بين ثورة الإمام زيد والحسين وغزة
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
وبهذه المناسبة تحدث أشرف ماضي من القاهرة يتعجب الكثير من الناس كيف تخلت الأمة العربية والإسلامية عن غزة ولا أحد يعرف السبب الحقيقي..غزة هاشم هي الإسم الحقيقي لغزة في فلسطين ولها ارتباط وثيق بأسرة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صل اللّه عليه وآله وسلم.
ويضيف لا يجهل أحد حقيقة الدور الذي أختصه الله سبحانه وتعال لآل بيت نبيه "عليهم السلام" وهي التي ذكرها النبي الكريم في حديث " أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرقَ وهوى" وقوله: " إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي"؛
والحديث هنا يوضح ان هناك دور رئيسي لآل البيت يتمثل بحماية قيم الدين الزاكيات من التحريف وحماية الأمة من ان تقع في الظلال ومقاومة الظلم إن وجد وهذا كان من أهم أسباب ودوافع ثورة الإمام الحسين عليه السلام بعد ان رأى ان الحق لايعمل به والباطل لا يتناهي عنه وراى دين جده ينتهك ويغير الامويين في قيمه حسب مايتماشى مع سياستهم،
وعلى الرغم من أن خروج الحسين كان لأجل ماذكر الا أنه قوبل بالخذلان فقاتل وحيدا مع القلة القليلة من اهل بيته واصحابه حتى ارتقوا جميعهم شهداء،
غير أن هذا الخذلان الذي واجهته الثورة الحسينية كان له تداعياته الخطيرة على الأمة في بقائها تحت الجور الأموي الذي عبث فيه حكامهم بحياتهم كما عبثوا في قيم الدين وبالاستشهاد بأحديث منسوبة كذبا للنبي المصطفى حول حرمة الخروج عن الحاكم جعلوا الناس لا يتجرأون عن انتقادهم او الاعتراض على حكمهم وهكذا ظلت الأمة تحت وطأة الظلم الأموي يتعاقب عليها حكامها متخذين من الخلافة دولا بينهم، حتى وصلت إلى هشام بن عبدالملك والذي مثله كمثل من سبقه كان يحمل من الاسلام الأسم فقط وكانت افعاله تنافي هذا الإنتماء،
فهو من توعد بالقتل كل من يأمره بتقوى الله الأمر الذي أتى في كثير من الايات للنبي وللمؤمنين، وكان اغلب وزرائه واصحابه من الروم يتطاولون على النبي ونسائه ودون ان يزجرهم أو يمنعهم!!
في مثل هذه الفترة من حكم هشام صادفت عهد الإمام زيد بن الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو اعده أبوه زين العابدين ليكون رجل المرحلة فحظي بتربية ايمانية خلفت فيه الكثير من الأخلاق التي جعلته مميزا منذ صغره وجعلته شديد الارتباط بالقرآن والتأثر بآياته حتى سمي بحليف القرآن وكان هذا الارتباط بالقرآن سببا في جعله يستشعر المسؤولية تجاه الأمة ويحمل هم أصلاحها وبالذات علمائها الذين اصبحوا علماء سلطة
فابتدأها بثورة وعي شعاره فيها «البصيرة البصيرة » لاستنهاض الأمة وعلمائها من شرنقة الصمت والخنوع الذي ادخلها فيه الأمويين مخاطبا العلماء بقوله«ياعلماء السؤ انتم اعظم الخلق مصيبة واشدهم عقوبة إن كنتم تعلمون»
وبدأ يحفز فيهم مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واثار مثل هذا الفعل على الواقع فكان تحركه بالقرآن الذي قال عنه
«والله مايدعني كتاب الله ان أسكت » يدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه الدفع عن المستضعفين وجهاد الظالمين ونصرة آل البيت وبالفعل فقد استطاع ان يجمع حوله الكثير من الذين بايعوه على النصرة في معركته الجهادية ضد الظلم وأهله وكان موعدهم يوم الثاني من شهر صفر غير ان خطته كشفت واتضح أمر ثورته لبني أمية ماجعله يقدم الخروج ليوم الثاني والعشرين من شهر محرم غير أن خروجه واجه نفس الخذلان وقلة الناصر اللذين واجههما خروج جده الحسين ولم يحضر معه في يوم المعركة سوى "مائتان وثمانية عشر مقاتل" قاتلوا وقتلوا معه حتى ذهب سلام الله عليه شهيدا أثر سهم اثناء محاولة انتزاعه فاضت روحة فكانت الشهادة التي حمدالله على انه رزقه أياها في الخامس والعشرين من محرم عام/ ١٢٢ه، وتم دفن جثمانه بشكل سري ولكنهم اكتشفوا مكانه فاخرجوه من قبره وتم قطع رأسه والطواف به في البلدان وأما جسده فقد صلبوه لأربع سنوات منزوع الثياب ومن ثم قاموا باحراقه وذره رمادا في الرياح ظنا انهم بذلك سيذرون رماد ثورته معه غير انها تطايرت ووصلت قلب كل حر واشتعلت من جديد ثورة رايناها تجسدت في اليمن التي أحيت منهجه وثورته قولا وفعلا فانتصرت على عدوان تجمعت فيه عليه كل قوى الشر والمال ونراها اليوم في وجوه الثائرين في غزة التي تواجه الخذلان وقلة الناصر ولكنها بمايملكه سكانها ومقاومتها من ايمان ومسؤولية تنتصر وتقاوم القتل والخذلان معا،
وستظل ثورة الأمام زيد وذرات جسده تشتعل في وجه كل ظالم في كل زمن.
