الثورة نت:
2024-09-08@16:21:13 GMT

الخنجر في صدر غزة والعين على الضفة الغربية

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

 

لا يمكن الفصل بين ما يجري على أرض غزة من حرب إبادة ضد السكان، وبين ما يجري على أرض الضفة الغربية من حرب إبادة للأرض، ومن تطهير عرقي، يهدف إلى ترسيخ الفكرة الصهيونية التي تقول: إن أرض الضفة الغربية هي النواة الصلبة لأرض “إسرائيل” التوراتية، وأن هذه الأرض ملك خالص لليهود، ورثوها عن السلف، كما أكد على ذلك نتانياهو، في رده على قرارا محكمة العدل الدولية، التي اعتبرت الاحتلال الإسرائيلي غير شرعي.


لقد شهدت الفترة الماضية جملة من الاعتداءات الصهيونية على أرض الضفة الغربية لا تقل إرهاباً وقهراً عن العدوان الذي يتعرض له أهل غزة، ولا تخفي السياسية “الإسرائيلية” نواياها بأن اليوم التالي للحرب على غزة، يتضمن الضفة الغربية بمساحاتها الممتدة من نهر الأردن وحتى أطراف مدينة تل أبيب “كفار سابا ورعنانا”، لذلك فهجوم الجيش “الإسرائيلي” على مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية، لا بهدف إلى مواجهة رجال المقاومة، وإنما يهدف إلى ترحيل الشعب الفلسطيني.
في مثل هذه الحالة من كثافة العدوان “الإسرائيلي” وانكشافه على الواقع، فالواجب الوطني يقضي أن تتضافر جهود الفلسطينيين على مختلف انتماءاتهم السياسية والتنظيمية لمواجهة عدو لا يفرق بين ضابط أمن في السلطة الفلسطينية، وبين مقاوم يحمل روحه على كفه، ولاسيما بعد أن أصدر وزير الحرب الإسرائيلي أوامره باستخدام سلاح الجو “الإسرائيلي” بطائراته الحربية F16، وغيرها من الطائرات المقاتلة ضد المدنيين في مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية.
وبحزن شديد نقول: إن هذه الحالة العدائية النافرة من الجيش “الإسرائيلي” ضد سكان الضفة الغربية ترافقت مع حملة اعتقالات قذرة للمقاومين الفلسطينيين تقوم بها الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، وقد وصل عدوان الأجهزة الأمنية إلى حد الاشتباك المسلح في طولكرم قبل يومين، حين حاول ضباط وجنود الأجهزة الأمنية اعتقال أحد المقاومين من داخل المستشفى، ووصلت حد الاشتباك المسلح مع الأهالي حين حاول ضباط الأجهزة الأمنية اعتقال أحد المقاومين في بلدة طوباس، وسط الضفة الغربية.
لقد جاء هذا العدوان المشترك والمنسق على رجال المقاومة بعد اعتقال المخابرات “الإسرائيلية” أكثر من 9 آلاف من شباب الضفة الغربية، وبعد استشهاد أكثر من 530 من ضمنهم 131 طفلًا، منذ معركة طوفان الأقصى، وجاء اعتداء الأجهزة الأمنية للسلطة على شباب المقاومة بعد موجة استيطان جائرة، وبعد اعتراف الحكومة “الإسرائيلية” بـ 13 بؤرة استيطانية حصلت على مكانة مستوطنات جديدة؛ وجاءت بعد صدور قرار الكنيست “الإسرائيلي” الذي يحرم قيام دولة فلسطينية، وجاءت بعد مصادرة مئات الآلاف من الدونمات من أرض الضفة الغربية لاستخدام الزراعة والمرعى؛ وبعد بناء عشرات ألوف الوحدات السكنية في مستوطنات الضفّة الغربية؛ وجاءت بعد شق آلاف الكيلومترات من الطرق الالتفافية، التي مزقت الضفة الغربية، وجاءت بعد تطوير القدرة القتالية “لكتائب الدفاع الصهيونية” وجاءت بعد إخلاء آلاف الخيام البدوية وطرد سكّانها بمساعدة المتطرفين من شبّان التلال.
فهل ترى السلطة الفلسطينية نفسها جزءاً من اليوم التالي للحرب على غزة، وبادرت إلى هذا الفعل الشنيع للتأكيد على حسن النوايا، وللتأكيد على الاستعدادية للعمل ضد المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة معاً؟ وهل تندرج ملاحقة رجال المقاومة في الضفة الغربية تحت بند نحن جاهزون، وصادقو الرغبة في أن تكون السلطة جزءاً من الصفقة المشبوهة، التي ترتب لها أمريكا و”إسرائيل” وبعض المشبوهين من أنظمة عربية، يما يسمونه “اليوم التالي في غزة”؟
توسع رقعة المواجهات بين الأجهزة الأمنية ورجال المقاومة دليل على أن السلطة الفلسطينية تحضّر نفسها لمرحلة قادمة، وتحاول أن ترسل رسائلها إلى نتانياهو وغيره من المتطرفين الصهاينة، بأنهم مطيعون، وأنهم يصلحون، وأن سياسية تجاهل السلطة خاطئة، وان لا بديل عن السلطة لإدارة شؤون غزة
وللتوضيح فقط، فإن اعتداء الأجهزة الأمنية على رجال المقاومة في الضفة الغربية يتعارض مع اتفاق المصالحة الذي وقع في الصين قبل أيام، ويتعارض مع قرار محكمة العدل الدولية التي طالبت الصهاينة بإنهاء احتلالهم للأراضي العربية المحتلة، وأجازت مقاومة المحتلين وفق القوانين الدولية، وكان الأحرى بضباط وجنود الأجهزة الأمنية حماية الفلسطينيين، ومطاردة المستوطنين الصهاينة، وملاحقتهم، والحيلولة بينهم، وبين مواصلة الاعتداء على الأرض الفلسطينية، وعلى الإنسان الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: نحقق في ادعاء مقتل مواطنة أجنبية بالرصاص في الضفة الغربية

