موقع النيلين:
2025-01-09@00:04:34 GMT

الفرص الضائعة في تاريخنا الوطني (2)

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

مما تفردنا به في مسيرتنا الوطنية إضاعتنا للوقت بصورة يحتار فيها العدو والصديق ، ومبعث الحيرة هو أننا دائما نعود إلي قبول ما رفضناه بعد تسرب كثير من الزمن الوطني ، وفقدان الكثير من الأرواح التي تخلف الضغائن والبغضاء ، وبعد تبديد المال والجهد ، وذهاب المبتغي النبيل للغرض الذي قام من أجله القبول ، وهو ما عناه خطاب الوثبة الشهير 2014 إذ يقول ( الزمن الذي يمر هو وقتنا ، هو وقت الشعب السوداني الذي أفلتت من يديه الفرصة بعد الفرصة خلال ستين عاما من عمر الإستقلال) …

نعم خطاب الوثبة الذي جاء بعد خمسة وعشرين عاما من عمر حكومة الإنقاذ الوطني وكان هدفه إجراء وطني بين مكونات السياسة السودانية ، خمسة وعشرون عاما سكبت فيها دماء وطنية عزيزة وغالية ، وأهدرت جهود وموارد كان يمكن صيانتها لبناء البلاد ، بالله عليكم أقرأوا هذه الفقرة من كتاب الأستاذ إدريس حسن قصتي مع الإنقلابات العسكرية ( كان العميد عبدالرحمن فرح مستشار الأمن الوطني الرسمي ورئيس جهاز أمن حزب الأمة الخاص قد جاء لمجلس قيادة الثورة موفدا من قبل السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق يعرض عليهم أن يسلم نفسه شريطة أن يتم إعتقاله في منزله وأن يقدم لمحاكمة عادلة .

.

كما وجدت مذكرة مع الصادق المهدي موجهة لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني يقترح فيها أن يعترف بنظام الحكم الجديد ويدعمه بما له من قوة شعبية شريطة أن يحكم النظام الجديد لفترة إنتقالية ( 3 – 5 ) سنوات ، بعدها برجع الجيش لثكناته بعد أن يحل مشكلة الجنوب والمشكلة الإقتصادية ثم تجري إنتخابات عامة تشارك فيها كل الأحزاب )..

مالذي يمنع من قبول هذا العرض الذي إستمر البحث عنه طوال فترة حكم الإنقاذ الوطني في القاهرة ودمشق وجيبوتي وفي غيرها من الدول ، أليس هذا هو عين خطة الحركة الإسلامية صاحبة الإنقلاب ، ( كان علي المكتب القيادي أن يستذكر خطة الحركة المجازة قبل الإنقلاب والتمكين ، وهي ظهور وجوه الحركة بعد ثلاث سنوات بعد ظهور تدريجي لبرامجها أثناء ذلك ، فبعد قرار المكتب بإعلان الشريعة كان عليه أن يمضي نحو الجزء الآخر من الخطة الذي يتجاوز مرحلة الإنقاذ والشرعية الثورية وخلع البزات العسكرية نحو مدنية الحكم وشرعيته الدستورية ) المحبوب عبد السلام ..

هذا فيما يتعلق بحزب الأمة ، أما بخصوص الحزب الإتحادي الديمقراطي ، دعونا نعود لإدريس حسن مرة أخرى بتصرف ( نقل احمد سليمان المحامي الي محمد الحسن عبدالله يس أن الإنقلاب مؤيد لإتفاقية الميرغني قرنق ، وأن غالب أعضاء مجلس قيادة الثورة من الإتحاديين ، ونقل محمد الحسن الحديث للقنصل المصري ( طبعا مصر كانت مؤيدة لإتفاق الميرغني قرنق بشدة ) ، ولا أسنبعد ( والحديث لإدريس حسن ) أن محمد الحسن نقل نفس الحديث للسيد محمد عثمان الميرغني ، وأن تاج السر محمد صالح وزير رئاسة الجمهورية أفاد بأن المصريين أكدوا للإتحادببن أن الإنفلاب مؤيد للإتفاقية ، ولذلك دعموه وقدموه للعالم الخارجي ، وحتي الإعتقال الذي طال محمد عثمان الميرغني كان أشبه بالإعتفال الذي حدث للترابي ، وقد سارع المصريون بتقرير طبي خرج بموجبه الميرغني من السجن وسافر لمصر ، كما سافر السيد محمد عبدالله يس بجواز سفر ديبلوماسي) ..