وجهة نظر أهل السنة
كما تحدث عبدالحميد هجرس الناشط السياسي جمهورية مصر العربية حول الذكرى بالقول:
اكتب اليوم عن الامام زيد ابن علي من وجهه نظر اهل السنه
افضل الشهداء رجل قام الى أمام جائر فامره بتقوى الله مقبلا غير مدبرا فقتل هذا ما فعله الامام زيد بن علي حيث استشهد سنة ١٦٧ هجرية حيث ثار على دوله بني اميه عاش طوال حياته يؤسس للمذهب الزيدي.
من وجهه نظري هو اقرب للمذهب السني حيث اخيه محمد الباقر احد الائمة الاثنى عشر عند الشيعة اشهر كتبه كتاب المجموع في الحديث وكتاب المجموع في الفقه جمعه في كتاب واحد سمي بالمجموع الكبير.
من اقواله' واياكم والعصبيو وحمية الجاهلية انهما يمحقان الدين ويورثان النفاق و اقواله ايضا افضل العبادة الورع و اكرم الزاد التقوى تورعوا في دنياكم و تزودوا لاخرتكم انا اعلم الناس بالحلال والحرام'..وتتلمذ على يديه ابو حنيفة كان لا يرتضي سب الصحابة لكن يميز بين الفاضل والمفضول هو من اسس لفكرة الخروج علي الحاكم الظالم ..لم يدعو للامامة لنفسه اقر بانه لا ولاية لظالم ..سلام على الامام زيد وعلى ال بيت رسول الله.
هي ايامك نعيشها ياإمام زيد
كما تحدث الناشط د. منيرسيف الحميري بالقول:
ونحن نمر هذه الايام بالاحداث المؤلمة التي يعاني منها المؤمنون الصادقون تأتي ذكرى رحيل امام المسلمين زيد سلام الله عليه
وهنا لا اجد مفارقات كثيرة او كبيرة بين ما كان يعانيه الامام زيد سلام الله عليه في ايامه وماعاناه السيد حسين بدرالدين سلام الله عليه في ايامنا وشهدناها سوى فارق الزمن من تطورالاساليب لدى البغاة والظالمين في مواجهة وقمع الائمة الصالحين.
فكما كان الامام زيد يقدم النصح الصادق والتحذير للطاغية هشام ومن معه سمعنا ورأينا السيد حسين يقدمه للباغي عفاش وشركائه من اخوان الشيطان كذلك قدم التحذير من الشيطان الاكبر امريكا وربيبتها إسرائيل.
لكن للاسف لم يستمع النصح ولم يؤخذ التحذير على محمل الجد سابقا ولا لاحقا فكلى الطاغيين نسخة واحدة.
والمطلع على سيرة الامامين الصادقين سيدنا زيد وسيدنا حسين لايجد فارقا سوى التاريخ والتطور في الاسلحة
ثقافات مغلوطة ومنحرفة
الأخ عدنان الجنيد رئيس التصوف الاسلامي في اليمن شارك بالقول:
إن المناسبات الإسلامية هي إحياء لتأريخنا المشرق في شتى نواحي الحياة، ودعوة لعدم نسيان هذا التأريخ من خلال الاستمرار في إحياء مناسباته التي تعيد تذكير الأمة بتأريخها وعظمائها وأبطالها المغاوير وكذلك تحصّن المسلمين من أي غزو فكري أو تطرف تكفيري وهابي أو ثقافات مغلوطة ومنحرفة ودخيلة على ديننا ومجتمعنا ..
