الثورة نت:
2025-03-17@02:08:31 GMT

الخنجر في صدر غزة والعين على الضفة الغربية

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

 

لا يمكن الفصل بين ما يجري على أرض غزة من حرب إبادة ضد السكان، وبين ما يجري على أرض الضفة الغربية من حرب إبادة للأرض، ومن تطهير عرقي، يهدف إلى ترسيخ الفكرة الصهيونية التي تقول: إن أرض الضفة الغربية هي النواة الصلبة لأرض “إسرائيل” التوراتية، وأن هذه الأرض ملك خالص لليهود، ورثوها عن السلف، كما أكد على ذلك نتانياهو، في رده على قرارا محكمة العدل الدولية، التي اعتبرت الاحتلال الإسرائيلي غير شرعي.


لقد شهدت الفترة الماضية جملة من الاعتداءات الصهيونية على أرض الضفة الغربية لا تقل إرهاباً وقهراً عن العدوان الذي يتعرض له أهل غزة، ولا تخفي السياسية “الإسرائيلية” نواياها بأن اليوم التالي للحرب على غزة، يتضمن الضفة الغربية بمساحاتها الممتدة من نهر الأردن وحتى أطراف مدينة تل أبيب “كفار سابا ورعنانا”، لذلك فهجوم الجيش “الإسرائيلي” على مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية، لا بهدف إلى مواجهة رجال المقاومة، وإنما يهدف إلى ترحيل الشعب الفلسطيني.
في مثل هذه الحالة من كثافة العدوان “الإسرائيلي” وانكشافه على الواقع، فالواجب الوطني يقضي أن تتضافر جهود الفلسطينيين على مختلف انتماءاتهم السياسية والتنظيمية لمواجهة عدو لا يفرق بين ضابط أمن في السلطة الفلسطينية، وبين مقاوم يحمل روحه على كفه، ولاسيما بعد أن أصدر وزير الحرب الإسرائيلي أوامره باستخدام سلاح الجو “الإسرائيلي” بطائراته الحربية F16، وغيرها من الطائرات المقاتلة ضد المدنيين في مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية.
وبحزن شديد نقول: إن هذه الحالة العدائية النافرة من الجيش “الإسرائيلي” ضد سكان الضفة الغربية ترافقت مع حملة اعتقالات قذرة للمقاومين الفلسطينيين تقوم بها الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، وقد وصل عدوان الأجهزة الأمنية إلى حد الاشتباك المسلح في طولكرم قبل يومين، حين حاول ضباط وجنود الأجهزة الأمنية اعتقال أحد المقاومين من داخل المستشفى، ووصلت حد الاشتباك المسلح مع الأهالي حين حاول ضباط الأجهزة الأمنية اعتقال أحد المقاومين في بلدة طوباس، وسط الضفة الغربية.
لقد جاء هذا العدوان المشترك والمنسق على رجال المقاومة بعد اعتقال المخابرات “الإسرائيلية” أكثر من 9 آلاف من شباب الضفة الغربية، وبعد استشهاد أكثر من 530 من ضمنهم 131 طفلًا، منذ معركة طوفان الأقصى، وجاء اعتداء الأجهزة الأمنية للسلطة على شباب المقاومة بعد موجة استيطان جائرة، وبعد اعتراف الحكومة “الإسرائيلية” بـ 13 بؤرة استيطانية حصلت على مكانة مستوطنات جديدة؛ وجاءت بعد صدور قرار الكنيست “الإسرائيلي” الذي يحرم قيام دولة فلسطينية، وجاءت بعد مصادرة مئات الآلاف من الدونمات من أرض الضفة الغربية لاستخدام الزراعة والمرعى؛ وبعد بناء عشرات ألوف الوحدات السكنية في مستوطنات الضفّة الغربية؛ وجاءت بعد شق آلاف الكيلومترات من الطرق الالتفافية، التي مزقت الضفة الغربية، وجاءت بعد تطوير القدرة القتالية “لكتائب الدفاع الصهيونية” وجاءت بعد إخلاء آلاف الخيام البدوية وطرد سكّانها بمساعدة المتطرفين من شبّان التلال.
فهل ترى السلطة الفلسطينية نفسها جزءاً من اليوم التالي للحرب على غزة، وبادرت إلى هذا الفعل الشنيع للتأكيد على حسن النوايا، وللتأكيد على الاستعدادية للعمل ضد المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة معاً؟ وهل تندرج ملاحقة رجال المقاومة في الضفة الغربية تحت بند نحن جاهزون، وصادقو الرغبة في أن تكون السلطة جزءاً من الصفقة المشبوهة، التي ترتب لها أمريكا و”إسرائيل” وبعض المشبوهين من أنظمة عربية، يما يسمونه “اليوم التالي في غزة”؟
توسع رقعة المواجهات بين الأجهزة الأمنية ورجال المقاومة دليل على أن السلطة الفلسطينية تحضّر نفسها لمرحلة قادمة، وتحاول أن ترسل رسائلها إلى نتانياهو وغيره من المتطرفين الصهاينة، بأنهم مطيعون، وأنهم يصلحون، وأن سياسية تجاهل السلطة خاطئة، وان لا بديل عن السلطة لإدارة شؤون غزة
وللتوضيح فقط، فإن اعتداء الأجهزة الأمنية على رجال المقاومة في الضفة الغربية يتعارض مع اتفاق المصالحة الذي وقع في الصين قبل أيام، ويتعارض مع قرار محكمة العدل الدولية التي طالبت الصهاينة بإنهاء احتلالهم للأراضي العربية المحتلة، وأجازت مقاومة المحتلين وفق القوانين الدولية، وكان الأحرى بضباط وجنود الأجهزة الأمنية حماية الفلسطينيين، ومطاردة المستوطنين الصهاينة، وملاحقتهم، والحيلولة بينهم، وبين مواصلة الاعتداء على الأرض الفلسطينية، وعلى الإنسان الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أين يذهب المهجرون من مخيمات شمال الضفة الغربية؟