من هذه الوقائع ألم تفوت الإنقاذ فرصة وطنية كبيرة لتحقيق وفاق مبكر ، وتصالح مع العالم الخارجي دون حاجة للدرب الشاق الذي سلكته ، وتحقيق سلام مبكر مع الجنوب وبكلفة أقل مما حدث ونتيجة ربما أفضل من الإنفصال …

نقطة أخيرة : رفض الإنقاذ لعرض الصادق المهدي الإعتراف بالحكومة ألا يذكرنا برفض قحت لعرض المعارضة المساندة الذي قدمه المؤتمر الوطني ؟!!!!

ياسر يوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

على خُطى الإنقاذ، حكومة بورتسودان تنفي وجود مجاعة في البلاد!

من أوضح مظاهر عودة النظام القديم لتسيُّد المشهد في بورتسودان، إضافة لتناسل المليشيات (لن تكون الأورطة (أو الورطة) الشرقية آخرها) والاصرار على استمرار الحرب. الإصرار الشديد من حكومة بورتسودان على نفي وجود مجاعة في البلاد خلافا لكل تقارير المنظمات الأممية.
في العهد الانقاذي تحولت المجاعة الى فجوة غذائية! تجنبا للاعتراف العلني بوجود مجاعة، وما يرتبه ذلك من مسئوليات على حكومة لم تجعل هموم ومعاناة المواطن يوما ضمن اولوياتها.
يتحدث الحارث ادريس مندوب بورتسودان في نيويورك حول أخطاء منهجية شابت التقرير الاممي الذي يتحدث عن تفشي المجاعة في عدد من الولايات، دون ان يحدد ماهية تلك الأخطاء المنهجية. بل ان من الواضح ان السيد ادريس لا يعرف ما الذي يعنيه من استخدامه لكلمة المنهجية، وأنّ دوره انحصر في قراءة تقرير معد له، حتى انه أخطأ في القراءة حين قال(فَرْقٌ) قبل ان يُصحّح نفسه الى (فِرَقِ) (مجموعات).
كما علّق أحد الاخوة في احد مواقع التواصل، فإن نظام بورتسودان لا يكذب حين ينفي وجود مجاعة، باعتبار انهم يتحدثون عن موائدهم العامرة، في اشارة لصورة المائدة العامرة المنتشرة في الوسائط في استقبال وزير داخلية الانقلاب العائد الى الوطن، بعد أن خرج معتمرا إثر اندلاع الحرب، واستغرق منه أداء العُمرة حوالي العامين!
يقول التقرير الاممي انّ السودان هو البقعة الوحيدة في العالم التي تم تأكيد المجاعة فيها حاليا، ويمضي التقرير الى الخلاصة المهمة (ينتشر الجوع والمجاعة بسبب القرارات التي يتم اتخاذها كل يوم لمواصلة هذه الحرب، بغض النظر عن التكلفة على المدنيين)
الحكومة الكيزانية في بورتسودان تريد مواصلة الحرب بأية ثمن، ويأتي الإصرار على نفي تفشي المجاعة ضمن ذلك السياق. ورغم ان المبادرة التركية لحل الازمة تأتي من طرف حليف لهم، بلاده تحتضن أموالهم واستثماراتهم وتأوي اسرهم، لكن المؤكد انّ الأمر يحرجهم وسيسعون بكل الوسائل للالتفاف عليه.
الحرب حرب على ثورة ديسمبر، يجب ان تستمر حتى لو طال الدمار كل شيء حتى وحدة البلاد.
التنظيم العصابي الكيزاني مستعد لرهن إرادة البلاد للخارج، او التنازل عن وحدتها ان كان ذلك يضمن بقائه في المشهد، مثلما انه مستعد للتضحية بأرواح مواطني هذه البلاد في سبيل تحقيق أهدافه في العودة لسلطة النهب والاستبداد.
#لا_للحرب

أحمد الملك

ortoot@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة: مصر بوتقة تنصهر فيها جميع الفنون .. ومحمد منير رمز ثقافي عالمي
  • مارسيليا يعين المهدي بن عطية مديرا رياضيا لقيادة مشروعه الجديد
  • حمدان بن محمد: قواتنا المسلحة حراس الدار ودرعنا الذي لا يلين
  • على خُطى الإنقاذ، حكومة بورتسودان تنفي وجود مجاعة في البلاد!
  • محمد خلدون.. حفيد عبد القادر الجزائري الذي أعدمه نظام الأسد بصيدنايا
  • صديق المهدي: حزب الأمة يواجه محاولات استقطاب من جنرالات في الخدمة والمعاش
  • محمد عبد اللطيف يستعرض جوانب الإصلاح الذي تبنته الدولة المصرية في قطاع التعليم قبل الجامعي
  • تعليم قنا.. تكريم "يحيى خليفة وشهد متولي" فائزًا المشروع الوطني للقراءة
  • تعليم قنا يكرم الفائزين بالمشروع الوطني للقراءة
  • تعليم قنا .. تكريم يحيى و شهد فائزا المشروع الوطني للقراءة