سمعنا زمان أن الطالب في الصين يدخل الجامعة من غير شهادة ويتخرج فيها أيضا من غير شهادة ... واليوم اين الصين واين من جعلوا من الامتحانات اكبر زوبعة في ( فنجال ) ؟!

وزراء التربية عندنا خاصة بعدما تدحرج التعليم الي أسفل السلم وأركان حربهم ومكاتب التعليم ومدراء المدارس والمعلمون وأولياء الأمور وعامة الجمهور كل هؤلاء البشر لديهم غرام وهيام وحب جارف للامتحانات يبذلون من أجلها كل مرتخص وغال ويسهرون فيها الليالي الطوال كأنما هم جميعا تقمصوا شخصية الشاعر العربي الفيلسوف ( المتنبي ) الذي وصف حاله من السهر كما هو مجسد في هذا البيت :
ليالي بعد الظاعنين شكول .

. طوال وليل العاشقين طويل .
المهم أن عشق المتنبي لمحبوبته ربما يقل عن عشق من ذكرناهم آنفا للامتحانات تلك الامتحانات التي عندما يحين موسمهما لا يعلو صوت علي معركتها فتبدأ حملة جمع الرسوم ( الاتاوات ) في وقت مبكر ولا يستثني من ذلك الطلاب الفقراء بل يتم التضييق عليهم والتشهير بهم أمام زملائهم ومن يعجز في النهاية عند الدفع يحرم من الامتحان مع أن دستور البلاد يؤكد صراحة علي مجانية التعليم علي الاقل في مرحلة التعليم العام ومعني هذا يقول لنا الدستور لا داعي لفرض رسوم علي الامتحانات قلت أو كثرت !!..
عندما يحين موسم الهجرة للامتحانات يصبح مكتب الوزير مثل خلية النحل وكذلك مكتب الوكيل ومكاتب كبار المسؤولين بالوزارة ويصبح مكتب الامتحانات في حالة طواريء وأمامه مهمة التدقيق في البيانات والكشوفات لاستخراج ارقام الجلوس لطلاب منهم من نزح ومن لجأ لدول الجوار ومنهم من يبحث عن لقمة تقيم اوده أو جرعة دواء وشربة ماء ومنهم من أصبح بلا عنوان والوزارة الهمامة لا يهمها هذا الخطب الجلل أنها فقط تريد رسوم لاستخراج ارقام جلوس لطلاب بعضهم ابتلعتهم المنافي وبعضهم كل همه أن يجد خيمة تحميه من خريف هذا العام الذي بدأ مبشرا وغيثه نزل مدرارا ( اللهم اجعلها امطار خير وبركه وعم بنفعها جميع المسلمين ) .
والطالب وهو ملاحق لدفع الرسوم يطارده الوالي بأن يخلي المدرسة التي احتمي بها بعد أن احتل الجنجويد بيته فهذا الوالي كل همه أن تفتح المدارس أبوابها في المواعيد المحددة حتي يقال عنه أنه ابن السودان البار قلبه علي التعليم وعلي الصغار !!..
منذ أن اندلعت الحرب اللعينة العبثية اكيد أن ضحاياها كثر وعلي رأسهم طلبة العلم وقد تهدمت مدارسهم وتشرد أولياء أمورهم ومعلموهم والبنية التحتية التعليمية باتت في عداد العدم ... كيف في ظل هذا الوضع المأساوي أن ندعي بأن لنا حكومة ودولة والحكومة سموها مجازا حكومة الأمر الواقع والدولة تمزقت أمام أعيننا وفشلنا جميعا في أن ننتزعها من انياب الطامعين سواء كانوا من الداخل أو من الإقليم أو من العالم !!..
الذي استغرب له أن السوداني المعذب وهو في حالة من الضعف وحتي الموسرين فقدوا بين ليلة وضحاها كل ما امتلكوا من شقاء السنين وباتت المعيشة بالنسبة لهم صعبة ومن اين لهم برسوم المدارس التي تتحكم فيها مافيا المدارس الخاصة وتتحكم فيها المعسكرات والدروس الخصوصية وهذه الدروس الخصوصية اكبر دليل علي أن المدارس حكومية وخاصة خاوية عند الصباح تقدم فيها المواد بصورة مملة رتيبة تجلب النعاس وتورث الفشل والبلادة وجيل منهزم لا يساهم في تنمية ولا تطوير بل يساهم في إنعاش سوق الموبايلات.
إن شاء الله سبحانه وتعالى سوف نعود لبلادنا ونرجو أن نعود بروح جديدة وان يكون من أولوياتنا اصلاح التعليم الحكومي المجاني وان تكون كوادر التعليم من الوزير الي الغفير من العناصر المهنية ولا داعي لإسناد منصب الوزير لأحزاب الفكة كنوع من الترضية واقتسام الكعكة وان يكون مرتب المعلم هو الاعلي في الدولة يفوق مرتب الرئيس المنتخب ديمقراطيا !!..
كل هذا الهراء وآلات الطباعة التي تخرج منها آلاف المذكرات من غير مراجعة أو تنقيح تباع للطلاب بواسطة المعلمين الذين اتخذوا من التعليم تجارة وبيع داخل المدرسة تحت بصر المسؤولين الذين لا يحركون ساكنا وقد اختلط الحابل بالنابل .
والملاحظ أن بعض المعلمين الذين ينشطون في التنقل مابين مدرسة واخري في أثناء اليوم الدراسي ويشتغلون بالدروس الخصوصية هم الأكثر نعاسا في المدرسة وفي الأمسيات عندما يبدأ عملهم الخاص تدب فيهم الروح لم لا فهنا العطاء جزيل وقد كون كل منهم لنفسه لقبا علميا يجعله يسكن القصور ويركب افخم السيارات فهذا اديسون وذاك طه حسين ومنهم احمد زويل واوسكار وايلد وانشتاين وفارادي وجان جاك روسو وغيرهم من العلماء والأدباء والمفكرين !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من غیر شهادة

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!