 

طولكرم- على تلة وقفت أم محمد (50 عاماً) تراقب جرافات الاحتلال الاسرائيلي تهدم منزلها ومنازل أقاربها في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية. وتقول إنها لم تستطع إلا القدوم إلى المكان لتعرف مصير منزلها الذي هجرت منه قسراً منذ بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية في مخيمات طولكرم أوائل فبراير/شباط الماضي.

وتضيف المواطنة أن الاحتلال، في البداية، أحرق منزلها بشكل كامل، وبقي واقفا، وكانت تطمح أن يعاد ترميمه في حال عادت إلى المخيم. وتستطرد "لكن اليوم تهدمه الجرافات، مما يعني أنه لم يعد لي مكان أعود إليه".

وعلى التلة ذاتها، كان عدد من الأهالي يراقبون هدم المنازل وتوسيع الشوارع في حارات المخيم، وكلهم ممن نزحوا عن المخيم قبل 40 يوماً.

نازحون يتفقدون منازلهم من على تلة أعلى مخيم طولكرم (الجزيرة) تهجير ونزوح

وهجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرابة 24 ألف مواطن من مخيمات طولكرم ونور شمس في مدينة طولكرم، وقد توزعوا على مراكز للإيواء في المدينة والضواحي والأحياء القريبة منها.

ويواصل جنود الاحتلال الاسرائيلي تهجير سكان وأهالي مخيمات مدينة طولكرم. وقد أجبر الاحتلال أهالي حارة المربعة في مخيم طولكرم على النزوح بشكل جماعي، أمس السبت.

قوات الاحتلال تجبر الأهالي على الخروج من منازلهم في حارة المربعة بمخيم طولكرم#الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/F95RJXah9T

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 15, 2025

وقالت مصادر محلية إن الاحتلال أجبر 50 عائلة على مغادرة منازلها، وأحرق منازل في حارة المنشية في نور شمس.

إعلان

وقد قدمت لجنة خدمات مخيم طولكرم شققا سكنية بمساحات صغيرة للنازحين من المخيم في حي ذنابة، بعد استئجارها وتسكين النازحين فيها.

وبأحد هذه المنازل في حي ذنابة كانت سماح صلاحات تحاول ترتيب أغراضها الشخصية فور انتقالها، بعد أسابيع من نزوحها إلى منزل أقاربها في مدينة طولكرم. وتقول إنها استلمت البيت فارغا بشكل كامل، فلا تتوفر فيه حتى الأغطية "لا أغطية ولا ملابس ولا أدوات طهي، ولا ثلاجة، فلم نأخذ من أثاث منزلنا قشة واحدة".  

وعن الأسر التي هجرت من بيوتها من دون السماح لها بنقل أغراضها، تقول سماح إن "الوضع بالغ الصعوبة" خاصة في شهر رمضان.

نازحون من مخيمي نور شمس وطولكرم لجؤوا لمدرسة قيد الإنشاء في ضاحية ذنابة قرب مخيم طولكرم (الجزيرة) دعم قليل

وبحسب لجنة خدمات مخيم نور شمس فإن قرابة 11 ألفا و325 مواطنا نزحوا من المخيم إلى 5 مراكز إيواء، يتوزعون بين قاعة وجمعيات ومدرسة وجمعية اتحاد نسائي، في كل من عنبتا وكفر اللبد وذنابة.

وتهتم اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس بتقديم المساعدات للنازحين من خلال الداعمين لها من أهل الخير والمتبرعين، بالإضافة للتجار وبعض المؤسسات والجمعيات الدولية الداعمة، حسب نهاد شاويش رئيس مجلس خدمات اللجنة.

