لبنان ٢٤:
2025-02-27@22:59:20 GMT

الخوف من الحرب أسوأ من وقوعها

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

الخوف من الحرب أسوأ من وقوعها

إذا أردنا إجراء دراسة سيكولوجية للتعاطي النفسي لأي مقاتل أو لأي مواطن عادي مع الحرب حين تندلع نجد أنهم يتأقلمون معها، على رغم قساوتها ومرارتها وبشاعتها، بسهولة أكثر من طريقة تعاطيهم معها قبل بدئها. فالخوف منها قد يبدو بالنسبة إلى البعض أسوأ من الحرب بحدّ ذاتها. فالترّقب الدائم وعمليات الرصد قد تبدو متلفة للأعصاب أكثر بكثير من نتائج الحرب المباشرة وغير المباشرة.

وما يُمكن استنتاجه في هذا المجال مسندٌ إلى حقائق ودراسات كثيرة أجراها أكثر من باحث سيكولوجي أو سوسيولجي، وهو أن أجواء ما قبل الحرب لا تشبه ما يحدث خلالها وبعدها.
وتشير هذه الدراسات إلى أن لتأثير عمليات الهدن المتقطعة أثر نفسي سيئ لدى المقاتلين أو المواطنين الذين يكونون مهدّدين بحياتهم نتيجة القصف الذي يتعرّضون له يوميًا. ويؤكد الخبراء العسكريون أن التحضير النفسي للحرب هو أصعب من خوضها. وهذا ما هو حاصل بالنسبة إلى اللبنانيين، الذين ينامون على "خبرية"، ويفيقون على أخرى مناقضة للأولى. فما بين "راح تولع" وبين السعي إلى التهدئة والضغط على إسرائيل لمنعها من ارتكاب المزيد من الحماقات والمجازر في قطاع غزة وفي الجنوب والبقاع، يعيش اللبنانيون كل يوم بيومه على أمل أن يوفق الأميركيون في ما هم إليه ساعون، سواء عبر الاتصالات التي أجراها كل من وزير الخارجية انطوني بلينكن، أو تلك التي قام بها آموس هوكشتاين؛ وكلاهما كانا خلال الساعات الأخيرة حركة دائمة لتلافي أي ردة فعل غير محسوبة النتائج على أثر حادثة مجدل شمس، بعدما تزايدت المخاوف من ضربة إسرائيلية من الجوّ، ضد بنك أهداف منتقاة. ومن مؤشرات هذه المخاوف مستوى الاجتماعات التي عقدت في تل ابيب، منذ عودة نتنياهو السريعة من واشنطن، بهدف توجيه ضربة موجعة لـ "حزب الله"، الذي سبق أن نفى أي علاقة له بحادثة الجولان المحتل.
وإضافة إلى الاتصالات التي قام بها هوكشتاين مع الرئيسَين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وبطريقة غير مباشرة بقيادة "حزب الله"، في محاولة لمنع توسعة الحرب مع تصعيد وتيرة التهديدات الإسرائيلية بتوسعتها باتهام الحزب بوقوفه وراء الصاروخ الذي استهدف البلدة السورية المحتلة، قامت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، بعدّة اتصالات للحؤول دون تدّرج الأمور العسكرية نحو ما هو أسوأ.
في المقابل فإن أكثر من مراقب قريب من "حارة حريك" يؤكد أن "حزب الله" لا يزال ملتزمًا "قواعد الاشتباك"، وأنه يمارس سياسة ضبط النفس تجاه ما يتعرّض له مقاتلوه من استهدافات جوية، وهو ليس في وارد استدراجه من قبل إسرائيل لتوسعة الحرب التي تسعى إليها بأرجلها قبل ايديها. ويُنقل عن الحزب قوله إنه منذ أن قرر مساندة حركة "حماس" في غزة بتصديها للعدوان الإسرائيلي، أخذ على عاتقه عدم التعرض للمدنيين في المستوطنات الإسرائيلية الواقعة على تخوم الحدود اللبنانية، وبالتالي من غير المنطقي القول باستهداف بلدة مجدل شمس المحتلة التي يتمسك أهلها بهويتهم السورية وبانتمائهم العربي ولم يضعفوا أمام الإغراءات التي قدّمها لهم المحتل الإسرائيلي.
وبالتوازي فإن الرئيس ميقاتي ركز في اتصالاته السياسية والديبلوماسية على ضرورة إبعاد شبح أي ضربة إسرائيلية عن  لبنان، وتلقى اتصالا من وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي، الذي جدد دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس منعًا للتصعيد، وإلى حل النزاعات سلميًا وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.
وتبقى الساعات المقبلة محور ترقّب محلي واقليمي ودولي، وذلك انطلاقًا من قناعة لدى الجميع أن اندلاع الحرب لا تحتاج سوى إلى شرارة. أما اخمادها فيحتاج إلى الكثير من العمل الديبلوماسي.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حماتي تقايضني بالحمل أو الطلاق من زوجي الذي أعشقه

