مفتي القدس: المعاهدات في الإسلام مقدسة وخطيرة وعليها تحقيق أغراض نشر الدعوة
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
ألقى سماحة الشيخ محمد أحمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، كلمةً في الجلسة العلمية الثانية بالمؤتمر العالمي التاسع للإفتاء، تناول فيها بحثه الذي قدمه إلى المؤتمر حول "دور الفتوى في احترام الاتفاقات والمواثيق الدولية"، حيث أكد سماحته على الدور الريادي العالمي للإسلام في هذا السياق وأهمية المعاهدات الدولية في الوقت الحاضر، خاصة في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة.
وأشار مفتي القدس إلى أن المعاهدات في الإسلام تعتبر مقدسة وخطيرة، ويمكن الاعتماد عليها لتحقيق أغراض نشر الدعوة الإسلامية، وإنهاء الحروب، وإشاعة السلام العالمي بين البشر. وأكد أن الإسلام دين ذو نزعة عالمية يسعى للانتشار في أرجاء العالم، ولكن نظرته للناس ليست فوقية أو استعمارية، بل نظرة سامية تحرص على احترام مبدأ الحرية الدينية وصون كرامة الإنسان وإعلاء كلمة الحق والخير والعدل.
وأضاف سماحته أن أهم صفة للمعاهدة في الإسلام هي وجوب الوفاء بالعهد، الذي قرره القرآن والسنة النبوية، والتزم به المسلمون دائمًا، حتى إنهم لا يجيزون لأنفسهم مقابلة الغدر بالغدر. وأوضح أن للمعاهدة جملة من الشروط الشرعية، من أهمها أن تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتحقق المصلحة الإسلامية، وأن تكون بتراضي الطرفين وتوافر المقاصد الحسنة لدى الطرفين.
وأكد الشيخ محمد حسين أن مبدأ احترام المواثيق الدولية يُعد من القواعد الأساسية في الشريعة الإسلامية، حيث أن الوفاء بالعهود والمعاهدات من القيم المركزية التي حث عليها الإسلام. وأشار إلى أن للفتوى الشرعية أدوار محورية في تعزيز احترام المواثيق الدولية، خاصة في الدول التي تستند في تشريعاتها إلى الشريعة الإسلامية، وتلك التي تعيش فيها جاليات مسلمة كبيرة.
وأوضح أن الفتوى تُعد أداة لتوضيح الأحكام الدينية وتطبيقها في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقات الدولية، ويمكنها تعزيز مبدأ احترام المواثيق الدولية من خلال تحديد مدى ملائمة هذه المواثيق والمعاهدات للشريعة الإسلامية.
وفي ختام كلمته، أوصى مفتي القدس بضرورة إجراء مزيد من البحوث المقارنة الشرعية والقانونية حول المواثيق والمعاهدات الدولية، وإبراز مواطن الاتفاق والاختلاف بينها وبين الأحكام الشرعية الإسلامية. كما دعا إلى تنفيذ ورش تدريبية لأهل الفتوى لتعزيز دور الإفتاء في احترام المواثيق والمعاهدات الدولية.
يشهد المؤتمر على مدار يومَي 29 و30 يوليو العديدَ من الفعاليات المهمة، حيث ستنطلق الفعاليات في التاسعة صباحًا وستشهد الجلسة الافتتاحية عرضًا لفيلم تسجيلي حول الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وأهداف المؤتمر والتحديات التي تواجهها الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع.
كما تشهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة دولة رئيس الوزراء، والتي سيلقيها معالي الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، فيما سيلقي كلمة الأزهر الشريف فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف.
كما سيلقي كلمـة "القدس" سماحة الشيخ محمد حسين، مفتي القدس، ويلقي كلمة منظمـة التعـاون الإسلامي معالـي الدكتـور قطـب سـانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، ويلقي معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن الزيد -رئيس المجمع الفقهي ونائب الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي- كلمة عن الرابطة، بينما يتسلَّم الشيخ حسين كافازوفيتش، مفتي البوسنة، جائزة القرافي.
ويعدُّ المؤتمر منصةً هامة لمناقشة دَور الفتوى في تعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية في عالم يزداد تسارعًا، حيث يهدُف إلى تعزيز الوعي بأهمية الفتوى الرشيدة في ترسيخ الأخلاق والقيم الإنسانية، ومناقشة دَور الفتوى في مواجهة تحديات العصر الحديث، إضافة إلى تعزيز التعاون بين مؤسسات الفتوى والمنظمات الدولية والإقليمية، ومحاولة الخروج بتوصياتٍ عمليةٍ لتعزيز البناء الأخلاقي في المجتمعات.