فذكرى استشهاد الإمام زيد- عليه السلام، تقدم لنا خير من تجسدت فيهم قواعد الدين من صلاح واستقامة وجهاد ودفاع عن الدين، فإن الناس من خلال سماعهم للسيرة الجهادية للإمام زيد - عليه السلام - يزدادون قوة وشجاعة وإباء وتنمو فيهم روح الجهاد وتشحذ هممهم وتصقل عزائمهم ويكونون أكثر تجاوباً للبذل والعطاء والتضحية، وهكذا يكون حالهم في احتفائهم لأية مناسبة تخص أعلام الهدى..
ولهذا نجد أن أي مجتمع يحتفي بالمناسبات الإسلامية ويقوم بإحيائها تجده مجتمعاً مقاوماً ضد الطغاة والمستكبرين لا يقبل الذل ولا الخنوع ...
فانظر إلى المجتمعات التي مازالت تحتفي وتحتفل بمناسباتها الإسلامية ستجدها هي المجتمعات الممانعة والمقاومة والمناهضة للإستكبار العالمي..
وما حدث ويحدث على المجتمع اليمني من حرب كونية عبثية إلا لأنه مجتمع محافظ على دينه، محتفي بمناسباته الإسلامية والتي تعود عليه بين كل فترة وأخرى والتي أثمرت فيه روح الجهاد والثبات والصمود .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: سلام الله علیه الامام زید
إقرأ أيضاً:
في يوم تشييعه.. ما هي العلاقة بين نصر الله واليمن
يمانيون../
يحتل حزب الله وأمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله مكانة عظيمة في قلوب اليمنيين، لا تدانيها مكانة، وهي مكانة ضاربة في التاريخ، لا تستوعبها الأقلام، ولا الدفاتر، بل تكاد لا تدركها العقول، ولا تسعها القلوب، هي مكانة الوفاء من الصدق، والتضحية من الفداء، لا تستطيع التفرقة بينها، لم تنشأ فجأة، ولم تأت من فراغ، كما أنها لم تولد من غير والد، أو تنْمُ من غير رعاية.
عين اليمنيين وسمعهم وبصرهم، كما كل شعوب أمتنا، كانت ترقب وتنتظر، وتبحث وتتلهف، إلى من ترى فيه أملها لتحقيق تطلعها، وانعكاس رجائها، فجاءت اللحظة التاريخية لتشير بإصبعها باتجاه هذا السيد الشاب وهو يتلقف قيادة حزب الله، ويسير بالمقاومة في طريق النصر.
الظرف التاريخي الحساس، والمفعم بالمخاضات، والهزات، والمثقل بالنكسات والنكبات، كان مناسبا وعلى درجة عالية من الملاءمة، لظهور قائد بحجم السيد حسن نصر الله وثقله وهيبته وصدقه وإيمانه.
لذلك لم تخطئه العيون، ولم تسد لخطابه الآذان، وانفتحت له القلوب بكل أبوابها، فملأ العيون قيادة، وأشبع الآذان ثقة وإيمانا، وشحن القلوب حبا ووفاء وأملا بالنصر القريب.
لم يكن الشعب اليمني استثناءً بين شعوب أمتنا، الذي تابع بكل فخر واعتزاز انتصارات حزب الله بقيادة السيد نصرالله، ورأى فيه القيادة المنتظرة للأمة، فقد كانت كل شعوب أمتنا بلا استثناء تراه كذلك، ولا عبرة بالمنافقين هنا، الذين قد يشوش الإشارة إليهم طبيعة الموقف العظيم في تلاقي الأمة عند صدق القائد وفخرها بخطاباته وحضوره الذي كان عنوانا لعز الأمة القادم.
من هناك من بنت جبيل، سمع اليمنيون وكل الأمة، ذلك القائد وهو يتحدث عن النصر، نصر لم يسمع به العرب طوال عقود مضت، على عدو كان قد تسرب إلى نفوس الكثيرين أنه لن يهزم، ولن يهتز، ودفع البعض للاستسلام، لا سيما بعد تطبيع أقرب دولتين وأكثرها مواجهة مباشرة معه، مصر والأردن، والأهم للأسف الشديد السلطة الفلسطينية نفسها، لتنكسر كل تلك الخيبات، بإعلان نصر أول على هذا العدو إجباره على الانسحاب من كل جنوب لبنان عام 2000، دون قيد أو شرط، وفي ذلك الخطاب وصف السيد نصر الله كيان العدو الإسرائيلي بأنه أوهى من بيت العنكبوت.
