واشنطن تكثف وجودها العسكري في الشرق الأوسط.. ما أبعاد هذه الخطوة؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
عزز الأسطول الخامس الأمريكي تواجده العسكري في الشرق الأوسط، حيث وصل أكثر من 3 آلاف جندي أمريكي إلى المنطقة، في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري، وفي خطوة أثارت الكثير من التساؤلات، مع تزايد مضايقات إيران لسفن وناقلات النفط العابرة لمياه الخليج العربي.
واشنطن تسعى إلى تحجيم التحالفات الروسية عبر ملفات متعددة منها الملف السوري
طهران اعتبرت أن الانتشار الأمريكي في الشرق الأوسط يخدم مصالح واشنطن حصراً
حلفاء واشنطن في المنطقة متضررون جداً من مسألة تهريب المخدرات عبر سوريا
ردع إيرانوذكر الأسطول الأمريكي الخامس، الذي يتخذ من البحرين مقراً له، أمس الإثنين، أن "بلاده تهدف من هذا الانتشار إلى ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط"، وسبق أن تحدث مسؤولون أمريكيون عن وجود توجه لتعزيز الحضور العسكري في المنطقة، بعد تمادي طهران.
وتعزز هذه الخطوة الحشود العسكرية الأمريكية في ممرات مائية إستراتيجية وحيوية لتجارة النفط العالمية، ما أثار حفيظة طهران التي اتهمت واشنطن بالتسبب في حالة من “عدم الاستقرار” في المنطقة.
وأمس، قال الأسطول الأمريكي الذي يتخذ من البحرين مقراً في بيان "وصل أكثر من 3 آلاف بحار إلى الشرق الأوسط في 6 أغسطس (آب) الجاري، كجزء من خطة وزارة الدفاع المعلنة مسبقاً"، مضيفاً أن "السفينة الهجومية البرمائية (يو أس أس باتان) وسفينة الإنزال (يو أس أس كارتر هول) دخلتا البحر الأحمر، بعد عبورهما البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس".
وأضاف المتحدث باسم الأسطول الخامس، تيم هوكينز، أن "عملية الانتشار تؤكد التزامنا القوي والثابت بالأمن البحري الإقليمي"، وتابع "تضيف هذه الوحدات مرونة وقدرات تشغيلية كبيرة، حيث نعمل جنباً إلى جنب مع الشركاء الدوليين لردع النشاط المزعزع للاستقرار، وتخفيف التوترات الإقليمية الناجمة عن مضايقات إيران ومصادرة السفن التجارية".
More than 3,000 ???????? Sailors & Marines of the Bataan Amphibious Ready Group & 26th Marine Expeditionary Unit arrived in the Middle East, Aug. 6, as part of a pre-announced Department of Defense deployment.
Read more ⬇️https://t.co/H3fokPX1e0 pic.twitter.com/DC7Hpkju9h
وفي رد على الخطوة الأمريكية، اعتبرت طهران أمس أن الانتشار الأمريكي يخدم مصالح واشنطن حصراً، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن “التواجد العسكري للحكومة الأمريكية في المنطقة لم يخلق الأمن أبداً. مصالحهم في هذه المنطقة تجبرهم دائماً على تأجيج عدم الاستقرار وانعدام الأمن”.
وأضاف في مؤتمر صحافي "نحن مقتنعون تماماً بأن دول الخليج قادرة على ضمان أمنها".
وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن خطة زيادة عديدها هذه، الشهر الماضي، ويقول الجيش الأمريكي إن "إيران احتجزت أو حاولت السيطرة على زهاء 20 سفينة في المنطقة خلال العامين الماضيين".
وتأتي خطة تعزيز الوجود العسكري لواشنطن في وقت تشهد فيه منطقة الخليج نشاطاً دبلوماسياً معززاً، وخاصة تعميق الروابط بين دول المنطقة والصين.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "ناصر كنعاني":
- الوجود الأمريكي في المنطقة لن يوفر الأمن فيها بل سيؤدي إلى زعزة الأمن والإستقرار فيها.
- دول المنطقىة قادرة على ضمان أمن المنطقة ولا ضرورة لوجود القوات الأجنبية فيها.
- تدخل الدول في المنطقة تحت شعار أمن المنطقة أمر كاذب وهذه… pic.twitter.com/j5vOhH6fOU
ويقول خبراء ومحللون إن "هذه الخطوة الأمريكية تعد رسالة إلى الحلفاء تؤكد فيها التزام واشنطن بالحفاظ على أمن المنطقة، ويرى البعض الآخر أن هذه التعزيزات تتعلق بتداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية، بالإضافة إلى محاولة الولايات المتحدة تحجيم روسيا عبر ملفات متعددة ومنها الملف السوري".
وقال المحلل في شركة "فيرسك ميبلكروفت" الاستشارية، طوربورن سولتفيدت، بهذا الشأن: "سيظل الأمن محوراً رئيسياً في العلاقات الأمريكية - الخليجية، حتى وإن تراجع التهديد الذي تشكله الهجمات الإيرانية ضد عمليات الشحن على المدى القصير”.
