(وكالة أنباء العالم العربي) - نفى عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع مصطفى محمد إبراهيم اتهامات منظمات محلية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان بأن الدعم السريع قصف المدينة مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

وقال إبراهيم لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الاثنين "قواتنا في شمال دارفور وخاصة في مدينة الفاشر منذ أن بدأت المعارك تستهدف الفرقة السادسة مشاة التي تتبع للجيش السوداني، ولا تستهدف المواقع المدنية ولا حتى الأسواق ولا حتى المستشفيات.



"كل الاتهام هذا مردود إلى الذين صنعوه لأنهم يريدون أن يشغلوا الرأي العام بسبب الهزائم التي يتلقونها دائما من قواتنا".

كانت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، التي تتكون من مسعفين ومتطوعين، قد قالت يوم السبت إن 22 قتلوا وجرح آخرون في المدينة جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع.

وتفرض قوات الدعم السريع حصارا محكما على مدينة الفاشر منذ أسابيع في محاولة للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على أربع من أصل خمس ولايات في إقليم دارفور، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اجتياح المدينة التي تؤوي ملايين النازحين الذين فروا من مدن الإقليم المضطرب جراء الصراع.

واستقبلت الفاشر معظم سكان مدن نيالا والجنينة وزالنجي والضعين في أقاليم جنوب وغرب ووسط وشرق دارفور مع اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأضاف عضو المكتب الاستشاري لقائد الدعم السريع "قواتنا تستهدف فقط المواقع العسكرية التي تتبع الجيش السوداني والحركات المسلحة والمليشيات التابعة لهذه القوات المسلحة. أما بالنسبة للمواقع المدنية، فقواتنا الآن في وسط الفاشر، وهذه المواقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع فكيف لها أن تقصف هذه المواقع وهي تحت سيطرتها الآن؟".

وتابع قائلا "شمال وجنوب وشرق الفاشر تسيطر عليها قواتنا، وهذه المواقع التي يتهموننا (بقصفها) تحت سيطرة قوات الدعم السريع، فكيف لقوات الدعم السريع أن تقصف موقع وهي تسيطر عليه أو جزء من الأراضي التي تسيطر عليها؟ فهذا كلام غير معقول ولا يصدقه عقل".

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان من العام الماضي بسبب خلاف حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعا إلى مناطق أخرى.

وتسبب الصراع في أكبر أزمة نزوح في العالم، كما تجدد العنف في إقليم دارفور المضطرب.

وردا على سؤال عن إجراء تحقيق ميداني من جهة محايدة، قال إبراهيم "منذ بداية الحرب وافقنا على دخول لجنة لتقصي الحقائق، والتحقيق في أي انتهاك يحدث سواء كان في دارفور أو في الخرطوم، أي موقع.

"لكن حتى الآن لم تأت هذه اللجنة المحايدة... لأن هذا الاتهام (قصف المدنيين في الفاشر) يصب في ملف الانتهاكات، وإذا كان كذلك فلتأتي لجنة لتقصي الحقائق وترفع تقريرها، ثم تكون هناك إدانة للجهة التي قامت بهذا الانتهاك".

وأضاف "نحن الآن نسيطر سيطرة كاملة على المواقع التي يتهموننا بأننا قصفناها، الآن قواتنا في الشارع الرئيسي موجودة حول المستشفى الجنوبي ولا يمكن لنا أن نقصف مستشفى الجنوبي حتى نضر بقواتنا، كذلك قواتنا تتمركز شرق السوق الكبير لمدينة الفاشر ولا يمكن أن نقصف السوق حتى نضر بقواتنا.

"الفاشر الآن قاب قوسين أو أدنى أن تسقط، وهؤلاء يريدون أن يشغلوا الرأي العام والمجتمع الدولي بأننا قصفنا المدنيين ودمرنا البنية التحتية. هم الذين يقومون بذلك، قصفوا مستشفى الأطفال بالطيران، وقصفوا عددا من المواقع في داخل مدينة الفاشر بالطيران وقصفوا كذلك مستشفيات حول مدينة الفاشر وكذلك مستشفيات في مدن كثيرة في شمال دارفور".