كان الهدف الأساسى من دخول القطاع الخاص فى الإستثمار فى مجال التعليم، هو المعاونة فى تنفيذ السياسات التعليمية طبقاَ لخطة الدولة  وكانت المشاركة تعتمد على أن هذه المؤسسات التعليمية الخاصة، غير قاصدة للربح  وبالتالى نالت هذه المؤسسات والشركات إستثناءًا فى القانون بأن لا تتحمل أية أنوع من الضرائب العامة أو النوعية على نشاطها، وكانت المدارس والمعاهد الخاصة فى عصور غير بعيدة أى فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات هى مقصد الطلاب ذوى القدرات المالية القادرة وفى نفس الوقت القدرات الفنية والعقلية الأقل كان ينظر للتلميذ الذى يقصد التعليم الخاص بأنه تلميذ (خائب ) لا يستطيع أن يجد له مكاناَ فى التعليم العام أو كما كان يسمى ( التعليم الميرى ) حيث كان التعليم فى مدارس الحكومة  شىء تتباهى به الأسر المصرية، ولعل بعض أسماء المدراس التى نقف لها ونشير إليها بالبنان  مثل الإبراهيمية والخديوية، والسعيدية، وكذلك مدرسة الفسطاط أو عمرو بن العاص، ومدرسة السنية للبنات، هذه المدارس كانت أسمائها وطلابها شىء مميز فى النشاط التعليمى المصرى، وتخّرج من هذه المدارس قادة ورواد مصر فى كل مناحى الحياة حتى فى الرياضة الأكثر شعبية ( كرة القدم ) كانت الخماسيات التى تجرى بين تلك المدارس لنيل كأس المدارس الثانوية  أهم بكثير من كأس "مصر"، الذى لا نسمع عنه شيئاَ اليوم وسط أندية رياضية محترفة فى اللعب وفى نشاط كرة القدم، ومع ذلك كانت المدارس الخاصة المنافسة فى هذا العصر، لها أسمائها مثل "فيكتوريا كوليج"، ومثل ( دى لاسال ) ومثل ( السكركير ) ( والميريدديه ) " والفرانشيسكان " وغيرهم من مدارس محترمة، قام على إدارة هذه المدارس سواء عامة ( أميرى ) أو خاصة أسماء لامعة فى عالم التربية والتعليم  وكان يقصد هذه المدارس الخاصة شباب وبنات من مصر والعالم العربى  ولا ننسى أن بعض قادة الدول العربية هم خريجى هذه المدارس مثل الملك حسين بن طلال(ملك الأردن) ( رحمه الله عليه ) خريج فيكتوريا الإسكندرية وكان متزاملًا مع الفنان عمر الشريف هكذا كانت المدارس، نجوم لامعة فى عالمنا العربى،  واليوم نسمع عن مدارس يتعارك فيها الملاك بالأسلحة البيضاء بل ويضرب الرصاص، شيء من الفزع يصيب الطلاب والسكان، أثر بلطجة أصحاب المدارس الجدد.
ولكن كيف بدأت هذه الأخلاقيات تغزوا مجال التعليم فى مصر ؟
هذا سؤال يجب توجيهه للقادة والسادة العاملين فى نشاط التعليم، لا يمكن أبداَ السكوت على هذا المستوى المتدنى من التربية والأخلاق، وكذلك من الجشع والإبتزاز، وعدم ملائمة الظروف التى تمر بها البلاد فى مجال التعليم ولعل عودة الدولة عن رفع الإستثناء فى الضرائب على هذه المدارس للقناعة لدى الإدارة والمشرعين فى بلادنا أن هذه الشركات والمؤسسات التعليمية الخاصة حادت عن أهداف إنشائها وبالتالى أصبحت مؤسسات تتاجر فى العقول وتربح دون حساب، وبالتالى هذه المظاهر التى تتناقلها وكالات الأنباء عن مستوى إحدى مدارسنا الخاصة التى كانت محترمة !! وما زلنا فى إنتظار الوزير المسئول عن التعليم، لكى يخرج من الكهف ليدلى ببيان حول هذه الوقائع، وما هى التدابير التى ستتخذها (الوزارة المحروسة) لعدم حدوثها مستقبلًا !!
وما هى خطة الوزارة المعنية بالتربية قبل التعليم، إذا جاز لنا أن نربى فقط الأخلاق ونحافظ عليها، بلا تعليم، بلا نيلة.

مقالات مشابهة

  • تغيير الوزير ووفاة نائبه وتعديل خريطة القيادات.. أحداث هزت وزارة التعليم في 2024
  • طلبة مدارس في دلهي يرسلون تهديدات بالقنابل لتأجيل الامتحانات
  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
  • مدير التعليم بقنا يُكرم الطالب يوسف أحمد الحاصل على المستوى الأول بمسابقة مصر في عيون أطفالها
  • «التعليم» تحدد آخر موعد لتسجيل وتسليم استمارة الصف الثالث الإعدادي في المدارس
  • قبل امتحانات نصف العام.. خبير تربوي يحذر الطلاب والأهالي من هذه الأخطاء
  • وزير التعليم العالي يوجه بعدم فتح القبول للمؤسسات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان
  • التعليم: وضع (۳) امتحانات مختلفة لصفوف النقل بالفصل الدراسي الأول
  • كيف يتجنب طلاب المدارس متحور كورونا الجديد قبل الامتحانات؟
  • 11 طالبا بكفر الشيخ يحصدون ميداليات ذهبية وفضية ببطولة المدارس للمصارعة الرومانية