نشرت مجلة “نيو لاينز” الأمريكية، الاثنين، تقريرًا حمل عنوان “طائرات الحوثيين المسيرة الرخيصة تستنزف خزائن البنتاغون”. وجاء فيه أنه “في حين يبحث الجيش الأمريكي عن بديل غير مكلف، فَــإنَّه ينفق مئات الملايين من الدولارات لمحاربة الهجمات منخفضة التكلفة”.

وأشَارَ التقرير إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر أرسلت القوات المسلحة اليمنية “طائرة بدون طيار منخفضة التكلفة عبر البحر الأبيض المتوسط إلى المجال الجوي فوق تل أبيب، فانفجرت على ارتفاع منخفض للغاية، وأسفر الهجوم عن مقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن 10 آخرين”.

واعتبر أن “الأضرار التي سببها هذا الهجوم على تل أبيب تظهر جانب نقاط الضعف في الحرب غير المتكافئة، على وجه التحديد، تظهر كيف يمكن للطائرات بدون طيار الرخيصة والمرتجلة أحياناً اختراق أنظمة دفاعية متطورة ومكلفة”.

وَأَضَـافَ أن الجيش الأمريكي لا يزال منذ ما يقارب العام منخرطًا في ما وصفه بـ”حرب طويلة ومكلفة” غير متكافئة في البحر الأحمر وخليج عدن، مُشيراً إلى أن “حاملات الطائرات الأمريكية وسفنها الداعمة وأجنحتها الجوية وأصولًا أُخرى أنفقت ذخائر بملايين الدولارات بمعدل يومي تقريبًا، وهي التكلفة التي تجاوزت الآن أكثر من مليار دولار، وَفْـقًا لوزير البحرية كارلوس ديل تورو”.

وقال إنه “على الرغم من مزاعم البنتاغون بأن هذه الجهود من شأنها أن تعطل وتضعف قدرات الخصم، فَــإنَّ القتال لا يُظهر أية علامات على نهايته، في حين تستمر تكلفته في الارتفاع”.

ونقل التقرير عن وكيل وزارة الحرب الأمريكية لشؤون المشتريات والاستدامة ويليام لابلانت قوله خلال شهادته أمام لجنة فرعية بمجلس الشيوخ في مايو الماضي: “إذا كنا نسقط طائرة بدون طيار أحادية الاتّجاه بقيمة 50 ألف دولار، بصاروخ قيمته 3 ملايين دولار؛ فهذه ليست معادلة تكلفة جيدة”.

واعتبر التقرير أن ضعف أداء الجيش الأمريكي في المواجهة مع اليمن يعود لعدة أسباب منها: عدم مواكبة التطور في طبيعة الصراعات خلال السنوات الأخيرة، مُشيراً إلى أن القوات الأمريكية كانت تركز من قبل على “مواجهة العبوات الناسفة المرتجلة، وخطر الهجمات الانتحارية المفاجئة أَو الكمائن، وليس أسراب الطائرات بدون طيار أَو الصواريخ”.

ونقل التقرير عن جيمس باتون روجرز، المدير التنفيذي لمعهد كورنيل بروكس للسياسة التكنولوجية، قوله: إن “الحروب التي خاضتها القوى بعد الحرب الباردة كانت في أغلبها ضد أُولئك الذين لم يمتلكوا قدرات هجومية جوية تشكل تهديداً، وبالتالي أصبح الاستثمار في هذا المجال أقل أهميّة، وبدلاً عن ذلك، كانت العبوات الناسفة البدائية هي السلاح الذي يجب التغلب عليه”.

وذكر التقرير أنه في ديسمبر الماضي، وبعد مرور أكثر من عام على الحرب في أوكرانيا وشهرين على القتال في البحر الأحمر، صرح وكيل وزارة الحرب الأمريكية لابلانت بأن “الولايات المتحدة بحاجة إلى أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار على نطاق واسع”، وقال: “نحن بحاجة إلى الكثير منها، أيًّا كانت – حركية أَو غير حركية”.

ولكن بحسب التقرير “في صيف عام 2024، لا يزال الجيش يعتمد على نفس أدوات الدفاع الجوي الباهظة الثمن، وتشمل هذه الصواريخ أرض-جو والأسلحة المحمولة على الطائرات المقاتلة والتي يمكن أن تكلف عدة ملايين من الدولارات لكل ضربة”.

ونقل التقرير عن لابلانت قوله في فبراير الماضي: إن “ميزانية البنتاجون لجهود مكافحة الطائرات بدون طيار تم إنشاؤها في معظمها قبل غزو أوكرانيا. ويحتاج البنتاجون إلى مزيد من المرونة في التعامل مع المخصصات فيما يتعلق بالتهديدات المتغيرة”.

