«زايد الدولي» السادس عالمياً في دقة مواعيد الرحلات
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
حسونة الطيب (أبوظبي)
أخبار ذات صلةحل مطار زايد الدولي في المرتبة السادسة عالمياً، بين المطارات الأكثر دقة في مواعيد مغادرة ووصول الطائرات لبوابات المطار، وذلك ضمن السعي الحثيث والمتواصل لتحقيق أفضل النتائج العالمية على الأصعدة كافة، بحسب تقرير وكالة سيريوم لشهر يونيو 2024.
وحقق مطار زايد الدولي هذه المرتبة العالمية كأحد المطارات الرائدة في العالم، بنسبة قدرها 80.73% في دقة مواعيد إقلاع الطائرات خلال شهر يونيو الماضي، متفوقاً على مطارات عالمية مرموقة، مثل مطار ناريتا الدولي الياباني الذي جاء في المرتبة العاشرة ومطار أوسلو النرويجي في المرتبة 13، بينما احتل مطار لوس أنجلوس الدولي المرتبة الـ 17، وذلك ضمن التقرير الشهري لوكالة سيريوم التابعة للشركة الأم ريليكس البريطانية المتخصصة في معلومات وتحليلات الطيران.
ويعتبر مطار زايد الدولي، واحداً من بين أسرع مطارات العالم نمواً، حيث يربط الإمارة بما يزيد على 120 وجهة عالمية، تعكف على خدمتها 30 شركة طيران. كما أنه أول مطارات المنطقة يحصل على 3 اعتمادات من ISO وOHSAS. ولدى المطار، المقدرة على التعامل مع نحو 45 مليون مسافر سنوياً. وحل المطار، ضمن أفضل 3 مطارات في العالم في تجربة المسافرين القادمين، وذلك ضمن «جودة خدمة المطارات لعام 2023»، التي تقوم بتصنيف أفضل المطارات من حيث جودة الخدمات وتجربة المسافرين، بحسب تقرير سابق للمجلس العالمي للمطارات.
ووفقاً لنتائج استطلاع الرأي للمجلس، خلال الربع الأول من العام الجاري 2024، حقق مطار زايد الدولي، درجة رضا إجمالية قدرها 4.64 من أصل مقياس مكون من 5 نقاط. وتشير نتائج حركة المسافرين في العام الماضي 2023، لبلوغ إجمالي عدد المسافرين عبر المطار، لنحو 22.5 مليون مسافر، بنمو قدره 44.5%، بالمقارنة مع العام الذي سبقه. كما استقبل المطار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، ما يزيد على 6.8 مليون من المسافرين الذين استمتعوا بالمرافق والخدمات المتميزة في المبنى الجديد. ويتم تصنيف سيريوم، للمطار بمثابة الدولي، بناءً على تعامله مع ما بين 25 إلى 40 مليون مسافر سنوياً وعمليات إقلاع من بوابات المغادرة لا تقل نسبتها عن 80%، مع تغطية نشاطه لثلاث مناطق أو أكثر، بما فيها مقره الأصلي.
مؤشر سيريوم
يقيس مؤشر وكالة سيريوم، نسبة الرحلات التي تغادر البوابة خلال 15 دقيقة من زمن الإقلاع المحدد، ليقرر على ضوئها ترتيب المطارات حول العالم. وبلغت نسبة الرحلات التي رصدها تقرير الوكالة، نحو 95.63 % لعدد 487782 رحلة، أقلت على متنها نحو 87.83 مليون مسافر، قصدت 2218 وجهة حول العالم. كما بلغت نسبة دقة المواعيد في الرحلات المغادرة للمطارات التي شملها التقرير 76.07 %.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مطار زايد الدولي اليابان أوسلو الطيران مطار زاید الدولی ملیون مسافر
إقرأ أيضاً:
WP: البابا فرنسيس كان عالميا في عصر القوميين المتشددين الجامدين
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحفي إيشان ثارور قال فيه إن البابا فرنسيس كان يعتبر نفسه "عالميا"، ولكن ليس بالمعنى الذي يقصده من ينتقدون "العولمة". حيث يُستخدَم مصطلح "العالمي" غالبا بصيغة الازدراء.
