جرّاح أميركي يكشف لـالحرة عن أهوال الكارثة الصحية في غزة
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
حذر فيروز سيدوا، وهو طبيب أميركي مختص بجراحة الصدمات، من خطورة الأوضاع الصحية والإنسانية في القطاع الفلسطيني، وقال متحدثا لقناة "الحرة" من ولاية كاليفورنيا الأميركية، إن الأوضاع في غزة أصبحت أسوأ مما كانت عليه عندما كان يعمل متطوعا في المستشفى الأوروبي في غزة.
"عندما استولت إسرائيل على معبر رفح، انخفضت المساعدات.
يقول سيدوا إن الدخول إلى غزة أصبح أكثير تعقيدا منذ استيلاء إسرائيل على معبر رفح، "إسرائيل تسيطر على كل من يدخل إلى غزة، الكل عليه أن يدخل من معبر كرم أبو سالم"، ويتابع أن "إسرائيل تقول إن عليك أن تخدم أربعة اسابيع في غزة وليس أسبوعا واحدا". ويقول إن من الصعب على من أي طبيب يريد الذهاب إلى غزة أن يحصل على إجازة من عمله لمدة أربعة أسابيع".
ورفض الإسرائيليون دخول أي شخص من أصل فلسطيني "حتى المواطنين الأميركييين والمواطنين الأوربيين إذا كانت جذورهم فلسطينية لا تسمح لهم إسرائيل بدخول غزة، وهذا سخيف".
"الإسرائيليون منعوا أكبر مجموعة من الناس المعنيين بالذهاب لمساعدة غزة" يقول سيدوا.
وعن تجربته في الدخول إلى غزة، قال سيدوا لقناة "الحرة": "عندما عبرنا معبر رفح، كنا نأخذ المعدات الجراحية والطبية في حقائبنا وإذا استطعنا وضعها في مركبة فان، فإننا نتمكن من إدخالها إلى غزة. الآن الأشياء تأتي عبر الأردن والضفة الغربية ثم كرم أبو سالم".
ويضيف أن السلطات الإسرائيلية لا "تسمح الآن بإدخال أكثر من 3 كيلوغرامات من الطعام تقريبا، وحقييبة وشنطة تُحمل على الظهر. يمكنك أن تأخذ ملابسك وأي أدوية شخصية لك، هذا كل ما في الأمر. لا يمكن أن تأخذ مضادات حيوية لأناس آخرين، أو معدات جراحية".
"هذا يجعل من المستحيل أن نقوم بأي عمل جيد حتى إذا وصلنا ودخلنا إلى غزة"، يتابع الخبير الجراحي.
مشاهد الكارثة رجل يحمل جثمان الطفل عبد الرحمن يوسف أبو جلامبو (11 عاما)، الذي قتله قصف إسرائيلي على مخيم البريج وسط قطاع غزة، وتم نقله لاحقا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح في 14 يونيو/حزيران 2024يصف الطبيب فيروز سيدوا الوضع في غزة بـ"الكارثي"، مضيفا أنه "تفاقم إلى حد كبير في المنطقة التي لدينا أكبر حاجة طبية وصحية في العالم".
يوثق سيدوا تجربته في غزة بالقول: "أشخاص لم يعالجوا منذ عشرة أشهر، وأطفال مصابون بأمراض معدية لا يحصلون على العلاج، وكذلك حوامل لا يمكنهن إرضاع مواليدهن، والرضع يموتون بعد نحو شهر من ولادتهم".
ويتابع "الوضع الصحي في غزة كان سيئا قبل السابع من أكتوبر، والآن أصبح أسوأ. المواليد يموتون حتى لو وجدنا حليب الأطفال، المياه مسمومة، وحوالي 90 ألف نسمة يحتاجون إلى العناية الطبية، لأنهم مصابون بجراح".