وبحسب التقرير فَــإنَّ “القيادة المركزية الأمريكية تتكتم على الذخائر المحدّدة المستخدمة في مهام الاعتراض اليومية تقريبًا ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ، ومع ذلك، فقد اعترفت البحرية بأنها أطلقت صواريخ قياسية من طراز (إس إم -2) وَ(إس إم -6) وَ(إس إم-3) لإسقاط الطائرات بدون طيار، ويمكن أن تتراوح تكلفة هذه الصواريخ من 2 مليون دولار إلى 27.9 مليون دولار للقطعة الواحدة، بحسب الطراز والنسخة”.

وأضاف: “لا تعلنُ القيادة المركزية الأمريكية عن الذخائر المستخدمة لكل ضربة أَو اعتراض، لكن نظرة متحفظة على التكاليف تضعها بأكثرَ من مليون دولار لكل عملية إطلاق”.

وأشَارَ التقرير إلى أن “البحريةَ الأمريكية أكّـدت هذا الشهر أن مجموعة حاملة الطائرات آيزنهاور، التي تولت زمام المبادرة في أدوار الاعتراض في معظم فترة الصراع في البحر الأحمر، أطلقت 155 صاروخًا قياسيًّا من سلسلة (إس إم) بالإضافة إلى 135 صاروخ كروز من طراز توماهوك (حوالي 2 مليون دولار لكل صاروخ)، وهذا يزيد عن نصف مليار دولار منذ انتشار مجموعة حاملة الطائرات آيزنهاور في المنطقة في أُكتوبر، وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت الطائرات المخصصة للمجموعة الضاربة420 صاروخًا جو-أرض و60 صاروخًا جو-جو، ولم توضح البحرية ما تم استخدامه على وجه التحديد، لكن قائد حاملة الطائرات (آيزنهاور) أشار سابقًا إلى ترسانة تضم صواريخ جو-أرض من طراز (إيه جي إم 114) وتكلفتها حوالي 150 ألف دولار لكل صاروخ”.

واعتبر التقرير أنه “إذا كان من الصعب القضاء على الخطر الذي تشكله مجموعة واحدة لديها القدرة على الوصول إلى الذخائر الرخيصة، فَــإنَّ هذا الربيع سلط الضوء على مدى التكلفة التي قد يترتب على شن هجوم واسع النطاق من قبل دولة قومية، ففي أبريل، أطلقت إيران وشركاؤها الإقليميون أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ كروز وباليستية باتّجاه “إسرائيل”؛ رَدًّا على هجوم إسرائيلي على موقع دبلوماسي إيراني في سوريا.. ومرة أُخرى، التزم الجيش الصمت، لكن سربين من القوات الجوية أسقطا أكثرَ من 80 طائرة بدون طيار في ذلك اليوم باستخدام صواريخ جو-جو بتكلفة 472 ألف دولار تقريبًا لكل صاروخ، وهذا يزيد عن 35 مليون دولار. وقد كان هذا مُجَـرّد عُنصر واحد من استجابة عسكرية أوسع نطاقًا، في عُطلة نهاية أسبوع واحدة فقط. وعلى النقيض من ذلك، ورغم صعوبة التأكّـد من الأرقام الدقيقة، ربما لم تنفق الجمهورية الإسلامية أكثرَ من 50 مليون دولار على الهجوم من حَيثُ تكاليف الذخيرة الصرفة”.

وقال التقرير إنه “حتى لو تمكّن الجيشُ من العثور على أسلحة أرخصَ واختبارها وإنتاجها بسرعة، بحيث تحل محل الأسلحة الباهظة الثمن الموجودة في الخدمة حَـاليًّا، فَــإنَّ نشرها في الخدمة يشكّل مسألة مختلفة تماماً؛ لأَنَّ اللوجستيات اللازمة لمثل هذا الإصلاح سوف تستغرق وقتاً طويلاً”.

وَأَضَـافَ أنه “في حين يسارع البنتاجون إلى الحصول على أدوات أكثر فعالية من حَيثُ التكلفة لمكافحة أسراب الذخائر الرخيصة القابلة للتصرف، هناك خطر يتمثل في ظهور تكتيكات أَو أسلحة جديدة فجأة لم تستعد لها الولايات المتحدة وحلفاؤها”.

ونقل التقرير عن الباحث روجرز قوله إنه “من المرجح أن تظهر خصائصُ أكثرُ استقلاليةً في الطائرات بدون طيار المعادية، ويمكن استخدام أسراب أكبر لمحاولة التغلب على الدفاعات الجوية، وقد تصبح الأسلحة الرخيصة أكثر دقة”.

