نفوذ جيوسياسي.. أسباب ودوافع تنامي نفوذ روسيا في النيجر| تفاصيل
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
شهد المشهد الجيوسياسي العالمي في السنوات الأخيرة، تجدد الاهتمام بالمشاركة الاستراتيجية من جانب روسيا في مناطق مختلفة حول العالم. إحدى هذه المناطق التي استحوذت على الاهتمام الدولي هي إفريقيا، وعلى وجه التحديد، مدى النفوذ الروسي في دول مثل النيجر.
تقع النيجر في غرب إفريقيا، وتتمتع بأهمية استراتيجية بسبب مواردها المعدنية الهائلة، والمواقع الجيوسياسية، والتحديات الأمنية.
السياق التاريخي
انخراط روسيا مع الدول الأفريقية ليس ظاهرة جديدة. وخلال حقبة الحرب الباردة، سعى الاتحاد السوفيتي إلى إقامة تحالفات وتوسيع نفوذ أيديولوجي عبر القارة الأفريقية. بيد أن هذا التأثير تضاءل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لكن السنوات الأخيرة شهدت عودة الاهتمام الروسي بأفريقيا، مدفوعة بدوافع اقتصادية وجيوسياسية.
المصالح الاقتصاديةأحد الدوافع الرئيسية للانخراط الروسي في النيجر هو ثروتها المعدنية الهائلة. النيجر منتج مهم لليورانيوم، وهو مورد حيوي لتوليد الطاقة النووية.
من جهتها، أعربت شركة روساتوم الروسية للطاقة النووية المملوكة للدولة عن اهتمامها بالتعاون مع النيجر في تطوير احتياطاتها من اليورانيوم. ويمكن أن توفر هذه الشراكة لروسيا مصدرًا موثوقًا لليورانيوم من أجل صناعة الطاقة النووية لديها، مما يعزز هدفها المتمثل في توسيع نطاق وجودها النووي على مستوى العالم.
الاعتبارات الجيوسياسيةيحمل موقع النيجر الاستراتيجي في غرب إفريقيا أهمية جيوسياسية بالنسبة لروسيا. تشترك البلاد في حدودها مع العديد من دول الساحل التي تواجه تحديات أمنية، بما في ذلك الإرهاب والتطرف.
يمكن أن يسمح التدخل الروسي في النيجر بالتأثير في منطقة الساحل الأوسع والمساهمة في الاستقرار الإقليمي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الوجود الروسي في النيجر من موازنة تأثير الجهات الخارجية الأخرى، مثل القوى الغربية والصين.
التعاون الأمنيتشارك روسيا أيضًا في التعاون الأمني مع النيجر، حيث توفر المعدات العسكرية والتدريب لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب في البلاد. يتماشى هذا التعاون مع الاستراتيجية الأوسع لروسيا المتمثلة في وضع نفسها كشريك في مكافحة الإرهاب في مناطق مختلفة، مع توسيع نفوذها أيضًا من خلال العلاقات العسكرية.
الآثار والمخاوفبينما يقدم التدخل الروسي في النيجر فوائد محتملة، فإنه يثير أيضًا العديد من المخاوف. قد يؤدي توسع النفوذ الروسي في إفريقيا إلى زيادة المنافسة مع القوى العالمية الأخرى، مما قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية الحالية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن الشفافية والآثار طويلة المدى للشراكات الاقتصادية، مثل التعاون بين روساتوم وصناعة اليورانيوم في النيجر.
موازنة النيجربالنسبة للنيجر، يعد التعامل مع مختلف الشراكات الخارجية مع الحفاظ على سيادتها ومصالحها الوطنية بمثابة توازن دقيق. يمكن أن يوفر التعامل مع روسيا فرصًا اقتصادية ومساعدة أمنية، لكن يجب على الحكومة أن تنظر بعناية في العواقب المحتملة لمثل هذا الارتباط.
يعد مدى النفوذ الروسي في النيجر ظاهرة معقدة ومتطورة لها آثار بعيدة المدى. مع استمرار روسيا في تأكيد وجودها في القارة الأفريقية، لا سيما في بلدان مثل النيجر، سيراقب المجتمع الدولي عن كثب الدوافع والتطورات والآثار المحتملة لهذه المشاركة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا النيجر نفوذ النفوذ الروسي الروسی فی النیجر
إقرأ أيضاً:
تقرير يرصد تنامي العنف الإلكتروني ضد النساء والفتيات رغم نقص التبليغ عنه
كشف تقرير لمراكز النجدة المخصصة لمساعدة النساء والأطفال ضحايا العنف، التابع لجمعية اتحاد العمل النسائي، أن هذه المراكز استقبلت خلال الفترة الممتدة ما بين فاتح نونبر 2023 إلى غاية 31 أكتوبر 2024،ما يناهز 2254 حالة عنف، مشيرا إلى أن العنف الالكتروني ضد النساء والفتيات، يزداد بشكل ملحوظ.
