مسؤول أممي: الكثير من الأبرياء سيموتون ما لم تتم زيادة كميات المساعدات إلى دارفور
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
أعرب طوبي هارورد، نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان (دارفور) عن خشيته من أنه مع استمرار الحرب فإنهم سيرون الكثير من الأبرياء في دارفور يموتون من سوء التغذية وأمراض أخرى يمكن الوقاية منها، ما لم تتم زيادة كميات المساعدات التي تعبر الحدود من تشاد وتلك التي تأتي عبر خطوط التماس من بورتسودان.
جاءت تصريحات هارورد في مؤتمر صحفي عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الاثنين، وشارك فيه عبر الفيديو من تشاد للحديث عن زيارته الأخيرة لدارفور، حيث قضى هناك أسبوعين مع فريق أممي، بهدف استكشاف إمكانية إعادة تأسيس وجود ثابت ودائم للأمم المتحدة في دارفور، والتحدث مع السلطات المحلية هناك.
وقال المسؤول الأممي إنهم التقوا عشرات الآلاف من النازحين في زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور وجبل مرة والمناطق المحيطة به، "وهي واحدة من المناطق التي يصعب الوصول إليها في دارفور". وأشار إلى أن أولئك النازحين فروا من القتال الذي اندلع مؤخرا في الفاشر، وأيضا من معارك سابقة في جميع أنحاء دارفور، فضلا عن نازحين جاءوا من الخرطوم ومناطق أخرى في شرق البلاد.
وأضاف: "الوضع يائس للغاية. أبلغنا قادة مخيم (النازحين) في زالنجي أن بعض النازحين يقتاتون على أوراق الأشجار وقشور الحبوب وبقايا الفول السوداني كي يبقوا على قيد الحياة. وقالوا إن ما بين ثلاثة وخمسة أطفال يموتون كل يوم، على الرغم من أننا غير قادرين على تأكيد هذه الأرقام بشكل مستقل".
فصول تتحول لمراكز إيواء
نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان (دارفور) قال إن النازحين الذين التقاهم في جبل مرة كانوا يتوسلون للحصول على مواد المأوى الأساسية مثل الأغطية البلاستيكية وحصائر الأرضيات والبطانيات والناموسيات، بالإضافة إلى الطعام والتغذية والإمدادات الطبية.
وأضاف "هناك 70 نازحا يعيشون في فصل دراسي واحد. وبالطبع، كل الفصول الدراسية مكتظة (بالنازحين). توقف التعليم منذ زمن طويل".
وأفاد بأنهم تلقوا تقارير من منظمة أطباء بلا حدود، والهيئة الطبية الدولية، وعدد من المنظمات غير الحكومية الأخرى، تقول إن "أعدادا كبيرة من الأطفال والأشخاص المعرضين للخطر يموتون في المناطق التي يصعب الوصول إليها عندما لا يتمكنون من الوصول إلى العيادات والمستشفيات القليلة التي تعمل".
مؤشرات إيجابية
وتحدث المسؤول الأممي عن بعض المؤشرات الإيجابية مشيرا إلى أن العديد من النازحين قالوا إنهم يشعرون بالأمان في جبل مرة في المناطق الخاضعة لسيطرة حركة وجيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور. وأضاف: "المجتمعات المضيفة تقوم بعمل رائع، حيث تتقاسم القليل من الطعام الذي لديها مع السكان المحليين والنازحين الجدد، على الرغم من أن مخزوناتهم من الطعام تتناقص بسرعة كبيرة جدا".
وأعرب عن أمله في أنه إذا كان الموسم الزراعي هناك ناجحا، فإن هذا من شأنه أن يقلل من أعداد الأشخاص الذين يقعون ضمن المرحلتين الخامسة والرابعة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي وفقا للتحديث الأخير الصادر في حزيران/يونيو.
وتطرق هارورد إلى تطور إيجابي آخر وهو الهدن المحلية حيث اتفقت سلطات الأمر الواقع المحلية وهي قوات الدعم السريع وحركة وجيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والميليشيات المحلية على هدنة بشأن طريق وصول "بالغ الأهمية" بين نيرتتي وزالنجي "ما يسمح الآن للناس بالسير على هذا الطريق والشعور بالأمان الكافي للقيام بالأنشطة الزراعية هناك".
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
البرهان يدعو الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات لتنفيذ القرارات الخاصة بوقف إدخال السلاح لدارفور
السودان – دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان الأمم المتحدة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور.
واستقبل البرهان بمدينة بورتسودان بشرقي السودان امس الإثنين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة.
وأكد البرهان، وفقا لبيان صادر عن إعلام مجلس السيادة، التزام السودان بالعمل المشترك مع الأمم المتحدة وبلورة رؤية مشتركة لمستقبل العمل في كافة المجالات.
وأشار البرهان إلى التزام حكومة السودان بحماية المدنيين، داعيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لممارسة الضغوط على قوات الدعم السريع وإدانة الانتهاكات التي تمارسها بصورة أكثر صرامة ووضوح.
وشدد “على ضرورة أن تتخذ المنظمة الدولية الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور ووقف الهجوم على مدينة الفاشر”.
ومن جانبه قال المبعوث الأممي في تصريح صحفي “لقد تناول اللقاء الأوضاع في السودان”.
وأضاف “أكدت خلال اللقاء انخراط الأمم المتحدة وتشجيعها للحل التفاوضي بشأن الأزمة في السودان”، موضحا أهمية تضافر الجهود من أجل مساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة والإسراع في العودة للأوضاع الطبيعية والتفرغ لعمليات إعادة البناء والإعمار.
وقال “إن الحرب استكملت قرابة العامين وأسفرت عن الكثير من الضحايا، وإن المنظمة الدولية تعمل جاهدة من أجل تقليص المدة الزمنية للحرب وتقليل عدد ضحاياها”، مؤكدا استعداد مؤسسات الأمم المتحدة لمزيد من التعاون مع السودان بغية التوصل لحل للأزمة السودانية ووقف معاناة الشعب السوداني.
وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد في 13 يونيو الماضي قرارا يطالب بأن توقف قوات الدعم السريع حصارها لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان، وهو الحصار المستمر منذ 10 مايو الماضي.
المصدر: وكالات