اجتمع الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، مع أعضاء مجلس إدارة غرفة صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل والمستلزمات الطبية وأعضاء الجمعية العمومية، وذلك بمقر اتحاد الصناعات المصرية، لبحث أوجه التعاون بين الهيئة والغرفة لضمان ضخ المستحضرات المختلفة بالسوق المصري وأهمية استمرار العمليه الإنتاجية بالمصانع بشكل مستمر.


وتم خلال الاجتماع مناقشة عدد من التحديات التي تواجه الشركات المختلفة وسبل التعاون المشترك بين الجانبين، وكذلك تشجيع وزيادة الاستثمارات الدوائية، وأهميتها في ضوء سعي الهيئة لتعزيز وتيسير إجراءات دعم الاستثمار، بما يسهم في زيادة النمو الاقتصادي، وتقليل الفاتورة الاستيرادية.

كما تطرقت المناقشات إلى سبل توطين الصناعة بحيث يساهم ذلك في تخفيض الفاتورة الاستيرادية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من مختلف المستحضرات الدوائية، وكذلك سبل دعم الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر وخاصة الجادة منها.

وتم خلال الاجتماع مناقشة أنشطة الغرفة والجمعية العمومية، والجهود المبذولة من قبل الهيئة والغرفة لتذليل العقبات التي تواجه القطاع الدوائي في مصر، ومقترحات حماية وتطوير صناعة الدواء المحلي، وكذلك التعاون الجاري بين الهيئة والغرفة لنجاح عملية تدريب طلبة كليات الصيدلة بسنة الامتياز.

كما ناقش الاجتماع أهمية التكاتف لتطوير القطاع الدوائي المصري، والحرص دومًا على تحقيق المنفعة العامة لكافة الأطراف المعنية بالشأن الدوائي، والحفاظ على حقوق المواطن في الحصول على دواء آمن وفعال وبجودة عالية.

يأتي ذلك في ضوء حرص الهيئة على تعزير التكامل بين القطاعات المختلفة، ودعم قطاع الصناعة الدوائية، وتقديم كافة سبل الدعم في ظل التحديات التي تواجه قطاع الدواء بمصر، وكذلك حرص الهيئة على زيادة الصادرات المصرية من المستحضرات الطبية.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

