تراجع أسعار خام البصرة: هل يكشف الانخفاض عن أزمة نفطية أعمق؟
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
يوليو 30, 2024آخر تحديث: يوليو 30, 2024
المستقلة/- شهدت أسعار خام البصرة الثقيل والمتوسط انخفاضاً ملحوظاً صباح الثلاثاء، متزامناً مع تراجع أسعار النفط العالمية. فقد تراجعت أسعار خام البصرة الثقيل بمقدار 85 سنتاً لتصل إلى 76.53 دولاراً للبرميل، بينما انخفضت أسعار خام البصرة المتوسط بنفس المقدار لتصل إلى 79.
تأتي هذه الانخفاضات في أسعار خام البصرة في وقت يشهد فيه السوق العالمي انخفاضاً في أسعار النفط، الذي استمر في تكبد الخسائر من الجلسة السابقة. يُعزى هذا التراجع إلى المخاوف المتزايدة بشأن الطلب في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم. في الوقت الذي تستمر فيه أسعار النفط في الانخفاض، يبدو أن السوق تجاهلت المخاطر المرتبطة بتصاعد الصراع في الشرق الأوسط، وهي منطقة معروفة بتأثيرها الكبير على أسعار النفط العالمية.
تأثيرات التراجع على السوق العراقيةالانخفاض الحاد في أسعار خام البصرة يشير إلى أزمة أعمق في السوق النفطية العراقية، التي تعتمد بشكل كبير على تصدير النفط كمصدر رئيسي للإيرادات. هذه الانخفاضات قد تؤثر على الإيرادات الوطنية وقدرتها على تمويل المشاريع التنموية، مما قد يضع ضغوطاً إضافية على الاقتصاد العراقي الذي يعاني بالفعل من تحديات متعددة.
أسباب تراجع الطلب العالميتسهم المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصيني في دفع الأسعار نحو الانخفاض، حيث تعد الصين واحدة من أكبر المستهلكين العالميين للنفط. وقد أثرت هذه المخاوف على توقعات الطلب العالمي على النفط، مما أدى إلى تراجع الأسعار. إضافة إلى ذلك، فإن تجاهل السوق لمخاطر الصراع في الشرق الأوسط قد يشير إلى تحول في أولويات المستثمرين، الذين يركزون أكثر على المؤشرات الاقتصادية الأساسية مثل الطلب في الصين بدلاً من التهديدات الجيوسياسية.
تحليل الوضع الراهنمن المهم فهم أن انخفاض أسعار خام البصرة يعكس اتجاهات أوسع في سوق النفط العالمية، حيث تكون الأسعار عرضة للتقلبات بناءً على مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية. بينما يتجه التركيز حالياً نحو الطلب الصيني، تبقى المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط عاملاً مؤثراً يمكن أن يؤثر على الأسعار في المستقبل القريب.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: أسعار خام البصرة أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
كبار تجار النفط أكثر تشاؤماً بشأن الأسعار ويتوقعون فائضاً في المعروض
ساد تفاؤل كبير في المؤتمر السنوي الضخم لشركات النفط والغاز في هيوستن بشأن آفاق الصناعة تحت إدارة دونالد ترمب الداعمة للوقود الأحفوري. رغم التفاؤل الكبير في أرجاء المؤتمر، كان هناك مُلاحظة مهمة، وهي أن بعض كبار تجار النفط أصبحوا أكثر تشاؤماً بشأن توقعات أسعار النفط الخام.
تحذيرات من تراجع أسعار النفط
في حين أن كبار تجار النفط لا يتوقعون انهياراً للأسعار، قال كبار المتعاملين في سوق الخام عالمياً، ومن بينهم شركتا "فيتول" و"غونفور"، إن الأسعار قد تنخفض تدريجياً مع بدء تجاوز المعروض للطلب.
بدأ تحالف "أوبك+" ضخ المزيد من الإنتاج النفطي إلى السوق، وستواصل الولايات المتحدة زيادة الإنتاج، وإن كان بوتيرة أبطأ من السنوات الماضية، كما أن الإنتاج في أميركا الجنوبية ينمو أيضاً.
