الخطاب “الإسرائيلي” بعد حادثة مجدل شمس.. هل هناك نية لحرب واسعة؟
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
يمانيون – متابعات
استحوذت حادثة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يوم 27/7/2024، اهتماماً واسعاً في الوسط “الإسرائيلي” إثر هجوم صاروخي كان مجهول المصدر في البداية. سارع على إثرها الإعلام العبري ومحللوه وقادة الكيان إلى اتهام حزب الله باستهداف المدنيين، وأمام حجم التصريحات “الإسرائيلية”، والمعلومات المغلوطة كما ورفع السقف تهديداً بالحرب، جاء بيان حزب الله، ليوضح المشهد وينفي استهداف قرية مجدل شمس كاشفاً تستر الكيان واستغلاله الموقف للتهرب من الكارثة التي أدّت لعدد من القتلى والجرحى المدنيين من سكان هذه المنطقة.
منذ بداية الأحداث تصاعدت حدّة التهديدات وتضاعف عددها لتشمل مختلف أقطاب الكيان السياسية سواء المعارضة أو الحكومة أو الجهات العسكرية كما والإعلامية.
وعبّرت التعليقات عن رد فعل أولي تمثّل بانفعال كبير في التصريحات التي تناولت ضرورة شنّ حرب على حزب الله والردّ الصارم والقوي على اعتبار أن حزب الله قد تجاوز الخط الأحمر، حيث كثرت الدعوات لفتح النار على كل لبنان واستهداف البنية التحتية وتدفيع حزب الله الثمن، كما والحديث عن الاستعدادات لتغيير توجيهات الجبهة الداخلية واعتبار الحادثة نقطة تحوّل في الحرب.
كان التوقع “الإسرائيلي” في البداية، أنه باستغلال هذه الحادثة يمكن تحقيق أهداف عدّة أوّلها الضغط على حزب الله في التفاوض وتحصيله التراجع وبعض التنازلات من قبله، كما وتحصيل بعض الدعم والتعاطف الدولي مع الحادثة، فكان اللافت إسراع الكيان لنشر صور أشلاء المدنيين، سعياً منه للتّستر على الخطأ الذي وقع واستغلال الحدث لصالحه، كما والعمل على كسب تشريع وتأييد لأي خطوة تصعيدية متوقّعة. ومن العوامل المؤثرة في طبيعة الرد:
– سوء العلاقة بين رئيس الوزراء ووزير الجيش
– كيفية الخروج من ديناميكية التصعيد بعد الدخول إليها دون الانزلاق في الحرب الإقليمية
– استمرار الحرب في الجبهة الجنوبية، غزة.
إذا أضفنا إلى هذه التحليلات التسريبات بشأن المشاورات الأمريكية “الإسرائيلية” حول “حدود العملية” في لبنان، وتحميل حزب الله المسؤولية، قد يكون التصعيد “المحدود” خياراً لإعادة ضبط المسار باتجاه إدارة المواجهة مجدداً ضمن عمليات التصعيد التدريجية.
تقييم
– يبدو أن الكيان من جديد يحاول التستّر على أخطائه واستغلالها من أجل تبرير أي خطوة مقبلة تصعيدية تجاه لبنان.
– استغلال الكيان الحادثة ونشر الصور لتحصيل التعاطف الدولي.
– يبدو أن القبة الحديدية من جديد فشلت في اعتراض صواريخ المقاومة، لكن هذه المرة كان لذلك ثمناً دفعه عدداً من المدنيين في منطقة مجدل شمس الأمر الذي يوضّح سعي الكيان وإصراره على تحميل حزب الله المسؤولية.
– يستعدّ الكيان المؤقت لعمليات تصعيدية يحاول التمهيد لها والحصول على الشرعية من خلال استغلاله لضحايا مجدل شمس.
– يوجد عددًا من الحوادث الشبيهة التي أدت إلى سقوط صواريخ القبة الحديدية في الأراضي المحتلة وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها خطأ.
– بات من المؤكد أن ما جرى في مجدل شمس هو خلل في القبة الحديدية أدى الى سقوط صاروخ اعتراضي مضاد للصواريخ نتيجة خطأ تكتيكي في الملعب والاحتلال “الإسرائيلي” يتستر ويستغل الموقف.