سيدتي،سعيدة أنني حظيت بهذه الفرصة حتى أحلّ ضيفة على منبرك الجميل الذي متيقنة أنني سأجد من خلاله سلوى لما أمر به،. أعبر عن شجني وأنا أذرف دموع الحسرة والأسى، فما أنا فيه سيدتي لا يسرّ عدوا ولا حبيب، فزوجي لا يأبه لأمري وقد ألّبته أمه ضدي وحرضته، فتحول كبير الحب الذي كان بيننا إلى رهان مربوط بمسألة حملي من عدمها.
لا أخفيك سيدتي أنني تغررت بعد أن تزوجت ممن أحببته وضحيت من أجله منذ ستة أشهر تقريبا هي عمر زواجنا، وقد كنت أخال أنني سأنال من الغنج والدلال الكثير كوني زوجة الإبن الوحيد لحماتي التي توفى عنها زوجها وهي شابة يافعة. وقد ترك لها إبنا تكبره ثلاثة فتيات هن اليوم متزوجات ومستقلات بحياتهن. الدلال والغنج اللذان كنت أصبو إليهما لم أجد منهما شيئا في حياتي التي ما فتئت أبدأها لأجد نفسي يوميا في مساءلات من حماتي وبناتها حول مسألة حملي، وكأني بهن قد أحضرن ماكينة للبيت تنتج لهم الأبناء. لطالما تقبلت الأمر بصدر رحب وعللت المسألة بأنها نابعة من حب حماتي وتمناها من أن يكون لها حفيد تستأنس به وترعاه، إلا انّ الأمر تحوّل إلى هوس وتضييق للخناق، لدرجة أن زوجي أصرّ عليّ ذات ليلة أن أزور الطبيبة المختصة في أمراض النساء لتعرف خطبي وسبب تأخر حملي، وكأني بي متزوجة منذ سنوات وليس منذ بضعة أشهر.
لم يكن بإمكاني السكوت على الوضع أكثر مما عشته، فواجهت حماتي بمسألة أن تتركني وشأني أحيا حياتي بطريقة عادية فمسألة حملي بيد الله، وهي رزق يساق إلى الإنسان سوقا، كما أخبرتها أنه لا يجوز لها من باب الوقار الذي يجب أن تكون عليه كحماة مثقفة هي وبناتها أن تتدخل في مثل ذي أمور أعتبرها جدّ حميمية،فوجدتها تخبرني بصريح العبارة أن مصيري في عش الزوجية مرهون بحملي في أقرب الأجال بولي العهد الذي تريده ذكرا حتى يحمل إسم العائلة ويخلدها. الأمر الذي لم أجد لدى زوجي أي إمتعاض منه مادام هو رغبة من أمه حتى يكون له تلد وحتى يحقق حلم الأبوة.
أنا في حيرة من أمري سيدتي، فكيف يمكنني الخروج من هالة الأحزان التي أحياها وأنا في بداية زواجي؟
أختكم ع.مروة من الغرب الجزائري.

الردّ:
في البداية لا يسعني بنيّتي سوى أن أطلب منك أن تهوّني على نفسك بالقدر الذي تستطيعينه، ولا أخفي عليك أنّ ما تمرين به موقف لا تحسدين عليه،إلا أنّ التريث هو أكثر ما يجب عليك إنتهاجه حتى تتمكني من تجاوز هذه المحنة التي أتمنى أن لا يكون لتأثير الجانب النفسي فيها إنعاكاسات على مسألة الحمل.
من الطبيعي أن تحرص أي أمّ على مستقبل إبنها وراحة باله، حيث أن حماتك قلقة وجلة بشأن مسألة حملكم لأنها تريد أن تدب الحركة والحياة في بيت كسته الرتابة والهدوء، لكن أن يبلغ بها الأمر أن تساومك فيما ليس لك طاقة به فذلك ما لا يطاق.
حقيقة لقد خرقت حماتك حدود الحميمية التي بينك وبين زوجك وقد سمحت لنفسها أن تحدد مصير بقائك في عش الزوجية بمسألة إنجابك، وأنا من باب النصح بنيتي أؤيّد راي زوجك الذي قرر إصطحابك للطبيبة المختصة وهذا حتى تتمكن هذه الأخيرة من منحك من الفيتامينات والمقويات أو الهرمونات ما يساعد مسألة حملك.
متأسفة أنا لأنّ أجمل أيام عمرك تحولت إلى نقاش وعلاقات متشنجة مع أهل البيت، لكن في ذات الوقت أناشدك الحفاظ على هدوئك وسكينتك حتى لا تتهوري وتقترفي ما لا يحمد عقباه. كما أنني أتساءل عن أخوات زوج عوض أن تكنّ محضر خير بينك وبين أمهن سمحن لأنفسهنّ الخوض في أمور لو كنّ هنّ المعنيات بها لما سمحن لأي كان التدخل . لست بالعقيم بنيتي حتى تحسّي بالفسل، ولست في حرب حتى تحسيّ بأنك مغلوب على أمرك، فقط التريث والصبر هما سبيلك للفرج بإذن الله.
اللين والكياسة في التعامل مع الزوج مطلوبان،فالأمر متعلّق بوالدته وبمصيره كإبن لها عليه أن ينجب لها ولي العهد الذي لطالما حلمت به. أتمنّى من الله أن يرزقك ويرزق كل محروم ذرية صالحة لا تعيي العين بالنظر إليها، وكان الله في عونك أختاه.
ردت: س.بوزيدي.

مقالات مشابهة

  • (دخل شوقي من نفس الباب الذي خرج منه حافظ)
  • ما الدروس التي استخلصتها شعبة الاستخبارات الإسرائيلية من فشل السابع من أكتوبر؟
  • الأمين الذي فدى الأمة ..إنا على العهد
  • ما الذي أشعل فتيل الحرب في السودان؟
  • من النيل يبدأ من هنا … إلى الخوف والوجع ..!!
  • الاتحاد السوداني للعلماء يرفض التعديلات على الوثيقة الدستورية التي حمّلها مسؤولية الحرب
  • حماتي تقايضني بالحمل أو الطلاق من زوجي الذي أعشقه
  • أستاذ علوم سياسية: أكثر من 72% من الإسرائيليين يرغبون في وقف الحرب
  • تفاصيل جديدة: ما الذي دفع الفنانة وعد إلى ارتداء الحجاب بعد سنوات من الشهرة؟
  • محجوب فضل بدری: صياد النجوم فی أبْ قَبَّة فحل الديوم !!