وافق ذلك الوصف رغبة في نفوس الأمة، ودق على وتر الانتصارات التي عزفت في قلوبها، وأعادت إليها أمل تحرير فلسطين، والقضاء على هذا الكيان، لم تكن عبارة بيت العنكبوت، مجرد حروف وكلمات، بل كانت سلاحا فتاكا، أذاق العدو ويلات الانكسار، التي ظلت ترافقه طوال مراحلها اللاحقة، كما كانت جرعة كبيرة من الإيمان، والوعي الذي ارتفع حتى عانق السحاب.
أخيرا.. بعد عقود، هاهو قائد يتحدث بكل ثقة، ليعيد مجد الأمة المفقود، وأملها المنكسر، وهيبتها المهدرة، لقد كان هو السيد الشاب القائد الكبير حسن نصر الله، فارتفعت حينها راية حزب الله في كل مدينة وقرية وعلقت صور هذا القائد في كل بيت، فزمن الهزائم قد ولى.
حرب تموز
جاءت حرب تموز، لتؤكد مجددا أن هذا هو زمن الانتصارات، وعلى يد هذا القائد وإخوانه المجاهدين، وأولئك الشباب الصادقين في حزب الله، لن ترى الأمة إلا النصر، وجاءت عبارة: (كما وعدتكم بالنصر دائما، أعدكم بالنصر مجددا)، وما هي إلا أيام، حتى انقشع غبار تموز، عن النصر المؤكد فعلا، ومرة أخرى تظهر “إسرائيل” و”جيشها” الذي يعد خلاصة جيوش الغرب وخبراته، ومعداته وسلاحه، أوهن من بيت العنكبوت، لتلاحق تلك العبارة قادة العدو وتمرغ أنوفهم بالتراب.
خرج حزب الله منتصرا، وظهر القائد بخطاب النصر مجددا، فهز الدنيا، زلزالا تحت أقدام العدو، وفرحا في قلوب المحبين المؤمنين بخيار المقاومة والجهاد، ومهما نسي العالم فلن ينسى تلك اللحظات على الهواء مباشرة، وفاتح زمن الانتصارات يتحدث بهدوء، قائلا : انظروا إليها تحترق، كان يتحدث عن السفينة الإسرائيلية ساعر، التي أصابها صاروخ حزب الله على مرأى ومسمع العالم.
هكذا إذاً بدأنا نشعر بطعم النصر، في اليمن والأمة الإسلامية والعربية، وكان ذلك بيد السيد المجاهد حسن نصرالله، الذي أطعمنا النصر بملاعق الجهاد والتضحية الذهبية، تذوقت الأمة نصرا، أشهى من العسل، وأوضح من عين الشمس، وأبهى من نور القمر في ليلة صافية.
إذا كان نصر 2000 إنعاشا لقلب الأمة المنكسر، فقد كان نصر 2006 إكسير حياة للعزة والكرامة تلقته صدور الشباب في الأمة، فانطلقت بكل شموخ وعزة وكرامة، وعادت لها الثقة بذاتها، ونفضت الغبار عن خط سيرها الذي ارتضاه الله لها، واضح الجادة، جلي الطريق، في صراط مستقيم غير ذي عوج.
حزب الله والسيد نصر الله عند الشهيد القائد
بين النصرين، أراد الله لليمن أن تنهض على يد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، فعمل على أن يكون السيد نصرالله نموذجه المشرق في الجهاد والصدق والثبات، ودليلا على وعد الله تعالى للامة بالنصر، وقد حملت محاضراته الكثير من المواضع في هذا الصدد، لعل أبرزها حين جعل هذا القائد مصداقا لقول الله تعالى: (وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون)، ويقول رضوان الله عليه: “ولهذا، الأشخاص الذين يثقون بالله يتكلمون بملئ أفواههم بكل تحدي لإسرائيل عند رأسها، حسن نصر الله، وأمثاله، بكل صراحة، وبكل قوة، من منطلق ثقته بصدق القرآن، أن هؤلاء أجبن من أن يقفوا في ميدان القتال صامدين، وجربوهم فعلاً، جربوهم في جنوب لبنان، كيف كانوا جبناء، يهربون، جندي واحد يرد قافلة، ورتلا من الدبابات، الشاحنات العسكرية. أرعبوهم حتى أصبح اليهود متى ما خرج اليهودي من جنوب لبنان إلى داخل فلسطين يبكي من الفرح، ويقبِّل أسرته، خرج من بين غمار الموت”.