بناءً على ما تقدّم يظهر أنه:
– لا توجد نية لإشعال حرب إقليمية، في ظل التأكيد على ضرورة الرد القوي دون الذهاب لحرب شاملة.
– هناك توجّه “إسرائيلي” لضربة قوية كان بحاجة إلى مبرّر لها في السابق فجاءت حادثة “مجدل شمس” لتحقق الهدف في تحصيل شرعية ممكنة لأي عمل تصعيدي ممكن.
– هناك إصرار “إسرائيلي” على تحميل حزب الله المسؤولية على الرغم من مختلف المعطيات والأدلة التي تثبت عكس ذلك.
– التركيز على تحصيل الضوء الأميركي لضربة مدروسة.
– التركيز على الانتقال لمرحلة جديدة في القتال مع حزب الله التي يمكن أن تحمل تصعيداً في الاستهدافات، وبالتالي مسارات عمل عسكري أكثر صرامة من ذي قبل.
– طرح أسماء لقادة في حزب الله كمسؤولين عن حادثة مجدل شمس للتمهيد لإمكانية اغتيالهم في الأيام المقبلة.
– الترويج لانتهاء الاستعدادات ووضع الخطط اللازمة لرد مناسب، وهي قابلة للتنفيذ.
– محافظة اليمين المتطرف على مستوى عالٍ من التهديد بشن حرب على لبنان وإحراقه كما والدعوة لاغتيال أمين عام المقاومة.
ختاماً، فيما يتعلّق بإمكانية تدحرج الأمور إلى حرب واسعة نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول “إسرائيلي” كبير قوله “أنه على الرغم من أن الرد سيكون قاسياً، إلا أنه لن يؤدي إلى حرب شاملة. ومع ذلك، يمكن التقدير أن الهجوم “الإسرائيلي” من المرجح أن يقابل برد أكثر حدة من المعتاد من حزب الله. في “إسرائيل”، وعدوا بالأمس برد قاس إلى حد كبير، ولكن من ناحية أخرى، لا توجد نية لإشعال حرب إقليمية”.
– موقع الخنادق
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: مجدل شمس حزب الله
إقرأ أيضاً:
أليك تطلق “استراتيجية الروبوتات” التي تهدف إلى أتمتة 5٪ من أعمال البناء بحلول عام 2030
أعلنت شركة أليك عن “استراتيجية الروبوتات” التي تركز على تحويل عمليات البناء الأساسية من خلال استخدام حلول الأتمتة المتطورة، وجاء هذا الإعلان خلال فعالية يوم الابتكار السنوية التي تنظمها الشركة. وتماشياً مع أجندة الابتكار الأشمل التي تنتهجها الشركة، سيتضمن هذا البرنامج عقد أليك لشراكات استراتيجية مع الشركات الرائدة في مجال الروبوتات على مستوى العالم بهدف تطبيق حلول مبتكرة في مشاريع البناء التي تنفذها، وإدخال هذه التقنيات إلى المنطقة، مما سيسهم بالارتقاء بقطاع البناء بأكمله.
وتطرّق السيد باري لويس، الرئيس التنفيذي لشركة أليك إلى أن الشركة بتبنيها لهذه الاستراتيجية المبتكرة تظهر التزامها العميق بدعم المبادرات الحكومية في المنطقة، حيث قال: “نظراً لكون قطاع البناء يوظف نسبةً كبيرة من القوى العاملة، وانطلاقاً من كون أليك شركة مبتكرة وذات تفكير مستقبلي، فإنها تدرك مدى أهمية دمج الروبوتات في عملياتها. كما نعمل في الوقت ذاته بشكل وثيق مع جميع الأطراف ذات الشأن في هذا القطاع، فكل تقدّمٍ يطرأ على القطاع يعتبر تقدّماً لجميع الجهات العاملة فيه، وهذا يعني أن زيادة الاعتماد على الأتمتة على مستوى قطاع البناء كاملاً ستساعد في حل العديد من التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع، بدءًا من تعزيز الاستدامة ومعالجة نقص العمالة الماهرة إلى الإيفاء بالمتطلبات الدقيقة للمشاريع.”