وأضاف: “يمكن للولايات المتحدة وحلفائها تطويرُ مضادات أحدثَ، لكن تكتيكات الخصوم ستستمر في التطور.. إنها لُعبة القِطِّ والفأر القديمة بين الهجوم والدفاع، وهي لعبة تتطور باستمرار ولن يتم حلها بين عشية وضحاها.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الطائرات بدون طیار طائرة بدون طیار ملیون دولار ف ــإن إلى أن

إقرأ أيضاً:

عن طريق الخطأ.. بنك أمريكي يودع 81 تريليون دولار في حساب أحد عملائه

أودع مصرف "سيتي غروب" الأمريكي عن طريق الخطأ 81 تريليون دولار في حساب أحد عملائه، بدلاً من 280 دولاراً، على ما أفاد تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" الجمعة.
وقد حدث هذا التحويل المالي الخاطئ في أبريل الفائت، بعد أن أخفق في رصده موظف مسؤول عن الدفعات وموظف آخر مسؤول عن التحقق من صحة المعاملات قبل الموافقة عليها، وفق المصدر ذاته.
أخبار متعلقة صور| الفوانيس تُزيّن ميادين وشوارع جدة بمناسبة رمضانثبوت في أستراليا وتعذر بماليزيا.. رؤية هلال رمضان حول العالموتمكّن موظف ثالث في البنك من اكتشاف الدفعة بعد 90 دقيقة من تحويلها.وجرى عكس عملية التحويل بعد ساعات، وفق تقرير داخلي اطلعت عليه الصحيفة. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } التحويل المالي الخاطئ في أبريل الفائت - مشاع إبداعي
خطأ في إدخال البيانات
وذكر التقرير أن تحويل هذا المبلغ جاء بسبب خطأ في إدخال البيانات ونظام نسخ احتياطي بواجهة مستخدم غير ملائمة.
وقال المصرف لوكالة فرانس برس إن دفع هذه الأموال لم يكن ليحصل على أي حال لأنه لا يملك هذا المبلغ.
وذكر "سيتي غروب" في رسالة بالبريد الإلكتروني الجمعة أن "ضوابط التحقيق (الخاصة به) حددت بسرعة خطأ في التحويل بين حسابين في المصرف وقمنا بعكس الإدخال".
وأشار المصرف إلى أن آلياته "كانت ستمنع أيضا خروج الأموال من البنك".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } التحويل المالي الخاطئ في أبريل الفائت - مشاع إبداعي
وأضافت المؤسسة "بينما لم تكن هناك عواقب على البنك أو عميلنا، فإن هذه الحلقة تسلط الضوء على جهودنا المستمرة لمواصلة القضاء على العمليات اليدوية وأتمتة الضوابط".
وأخطر "سيتي غروب" السلطات المالية الأميركية بالدفعة الخاطئة، متحدثا عن "حادث كاد أن يؤدي إلى وقوع خطأ"، بحسب مصدر نقلت عنه صحيفة "فاينانشال تايمز".
في يوليو 2024، فرض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) والهيئة التنظيمية المصرفية OCC على البنك غرامة قدرها 135,6 مليون دولار بسبب قصور في التحقيق بالضوابط الداخلية وإدارة المخاطر.
واعتبرت الهيئتان التنظيميتان أن البنك النيويوركي فشل في الوفاء بالالتزامات التي قطعها في إطار اتفاق تم التوصل إليه مع السلطات الأميركية في عام 2020، والذي ينص على دفع غرامة أولية قدرها 400 مليون دولار.

مقالات مشابهة

  • طائرات بدون طيار مجهولة تحلق في سماء لحج
  • تركيا تحطم أرقاما قياسية بعدد الطائرات الخاصة
  • عدد قياسي لرجال الأعمال أصحاب الطائرات الخاصة في تركيا
  • سياسي إريتري: العمليات اليمنية بددت الهيمنة الأمريكية البحرية
  • خطأ كارثي.. مصرف أمريكي يودع 81 تريليون دولار في حساب عميل
  • إصابة سبعة أشخاص على الأقل بعد هجوم بطائرة بدون طيار على منشأة طبية في خاركيف
  • القبض على أمريكي متهم في تفجير عام 1982 بعد أكثر من أربعة عقود
  • أصداء محرقة طائرات (إم كيو-9) في اليمن تكسرُ حاجزَ الصمت الأمريكي الرسمي
  • مصرف أمريكي يودع 81 تريليون دولار في حساب عميل بالخطأ
  • عن طريق الخطأ.. بنك أمريكي يودع 81 تريليون دولار في حساب أحد عملائه