الحفر المفرط يعزز المعروض النفطي
قال توربيورن تورنكفيست، رئيس مجموعة "غونفور"، في مقابلة خلال مؤتمر "سيرا ويك" (CERAWeek) الذي تنظمه "إس آند بي غلوبال" في هيوستن: "من الواضح أن الصناعة تقوم بحفر آبار نفطية أكثر من اللازم في الوقت الحالي"، مضيفاً: "نحن نحفر أكثر، سواء داخل أوبك أو خارجها، مما يتجاوز نمو الطلب".
كما أن احتمال تخفيف العقوبات على روسيا يمثل أحد العوامل الأخرى التي تعزز النظرة التشاؤمية. بالفعل، ارتفعت تدفقات النفط الخام من الموانئ الروسية خلال الأسابيع الأربعة حتى 9 مارس بنحو 300 ألف برميل يومياً، وهو أكبر ارتفاع منذ يناير 2023.
على جانب الطلب، ورغم أن الاستهلاك العالمي ينمو بشكل مستقر، أعرب العديد من المشاركين خلال المؤتمر المنعقد في هيوستن، سواء علناً أو في أحاديث خاصة، عن رأي مفاده أن سياسات الرئيس دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية تهدد بإبطاء نمو الاقتصاد الأميركي.
نطاق جديد لأسعار النفط
قدر راسل هاردي الرئيس التنفيذي لمجموعة "فيتول"، أن الأسعار قد تتحرك الآن في نطاق جديد يتراوح بين 60 إلى 80 دولاراً للبرميل، لتستقر عند نطاق أدنى قليلاً من السنوات القليلة الماضية.
تتوقع "غونفور" أن ينخفض سعر خام "غرب تكساس" الوسيط، وهو المعيار الرئيسي لأسعار النفط في الولايات المتحدة، إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل، لفترة قصيرة على الأقل.
تراجعت العقود المستقبلية لخام "برنت" القياسي بأكثر من 12% من أعلى مستوى لها هذا العام إلى ما يزيد قليلاً عن 70 دولاراً للبرميل، وهو قريب من أدنى مستوى منذ عام 2021. كما انخفض خام "غرب تكساس" الوسيط بنحو 15% عن أعلى مستوى له إلى 67 دولاراً للبرميل.
عوامل قد تحد من انخفاض أسعار النفط
مع ذلك، هناك أسباب قد تحد من أي انخفاض كبير في الأسعار. فقد هددت إدارة ترمب باتخاذ إجراءات صارمة للحد من إمدادات النفط الإيراني الخاضع للعقوبات، كما أن إمدادات فنزويلا تتعرض لضغوط أيضاً.
وشكل آخر من عوامل الدعم يتمثل في التوقعات بأن نمو إنتاج النفط الأميركي، وخاصة النفط الصخري، قد يتباطأ أيضاً إذا انخفضت الأسعار نحو 60 دولاراً للبرميل.
في نهاية العام الماضي، كانت "ترافيغورا" تتوقع أن ينمو الإنتاج الأميركي بحوالي 400 ألف برميل يومياً، منها نحو 100 ألف برميل من النفط الصخري.
إذا استمرت التراجعات الحالية في الأسعار، فقد يكون هناك سيناريو يبقى فيه إنتاج النفط الصخري الأميركي ثابتاً أو حتى ينخفض، وفقاً لما قاله سعد رحيم، كبير الاقتصاديين في "ترافيغورا". وأوضح في مقابلة: "يبدو سعر 60 دولاراً منخفضاً جداً بالنسبة لمعظم القطاع ليعمل بكفاءة".
انخفاض مخزون النفط يدعم الأسعار الفورية
المخزونات العالمية منخفضة مقارنة بالمستويات التاريخية. وقد أدى ذلك إلى إبقاء الفارق بين الأسعار على المدى القريب والطويل -المعروف باسم "الفروقات الزمنية"- في حالة
باكورديشن
، مما يعني أن الأسعار الفورية للإمدادات المتاحة حالياً يتم تداولها بسعر أعلى من العقود المستقبلية.
قال تورنكفيست: "توجد بعض العوامل التي تحدث التوازن في السوق، لذا فإن أي انخفاض كبير للأسعار سيكون مؤقتاً نسبياً".