تحديات صناعة الكتب في الوطن العربي


لم تعد صناعة الكتب من الصناعات البسيطة، إذ أصبحت صناعة معقدة، وذلك في ضوء إضافة روافد جديدة للمعرفة، تتمثل في النشر عبر شبكة الإنترنت بصور متعددة، فلم يعد الكتاب قاصرا على الشكل التقليدي، وإنما أضيفت إليه أشكال أخرى، منها الكتاب الإلكتروني، والكتاب الصوتي، والكتاب التفاعلي.
من هنا تأتي أهمية كتاب "الناشر المحترف" الذي أصدره اتحاد الناشرين العرب عن الدار المصرية اللبنانية، ويقدم فيه مؤلفه الدكتور خالد عزب "مداخل أساسية لصناعة النشر"، ويلقي فيه الضوء على واقع صناعة الكتاب في الوطن العربي، مع الربط بالإحصاءات العالمية والتجارب الناجحة في الدول الأخرى، بما يمثل إضاءة مفيدة للكاتب والناشر العربيين، يجعلهما على معرفة كافية بالتطورات التي تحدث في العالم في هذه الصناعة.
قدَّم للكتاب محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب الذي أشار إلى أن صناعة النشر تمر بمرحلة حرجة في الوقت الراهن، وهو ما يجعلها في منطقة بين الانطلاق والتعثر، نتيجة عاملين مهمين؛ العامل الأول تراجع الكتاب التعليمي التقليدي الذي كان يعتمد عليه نهوض الكتاب العربي، وذلك لاعتماد الجامعات على الكتاب الرقمي، والعامل الثاني هو التحول السريع إلى فضاء النشر الرقمي. ولذلك ينبه "رشاد" إلى أهمية المراجعة الشاملة، خاصة مع أزمة كورونا التي تلتها الحروب الأخيرة، ولذا فإن الناشر يحتاج إلى التفاعل مع المتغيرات المتسارعة، خاصة أن دور النشر الأجنبية تشارك في المنافسة على السوق العربية للكتاب.
ويختم "رشاد" بأن اتحاد الناشرين العرب يدرك التحديات التي يمر بها الكتاب العربي؛ لذلك طرح على مائدة البحث مجموعة من الأفكار والمشروعات التي سيتم إطلاقها، ومنها ما يتعلق بالتدريب المهني حول صناعة النشر.
ويوضح المؤلف الدكتور خالد عزب خطوات نشر الكتاب، بدءا من اختياره، مرورا بتحريره وتصميمه وإتاحته عبر عدة وسائط، وما تتضمنه عقود النشر. وأثناء ذلك، يتطرق إلى أهمية ابتكار عنوان ممتع وجذاب وساحر وغير متكرر، فأول ما يسترعي انتباه القارئ ثلاثة أشياء، هي: العنوان، والغلاف، وظهر الكتاب. ويقدم "عزب" نصائح مهمة حول الوصول إلى عنوان متميز للكتاب، حيث إن هذه العملية تحتاج إلى عصف ذهني للوصول إلى عنوان قصير وجذاب. ثم يأتي العنوان الفرعي، وهو أطول من العنوان الرئيسي، لكنه يساعد القارئ في فهم موضوع الكتاب، ويعد الرسالة التسويقية الأولى له. وأما فيما يخص الأغلفة، فإن الأمر يحتاج إلى تدريب جيد على هذه الصناعة، خاصة بعد القفزات التي تحققت فيها بفضل النشر الإلكتروني. ومن المهم أن يكون لدينا في الوطن العربي محترفون في هذا المجال، وألا يقف الأمر عند الهواية.
ويشير الدكتور خالد عزب إلى أن قرار نشر الكتاب من أكثر القرارات صعوبة في هذا العصر، لذلك فإن اختبار مدى استجابة القراء للكتاب أمر مهم، لضمان التوزيع الجيد، ولذلك فإن إتاحة الكتاب بصورة رقمية تسمح بإمكانية معرفة مدى تقبل الجمهور، لتكون الخطوة التالية هي قرار إصدار الكتاب في صورته الورقية.
ولا يغفل المؤلف عن بيان أهمية العلامة التجارية لدار النشر، إذ تمثل رأسمال الدار، وتتضمن: اسم الدار، والشعار الخاص بها "اللوجو"، إضافة إلى العبارة المختصرة التي تعبر عن شخصيتها وتوضح طبيعة موضوعات الكتب التي تنشرها. وإذا كانت الدار حريصة على نشر كتب جيدة، فإن القارئ الذي يشتري كتابا صادرا عنها، سيبحث عن كتب أخرى أصدرتها الدار.
ويتطرق المؤلف إلى مسألة نشر المحتوى عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومنها تقنية ChatGPT التي يمكنها إنشاء نصوص لا تختلف عن النصوص التي يكتبها البشر، ولذلك تدور الهواجس حول إنشاء أخبار مزيفة عن طريق هذه التقنية، أو التأثير على العديد من الوظائف، ومنها المحررون والمصممون، إضافة إلى مؤلفي الكتب. لكن ما يبعث على الاطمئنان، أنه لا يوجد خلاف على أن الآلة لا يمكنها أن تتفوق على القدرات الإنسانية، فالبشر هم القادرون على الإبداع والتفكير وإنتاج الفلسفة والعلم. وهذه التقنية لا تمتلك ما لدى الأديب من خيال يمكنه من بناء الرواية وتطويرها.