وتابع قائلا "هم يقومون بذلك دائما بالطيران الذي يحوم يوميا وعلى مدار الساعة في ولاية شمال دارفور وكامل إقليم دارفور".

وقال عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع إن المدنيين يعانون في كل أنحاء السودان.

ومضى يقول "المعاناة موجودة في كل ولايات السودان، حتى في بورتسودان (المقر المؤقت للحكومة السودانية) هناك معاناة، حتى في المناطق التي يسيطر عليها الجيش. المواطن يعيش في معاناة دائما لأن المواطن الآن الموجود في مناطق سيطرة الجيش يعاني من الجوع.

"الجيش حول الإغاثة إلى المجهود الحربي وحرم المواطن من أن تصل إليه هذه المواد الإغاثية التي دخلت عبر ميناء بورتسودان... هناك مدن آمنة الآن أو ولايات آمنة ليس فيها أي انتهاكات ولا معاناة للمواطنين خلاف أنهم ينقصهم الغذاء".

وأضاف "ولايات دارفور الأربع التي يسيطر عليها الدعم السريع سيطرة كاملة انتظمت فيها الإدارات المدنية التي جاء بها المواطنون، والآن أصبحوا يقدمون الخدمة لأنفسهم ويعيشون في أمن وأمان لكن الطيران العسكري لم يمهلهم، يوميا يسدد لهم ضربات في هذه المدن التي لم تشهد أي معارك".

وأكد إبراهيم أن وقف الحرب يكمن في التفاوض.

وأردف بالقول "الحل هو التفاوض، على الرغم من أننا مسيطرون... إلا أن هذه الانتصارات لا تغرنا في أن نوجه يدا بيضاء للسلام ونذهب إلى أي منبر تم فتحه وآخرها المنبر الذي ينعقد في 14 أغسطس في جنيف"، في إشارة إلى الدعوة الأميركية لطرفي الصراع في السودان لمحادثات في سويسرا الشهر المقبل.

وأضاف "الجيش لا يستطيع أن يذهب إلى هذه المنابر لأنه مقيد الآن، لا يستطيع أن يفك يده من قيد الإسلاميين الذين يسيطرون على هذه الحرب".

وفي الشهر الماضي، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى العمل على سرعة نشر بعثة لحماية المدنيين في السودان.

وقالت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان على منصة إكس إن الأطراف المتحاربة في السودان "قتلت مئات المدنيين وسط هجمات في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار".  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع مدینة الفاشر شمال دارفور

إقرأ أيضاً:

لماذا تفاعل العالم مع دافور وتغاضى عن الإبادة الجماعية بالسودان؟

نشرت مجلة "تايم" الأمريكية مقالا للمحللة السودانية، خلود خير، قالت فيه إنه وقبل عقدين من الزمان، اجتمع العالم في محاولة "لإنقاذ دارفور"، وكانت تعبئة جماهيرية للغضب الجماعي الذي أجبر الحكومات والمؤسسات المتعددة الأطراف على التحرك.

وقالت الكاتبة إن التجمعات وحملات كتابة البطاقات البريدية والرسائل، ولحظات الصمت في الحرم الجامعي، و"الأيام العالمية لدارفور"، والدعم الواسع النطاق من مشاهير هوليوود، جعل دارفور والجنجويد، "الجن على ظهور الخيل" سيئ السمعة، أسماء مألوفة.

وفي عام 2006 قال جورج كلوني لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: "من نواحٍ كثيرة، إنه أمر غير عادل، لكن في الواقع مع ذلك أن هذه الإبادة الجماعية ستكون تمت خلال فترة مسؤوليتكم. إن كيفية تعاملكم معها ستكون إرثكم"، بينما المذبحة اليوم، ليس فقط في دارفور، بل في مختلف أنحاء السودان، تعد أسوأ بكثير مما كانت عليه آنذاك.

وأضافت الماتبة أن الحرب المريرة التي اندلعت قبل 17 شهرا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ــ الجنجويد ــ أسفرت، وفقا للأمم المتحدة، عن مقتل 18800 شخص. ولكن هذا التقدير أقل كثيرا من العدد الحقيقي غير المعروف.
 