وعن إحدى الحالات الطبية، يقول سيدوا "وجدنا طفلة عمرها 9 سنوات مصابة بجراح بليغة، وتطلب علاجها أربعة جراحين، وساعتين أو ثلاث ساعات جراحة كل يوم على مدى عشرة أيام، فقط لجعل حالتها مستقرة. في نفس الوقت النظام الصحي يهاجم بشكل مباشر".
ويشير سيدوا إلى أن النظام الصحفي غزة "لم يكن قويا (أصلا)، وواضح أنه لا يمكن لأي نظام صحي يهاجم من قبل جيش ويستمر في العمل. المستشفيات لم تصمم لمواجهة هجمات خارجية، هذا كله يجعل الأمر في غزة بمنتهى السوء، وقاس بشكل لا ضرورة له، من الصعب أن نتخيل أو نبرر هذه الأشياء".
أثر التحذيرات الدولية موظفو الأمم المتحدة يتفقدون هيكل سيارة تستخدمها منظمة الإغاثة الأميركية World Central Kitchen، والتي تعرضت لغارة إسرائيلية في اليوم السابق في دير البلح في وسط قطاع غزة في 2 أبريل 2024.يقول سيدوا إن التحذيرات الدولية مفيدة، لكنه يرى أن المشكلة تكمن "في الولايات المتحدة". وقال إنه و44 طبيبا آخرين كتبوا رسالة إلى إدارة الرئيس جو بايدن بشأن ما رأوه وهم في غزة.
ويتهم سيدوا الإسرائيليين بأنهم "قرروا تدمير غزة، وإذا مات الجميع، لابأس، لا يهتمون، هم ليس لديهم القدرة على عمل ذلك، لكن من خلال الأسلحة والذخائر التي تزودها أميركا يوميا لإسرائيل، هي تستطيع عمل ذلك. نحن في أميركا علينا أن نضغط على القادة الأميركيين كي يعرفوا ما يجري".
في الرسالة، طلب سيدوا وزملاءه بفرض حظر أسلحة على أسرائيل وعلى المجموعات الفلسطينية، لأن الكارثة لا يمكن الدفاع عنها، "الطرفان يجب أن يتوقفا عن القتال وأن يجلسا وأن يعرفا كيف يعيشان سويا".
يشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن أقدمت في التاسع من مايو على تعليق شحنة أسلحة لإسرائيل مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي هجمات على مدينة رفح المكتظة بالسكان. وأدت الخطوة إلى أزمة في العلاقات بين حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإدارة بايدن التي طالما طالبت إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات إلى الفلسطينيين المحاصرين في غزة.
وفي 18 يوليو، حذرت 13 منظمة غير حكومية في تقرير من "تعطل" وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يشهد تكثيفا للعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ الأسبوع الماضي.
وحذرت "أطباء بلا حدود" وهي إحدى هذه المنظمات في بيان نقلت فيه أجزاء من التقرير من أن "الأحداث الأخيرة تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في حين تستمر المنظمات غير الحكومية في مواجهة العقبات التي يفرضها استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية".
وفي التاسع من يوليو، قالت مجموعة من الخبراء المستقلين في مجال حقوق الإنسان المفوضين من الأمم المتحدة إن زيادة عدد الوفيات مؤخرا بين الأطفال بسبب سوء التغذية في قطاع غزة تشير إلى انتشار المجاعة في أنحاء القطاع، وفقا لوكالة رويترز.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن 33 طفلا على الأقل لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، معظمهم في المناطق الشمالية التي ظلت حتى وقت قريب تتعرض لأعنف قصف في الحملة العسكرية الإسرائيلية التي بدأت بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، وفقا لفرانس برس.
وقالت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف، وقتها، إن البيان يصل إلى حد "المعلومات المضللة".
