السودانيون يأملون نجاح مفاوضات سويسرا
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
حدد مراقبون وفاعلون في هيئات ومجموعات سياسية ومدنية رافضة للحرب 5 مطالب من المفاوضات التي دعت لها الولايات المتحدة طرفي القتال في السودان – الجيش والدعم السريع – في جنيف السويسرية في منتصف أغسطس.
ولخصوا تلك المطالب في إلزام الطرفين بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح المسارات الإنسانية، وحماية المدنيين، وإيجاد آلية دولية وإقليمية فاعلة لتنفيذ تلك الالتزامات تمهيدا للحل الشامل، والدخول في ترتيبات سياسية.
جوانب اساسية
يؤكد الدكتور الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السابق ورئيس الجبهة الثورية السودانية أن هنالك جوانب أساسية يجب ان تركز عليها مفاوضات جنيف، رابطا ذلك بضرورة وجود آلية رقابة دولية وإقليمية فاعلة.
وقال إدريس لموقع سكاي نيوز عربية “يجب أن تركز المفاوضات المقترحة على الضغط على طرفي الصراع لوقف الحرب، وفتح المسارات الإنسانية وإلزامهما بعدم عرقلة المساعدات الإنسانية مع ضرورة الفصل بين المسارين الإنساني والسياسي والأمني”.
كما أشار إلى أهمية الضغط على الطرفين لوقف الاعتداءات على المدنيين وحمايتهم، والشروع في إرسال بعثة لحماية المدنيين مدعومة من الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي.
وشدد إدريس على أن معالجة الوضع الإنساني المتردي يجب أن تكون في قمة الأولويات، وأوضح “منذ اندلاع الحرب المدمرة تتفاقم يومياً معاناة السودانيين لتشكل أكبر كارثة يشهدها العالم اليوم، فأكثر من نصف السكان اضطروا لمغادرة منازلهم بسبب انتهاكات طرفي الصراع (…) لكن النزوح واللجوء لم يخفف معاناة السودانيين، فالفاشر على سبيل المثال التي نزح فى أقل من أسبوع نصف سكانها إلى المحليات القريبة، لكن أولئك النازحين يعيشون الآن في العراء بلا مأوى أو غذاء أو دواء و مع دخول موسم الأمطار تزداد أوضاعهم الإنسانية سوءاً (…) اما الذين عبروا الحدود و أصبحوا لاجئين خاصةً في دول الجوار فإنهم يعيشون أوضاع إنسانية مأساوية”.
ومن جانبه، يرى بكري الجاك المتحدث الرسمي لتنسيقية القوى المدنية “تقدم” أن الوقف الفوري الغير مشروط لإطلاق النار هو الأساس الذي يجب أن تنطلق منه مفاوضات جنيف، ويقول لموقع سكاي نيوز عربية “يجب التوصل لاتفاق غير مشروط لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية والانخراط في تشكيل لجنة مشتركة لضمان نجاح الموسم الزراعي لتفادي المجاعة الأسوأ، والكف عن القيام باي أعمال عدائية وابداء حسن النوايا لإنهاء الحرب وإطلاق عملية سياسية لإعادة بناء الدولة المدنية”.
أما بالنسبة للناشط السياسي هشام عباس، فإن الأولوية الأولى يجب أن تعطى لوقف القتال بشكل الزامي، ويقول لموقع سكاي نيوز عربية “لا بد من وقف القتال أولا حتى إذا اقتضى الأمر نشر مراقبين دوليين للفصل بين القوات، وإخلاء المدن من أي ظواهر عسكرية، ثم التوجه للعملية السياسية”.
ويرى عباس أن المعضلة ستكون في تباين المواقف والضغوط التي يمكن أن يمارسها الداعين لاستمرار الحرب. وفي حين يتوقع عباس أن تكون هنالك انقسامات كبيرة في معسكر الداعمين للجيش، إلا أنه يحذر من أن أي رفض أو تلكؤ في قبول الدعوة سيجعل الطرف الرافض في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي.