في موضع آخر، فإن السيد حسين بدر الدين الحوثي، يقدم السيد نصرالله نموذجا، للمؤمن الذي مُلئ قلبه بالإيمان، ويقارن بينه وبين بقية الزعماء العرب: “هل أحد منكم شاهد [السيد حسن نصر الله] في التلفزيون وهو يتكلم بملء فمه، وبكل قوة وبعبارات تهز إسرائيل. ماهي عبارات مثلما يتكلم زعماء العرب الآخرين” ويستطرد بوصف تلك الكلمات: “كلمات مجاهد، كلمات شجاع، كلمات تحتها جيش من الشباب المجاهدين الأبطال، يتكلم كلمات حقيقية مؤثرة، وهو بجوارهم، وهو يعلم أن معهم قنابل ذَرِّيّة، وأن معهم صواريخ ومعهم دبابات، ومعهم كل شيء، لكن قلبه من القلوب المملوءة بتولّي الله ورسوله والذين آمنوا فأصبحوا حزب الله، وحزب الله هم الغالبون، كما سيأتي عندما نصل إلى عند هذه الآية”.
ولم يترك السيد حسين بدر الدين الحوثي الاستشهاد بكلام السيد نصرالله في تحليل موقف أمريكا من الأمة: “وما أجمل ما قال السيد حسن نصر الله – في تحليل هذه المسألة – قال: [إن أولئك عندما يتحركون ليس من أجل أموالهم ومصالحهم، فأموالهم ومصالحهم في المنطقة مأمونة وهناك قواعد تحميها، وهناك أنظمة تحميها، وليس من أجل خيرات معينة، هم من تصب خيرات الشعوب العربية في بنوكهم، إنه تحرك – قال – لضرب الإسلام”.
العدوان على اليمن
كان مؤشر العلاقة بين اليمن والسيد نصر الله قد وصل إلى أعلى درجة، فجاء العدوان على اليمن، وموقف السيد نصر الله الرافض والمدين لهذا العدوان، ليكسر شوكة المؤشر، ويدمج بين اليمنيين وهذا الرجل الصادق والقائد الشجاع، والوفي، والمؤمن، الذي لا يخاف في الله لومة لائم، لم يعد هناك فرق، لنتحدث عن علاقة، لم يعد هناك بين، لنتحدث عن مكانة، فقد أصبح السيد نصرالله يمنيا، وأصبح اليمنيون حزب الله، فقد بادر بالموقف حيث احجم البعض وانضم البعض إلى تحالف العدوان، أعلن موقفه الرافض يوم سكت الناس، بل وصل حد أن يصف ذلك الموقف بأنه أشرف موقف اتخذه في حياته الشريفة، فكانت كلماته بلسما لجراح الأطفال ونساء اليمن، وكانت عباراته دواء لقلوب منكسرة من ظلم القريب، وجفاء الصديق، ووحشية الجار اللصيق. كانت حشرجة صوته، علاج غربة شعب اليمن بين الأمة، وكان لصرخته القوية، مفعول الترياق.
هنا، أصبحت صورته وصوته، علامة على أن الأرض التي مُلِأت جورا، لا تزال تنبض بالحق والعدل، فقد أنصفنا حين ظلمنا الناس، وواسانا حين اعتدى علينا الناس، ووقف إلى جانبنا، يوم خذلنا الناس، وتحمل في سبيل ذلك الموقف كل ضغط، ورغم ذلك استمر في موقفه، وقدم كل ما يستطيع، لم يبخل على اليمن بشيء أبدا، وسيأتي اليوم الذي ينكشف فيه للناس عظيم ما قدم.
لن تكون شهادة السيد حسن نصر الله آخر المطاف في مكانته بين اليمنيين، وإنما مرحلة من المراحل التي يصنع فيها القائد القدوة، ليكون مشعل هداية في طريق الأمة عموما، واليمنيين خصوصا. ولأن الشهادة حياة كما وصفها الله تعالى، فليست فراقا، بل هي اللقاء في عالم الروح، وعالم الحقيقة، وستظل فينا روحه ومبادئه وصدقه وجهاده وتضحيته، أبرز معالم الطريق إلى الملتقى في جنات عدن مع رسول الله وآله، ومع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
موقع أنصار الله علي الدرواني