الأسبوع:
2024-09-08@16:37:19 GMT

لعلهم يرجعون

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

لعلهم يرجعون

من الصفات التي يتصف بها رب العزة ـ سبحانه -: الحكمة والعدل، فهو الحكيم الذي يضع كل شيء في موضعه، فلا ترى في صنعه اختلالا، ولا في حكمه تناقضا. وهو العدل الذي لا يظلم العباد، قال عز وجل: (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [ق: 29]، ومن مقتضى حكمته وعدله أن قال: (ذَٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ) [الأنعام: 131].

ومن الأشياء التى يعاقب بها المولى - عز وجل -: القحط، وقلة الأمطار، والأمراض، والأوجاع، والرياح والأعاصير المدمرة لكل شيء بإذن ربها، والزلازل والخسف، والإغراق والطوفان، وإرسال الجراد، وإنزال أمطار الحجارة، وإذهاب الأمن، وزرع الخوف، وتسليط الظالمين على الظالمين، قال تعالى: "فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" [العنكبوت: 40].

ولا يفوتنا التذكير بقول الحق سبحانه وتعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" [الروم: 41]، فما تغير المناخ وما تبعه من فساد فى الأرض إلا بما كسبت أيدى الناس: فساد معايش الناس ونقصها، وحلول الآفات بها، وفي أنفسهم من الأمراض والأوبئة وغير ذلك، بسبب ما قدمت أيديهم من الأعمال الفاسدة المفسدة. "لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا" أي: ليعلموا أنه المجازي على الأعمال فعجل لهم نموذجا من جزاء أعمالهم في الدنيا "لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" عن أعمالهم التي كانت سببا فيما لحق بهم من العقوبات الإلهية التي يرسل بها المولى - عز وجل - على من يستحقها من أهل الأرض، بسبب معاصيهم وظلمهم، وذلك حيثما كان مقامهم سواء كانوا في المدن أو القرى، وسواء كانوا قرب البحر أم في أعماق الصحراء.

ومن ظلم الناس: الغش في المكيال والميزان، وقد جاء في الحديث: "ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة - أي الغلاء - وجور السلطان عليهم". ومن ظلم الناس: منعهم الزكاة، ومنعهم أداء حقوق المؤمنين، وفي الحديث: "ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا". ومن ظلم الناس: نقضهم للعهد مع الله - عز وجل -، جاء في الحديث: "ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوا من غيرهم فأخذ بعض ما في أيديهم". ومن ظلم الناس: ظهور العري والزنا والفواحش، وقد جاء في الحديث: "ولم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا".

ثم بين عز وجل حكمته في ذلك، فقال: (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا)، وهذا من رحمة الله ـ تعالى ـ بنا إذ لو عاملنا بعدله لأهلكنا كما أهلك الأمم السابقة، أو لسلط علينا عذابا لا ينقطع، ولكنه البر الرحيم إذا عذب الناس إنما يعذبهم ببعض ما عملوا لا كله، فما أكثر معاصينا، وفي المقابل ما أكثر نعم الله - تعالى - علينا، وإذا عاقبنا فإنما يعاقبنا بسلب بعض النعم التي أنعم بها علينا: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وهذا من رحمة الله ـ تعالى - أيضا، فكثير من الفساد وكثير من المصائب والعقوبات إنما هي بمثابة الموعظة والتذكير للناس حتى يتوبوا عن معاصيهم، وحتى يرجعوا إلى الله.

لعلنا ننتبه، ولا نكون كاليهود الذين وصفهم الله ـ تعالى ـ بأنهم "يخربون بيوتهم بأيديهم.. ".

اللهم احفظ مصر وشعبها، واجعلها فى أمانك وفى ضمانك، وسلمها من كيد الكائدين، ودعاوى المبطلين من أهل الشر المجرمين المأجورين، اللهم آمين.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فی الحدیث عز وجل

إقرأ أيضاً:

تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بأحد الجناة في منطقة مكة المكرمة

مكة المكرمة

أصدرت وزارة الداخلية اليوم، بياناً بشأن تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بأحد الجناة في منطقة مكة المكرمة، فيما يلي نصه:
قال الله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا).
وقال الله تعالى: (وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
وقال الله تعالى: (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ).
وقال الله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
أقدم / شير محمد حضرة حسين – باكستاني الجنسية – على تهريب مادة الهيروين المخدر إلى المملكة.
وبفضل من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى المحكمة المختصة؛ صدر بحقه حُكم يقضي بثبوت ما نسب إليه وقتله تعزيراً، وأصبح الحكم نهائياً بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعاً.
وقد تم تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بالجاني / شير محمد حضرة حسين – باكستاني الجنسية – يوم السبت 4/ 3 / 1446 هـ الموافق 2024/9/7 م بمنطقة مكة المكرمة.
ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد للجميع حرص حكومة المملكة العربية السعودية على حماية أمن المواطن والمقيم من آفة المخدرات، وإيقاع أشد العقوبات المقررة نظاماً بحق مهربيها ومروجيها، لما تسببه من إزهاق للأرواح البريئة، وفساد جسيم في النشء والفرد والمجتمع، وانتهاك لحقوقهم، وهي تحذر في الوقت نفسه كل من يقدم على ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.
والله الهادي إلى سواء السبيل.

مقالات مشابهة

  • تنفيذ حُكم القتل تعزيراً في باكستاني لتهريبه الهيروين إلى المملكة
  • مصطفى حسني: اسم الله الضار لا يوجد في القرآن
  • العالمي للفتوى يوجه رسالة لكل من يُعاني من إبتلاء
  • "وقولوا للناس حُسنًا"
  • علي جُمعة: النور المحمدي أول شيء خلقه الله تعالى
  • تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بأحد الجناة في منطقة مكة المكرمة
  • الحاج محمود عثمان أبو فلاح (أبو رامي) في ذمة الله
  • الاستعداد لميلاد سيد العباد
  • وقت غير مشهور مستجاب فيه الدعاء
  • الهواري: المجتمعات التي تمتلئ بالأمل قادرة على تحقيق حاجاتها بالسعي والعمل