بنا و قوّات الشعب السودانيّة المسلّحة تسقط في التاريخ إذ تسجل فيه في عهد البرهان و شلة قادته بأن السودان الشعب و الأرض تم استباحته و بلا حرج!
*
و رسالة إلى أصحاب الرسائل و التعليقات المحملة بالسباب و قذائف الشتائم و سطحية الإتهام: “تعقَّلوا” ؛
فإن أهلكم و شعبكم أهدرت دمائهم و أعراضهم قبل أموالهم و أرضهم في حرب لا دخل لهم بها؛ أشعلها الخونة و المنافقين و الإنتهازيين من الأحزاب و القوى و النشطاء و الحركات و أججتها أنظمة دول الجارة و البعيدة و في الإمكان أنتم أنفسكم أن تتم استباحتكم.
فدعونا من مهاترات الكوزنة و الشيوعية و القومية و القبلية و العنصرية و شماعات فلسفة إعادة تكوين دولة كذا و تشكيل الجيش و سخافات عقد النقص و الغبن و الحقد.
إن سقط سوداننا و هو سودانكم فسيظل يحكى في التاريخ ذكرى يوم أن أسقطه بكاء الرجال منا.
و التاريخ عامر شاهد على تلاشي ما كان يوماً اكبر من أي مملكة و دولة.
*
و نعود إلى غزة : بإذن الله فلسطين هي الباقية.
و النصر بإذن الله لكم أهلنا
محمد حسن مصطفى
mhmh18@windowslive.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
هناك فرق كبير بين السودان وإسرائيل.. السودان زمن الإنقاذ كان “دولة مارقة”
قد يقارن البعض قرار المحكمة الجنائية ضد نتياهو بقرارها ضد البشير وأنه رغم ضعف النظام والسودان ككل إلا أن قرار الجنائية ضد البشير لا تأثير له.
ولكن هناك فرق كبير بين السودان وإسرائيل. السودان زمن الإنقاذ كان “دولة مارقة”، و عندما صدرت المذكرة ضد البشير لم يكن لدى النظام أي ارتباط بالغرب أساسا لا بأوروبا ولا أمريكا. النظام نفسه كان معاديا للغرب من البداية.
بالنسبة لإسرائيل الوضع مختلف. فهي بشكل ما تستمد وجودها كله من الغرب، وارتباطها بأوروبا ارتباط حيوي ومهم بالنسبة لها ولوجودها. وهي كانت دائما تقدم نفسها في الغرب وأمام كل العالم كضحية وأنها محاصرة بأعداء همج وبرابرة وأنها واحة الديمقراطية والتقدم في المنطقة. هذه الصورة التي تقدم بها إسرائيل نفسها للعالم تتغير الآن وبشكل درامي.
البشير لم يخسر الكثير عندما لم يعد قادرا إلى السفر إلى فرنسا مثلا أو هولندا، وذلك لا يعني له شيء. بالنسبة لنتياهو الأمر مختلف تماما.
النقطة الأخرى والأهم أن هذه مجرد البداية. قد نرى غدا قادة إسرائيل الآخرين مطاردين في المحاكم في أوروبا وفي غيرها وما أكثر جرائمهم. وربما أصبحوا، لسخرية القدر، مثل ضباط هتلر النازيين الذين طاردتهم إسرائيل نفسها. أنت تتكلم هنا عن جرائم حرب مستمرة لعشرات السنوات في فلسطين وأيضا في لبنان، مجازر عديدة مثل صبرا وشاتيلا قد ينفض الغبار عنها وتتم مطاردة المتورطين فيها.
بكل المقاييس حدث اليوم هو حدث تاريخي.
حليم عباس