في ظل تصاعد المقاومة واتساع نطاق الحرب في المنطقة، تواجه إسرائيل انتقادات دولية تطالبها بضبط النفس بعد توعدها بضرب حزب الله اللبناني، وهذا التصعيد جاء بعد مقتل 12 فتاة في هضبة الجولان المحتلة نتيجة صاروخ أطلقه جيش الله اللبناني، وهو ما نفاه حزب الله تمامًا.

 

تحذيرات دولية وتصعيد إيراني

 

على الجانب الآخر، وجهت إيران تحذيرًا لإسرائيل من أي مغامرات عسكرية جديدة في لبنان، مشيرة إلى أنها قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة.

في نفس السياق، أطلقت إيران صاروخًا عيار 240 ملم من لبنان، أصاب ملعب كرة القدم في بلدة مجدل شمس، مما أسفر عن مقتل 12 طفلًا تتراوح أعمارهم بين العاشرة والسادسة عشرة، بالإضافة إلى إصابة نحو 30 آخرين.

 

تداعيات التصعيد العسكري

 

إنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلًا شبه يومي للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة، وفي هذا السياق، أكد مجلس الوزراء الهولندي برئاسة بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لا ترغب في جر المنطقة إلى حرب شاملة، لكنها مصممة على الرد على هجمات حزب الله.

 


المنطقة تتجه نحو مزيد من التعقيد

من جانبه قال محمد فتحي الشريف رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، إنه يوجد مخاوف دولية من توسيع نطاق الحرب في المنطقة، خاصة بعد تزايد الهجمات بين حزب الله وإسرائيل، مؤكدًا أن الدول المصرية وعدة دول أخرى تدعو إلى ضبط النفس والتهدئة لتجنب تدهور الأوضاع.


وأضاف الشريف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الولايات المتحدة تعتبر التصعيد في الشرق الأوسط يهدف إلى تحقيق توترات تزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري.


أكمل أن الحرب على قطاع غزة التي بدأت في أكتوبر الماضي خلفت خسائر كبيرة، حيث استهدفت إسرائيل قادة من حماس وحزب الله في لبنان وسوريا، مما زاد من حدة التوترات الإقليمية في الوقت نفسه،

واختتم رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، أن الوضع في المنطقة يتجه نحو مزيد من التعقيد، حيث تسعى القوى الدولية إلى تجنب توسيع رقعة الحرب، في حين تواصل الأطراف المتنازعة تبادل الضربات، والأوضاع تتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة لإيجاد حلول سلمية وتجنب كارثة إنسانية واسعة النطاق.

 

خطورة الحرب 


أوضح المحلل السياسي اللبناني أحمد مرعي، أن الرأي العام اللبناني والعربي انشغل  بالاتهامات التي أطلقها الكيان الصهيوني بحق حزب الله، محملًا إياه مسؤولية إطلاق الصاروخ الذي أصاب منطقة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل. وقد نفى الحزب هذه الاتهامات بشكل قاطع. 
وأضاف مرعي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه في ظل هذه التطورات، يثار السؤال حول ما إذا كان الرد الإسرائيلي سيكون متوافقًا مع التهديدات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين بشن اجتياح بري للبنان، أم أن ذلك يعتمد على قدرات الجيش الإسرائيلي الذي يعاني من الإنهاك نتيجة حرب غزة وعجزه عن توسيع دائرة الحرب لتشمل الجبهة الشمالية مع لبنان.


أكمل أن الحكومة الإسرائيلية قرارًا بأن الرد سيكون مؤلمًا دون أن يكون شاملًا، ما يعكس تدخل العديد من المراجع الغربية، وخاصة وزير خارجية لبنان، الذي تمنى على حزب الله أن يكون رده على أي عدوان محدودًا ولا يستهدف مواقع استراتيجية داخل إسرائيل.

