الفرص الضائعة في تاريخنا الوطني (2)
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
مما تفردنا به في مسيرتنا الوطنية إضاعتنا للوقت بصورة يحتار فيها العدو والصديق ، ومبعث الحيرة هو أننا دائما نعود إلي قبول ما رفضناه بعد تسرب كثير من الزمن الوطني ، وفقدان الكثير من الأرواح التي تخلف الضغائن والبغضاء ، وبعد تبديد المال والجهد ، وذهاب المبتغي النبيل للغرض الذي قام من أجله القبول ، وهو ما عناه خطاب الوثبة الشهير 2014 إذ يقول ( الزمن الذي يمر هو وقتنا ، هو وقت الشعب السوداني الذي أفلتت من يديه الفرصة بعد الفرصة خلال ستين عاما من عمر الإستقلال) …
نعم خطاب الوثبة الذي جاء بعد خمسة وعشرين عاما من عمر حكومة الإنقاذ الوطني وكان هدفه إجراء وطني بين مكونات السياسة السودانية ، خمسة وعشرون عاما سكبت فيها دماء وطنية عزيزة وغالية ، وأهدرت جهود وموارد كان يمكن صيانتها لبناء البلاد ، بالله عليكم أقرأوا هذه الفقرة من كتاب الأستاذ إدريس حسن قصتي مع الإنقلابات العسكرية ( كان العميد عبدالرحمن فرح مستشار الأمن الوطني الرسمي ورئيس جهاز أمن حزب الأمة الخاص قد جاء لمجلس قيادة الثورة موفدا من قبل السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق يعرض عليهم أن يسلم نفسه شريطة أن يتم إعتقاله في منزله وأن يقدم لمحاكمة عادلة .
كما وجدت مذكرة مع الصادق المهدي موجهة لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني يقترح فيها أن يعترف بنظام الحكم الجديد ويدعمه بما له من قوة شعبية شريطة أن يحكم النظام الجديد لفترة إنتقالية ( 3 – 5 ) سنوات ، بعدها برجع الجيش لثكناته بعد أن يحل مشكلة الجنوب والمشكلة الإقتصادية ثم تجري إنتخابات عامة تشارك فيها كل الأحزاب )..
مالذي يمنع من قبول هذا العرض الذي إستمر البحث عنه طوال فترة حكم الإنقاذ الوطني في القاهرة ودمشق وجيبوتي وفي غيرها من الدول ، أليس هذا هو عين خطة الحركة الإسلامية صاحبة الإنقلاب ، ( كان علي المكتب القيادي أن يستذكر خطة الحركة المجازة قبل الإنقلاب والتمكين ، وهي ظهور وجوه الحركة بعد ثلاث سنوات بعد ظهور تدريجي لبرامجها أثناء ذلك ، فبعد قرار المكتب بإعلان الشريعة كان عليه أن يمضي نحو الجزء الآخر من الخطة الذي يتجاوز مرحلة الإنقاذ والشرعية الثورية وخلع البزات العسكرية نحو مدنية الحكم وشرعيته الدستورية ) المحبوب عبد السلام ..
هذا فيما يتعلق بحزب الأمة ، أما بخصوص الحزب الإتحادي الديمقراطي ، دعونا نعود لإدريس حسن مرة أخرى بتصرف ( نقل احمد سليمان المحامي الي محمد الحسن عبدالله يس أن الإنقلاب مؤيد لإتفاقية الميرغني قرنق ، وأن غالب أعضاء مجلس قيادة الثورة من الإتحاديين ، ونقل محمد الحسن الحديث للقنصل المصري ( طبعا مصر كانت مؤيدة لإتفاق الميرغني قرنق بشدة ) ، ولا أسنبعد ( والحديث لإدريس حسن ) أن محمد الحسن نقل نفس الحديث للسيد محمد عثمان الميرغني ، وأن تاج السر محمد صالح وزير رئاسة الجمهورية أفاد بأن المصريين أكدوا للإتحادببن أن الإنفلاب مؤيد للإتفاقية ، ولذلك دعموه وقدموه للعالم الخارجي ، وحتي الإعتقال الذي طال محمد عثمان الميرغني كان أشبه بالإعتفال الذي حدث للترابي ، وقد سارع المصريون بتقرير طبي خرج بموجبه الميرغني من السجن وسافر لمصر ، كما سافر السيد محمد عبدالله يس بجواز سفر ديبلوماسي) ..
من هذه الوقائع ألم تفوت الإنقاذ فرصة وطنية كبيرة لتحقيق وفاق مبكر ، وتصالح مع العالم الخارجي دون حاجة للدرب الشاق الذي سلكته ، وتحقيق سلام مبكر مع الجنوب وبكلفة أقل مما حدث ونتيجة ربما أفضل من الإنفصال …
نقطة أخيرة : رفض الإنقاذ لعرض الصادق المهدي الإعتراف بالحكومة ألا يذكرنا برفض قحت لعرض المعارضة المساندة الذي قدمه المؤتمر الوطني ؟!!!!
ياسر يوسف
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مانشستر يونايتد يقبض على «فرصة الإنقاذ»!