ولسنوات، ألقى القوميون اليمينيون في الغرب، على وجه الخصوص، مسؤولية إخفاقات مجتمعاتهم ومشاكلها على عاتق دعاة "العولمة"، مقدمين صورة كاريكاتورية للنخب الثرية المسافرة ببذخ، والتي تسعى وراء رأس المال متعدد الجنسيات والمخططات الكوزموبوليتانية على حساب مواطنيها.
وتشكل الرسالة المناهضة للعولمة جوهر الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب: فهي تُلقي بظلالها على تحركات الإدارة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين والطلاب الأجانب، وتؤجج حماس رؤية ترامب الحمائية في محاولته إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي من خلال فرض تعرفات جمركية شاملة.
كما شكل ازدراء أجندة "العولمة" انتقادات اليمين للبابا فرنسيس، رجل الدين اليسوعي الأرجنتيني الذي توفي، الاثنين بعد إصابته بسكتة دماغية وفشل في عمل القلب. وقد دفع دعمه لحقوق المهاجرين، ونشاطه في مجال تغير المناخ، وقبوله المشروط للمثلية الجنسية، اليمينيين الأمريكيين إلى تصويره على أنه بابا "الصحوة"، متعاطف مع "لاهوت التحرير" في الأمريكتين الذي ينتقده تقليديو الفاتيكان والمحافظون الغربيون.
وقد نصح ستيفن بانون، مستشار ترامب السابق، نظراءه اليمينيين المتطرفين في أوروبا ذات مرة بأن ينظروا إلى البابا على أنه "عدو".
وقد أصر معهد ليبانتو، وهو مركز أبحاث كاثوليكي متشدد ثار ضد بابوية فرنسيس، مرارا وتكرارا على أن البابا يقوم بعمل "شيوعي".
أثار قرار البابا عام 2021 بالاعتذار عن الفظائع التي ارتكبها الغزاة الإسبان باسم الكنيسة الكاثوليكية في العالم الجديد في القرن السادس عشر، غضبا في إسبانيا، حيث سخر متحدث باسم حزب "فوكس" اليميني المتطرف قائلا: "لا أفهم كيف يمكن لبابا يحمل الجنسية الأرجنتينية أن يعتذر نيابة عن الآخرين".
ولم يسلم فرنسيس من غضب زملائه الأرجنتينيين أيضا، حيث صرح الرئيس الأرجنتيني المتشدد خافيير ميلي في مقابلة قبل توليه منصبه بأن البابا "ممثل لليسار الشرير". مع أنه أصبح أكثر تصالحا، وتجاهل اختلافاتهم "البسيطة" في بيان حزن فيه على وفاة فرنسيس.
ومن المفارقات الطفيفة أن أحد آخر الاجتماعات الرئيسية للبابا فرنسيس كان مع نائب الرئيس جيه دي فانس، وهو متحول إلى الكاثوليكية، ويصور نفسه منذ ذلك الحين على أنه قومي "ما بعد ليبرالي"، في إشارة إلى تقليد معين من التفكير الكاثوليكي الرجعي.
وفي الأسابيع الأولى من رئاسة ترامب، حاول فانس صياغة نزعته القومية في إطار المصطلحات الكاثوليكية في العصور الوسطى، مستشهدا بمفهوم "ordo amoris" أو "نظام الحب" أو "الإحسان"، الذي يوحي بأن المرء لديه التزام أكبر تجاه أولئك الأقرب إليك من الأبعد.
حتى أيامه الأخيرة، لم يكن لدى فرنسيس وقت لمثل هذه الحجج. كتب في رسالة حديثة إلى أساقفة الولايات المتحدة: "إن عملية ترحيل الأشخاص الذين غادروا أراضيهم في كثير من الحالات لأسباب تتعلق بالفقر المدقع أو انعدام الأمن أو الاستغلال أو الاضطهاد أو التدهور الخطير للبيئة، تضر بكرامة العديد من الرجال والنساء وأسر بأكملها، وتضعهم في حالة من الضعف والعجز بشكل خاص".
في ولاية ترامب الأولى، أشار فرنسيس إلى أن بناء البيت الأبيض للجدران الحدودية وفصل الآباء طالبي اللجوء عن أطفالهم يجعل الرئيس "غير مسيحي".
وفي خطابه بمناسبة عيد الفصح، الذي ألقاه نائب عنه نهاية هذا الأسبوع، ندد البابا بالكراهية السائدة في أي عصر يزداد تطرفا. وجاء في النص: "كم يثار الازدراء أحيانا تجاه الضعفاء والمهمشين والمهاجرين. أدعو جميع من يشغلون مناصب المسؤولية السياسية في عالمنا ألا يستسلموا لمنطق الخوف".
