البحث عن 50 ألف باكستاني من العراق لليمن
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
مشاري الذايدي
كشفٌ خطير، ألقته علينا الأخبار، هو إعلان وزير الشؤون الدينية في باكستان، شودري حسين، حسبما نقلت عنه الصحافة الباكستانية أن نحو 50 ألفاً من الزائرين الباكستانيين، الشيعة، اختفوا في العراق خلال السنوات الماضية.
الأمر الذي أقرّ به مسؤولون عراقيون – تقريباً – وتحدّثوا عن الإيقاع بشبكات سطو وبلطجة، في العراق، من الجنسية الباكستانية السائبة مؤخراً.
هل يمكن أن يكون هذا التدفق المستمر، الزائد عدده، عبر السنوات، للزوار الباكستانيين للمزارات الشيعية بالعراق، أمراً مُخطّطاً له، تحت غطاء ديني، لتوزيع هؤلاء الرجال على «الجبهات» المحتاجة لهم؟!
نحن لدينا بالفعل لواء كامل صنعه الحرس الثوري الإيراني من الشيعة الباكستانيين باسم «زينبيون» شارك أفراده في الحرب السورية، بل في قلب دمشق بسوق الحميدية، وكانوا بئس الناس في التعامل مع أهالي دمشق.
في الفترة بين 2002 و2013 أنشأت إيران 54 جامعة طائفية للتوجيه والتكوين، وصل عدد الطلبة الباكستانيين، حسب تحقيق مهم لـ«الشرق الأوسط»، الدارسين في الجامعات الإيرانية أكثر من 35 ألف طالب.
كما أن التخطيط والتوجيه الإيرانيين لشيعة باكستان تبلور و«تعنقد» خطرهما، بعد وصول التيار الخميني للسلطة 1979، ولم تكتف إيران بالتعاون المذهبي والتعاطف الطائفي مع شيعة باكستان، بل اشتغلت على تحويل هذه الشريحة السكّانية لعنصر نفوذ وتخريب داخل باكستان.
تختلف تقديرات عدد الشيعة من الشعب الباكستاني، البالغ عدده حالياً حوالي 250 مليون، فالمتحفّظ يجعل النسبة 5 في المائة، والمبالغ يجعلها 20 في المائة، بل أكثر من ذلك حسب تقدير الباحث الأمريكي – الإيراني، وليّ نصر.
لكن أيّاً كانت النسبة، فهي خطيرة أن تُركت لشهوات وخطط الحرس الثوري الإيراني، ليس على باكستان وأمنها فقط، بل على العالم العربي، خصوصاً العراق وسوريا… واليمن أيضاً!
عملت إيران، خلال عقود، على احتكار وتوجيه الشيعة في باكستان، خصوصاً مع وجود مناخ توتّر طائفي يهدأ ويصعد كل حين، بين السنة والشيعة هناك، وكوّن رجال الحرس الثوري ميليشيات ومنظمات بباكستان، أهمّها: «سباه محمدية» و«حزب الله الباكستاني» و«قوة المختار» (مختار فورس).
بعد حرب عام 2006 أو حرب «النصر الإلهي» بلبنان، كما وصفها نصر الله، أرسل حزبه من لبنان مجموعة من أعضائه لتدريب العناصر الشيعية في باكستان، واختيرت منطقة باراتشنار القبلية المحاذية لأفغانستان مركز تدريب، ولاحقاً يُنقل المتدرّبون الجُدد لإيران ثم العراق بحجة زيارة العتبات. وكانت ميليشيات «العصائب» و«لواء أبو الفضل العباس» العباءة التي انضوى تحتها المقاتلون الباكستانيون.
تأسيساً على هذه الحقائق، فإن اختفاء 50 ألف عنصر شيعي باكستاني ليس مزحةً، بل عملٌ يجب الانتباه له، وفتح العيون جيّداً على العراق وسوريا… واليمن ومحيطه وما أدراك ما هناك!
المصدر: الشرق الأوسط
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحوثي العراق اليمن باكستان
إقرأ أيضاً:
إيران تنفي مقتل عناصر من الحرس الثوري في اليمن
بغداد اليوم - ترجمة
نفت وكالة تسنيم الإيرانية، المقربة من الحرس الثوري، اليوم السبت (5 نيسان 2025)، صحة التقارير التي تحدثت عن مقتل عناصر من الحرس الثوري الإيراني خلال غارة أمريكية استهدفت مواقع للحوثيين في اليمن، ووصفتها بأنها "جزء من حرب نفسية تهدف إلى دفع المنطقة نحو مواجهة شاملة".
وردّت وكالة تسنيم في تقرير لها ترجمته "بغداد اليوم"، على هذه التصريحات بنفيها القاطع لمقتل أي من عناصر الحرس، مؤكدة أن "أنصار الله في اليمن يقاتلون بشكل مستقل عن طهران"، مشيرة إلى أن القادة الإيرانيين قد شددوا مراراً على استقلالية جماعة أنصار الله (الحوثيين) في مواجهاتهم مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وكان وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، معمر الإرياني، قد أعلن في وقت سابق عبر منصة "إكس"، أن الغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت تجمعًا للحوثيين في منطقة "الفازة" بمحافظة الحديدة يوم الثلاثاء الماضي، أسفرت عن مقتل نحو 70 من القيادات الميدانية الحوثية وعدد من عناصر الحرس الثوري الإيراني.
وأوضح الإرياني أن الضربة استهدفت موقعاً يُستخدم في "التخطيط لهجمات إرهابية ضد السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن"، بحسب تعبيره.
وفي سياق متصل، نشر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مقطع فيديو مساء الجمعة يوثق إحدى الغارات الأمريكية ضد الحوثيين، وعلق قائلاً: "كان الحوثيون يتجمعون للتدريب على الهجوم، لكنهم الآن لن يتمكنوا من الهجوم مجدداً، ولن يستطيعوا إغراق سفننا مرة أخرى".