وتحدث شاويش، للجزيرة نت، عن ضآلة دعم الأونروا في هذه الكارثة الإنسانية، كما وصفها. وقال "لم نتلق أي دعم أو مساعدة من الأونروا في هذه المأساة المستمرة حتى يومنا هذا في المخيمين، وذلك يعود للهجمة الاسرائيلية الشرسة عليها، والتضييقات التي أقرتها حكومة الاحتلال على عمل وكالة الغوث في الضفة الغربية".

وأضاف أن الناس يحاولون في العادة اللجوء إلى أقاربهم، خاصة مع ارتفاع إيجار الشقق السكنية، وعدم تمكن كثير من النازحين من دفع إيجارات المنازل.

ويشكو النازحون من بعض مشاهد الاستغلال التي حصلت معهم حيث ارتفعت إيجارات المنازل من 800 شيكل للشقق الصغيرة الى ألفي شيكل شهرياً.

إعلان

ويؤكد شاويش أن حجم ما تم تقديمه للنازحين لا يتعدى 10%؜ من المطلوب، وأن ما يصل من دعم للجنة الخدمات، من طرود غذائية وملابس وأغطية ومفارش، يوزع بالنسبة والتناسب حسب أماكن وجود النازحين.

وأخبر المتحدث ذاته عن تغطية قرابة 2500 طرد سحور للنازحين، أمس السبت، عن طريق دعم مقدم من جمعيات خارجية. واستطرد أن الوضع الاقتصادي في طولكرم منهك وصعب وأن وضع التجار في الفترة الأخيرة يشهد معيقات، ولا يوجد من يدعم هؤلاء النازحين.

ويرى أن تدخل الحكومة ضئيل جداً سواء في دعم النازحين أو حتى آلية توزيعهم ووضع الخطط المستقبلية لهم. وعبر أبو شاويش عن ذلك بقوله إن الحكومة للأسف لم تقم بدور واضح وحقيقي وإنها لا تعي إلى أين تتجه الأمور.

وهذه الحالة حالياً موجودة في 3 مخيمات هي جنين وطولكرم ونورشمس كما "نرى بشكل واضح تخبط الحكومة في تشكيل لجان دعم ولجان تبرعات وغيره، وإذا امتدت هذه الحالة لمخيمات أخرى فالواضح أن الحكومة ستضيع" كما يقول.

الأعداد في ارتفاع

وفي مخيم جنين للاجئين، ارتفع عدد النازحين منه إلى قرابة 21 ألف مواطن منذ بدء عمليات التهجير في يناير/كانون الثاني الماضي. وبحسب رئيس بلدية جنين محمد جرار فإن ما نسبته 25%؜ من سكان المدينة من فئة النازحين، وهو ما يعني ضغطاً كبيراً على الوضع الاقتصادي والخدماتي في المحافظة بشكل عام.

وقال جرار -في تصريح صحفي- إن العدوان الإسرائيلي على جنين أدى لأضرار جسيمة تمثلت بشكل أساسي في ارتفاع نسبة البطالة وتراجع في الاقتصاد.

وأضاف أنه على الرغم من حالة التضافر التي شهدتها المحافظة في دعم النازحين، فإن المطلوب أكبر بكثير مما قدم، لأن حجم الكارثة كبير جداً ونسبة النازحين في ازدياد.

وتوزع النازحون من مخيم جنين، الذي يشهد عمليات تجريف وتوسيع في الشوارع والأحياء، وتغيير معالمه الجغرافية منذ 55 يوماً، على مركزين للإيواء في المدينة هما: جمعية الكفيف والمركز الكوري، بواقع 4200  في حين نزح قرابة 4700 مواطن إلى بلدة برقين غرب المدينة.

وتوزع الباقي على قرى جنوب جنين مثل قباطية وبير الباشا وعرابة وجبع. وانتقل عدد من النازحين، يقدر عددهم بـ6 آلاف، إلى مساكن الجامعة العربية الأميركية بعد استئجارها لهم من لجنة خدمات المخيم.

إعلان

وبحسب بلدية جنين، فإن النازحين يتلقون المساعدات بشكل أساسي من جمعيات دولية وأجنبية تسعى البلدية للتنسيق معها بشكل مستمر من خلال لجان مساعدة شكلت منذ اليوم الأول للاقتحام الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • أين يذهب المهجرون من مخيمات شمال الضفة الغربية؟
  • محافظ الغربية: لن نتهاون مع أي تقصير في ملف النظافة
  • “أوتشا” يحذر من تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا
  • الخارجية الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرّك دولي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات شمال الضفة الغربية
  • لليوم الـ48.. الجيش الإسرائيلي يواصل تدمير طولكرم في الضفة الغربية
  • اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال والفلسطينيين في الضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي يقتل 3 فلسطينيين ويعتقل 100 بالضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 17 فلسطينيًا في الضفة الغربية