وتابع "تصور أن الولايات المتحدة لا تفعل ما يكفي لردع الهجمات الايرانية ضد (قطاع) الشحن الدولي سيستمر"، معتبراً أن هناك "حاجة إلى نهج جديد واضح".
تداعيات الحرب الأوكرانيةيقول الكاتب والباحث السياسي، فراس رضوان أوغلو لـ24: "الخلاف الأمريكي - الروسي يزداد كل يوم بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية وتداعياتها، من تحالفات روسية مع دول مثل إيران والصين وكوريا الشمالية وغيرها، ومحاولة هذه الدول إيجاد قوة تنافس الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فإن واشنطن تسعى إلى تحجيم هذه التحركات عبر ملفات متعددة منها الملف السوري الذي يضر بروسيا عبر استنزافها على الأراضي السورية.
تهريب المخدراتويرى أغلو أيضاً أن "حلفاء واشنطن في المنطقة متضررون جداً من مسألة عدم قدرة الحكومة السورية على ضبط مسألة تهريب المخدرات، وأن دمشق غير قادرة لوحدها على ضبط هذه المسألة، لذا فإنه من المحتمل جداً أن تعمل واشنطن مع حلفائها لإنشاء منطقة عازلة لحماية الحدود من شرق الفرات في سوريا إلى الجنوب في التنف والأردن".
وأضاف الباحث السياسي خلال حديثه مع 24 أن "تركيا وبحسب التقارير وافقت على إرسال قوات من المعارضة السورية إلى تلك المناطق، من أجل دعم الموقف الأمريكي والحلفاء هناك".
وينوه أوغلو إلى أن "الولايات المتحدة تملك عشرات القواعد والنقاط في شمال شرق سوريا، أبرزها قاعدة "العمر" الواقعة في حقل نفطي يحمل الاسم ذاته في ريف دير الزور الشرقي، الذي يضم قيادة قوات التحالف في المنطقة، والقاعدة الأكبر هي قاعدة التنف الواقعة في المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، وهي تتبع للتحالف الدولي ضد الإرهاب وتضم قوات من عدة بلدان".
يضيف الكاتب والباحث السياسي أن "للإيرانيين حضور في شرق الفرات من خلال عشرات الميليشيات الموجودة في عدة قرى في ريف دير الزور شمال النهر، فضلاً عن كونها تسيطر على كامل ريف دير الزور جنوب النهر، ومدى أسلحتها يصل إلى القواعد الأمريكية"، وهذا ما قد يستدعي تأهباً أمريكياً مخافة أن تقوم هذه الميليشيات بأي عمل عدائي ضد القوات الأمريكية.
تصدير النفط السوريأعرب أوغلو عن اعتقاده بأن "محاولة واشنطن خلق مسار لتصدير النفط السوري أمر وارد"، معللاً ذلك بأن "الأردن متضرر جداً من الحرب السورية التي أوقفت لسنوات عديدة كل عمليات النقل والعبور، حيث كان الأردن يعتمد بشكل كبير على أموال تلك العمليات من الشمال إلى الجنوب وبالعكس".
ويرى الباحث السياسي أن "التصدير عبر الأردن من المحتمل أن يكون له تداعيات غير جيدة مع الحكومة السورية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ليست سهلة، لكنه لفت إلى إمكانية استخدامها كورقة مساومة، في حال لم تساعد دمشق الحكومة الأردنية بمسألة وقف تهريب المخدرات عبر الحدود بين البلدين".
تحجيم النفوذ الإيرانيومن جهة أخرى، لفت أوغلو إلى أن "إسرائيل أيضاً تلعب دوراً في هذه المسألة حيث أنها ترفض وجود الميليشيات الإيرانية في سوريا، التي يزداد نفوذها هناك يوماً بعد يوم بدعم من الحكومة السورية، وهو ما فتح لها أبواب عدة في الداخل السوري".
وأكد الباحث السياسي أن "واشنطن ستقف مع إسرائيل في حال قامت الأخيرة بضرب الميليشيات الإيرانية في الداخل السوري".
وتنفذ إسرائيل، منذ سنوات، هجمات على ما تصفها بأنها أهداف مرتبطة بإيران، بينها مستودعات أسلحة وذخائر بمناطق متفرقة في سوريا، حيث ينمو نفوذ طهران هناك منذ أن بدأت الحرب في سوريا عام 2011 ، كما حذرت تل أبيب عدة مرات من أنها لن تسمح بزيادة نفوذ إيران في سوريا.
#إسرائيل تقتل 4 جنود سوريين بهجوم على محيط دمشق
https://t.co/xBa9o4eNoz
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة سوريا الأردن أمريكا أمريكا في سوريا الشرق الأوسط إيران إسرائيل الولایات المتحدة تهریب المخدرات الشرق الأوسط فی المنطقة هذه الخطوة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
واشنطن: روسيا قد تستخدم “السلاح النووي” للدفاع عن وجودها في “القرم”
المناطق_متابعات
يعتبر مراقبون أن الاتفاق الأميركي الأوكراني على إنشاء “صندوق استثماري لإعادة الإعمار” خطوة أولى على طريق إنهاء الحرب في أوكرانيا، ومع هذا الاتفاق أصبحت أمريكا شريكة في إعادة بناء الاقتصاد الأوكراني.