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه بدأ تحقيقًا في الادعاءات المتعلقة بمقتل مواطنة أجنبية إثر إطلاق النار عليها في الضفة الغربية ، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن السلطات المعنية تجمع المعلومات لمعرفة ملابسات الحادث وتحديد ما إذا كانت القوات الإسرائيلية متورطة في الواقعة.

 

ويأتي هذا الإعلان بعد وفاة مواطنة أمريكية اليوم الجمعة، متأثرة بجراحها، بعد أن أصيبت برصاص جنود إسرائيليين أثناء مشاركتها في مسيرة احتجاجية ضد التوسع الاستيطاني في بلدة بيتا، قرب مدينة نابلس. وأوضح مدير مستشفى رفيديا، فؤاد نافعة، أن المواطنة الأمريكية وصلت إلى المستشفى في حالة حرجة نتيجة إصابة مباشرة في الرأس، ورغم محاولات الأطباء لإنعاشها، تم الإعلان عن وفاتها.

 

وكان السفير الأمريكي في إسرائيل، جاكوب لو، قد أكد في تصريحات سابقة أن الولايات المتحدة تعمل على جمع مزيد من المعلومات حول ظروف وفاة المواطنة الأمريكية، وأن الحكومة الأمريكية على اتصال مستمر مع الأطراف المعنية لضمان التوصل إلى حقائق دقيقة بشأن الحادث.

 

السفير الأمريكي في إسرائيل يعرب عن سعيه لجمع معلومات حول وفاة مواطنة أمريكية في الضفة الغربية

 

أفادت الصحف العبرية بأن السفير الأمريكي في إسرائيل، جاكوب لو، أعلن أن الولايات المتحدة تعمل على جمع مزيد من المعلومات بشأن ظروف وفاة مواطنة أمريكية شاركت في احتجاج ضد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة. وقال السفير إن الحكومة الأمريكية تتابع القضية عن كثب للتأكد من جميع التفاصيل المتعلقة بالحادثة، والتواصل مع الأطراف المعنية للحصول على معلومات دقيقة.

 

توفيت المواطنة الأمريكية اليوم الجمعة، متأثرة بجراحها بعد أن أصيبت برصاص جنود إسرائيليين في رأسها أثناء مشاركتها في مسيرة احتجاجية ضد التوسع الاستيطاني في بلدة بيتا، قرب مدينة نابلس. وصرح مدير مستشفى رفيديا، فؤاد نافعة، لرويترز قائلاً: "وصلت المتضامنة الأمريكية إلى المستشفى في حالة حرجة جدًا نتيجة إصابتها في الرأس. حاولنا إجراء عملية إنعاش لها، لكن للأسف تم الإعلان عن وفاتها".

 

ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، وقعت الحادثة أثناء مسيرة احتجاجية منتظمة ينظمها ناشطون فلسطينيون ودوليون في بلدة بيتا، التي شهدت في السابق هجمات متكررة من قبل المستوطنين الإسرائيليين.

 

وتزايدت الهجمات العنيفة من قبل مستوطنين إسرائيليين متطرفين في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة، ما أثار غضبًا متزايدًا بين حلفاء إسرائيل الغربيين، ومنهم الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات على عدد من الأفراد المتورطين في هذه الأعمال.

مقالات مشابهة

  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي: الحرب التي نخوضها ليست في لبنان وغزة فقط إنما في الضفة الغربية كذلك
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 35 فلسطينياً في الضفة الغربية
  • «الإعلام الإسرائيلي»: الوضع في الضفة الغربية على حافة انفجار كبير
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل ثلاثة فلسطينيين من الضفة الغربية
  • 196 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية والقدس خلال أسبوع
  • الرئيس التركي: أدين مقتل المواطنة التركية برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي: نحقق في ادعاء مقتل مواطنة أجنبية بالرصاص في الضفة الغربية
  • 196 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية والقدس خلال إسبوع
  • مقتل متضامنة أجنبية برصاص الجيش الإسرائيلي جنوبي نابلس في الضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي يفجر منزلا بمخيم طولكرم في الضفة الغربية المحتلة