واختتم المحلل السياسي اللبناني، أن هذا التدخل يعكس إدراك الغرب بعدم قدرته على تلبية مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بمشاركة أميركية وغربية مباشرة في أي حرب واسعة. وعليه، تقف إسرائيل أمام منعطف وجودي خطير، إذ تبدو غير قادرة على حماية أمنها، خاصة بعد عملية "طوفان الأقصى".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اسرائيل اسرائيل حزب الله

إقرأ أيضاً:

تقارير دولية: تورط مسؤولين في الجيش اللبناني بتسريب معلومات لحزب الله يثير جدلًا واسعًا

كشفت تقارير استخباراتية دولية عن تورط مسؤولين كبار في الجيش اللبناني بتسريب معلومات حساسة إلى حزب الله، ما أثار شكوكًا حول حياد المؤسسة العسكرية اللبنانية وقدرتها على أداء دورها كحامية للأمن الوطني.

ووفقًا لصحيفة التايمز البريطانية، أشارت الوثائق إلى تورط العميد سهيل بهيج غرب، رئيس المخابرات العسكرية في جنوب لبنان، في تمرير معلومات سرية إلى حزب الله. وشملت هذه المعلومات بيانات حساسة صادرة عن غرفة عمليات آمنة تديرها الولايات المتحدة وفرنسا بالتنسيق مع قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان.

وأكدت التقارير أن هذه التسريبات عرضت اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل للخطر، وهو اتفاق حساس تطلب التوصل إليه جهودًا امتدت لأكثر من عام. كما أوضحت أن مسؤولين آخرين في الجيش ساهموا في نقل معلومات مشابهة، ما مكّن حزب الله من تفادي المراقبة وإخفاء أسلحته عن أعين القوى الدولية.

وأشارت الوثائق إلى وجود علاقة وثيقة بين الجيش اللبناني وحزب الله، حيث يستفيد الأخير من التسريبات لتجنب الكشف تحركاته العسكرية، مما يثير مخاوف دولية متزايدة بشأن استقلالية الجيش اللبناني، خاصة في الجنوب، حيث يتمتع حزب الله بنفوذ عسكري وسياسي متصاعد.

وأثارت هذه الاتهامات استياء الدول الداعمة للجيش اللبناني، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، اللتين تقدمان مساعدات عسكرية كبيرة لتعزيز استقراره. كما ألقت هذه التسريبات بظلالها على مصداقية قوات اليونيفيل، التي تعتمد بشكل كبير على التعاون مع الجيش اللبناني لضمان الأمن في المنطقة الحدودية.

في ضوء هذه التطورات، تتعرض الحكومة اللبنانية لضغوط دولية متزايدة لاتخاذ إجراءات حاسمة لضمان استقلالية الجيش ووقف أي تعاون محتمل مع جهات غير حكومية. ويرى مراقبون أن استعادة ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي بالجيش مرهونة بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد له دوره الوطني بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية أو ولاءات مزدوجة.

مقالات مشابهة

  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • مغردون: أين الرد اللبناني على قصف إسرائيل للنبطية؟
  • بعد مهلة الـ60 يوما.. انتهاكات الاحتلال مستمرة وحزب الله يلوّح بالرد
  • تقارير دولية: تورط مسؤولين في الجيش اللبناني بتسريب معلومات لحزب الله يثير جدلًا واسعًا
  • هل يجبر ترامب السيسي على تهجير الفلسطينيين؟.. خبراء يجيبون
  • إسرائيل تبرر وجودها بجنوب لبنان وحزب الله يتوعد
  • عاجل| الجيش الإسرائيلي: أعدنا الانتشار مؤخرا بمواقع في جنوب لبنان لتمكين انتشار فعال للجيش اللبناني وإبعاد حزب الله
  • “حزب الله” اللبناني: إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار 1350 مرة
  • حزب الله: إسرائيل أسرت 7 مقاتلين خلال الحرب
  • مقرب من حزب الله: 7 مقاتلين أسرى لدى إسرائيل