ومن المنتظر أن يتمَّ الإعلان عن إطلاق عدد من المشروعات والمبادرات المهمة، من بينها: بلوغ المَعلمة المصرية للعلوم الإفتائية 102 مجلد، وإصدار الميثاق العالمي للقيادات الإفتائية والدينية في صُنع السلام ومكافحة خطاب الكراهية وحل النزاعات، والإعلان عن أدلة إرشادية باللغات المختلفة في مجالات عدة، والموسوعة العلمية للتدين الصحيح والتدين المغشوش، وأهم الدراسات التي قام بها المؤشر العالمي للفتوى، ومركز سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا وأهم مخرجاته، وإصدارات مجلات "جسور" و"دعم" ومجلة الأمانة، وغيرها من المشروعات المهمة.
كما ستعقد جلسة في ختام المؤتمر تُستعرَض فيها رسالة المؤتمر وأهدافه وما تم خلال فترته من جلسات وورش عمل، وعرض توصيات المؤتمر التي يكون المجلس التنفيذي للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم قد ناقشها وأقرَّها في اجتماعه بأول يوم من أيام المؤتمر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مركز سلام لدراسات التطرف المشروعات والمبادرات مركز سلام القدس والديار الفلسطينية لخر المؤتمر العالمي التاسع المؤتمر العالمي التاسع للإفتا مؤسسات الفتوى المواثیق الدولیة مفتی القدس
إقرأ أيضاً:
ارتبط اسمه بأماكن مقدسة.. محطات في حياة رجل الصلاة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعتبر البابا كيرلس السادس من أكثر الباباوات الذين ارتبطت أسماؤهم بأماكن مقدسة وأثرية داخل مصر، حيث شهدت هذه الأماكن محطات مهمة في حياته، سواء في مراحل الرهبنة، العزلة، أو أثناء خدمته كبطريرك.
ورغم مرور أكثر من نصف قرن على رحيله، لا تزال هذه الأماكن تحتفظ بذكرياته، ويقصدها الكثيرون تبركًا أو لاسترجاع سيرته العطرة.
طاحونة البابا كيرلس – مصر القديمة
قبل أن يصبح بطريركًا، عاش البابا كيرلس حياة نسكية فريدة في طاحونة الهواء الواقعة في جبل المقطم بمصر القديمة، والتي تحولت لاحقًا إلى مزار شهير يقصده محبوه.
هناك، كان يقضي ساعات طويلة في الصلاة والصوم، وكان معروفًا ببساطته الشديدة وتواضعه، مما جذب العديد من الناس إليه حتى أثناء اعتزاله.
دير السيدة العذراء “المحرق” – أسيوط
يعد دير المحرق من الأماكن التي زارها البابا كيرلس أكثر من مرة، خاصة أنه أحد أهم الأديرة التي ارتبطت بالعائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر ، وكان يحرص على زيارة الدير والصلاة في المغارة التي قضت فيها العائلة المقدسة أطول فترة إقامتها بمصر، وكان يشجع الرهبان على التمسك بالحياة الروحية العميقة.
دير مارمينا – مريوط
يعتبر دير مارمينا العجائبي بمريوط واحدًا من أهم الأماكن التي ارتبطت باسم البابا كيرلس السادس، حيث كان حلمه إعادة إحياء هذا الدير التاريخي الذي يرجع إلى القرن الرابع الميلادي.
وبالفعل، بدأ في إعادة بناء الدير عام ١٩٥٩، ليصبح فيما بعد من أكبر الأديرة في مصر، ووجهة للآلاف من الزوار الذين يأتون لزيارة ضريح البابا كيرلس، حيث دُفن بناءً على وصيته.
الكاتدرائية المرقسية بالعباسية
يعد البابا كيرلس السادس صاحب الفضل في إنشاء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والتي تعتبر حتى اليوم مقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
افتتحها في ٢٥ يونيو ١٩٦٨، وكان حدثًا تاريخيًا، حيث حضر الافتتاح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بالإضافة إلى ممثلين عن مختلف الكنائس العالمية.
كنيسة مارمينا – فلمنج بالإسكندرية
هذه الكنيسة الصغيرة في منطقة فلمنج بالإسكندرية كانت مقرًا مؤقتًا للبابا كيرلس السادس بعد رسامته بطريركًا، حيث قضى فيها فترة قبل الانتقال إلى المقر البابوي بالقاهرة. لا تزال الكنيسة تحتفظ بمقتنيات تخص البابا كيرلس، ويحرص الكثيرون على زيارتها لطلب شفاعته.