وقد أمضى البابا فرنسيس سنوات يحاول بإصرار مواجهة هذا الخوف من الغريب. وغسل أقدام المهاجرين العرب طالبي اللجوء في أوروبا، وتوسل أن يسامحه مسلمي الروهينجا في حفل عام بعد أن اتهمه منتقدوه بالتقصير في دعم محنتهم خلال زيارة له إلى ميانمار عام 2017، حيث تعامل سلطاتها الأقلية المضطهدة كدخلاء عديمي الجنسية.
وخالف السابقة البابوية ليجادل في عام 2023 ضد القوانين العلمانية المناهضة للمثليين، قائلا: "إن المثلية الجنسية ليست جريمة".
وقال ماركو بوليتي، كاتب سيرة البابا والمتابع لشؤون للفاتيكان منذ زمن طويل، لصحيفة "واشنطن بوست": "كانت صورته صورة السامري الصالح، ومن خلاله، كانت الصورة التي رسمها للكنيسة هي صورة السامري الصالح".
وكان فرنسيس يرى نفسه "عالميا"، ولكن ليس بالمعنى الذي يقصده من ينتقدون "العولمة". في خطاب ألقاه العام الماضي أمام المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، معقل العولمة، قال فيه إن "عملية العولمة" كشفت عن "الترابط بين دول العالم وشعوبه"، وبالتالي حملت "بعدا أخلاقيا جوهريا". ودعا الدول والشركات إلى تعزيز "نماذج عولمة بعيدة النظر وسليمة أخلاقيا" وتوجيه "السعي وراء السلطة والمكاسب الفردية" لتحقيق مصلحة عامة أكبر.
وفي عام 2018 حث على "عولمة التضامن"، داعيا إلى دعم الفقراء والعالقين في مناطق الحروب أو الغارقين في الكوارث الإنسانية.
ويعلق ثارور أن هذه المناشدات غالبا ما تهمل، وتبدو متناقضة تماما مع النظرة العالمية للبيت الأبيض، حيث استند ترامب إلى المصلحة الوطنية الضيقة لتبرير تقليص المساعدات الإنسانية الأمريكية لبقية العالم وتقليص اللوائح والتعهدات البيئية.
في عام 2017، أهدى فرنسيس ترامب نسخة من رسالته البابوية المكونة من 192 صفحة حول البيئة، والتي أشارت إلى الإجماع العلمي القوي حول تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، ودعا إلى اتخاذ إجراءات جذرية للحد من الانبعاثات الكربونية.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي، الذي لا يعرف عنه حب القراءة، لم يأخذ الرسالة على محمل الجد، حيث خرجت الولايات المتحدة لاحقا من اتفاقية باريس للمناخ.
وانتخب فرنسيس من قبل مجمع في عام 2013، بعد أن خرج العالم من الأزمة المالية العالمية. لكن السنوات التي تلت ذلك شهدت موجات من الأزمات وعدم الاستقرار.
فشلت الدبلوماسية الدولية في وقف الحروب البشعة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في أوكرانيا وغزة، حيث دعا فرنسيس منذ فترة طويلة إلى وقف إطلاق نار دائم. وهز وباء كورونا العالم.
وفي الديمقراطيات الغربية، اتسعت فجوة التفاوت الاقتصادي واستمرت المؤسسة الليبرالية في الانهيار، وبرزت الشعبوية اليمينية الغاضبة إلى الواجهة.
ليس من الواضح أي كاردينال سيخلف فرنسيس، ولكن هناك احتمال بأن تسفر ردة فعل عنيفة من المحافظين المتشددين عن خليفة أكثر عقائدية. ستكون شخصيةٌ كهذه أقل عدائية مع ترامب وفانس، لكنها ستذكر الآخرين بالخسارة التي حصلت برحيل هذا البابا.
قالت بريجيت ثالهامر، الراهبة النمساوية التي كانت تقف بجانب نافورة في ساحة القديس بطرس بعد ظهر الاثنين، لصحيفة "واشنطن بوست": "كان لا يزال صوتا، صوتا أخلاقيا، أخلاقيا بمعنى أنه دافع عن السلام والعدالة وكرامة الناس. ويراودني السؤال: من يُمكن أن يكون هذا الصوت الآن؟".