ولا يتوقف الدكتور خالد عزب عن رصد التغيرات التي طرأت في مجال نشر الكتب، فيشير إلى "الكتاب التفاعلي" الذي يمثل نوعا من الحوار بين الكتاب والنص، إذ بإمكان القارئ التفاعل مع الكتاب، من خلال اللمس والارتباطات التشعبية وميزات التعليقات التوضيحية النصية. ورغم ذلك فإن هذا النوع من الكتب، يفتقد جانبا يتميز به الكتاب المطبوع، وهو أن القارئ يتفاعل معه من خلال التعليقات في المساحات الفارغة، ووضع خطوط تحت كلمات محددة تدل على اهتمامه بها أو توقفه عندها. ولكن يبقى أن لكل من الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني ميزات مختلفة في التفاعل.
وما زال نشر الكتاب التفاعلي محدودا في الوطن العربي، رغم ما يوفره من عناصر تتيح تجربة فريدة للقارئ، إذ يضم مقاطع فيديو وروابط صوتية. كما يتمكن المستخدم من النقر على الفصل الذي يريد الاطلاع عليه، أو البحث عن كلمات أو عبارات محددة داخل النص. ويتاح له- أيضا- الاستماع إلى الكتاب صوتيا، أو إلى تسجيلات للمؤلف، ويتمكن- كذلك- من مشاهدة الرسوم البيانية والوثائق والصور في المواضع المتعلقة بها، وتتحقق للقارئ ميزة تكبير الصورة للاطلاع على التفاصيل. كما يتم تزويد الكتاب بنوافذ منبثقة، حيث تظهر عناصر يمكن النقر عليها، أو يظهر كائن يحوم القارئ حوله، مما يجعل القراءة تشبه السباحة في الكتاب والاستمتاع بالغوص في أعماقه.
ويمكن أن يمثل الكتاب التفاعلي متعة مضاعفة للطفل، وهو ما يجب الانتباه له في الوطن العربي، خاصة فيما يتعلق بالربط بين النص والصوت، وشرح معاني الكلمات بالصور، ولذلك لا بد من دراسة التجربة العاطفية للأطفال مع الكتب التفاعلية.
ويعد الكتاب الصوتي أحد صور طرح الكتب على شبكة الإنترنت، فقد أصبح هذا النوع يجذب الفئة العمرية بين 18 و29 عاما، ولهذا النوع مزاياه، فبالإمكان الاستماع للكتاب أثناء السفر أو الطبخ أو الاسترخاء في نهاية يوم مزدحم. وقد صارت الكتب الصوتية من وسائل التعلم غير المباشر. ولذلك يدعو المؤلف إلى استغلال هذه الفرصة في تقليل الفجوة بين الأجيال الشابة والأدب العربي الكلاسيكي، وذلك عن طريق إتاحته بهذه الصورة الرقمية، فيمكن إتاحة قصائد البحتري وامرئ القيس وأحمد شوقي وأدب طه حسين والعقاد وكتابات حمد الجسر، وغير هؤلاء الأعلام.
الكتاب مليء بالأفكار التي تدعو الناشرين إلى تطوير هذه الصناعة لتكون مواكبة للتحديثات المستمرة التي طرأت عليها، وللوصول إلى جمهور أكبر اختلفت ذائقته، وتنوعت الوسائل التي يتعامل معها، ولا شك أن في هذا مكسبا للطرفين، إذ يجد الجمهور ما يحتاج إليه، ويحل الناشر مشكلة نقص القاعدة الجماهيرية للكتاب الورقي.
[email protected]

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة الدواء المصرية يستقبل ممثلي شركة أسبن الدولية
  • هيئة الدواء تقيم حفل تكريم للدكتور أيمن الخطيب نائب رئيس الهيئة السابق
  • رئيس هيئة الدواء: ملتزمون بدعم المبادرات الإقليمية لتعزيز الاكتفاء الذاتي الدوائي في إفريقيا
  • الأنسولين المصرى حلم يتحقق
  • تحديات صناعة الكتب في الوطن العربي
  • هيئة الدواء: لدينا مخزون استراتيجي قوي من الخامات
  • هيئة الدواء: لدينا مخزون استراتيجي قوي من خامات صناعة الأدوية
  • مساعد رئيس هيئة الدواء: لدينا مخزون استراتيجي قوي من خامات صناعة الأدوية
  • رئيس هيئة الدواء: «منظومة التتبع الدوائي» تكافح الغش والتهريب الدوائي
  • خلال الدورة 156 للمجلس التنفيذي.. ماذا قال مدير "الصحة العالمية" عن هيئة الدواء المصرية؟