يبقى الطريق إلى إنهاء الحرب طويلاً، فروسيا لديها مطالب، وقد عدّدها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ أيام بالقول إن موسكو تشترط عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو وأن تعلن مرة أخرى أنها دولة محايدة.
أخبار قد تهمك انفجار سيارة مفخخة في موسكو.. ومقتل مسؤول عسكري رفيع 25 أبريل 2025 - 1:24 مساءً ويتكوف يصل روسيا للقاء بوتين.. وترامب “متفائل” 25 أبريل 2025 - 1:19 مساءًاعتبر لافروف أن هذا يتجاوب مع مطلب روسيا الأمني، ثم أضاف أن موسكو تطلب التراجع عن إلغاء الإرث الروسي في أوكرانيا، وتطلب الاعتراف بسيادتها على القرم وسيفاستوبول وخرسون وغيرها من المناطق.
الواقعية الأميركية
مسؤول أمريكي تحدّث قبل ساعات من الإعلان عن إنشاء الصندوق الأمريكي الأوكراني ليشرح موقف إدارة الرئيس ترامب من الوضع في أوكرانيا وقال “إننا واقعيون” وكرر أن الإدارة الأميركية الحالية “واقعية ولا تريد تمويل حرب طويلة”.
تعود واقعية الولايات المتحدة إلى سنوات، وقبل أن يصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ففي العام 2017 كان الرئيس الأسبق باراك أوباما شاهداً على سقوط القرم في يد روسيا ولم يفعل شيئاً، ويقول المسؤولون الأمريكيون الآن، ولدى التحدّث إلى العربية والحدث إن أي إدارة أمريكية كانت ستجد أنها بدون خيارات في وضع مشابه، “فخيار إرسال جنود إلى ساحة المعركة غير وارد والخيار المتاح الوحيد كان فرض عقوبات”.
أحد التحديات الكبيرة أمام الإدارة الأمريكية هو أن موسكو اعتبرت أن “القرم هي مصلحة حيوية وطنية روسية” وهذا يعني أنها ستدافع عن القرم حتى وإن اضطرت لاستعمال الأسلحة الاستراتيجية مثل الأسلحة النووية.
الآن، تعتبر الولايات المتحدة أن هدفها المباشر هو وقف إطلاق النار، فهي تصف “الحرب الحالية على أنها حرب استنزاف” ويصف مسؤول أمريكي تحدّث إلى العربية والحدث الوضع على الجبهات بالقول إن الجيشين حفرا خنادق على طول الجبهة لذلك نحن لا نرى أياً من الطرفين قادراً على التقدّم لكسب مناطق جديدة، فالخنادق محصّنة وسيكون ثمن خرق التحصينات لأي من الجيشين، عالي التكلفة، خصوصاً على الصعيد البشري.
سمعنا الرئيس الأمريكي مرات عديدة يتحدّث عن ضرورة وقف النار بين الجيشين، وأن ألفي جندي يموتون أسبوعياً على الجبهة ويؤكّد المسؤولون الأمريكيون لدى شرح مشاعر ورأي الرئيس الأميركي بالقول إن عدد الضحايا كبير والمكاسب تقارب الصفر، والمعركة الدموية لا طائل منها لأن أياً من الطرفين غير قادر على تغيير خطوط الجبهة.
يصف العسكريون أي خرق للجبهات على أنه سيكبّد المهاجم خسائر بشرية بنسبة أربعة إلى خمسة جنود للطرف المدافع “وفي هذا الوقت لا روسيا ولا أوكرانيا قادرة على شنّ هجوم مثل هذا، وتحمّل خسائر بشرية ولا هذه النسبة من العتاد”.
“دورات بوتين العنيفة”
هناك سبب إضافي لاستعجال الأمريكيين الحلّ وهو “دورات بوتين العنيفة” وقد شرح مسؤول أمريكي هذه الدورات بالقول إن فلاديمير بوتين ومنذ أصبح رئيساً يشنّ هجوماً كل سبع إلى ثماني سنوات، فهو هاجم جورجيا في العام 2008 ثم هاجم القرم في العام 2014 وبعدها هاجم أوكرانيا برمتها في العام 2022.
الآن يخشى الأمريكيون وقف النار بدون اتفاق صحيح ودائم، ما يفتح الباب أمام دورة أخرى من دورات بويتن العنيفة “فهو ينفذ هجوماً ثم يتوقّف ويعاود التجنيد والتدريب وبناء الأسلحة والعتاد ويشنّ هجوماً آخر بعد سبع إلى ثماني سنوات”.
الخيارات الواقعية
لا تريد الولايات المتحدة تكرار هذا السيناريو وربما تجد نفسها أمام “الخيارات الواقعية” لوضع حلّ دائم، وأصعب هذه الخيارات هو الاعتراف بسيادة روسيا على أراض احتلّتها بالقوة، فتحرير الأراضي الأوكرانية “مستحيل” ويضع الولايات المتحدة وروسيا على حافة مواجهة مباشرة وربما نووية.