والآن لا يمكن وصف كارثة السودان إلا بصيغة المبالغة: فهي أكبر كارثة إنسانية في العالم، وهي موطن لأكبر أزمة نزوح في العالم، وأكبر أزمة جوع في العالم. فقد نزح أكثر من 10 ملايين شخص، يمثلون 20 بالمئة من السكان، بسبب القتال.

 ويواجه أكثر من نصف السكان، أي نحو 26 مليون شخص، مستويات مرتفعة من الجوع. والآن أعلنت المجاعة، الكلمة التي طالما تجنبها المجتمع الدولي، في شمال دارفور.

ففي أيار/ مايو الماضي، حذر تقرير مروع صادر عن معهد كلينغندايل من أن ما يصل إلى 2.5 مليون شخص قد يموتون من الجوع بحلول أيلول/ سبتمبر من هذا العام.

الدعم السريع يجدد الإبادة
وقبل عشرين عاما، قادت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع حملة إبادة جماعية ضد الجماعات العرقية الأفريقية في دارفور. واليوم، يقاتلون بعضهم البعض بينما يكرسون انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

 وقد أحيت قوات الدعم السريع، على وجه الخصوص، حملات الإبادة الجماعية ضد نفس السكان ووسعتها إلى بقية البلاد. وإلى جانب الميليشيات العربية المتحالفة معها، اتُهمت قوات الدعم السريع بشن هجمات متعمدة على المدنيين ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقات جديدة في مزاعم ارتكاب جرائم خطيرة من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في دارفور.

الفاشر، عاصمة شمال دارفور، محاصرة حاليا من قبل قوات الدعم السريع، وهي آخر مركز سكاني في دارفور لم يسقط في أيدي قوات الدعم السريع.


وقالت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمنع الإبادة الجماعية أليس وايريميو نديريتو: إنه "من غير الممكن أن نشك في أن عوامل الخطر ومؤشرات الإبادة الجماعية والجرائم ذات الصلة موجودة [في الفاشر]، وأن المخاطر تتزايد".

ومنذ البداية، تسببت حرب السودان ضد المدنيين في عواقب مدمرة على النساء والفتيات. وكما قلت لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 7 آب/ أغسطس الماضي، فإن العنف الجنسي المرتبط بالصراع واسع النطاق ومنهجي يحدث في جميع أنحاء البلاد.

وأكدت الكاتبة أنه ومن الواضح أن قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية قد أخضعت النساء والفتيات من سن التاسعة إلى الستين للعنف الجنسي، وهو جريمة حرب، ولم يتخذ أي من الطرفين خطوات ذات مغزى لمنع قواته من ارتكاب جرائم الاغتصاب، ومهاجمة العاملين في مجال الرعاية الصحية، أو التحقيق في مثل هذه الجرائم.

وقالت إن الاستخدام المتعمد للعنف الجنسي المرتبط بالصراع، وخاصة من قبل قوات الدعم السريع، يهدف إلى إرهاب السكان وإخضاعهم. لقد حان الوقت لكي يتحرك المجتمع الدولي الآن. نحن بحاجة إلى تجديد الدعوة إلى العمل التي اجتاحت العالم قبل عقدين من الزمان.

وبينت أن الكثير من الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المجتمع الدولي - بما في ذلك الجهود الأخيرة التي توسطت فيها الولايات المتحدة لتأمين المحادثات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع - تركز على تأمين وقف إطلاق نار بعيد المنال.

وذكت أن القوات المسلحة السودانية ولا قوات الدعم السريع ولم تظهر التزاما جديا بوقف إطلاق النار إن كلا الطرفين يحسب أن الاستفادة من الدعم الخارجي من شأنها أن تؤدي إلى مكاسب عسكرية كبيرة، وخاصة قوات الدعم السريع، التي سيطرت على جزء كبير من البلاد بفضل دعم الإمارات.