ويشير هشام عباس إلى أن مصلحة البلاد والجيش نفسه تتطلب التحرر من قبضة المجموعات الرافضة لإيقاف الحرب خصوصا في ظل الأوضاع الميدانية الحالية.
جدل الدور الدولي
رغم التفاؤل المتزايد بإمكانية نجاح الجهود الأميركية في سويسرا، إلا أن هناك مخاوف من أن تجد أي مخرجات قد تتوصل اليها مفاوضات جنيف ذات المصير الذي واجهته الجهود الدولية والاقليمية التي سعت منذ بداية الحرب لإيجاد حل سلمي للأزمة.
ومنذ اندلاع الحرب، طرحت أطراف دولية واقليمية 9 مبادرات لحل الأزمة لكن جميعها لم تنجح حتى الآن. وفي حين طرحت تلك المبادرات حلولا وخطوات عديدة لوقف الحرب وتوصلت إلى مقررات شملت عقد لقاءات مباشرة بين قائدي الجيش والدعم السريع، إلا ان تلك المقررات لم يتم تنفيذها.
وينتقد هشام أبو ريدة الخبير القانوني والقيادي في الجبهة الوطنية، المجتمع الدولي لعدم وفاءه بالتزاماته، منوها إلى أن جميع المطلوبات السابقة منصوص عليها في القانون الدولي.
ويقول أبو ريدة لموقع سكاي نيوز عربية “الأطراف الدولية غير جادة في الضغط على أطراف القتال من أجل تحقيقها، حيث تنص مواثيق الأمم المتحدة وبنود القانون الدولي بشكل واضح على آليات وقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين”.
ويضيف “الحل يبقى فقط في حوار سوداني سوداني جاد يعمل على إيقاف الحرب، وإفشال كل المحاولات التي تعمل على إبقاء نظام حكم جماعة الإخوان في السودان”.
لكن مراقبون وفاعلون سياسيون يرون أن الدور الدولي يكتسب أهمية كبيرة في حل الأزمة، يعزون فشل الجهود السابقة إلى تعدد المنابر وعدم رغبة بعض الأطراف في الوصول إلى سلام، إضافة إلى الضغط الذي تمارسه مجموعة الإخوان الرافضة لوقف الحرب.
ووفقا للسفير الصادق المقلي، فإن من شأن الضغوط الدولية أن تساهم في وقف الحرب خاصة بعد الاهتمام المتزايد وغير المسبوق في الفترة الأخيرة على الملف السوداني الحرب والمحاولات الجادة لطي الأزمة المتفاقمة انسانياً.
ويشرح المقلي موقفه بالقول “كان الدور الأميركي طيلة الفترة الماضية خجولا وعديم التأثير، و لم تتجاوز سياسة عصاه عقوبات شخصية طالت طرفي الصراع، لكن الوضع تغير نسبيا وليس من المستبعد أن هذه المبادرة الجديدة تهدف إلى تحسين صورة واشنطن، والسعي لإحراز نجاح في الملف السوداني لدعم الحملة الانتخابية التي بدأ زخمها خاصة بعد تخلي بايدن عن الترشيح و مساندته لترشيح نائبته كامالا هاريس، كما تزايد الاهتمام الدولي والإقليمي بالحرب حيث بدأت كل مؤسسات ووكالات الأمم المتحدة في التحرك بفاعلية أكبر”.
واعتبر المقلي أن المبادرة الأميركية الجديدة ربما تمثل الفرصة الأخيرة للحيلولة دون انهيار الدولة.
وفي ذات السياق، يؤكد شهاب الطيب القيادي في التحالف الوطني وجود إجماع إقليمي ودولي لإيقاف الحرب مدفوعا بالتشابكات التي بدأت تظهر في الدول المجاورة للسودان والتي تعيش أوضاع هشة. لكن الطيب يشدد على أن نجاح المفاوضات يتطلب استقلالية قرار الجيش والتحرر من ضغوطات تنظيم الإخوان السالبة، وزيادة الضغوط على أطراف الحرب من أجل الوصول إلى تفاهمات لإيقافها، على حد قوله.