وتمثل استراتيجية الروبوتات الجديدة التي تتبعها أليك امتداداً لمبادرة “الروبوتات المصغّرة” التي أطلقتها أليك خلال عام 2017، والتي تضمّنت منذ إطلاقها قيام الشركة باختبار تسعة حلول مبتكرة مرتكزة على الروبوتات، وتطبيق هذه الحلول بشكل فعلي في مشاريعها. وامتداداً لهذه الجهود الكبيرة، ستتعاون الشركة الآن بشكل وثيق مع الجهات الحكومية والجامعات المحلية والدولية والشركات المخضرمة والناشئة في مجال الروبوتات لتقييم ما يصل إلى 20 فكرة وشراكةً في مجال الروبوتات كل عام. وتهدف الشركة على مدار خمس سنوات إلى أتمتة 5% من أعمال البناء في مشاريعها من خلال تطبيق حلول روبوتية مدروسة ومتقدمة.
وخلال المرحلة الأولى من استراتيجية الروبوتات التي ستتبناها الشركة، تعتزم أليك التركيز على تحقيق الريادة في استخدام تقنيات الروبوتات العالمية التي أثبتت جدارتها بشكل فعلي، إضافةً إلى المساعدة في تسريع التقدّم الذي تحققه مشاريع الروبوتات الواعدة التي ما زالت قيد التطوير. وقد قامت الشركة بالفعل بتحديد بعض مزودي هذه التقنيات، واستعرضت أعمال العديد منهم ضمن فعاليات يوم الابتكار الذي تنظمه الشركة.
ومن بين الشركات الرائدة في مجال روبوتات البناء من جميع أنحاء العالم التي حضرت هذه الفعالية المتميزة، والتي كان عددها 14 شركة، كانت جامعة نيويورك أبوظبي، والتي تستكشف حلول الذكاء الاصطناعي والروبوتات لاكتساب البيانات بشكل ذاتي في مشاريع البناء. كما قدمت شركة (هيلتي HILTI) عرضاً توضيحياً مذهلاً لروبوتها (جايبوت Jaibot)، وهو روبوت بناء شبه مؤتمت، ومصمم لأعمال التركيب الميكانيكية والكهربائية وأعمال السباكة والتشطيب الداخلي. بينما أذهلت شركة (كونستركشن روبوتيكس Construction Robotics) الحضور بروبوتها (ميول MULE) ، وهو حل روبوتي مخصص للمساعدة على رفع الأوزان الثقيلة، وهو مصمم لتحميل المواد الثقيلة ونقلها وتنزيلها في مواقع البناء. أما في مجال الحلول المرتكزة على الطائرات المسيّرة الذي يشهد تقدّماً سريعاً، فقد تميزت شركة (أنجيلز وينغ Angelswing) بمنصتها الرقمية المزدوجة المبتكرة التي ترتكز في عملها على الطائرات المسيرة، والتي تعزز الفعالية والكفاءة طيلة فترة المشروع من مرحلة التخطيط وحتى إتمام التنفيذ.
وفي هذا الصدد، قال السيد عماد عيتاني، رئيس قسم الابتكار في شركة أليك: “في خضم التحولات الكبيرة التي يشهدها سوق البناء، يمثل الوعي البيئي والتقدم التكنولوجي السريع فرصةً مثالية أمام قطاع البناء لتحقيق القدّم السريع نحو عصر يتسم بالكفاءة المعززة والاستدامة والتميز، وتقود أليك مسيرة التحول هذه. ومن خلال الدعم الكبير الذي يقدمه قسم الابتكار الذي نمثله، فقد تم إدماج ثقافة الابتكار في التكوين الجوهري للشركة. كما مكنتنا أطر العمل المصممة بدقّة متناهية من وضع أهداف واضحة ذات معالم ملموسة تضمن استمرارية التطور. وبصفتها شركة البناء الرائدة في المنطقة، فإنّ أليك تدرك تماماً أن نجاحاتها ستقف شاهدةً على القيمة والجدوى التي تتمتع بها الأساليب الجديدة المتبعة في عالم البناء. وانطلاقاً من هذا الإدراك، سنواصل التعاون وعقد الشراكات مع أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم لتقديم أفضل الحلول والتفوق على توقعات المساهمين لدينا”.