 وينبغي بذل المزيد من الجهد في جهود الحماية التي تركز على السكان المعرضين للخطر. إن الحاجة الملحة الآن هي منع الإبادة الجماعية وإنقاذ الأرواح، وهناك ثلاث خطوات حاسمة.


قوات حماية مدنية
أولا، يجب على العالم أن يجتمع حول دعوة لإنشاء قوة حماية مدنية، وخاصة في دارفور. وقد دعت منظمات المجتمع المدني وجماعات حقوق الإنسان الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة إلى العمل معا لإنشاء قوة قادرة، وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، على "حماية المدنيين، ومراقبة انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك عرقلة المساعدات الإنسانية، وتسهيل العودة الآمنة للنازحين".

 ومن الممكن أن تساعد مثل هذه البعثة النساء والفتيات على وجه الخصوص، وتشمل وحدات شرطة متنقلة للتركيز على المواقع التي يكون فيها الناس أكثر عرضة للخطر.

وقف التسليح
ثانيا، يجب على المجتمع الدولي أن يطالب الأطراف الأجنبية بوقف تسليح الأطراف المتحاربة في السودان. ويؤكد تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة التقارير الإعلامية التي تفيد بأن الإمارات ترسل أسلحة وإمدادات إلى قوات الدعم السريع. (نفت الإمارات هذه المزاعم).

 وقد وجد تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية في تموز/ يوليو الماضي أن الأسلحة والذخائر من الصين وروسيا وصربيا وتركيا واليمن والإمارات يتم استيرادها بكميات كبيرة إلى السودان.

 بل إن هذه الأسلحة تتدفق إلى دارفور ــ في حين يتم إعاقة المساعدات ــ على الرغم من حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2004. وينبغي فرض هذه المبادرة التي استمرت عقودا من الزمان وتوسيع نطاقها لتغطية السودان بأكمله.

تفعيل عملية السلام
ثالثا، لابد من وجود عملية سلام موحدة ومنسقة تشمل جميع أصحاب المصلحة المعنيين ــ مع المشاركة الكاملة والمتساوية والمعنوية للنساء. لقد ابتليت حرب السودان بمجموعة من عمليات السلام على مدى الأشهر الستة عشر الماضية، ولكن الوضع لا يزال يتدهور. ومن الممكن أن يساعد وضع المرأة في مركز مفاوضات السلام في رسم طريق جديد للمضي قدما يعطي الأولوية للمصالح المدنية، وليس العسكرية.


ومن المؤسف أن شيئا من هذا لن يحدث حتى يبدأ العالم في إيلاء المزيد من الاهتمام لمحنة السودان. إن المزيد من الشخصيات البارزة لابد وأن تحذو حذو مغني الراب الأميركي ماكليمور، الذي أعلن رفضه الغناء في دبي بسبب الدور الذي تلعبه الإمارات "في الإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية المستمرة" في السودان.

ولا يجوز السماح لثالث أكبر دولة في أفريقيا بالتفكك في حين يتجاهل العالم هذه الأزمة، في ظل تفاقم العديد من الأزمات الأخرى. ويتعين علينا أن "ننقذ دارفور"، وأن ننقذ السودان، قبل فوات الأوان.

مقالات مشابهة

  • مقتل طالبة جراء المواجهات بين الجيش والدعم السريع في الأبيض
  • الجيش يهاجم مواقع للدعم السريع في الخرطوم وشرق النيل
  • متحدث النازحين يحمل الدعم السريع جريمة مقتل مواطن في وسط دارفور
  • تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتحذيرات للمواطنين
  • تجدد المواجهات بين الجيش والدعم السريع في الأُبيض غربي السودان
  • قتلى وإصابات في مواجهات بين قوات من الدعم السريع فيما بينها
  • اشتباكات عنيفة بالخرطوم بين الجيش والدعم السريع
  • الرصد والتقصي الوبائي.. مناطق سيطرة الدعم السريع خارج التغطية
  • لماذا تفاعل العالم مع دافور وتغاضى عن الإبادة الجماعية بالسودان؟
  • طيران الجيش يقصف منطقة كورما في شمال دارفور بالبراميل المتفجرة