مانشستر (أ ف ب)
أبقى مانشستر يونايتد الإنجليزي على فرصته الوحيدة لإنقاذ الموسم وأتلتيك بلباو على حلمه بخوض النهائي على أرضه في 21 مايو، وذلك بتأهلهما إلى الدور ربع النهائي لمسابقة «يوروبا ليج» لكرة القدم بصحبة فرق بارزة مثل لاتسيو الإيطالي وأينتراخت فرانكفورت الألماني وتوتنهام الإنجليزي.
على ملعب «أولد ترافورد»، وبعدما عاد من الباسك بالتعادل 1-1 ذهاباً، ظهر اليونايتد بشكل جيد جداً إياباً على أرضه، وتغلب على ضيفه ريال سوسيداد الإسباني 4-1، بفضل «ثلاثية» للقائد البرتغالي برونو فرنانديز، والتفوق العددي، ما خفف الضغط بعض الشيء عن مدربه البرتغالي روبن أموريم.
وفي ظل تقهقره في المركز الرابع عشر في الدوري الممتاز، وخروجه من الدور الخامس لمسابقة الكأس المحلية، سيكون لقب «يوروبا ليج» الفرصة الوحيدة لـ«اليونايتد»، من أجل المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل.
ولم تكن بداية «الشياطين الحمر» سلسة على الإطلاق، إذ اهتزت شباك حارسهم الكاميروني اندري أونانا منذ الدقيقة العاشرة، حين تسبب الهولندي ماتيس دي ليخت بركلة جزاء، بعد إسقاطه المخضرم ميكل أويارسابال، انبرى لها الأخير بنجاح.
لكن سرعان ما رد اليونايتد بالطريقة نفسها من ركلة جزاء انتزعها الدنماركي راسموس هويلوند من إيجور سوبيلديا، ونفذها القائد البرتغالي برونو فرنانديز بنجاح (16).
ورغم ضغطه المتواصل والفرص، عجز اليونايتد عن الوصول إلى الشباك مجدداً لما تبقى من الشوط الأول، لكنه بدأ الثاني بأفضل طريقة ممكنة، من خلال حصوله على ركلة جزاء انتزعها الدنماركي باتريك دورجو من أريتس إتوستوندو ونفذها فرنانديز أيضاً بنجاح (50).
ثم باتت مهمة المضيف أسهل بكثير، بعد اضطرار سوسيداد إلى إكمال اللقاء بعشرة لاعبين نتيجة طرد الفنزويلي جون أرامبورو بسبب خطأ على دورجو (63)، ما منح فرنانديز فرصة تسجيل الثلاثية من هجمة مرتدة سريعة وتمريرة من الأرجنتيني أليخاندرو جارناتشو (87) قبل أن يضيف مواطنه ديوجو دالوت الرابع بتمريرة من هويلوند (1+90).
ويتواجه «اليونايتد» في ربع النهائي مع ليون الفرنسي الذي جدد تفوقه على ضيفه أف سي أس بي الروماني الذي خسر ذهاباً 3-1، وذلك بالفوز عليه برباعية نظيفة سجلها الجورجي جورج ميكوتادزه (14 و47) والغاني إرنست نواما (37 و88).
وبتصميم خوض النهائي على أرض فريقه، قاد نيكولاس وليامز أتلتيك بلباو إلى ربع النهائي بتسجيله ثنائية عوض بها خسارة الباسكيين 1-2 ذهاباً أمام روما الإيطالي، متفوقين إياباً في «سان ماميس» بنتيجة 3-1 في لقاء أكمله الضيوف بعشرة لاعبين منذ الدقائق الأولى.
وفي لندن، منح توتنهام مدربه الأسترالي أنج بوستيكوجلو المزيد من الوقت في منصبه المهدد بشكل جدي، بسبب سوء النتائج في الدوري الممتاز، وذلك بتعويضه خسارته ذهاباً أمام ألكمار الهولندي 0-1 بالفوز عليه بثلاثية سجلها الفرنسي ويلسون أودوبير (26 و74) وجيمس ماديسون (48)، مقابل هدف لبير كومباينرز (63).
ويلتقي «السبيرز» في ربع النهائي مع أينتراخت فرانكفورت، بعدما جدد الأخير تفوقه على أياكس الهولندي الذي خسر ذهاباً 1-2، وتغلب على ضيفه 4-1 بفضل ثنائية لماريو جوتسه، حاسما تأهله بفوزه بمجموع المباراتين 6-2.
وتأهل لاتسيو الإيطالي بشق الأنفس بعدما انتزع هدف التعادل أمام فيكتوريا بلزن التشيكي (1-1، و3-2 في مجموع المباراتين) في الدقيقة 77 عبر أليسيو رومانيولي بعدما منح بافل سولك التقدم للضيوف (52).
ويتواجه لاتسيو في ربع النهائي مع بودو جليمت النرويجي الذي يصل إلى هذا الدور للمرة الأولى، رغم خسارته أمام مضيفه أولمبياكوس اليوناني 1-2، مستفيداً من فوزه ذهابا بثلاثية نظيفة.