محفزات ومخاوف
أظهرت الأسابيع الماضية تزايدا كبيرا في التوجهات الداعية لإيقاف الحرب ودفع التدهور المتسارع في الأوضاع الانسانية واتساع رقعة الجوع لتشمل أكثر من 25 مليون من سكان البلاد، وارتفاع أعداد الضحايا والنازحين إلى أكثر من 100 الف قتيل و12 مليون نازح ولاجئ، الدوائر الغربية لتكثيف الاهتمام بالشأن السوداني بعد فترة تجاهل استمرت لشهور طويلة بسبب الظروف الاقليمية والدولية المحيطة.
يشير مراقبون إلى ثلاث مخاوف قد تعيق أي تقدم في مفاوضات جنيف وتتمثل في محاولات تنظيم الإخوان الرامية لإفشال أي حل سلمي والانقسامات الداخلية، إضافة إلى غياب آليات الضغط والتي أدت إلى عدم تنفيذ مقررات المبادرات التسع الماضية التي تم اطلاقها منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
سكاي نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: لموقع سکای نیوز عربیة مفاوضات جنیف یجب أن
إقرأ أيضاً:
المرزوقي يتأهل إلى كأس العالم لقفز الحواجز في سويسرا
أبوظبي (الاتحاد)
نال عمر عبد العزيز المرزوقي، فارس إسطبلات الشراع، وأحد أعضاء فريق الإمارات لقفز الحواجز، بطاقة التأهل للمشاركة في نهائي كأس العالم بمدينة بازيل السويسرية مطلع أبريل المقبل.
وجاء التأهل ثمرة أخرى، لما تقدمه الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، رئيسة نادي أبوظبي للسيدات، ونادي العين للسيدات، مالك ومؤسس إسطبلات الشراع، من توجيه ودعم لرياضة قفز الحواجز وفرسانها، أثمر عن الكثير من الإنجازات في ميادين البطولات الدولية باسم الإمارات، آخرها تأهل الفارس المرزوقي ضمن 5 فرسان من دول المجموعة الإقليمية السابعة في الاتحاد الدولي للفروسية، والإعلان عن أسمائهم في ختام الجولات التأهيلية في منافسة جائزة لونجين الكبرى لبطولة كأس صاحب السمو حاكم الشارقة الدولية لقفز الحواجز من الفئة الرفيعة.
ويشدّ فارسنا الشاب عمر عبد العزيز المرزوقي الرحال للمشاركة الأولى في نهائي كأس العالم بسويسرا، مستنداً إلى عدد من المشاركات والإنجازات، آخرها حصد النقاط المؤهلة، بعد مشاركته في 5 جولات تأهيلية لكأس العالم، منها 4 جولات في الإمارات ضمن أربع بطولات دولية بالموسم الحالي، في بطولة العين الدولية 3*، والشراع الدولية 4*، وأبوظبي الدولية 4* وجولة الختام في بطولة كأس حاكم الشارقة الدولية لقفز الحواجز 5*، وسبقتها مشاركة المرزوقي في الجولة التأهيلية ضمن بطولة الكويت الدولية الشاطئية 3* فبراير 2025.