وأضافت "تعمل إسرائيل باستمرار على زيادة التنسيق والمساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية في أنحاء قطاع غزة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قطاع غزة إلى غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
غالانت يكشف الهدف من توزيع مساعدات غزة عبر شركات خاصة
قال وزير الأمن الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، اليوم الأربعاء 20 نوفمبر 2024، إن الخطة التي تدفع بها الحكومة الإسرائيلية بشأن توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة عبر شركات خاصة تحت حماية الجيش الإسرائيلي، تأتي لتمهيد فرض الحكم العسكري على القطاع، معتبرا أن ذلك سيكبد إسرائيل "ثمنا دمويا".
وفي منشور على منصطة "إكس"، قال عضو الكنيست عن الليكود، الذي أُقيل مؤخرًا من الحكومة، إن مناقشة "توزيع الغذاء على سكان غزة عبر شركات خاصة تحت حماية الجيش الإسرائيلي" هي مجرد محاولة تجميلية لتمهيد فرض الحكم العسكري" على القطاع.
وشدد غالانت على أن "الثمن الدموي" لهذا المخطط سيدفعه جنود الجيش الإسرائيلي، كما ستدفع إسرائيل ثمنه نتيجة ترتيب أولويات خاطئ قد يؤدي إلى إهمال مهام أمنية أكثر أهمية.
اعتبر غالانت أن "كل شيء يعتمد على التحضير المسبق لطرف بديل سيحل محل الجيش الإسرائيلي في السيطرة على الأرض. ومن دون هذا التحضير، نحن ماضون نحو فرض حكم عسكري".
وقال إن "الشركات الخاصة ستكون مسؤولة عن توزيع المساعدات، بينما سيحمي الجيش الإسرائيلي هذه الشركات"، مستدركًا: "سنكون جميعًا من سيدفع الثمن".
وشدد غالانت على أن فرض الحكم العسكري في غزة لا "يشكل جزءًا من أهداف الحرب الحالية، بل هو خطوة سياسية خطيرة وغير مسؤولة".
وتدفع القيادة السياسية في إسرائيل نحو تبني خطة إشراك شركة أميركية خاصة لتأمين المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات.
وتتضمن الخطة الإسرائيلية إقامة "منطقة آمنة" في شمال قطاع غزة لتوزيع المساعدات الإنسانية عبر شركة أمنية خاصة تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.
وأجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، مداولات في مقر فرقة غزة العسكرية، دامت أربع ساعات، حول هذه الخطة.
وشارك في هذه المداولات وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذي يدعو إلى الاستيطان في غزة.
وسيعقد اجتماع للكابينيت السياسي الأمني، غدا، للتداول في هذه الخطة التي يؤيدها نتنياهو وكاتس، حسبما نقلت الإذاعة عن مصادر مطلعة على تفاصيل الخطة.
يُذكر أن هذا الاقتراح طُرح في وقت سابق ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ بعد؛ إذ سبق للكابينيت أن ناقش خطة لتوزيع المساعدات الإنسانية شمال غزة، تقودها شركة الأمن الأميركية GDC، التي يرأسها رجل الأعمال الإسرائيلي - الأميركي موتي كاهانا.
وتتضمن الخطة "إنشاء مناطق إنسانية في غزة، يتم تطهيرها مسبقًا من قبل الجيش الإسرائيلي من العناصر المسلحة. ولن يُسمح بالدخول إلى هذه المناطق سوى للسكان المدنيين؛ وستقوم الشركة بتأمين قوافل المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق".
وكانت تقارير إسرائيلية سابقة قد أفادت بأن الشركة مكونة من مقاتلين من القوات الخاصة الأميركية والبريطانية، ومقاتلين أكراد، وهي على اتصال مع الإدارة الأميركية، وقدمت خططها لوزارة الخارجية والبيت الأبيض، كما تواصلت مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية".
وفي تصريحات سابقة، قال رئيس شركة GDC، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، إن للشركة فرعًا في إسرائيل - حيث تعيش عائلته، وإن الجيش الإسرائيلي يدعم إشرافها على توزيع المساعدات؛ ومع ذلك، تتباطأ الحكومة في اتخاذ قرار نهائي بشأن هذا الأمر.
المصدر : وكالة سوا