وقالت عائشة ألحيان، رئيسة اتحاد العمل النسائي إن ظاهرة العنف الرقمي في تنامي مستمر، مضيفة أن ما يزيدها تعقيدا هو تخوف الفتيات من التبليغ عنها، ما يفسر قلة هذا النوع من الحالات التي ترد على شبكة النجدة.
وحسب التقرير الذي تم تقديمه اليوم في لقاء صحافي بالرباط، نظمته جمعية اتحاد العمل النسائي ان النساء تتعرضن لمختلف أشكال العنف، سواء في الفضاء الخاص أو في الفضاء العام، أو حتى في الفضاء الرقمي، ويتصدر العنف النفسي قائمة هذه الأشكال ب 26% ، يليه العنف اللفظي والعنف الاقتصادي والاجتماعي ب 20% ثم العنف الجسدي ب 19% هذا بالإضافة للعنف القانوني الذي تتعرض له النساء جراء التمييز واللامساواة المتضمنة في التشريعات المغربية.
وحسب التقرير يعد العنف الجنسي الذي يشمل التحرش والاغتصاب من أبشع أنواع الانتهاكات التي يمكن أن تتعرض له النساء، والذي يتسبب في آثار ومضاعفات نفسية عميقة يصعب تجاوزها والتعافي منها.
أما فيما يخص العنف الالكتروني، فحسب التقرير فهو يتزايد بشكل ملحوظ خاصة في صفوف الشابات نظرا لكونهن الأكثر استعمالا لوسائط التواصل الاجتماعي. وهو العنف الذي يتميز بالوصم الاجتماعي الكبير، وصعوبة النجاة منه أو التخلص من تداعياته على النساء نظرا لسرعة انتشاره وضعف الإطار القانوني المنظم له. وعادة ما تعاني النساء من عنف مركب، الشيء الذي يفسر التفاوت بين عدد الحالات الواردة وأشكال العنف المرصودة.
وبخصوص الفئة العمرية الأكثر عرضة للعنف من النساء فهن اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 18 و 34 سنة تليها النساء ما بين 35 و 50 سنة الشيء الذي يمكن تفسيره يكون النساء المعرضات أكثر للعنف هن الأكثر نشاطا اجتماعيا ومهنيا.
وبخصوص توزيع حالات العنف حسب المجال الجغرافي من خلال الحالات الوافدة على شبكة مراكز النجدة، فهي تنحدر في أغلبيتها (57%) من المجال الحضري، الا أن هذا لا يعني بالضرورة أن العنف ينتشر بشكل أكبر في المدن، بل ربما هذا يعزى بالأساس لتواجد مراكز النجدة بالمدن، بالإضافة إلى صعوبة التنقل من البوادي، والأوضاع الاقتصادية الهشة، والمستوى التعليمي المحدود للنساء في الأسباب التي تحد من قدرتهن على التنقل أو حتى على التواصل مع المراكز عن بعد.
وتتكون شبكة مراكز النجدة من مركز للإيواء بالرشيدية و 8 مراكز للاستماع متواجدة في كل من مدينة طنجة، القنيطرة، الرباط، الدار البيضاء، مراكش أكادير، الرشيدية ومكناس.
وتقدم مراكز شبكة النجدة مجموعة من الخدمات للناجيات من العنف من استقبال ومواكبة قانونية ونفسية وتقوية القدرات، والتحسيس بالقوانين ذات الصلة بحقوقهن، وتعتبر مراكز الاستماع التابعة للجمعيات النسائية الوجهة الأولى التي تقصدها المرأة المعنفة قبل اللجوء إلى الجهات الرسمية المختصة من شرطة ومحاكم.
وتتمثل الخدمات التي تقدمها المراكز في الاستقبال والاستماع والتوجيه والوساطة والمساعدة.
وتقدم هذه الخدمات في المراكز عند حضور الناجية شخصيا أو عن بعد عند الاتصال هاتفيا أو عبر وسائط التواصل الاجتماعي. وقد يمتد مسار التكفل بالنساء المعنفات لعدة سنوات نظرا لطول المساطر القضائية وتعقيدها الشيء الذي يجعل ملفا واحدا، قد يستغرق وقتا طويلا قبل أن يستوفي كل الإجراءات القانونية المتعلقة بالحكم، والتبليغ والتنفيذ.
كلمات دلالية اتحاد العمل النسائي العنف ضد النساء مراكز النجدة