وبرزت موهبة الفارس الأولمبي عمر المرزوقي منذ وقت مبكر، وتلقى أولى خطوات تعلم ركوب الخيل والفروسية على يدي والده الفارس والمدرب عبد العزيز عمر المرزوقي، في نادي الباهية للفروسية في أبوظبي، قبل أن يرتدي شعار الشراع عام 2015، ليبدأ صفحة جديدة في سجل إنجازاته، التي استهلها بالمشاركة في أولمبياد الشباب بالأرجنتين عام 2028، وصولاً إلى المشاركة في «آسياد الصين 2022»، وحصوله على فضية الفردي وبرونزية الفرق، وكان حصاد الفارس عبد الله المري ميداليتين برونزيتين فيه أيضاً، وشارك ضمن فرسان المنتخب في بطولة الشارقة كأس الأمم 4* 2023، لاستكمال جاهزية الفريق للجولة التأهيلية، ونيل استحقاقها عبر بطولة قطر على ميدان الشقب 2023، وفي عام 2024 حاز مع الفريق لقب بطولة الشارقة كأس الأمم في أفضل إنجاز لفريق القفز في بطولة دولية من فئة الـ 4* على أرضه وبين جمهوره، ثم المشاركة للمرة الأولى ضمن فريق يمثل الإمارات في أولمبياد باريس 2024.
وعن تأهله إلى كأس العالم، قال الفارس المرزوقي: «بدعم قيادتنا أصحاب السمو الشيوخ، وتوجيه ودعم الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، مالك ومؤسس إسطبلات الشراع، تمكنّا من الوصول والمشاركة الفاعلة باسم الإمارات في أرقى المحافل الرياضية وأعلاها شأناً، بما فيها أولمبياد باريس 2024 بفريق للمرة الأولى، والآن يتحقق هدف التأهل للمشاركة في نهائي كأس العالم لقفز الحواجز بسويسرا».
وأضاف: «هذه المشاركات تتيح فرصة الاحتكاك مع نخبة فرسان القفز حول العالم، وتعود على الفارس بمردود المزيد من الخبرات، ونتمنى تقديم أداء مشرف، نحقق من خلاله نتائج متقدمة، تتطلب أن نبدأ التحضير والتجهيز لها برفقة (إنجوي دي لامور) و(شاكو باي)، والمشاركة في بطولات أوروبية تقام في صالة مغطاة تحاكي ميدان كأس العالم».
وقدم المرزوقي الشكر والتقدير لما يقدمه له والده وأفراد أسرته من دعم له خلال مسيرته فارساً، مع الاهتمام ببرنامج دراسته لمرحلة الماجستير في العلاقات الدولية والسياسية.
ويشرف على تدريب فرسان فريق الإمارات لقفز الحواجز، الفارس والمدرب البريطاني وليم فانيل، ومساعد المدرب البريطاني دنكن انجلس.
ومشاركة فرسان الإمارات في نهائي كأس العالم، عبر بوابة بطولات الدوري العربي التأهيلي، تعود إلى جوتنبيرج السويد عام 2008، عندما بدأها الفارس عبد الله محمد المري، بشعار مركز الإمارات للفروسية في دبي.
وطرق «فرسان الإمارات» أبواب بطولات نهائي كأس العالم لقفز الحواجز منذ سنوات عديدة، إلا أن استمرار المشاركة تسارع في السنوات الأخيرة، بعد أن حظي قفز الحواجز بدعم متصل تقدمه الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، مالكة ومؤسسة إسطبلات الشراع، بهدف تنفيذ خطة عمل تستكمل جاهزية المشاركة باسم الإمارات في أرفع المحافل الرياضية شأناً، ونهائي كأس العالم لقفز الحواجز إحداها.
وتوالت مشاركة «فرسان الإمارات» عبر دوراته، وإلى جانب عبد الله المري الذي تأهل مرتين، والثانية بصحبة زميله الفارس عبد الله حميد المهيري عام 2020 بمدينة لاس فيجاس الأميركية، إلا أنها لم تكتمل بسبب «كورونا».
وللفارس المهيري مشاركات في نهائي كأس العالم لقفز الحواجز، ولم تكن المرة الوحيدة التي يتأهل فيها فارسان من الإمارات إلى نهائيات القفز، وأعاد التجربة فارسان من نادي الشارقة للفروسية، الشيخ علي جمال ناصر النعيمي، والفارس موفي عويضة الكربي في نبراسكا «أميركا 2023»، ومن بعدهم نال التأهل زميلهما بالنادي الفارس سالم أحمد السويدي في نهائي الكأس عام 2024.