مع وجود مجموعتين جديدتين من اليمين المتطرف، وأكبر انخفاض في تمثيل المرأة منذ عام 1979، ومتوسط عمر 50 عامًا، كيف سيتغير توازن المجلس؟ وكيف سيؤثر ذلك على التشريعات الجديدة؟

اعلان

ستقود روبرتا ميتسولا برلمانًا أوروبيًا جديدًا يضم 720 عضوًا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة. وفي الأسبوع الماضي، عقدت جميع اللجان في البرلمان الأوروبي اجتماعاتها التأسيسية الخاصة بها، وانتخبت رئيسًا وأربعة نواب للرئيس لقيادة اللجان واللجان الفرعية العشرين التي تتكون منها المؤسسة.

       

كان هذا أول تحدٍ لمجموعة "وطنيو أوروبا"، وهي المجموعة التي أسّسها فيكتور أوربان. وتضم 84 عضوًا ما يجعلها ثالث أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي.

وقد حافظت مجموعات ائتلاف يمين الوسط التي دعمت إعادة تعيين فون دير لاين، وهي حزب الشعب الأوروبي والاشتراكيون والديمقراطيون وتجديد أوروبا، على طوقها الصحي، مما أدى إلى خسارة مجموعة أوربان لمقعدين في لجنتي النقل والسياحة والثقافة والتعليم. كما فقد الوطنيون نواب الرئيس في لجان الزراعة، والتنمية، والبيئة، والشؤون القانونية، والشؤون المدنية والداخلية، ومراقبة الميزانية.  

وبالإضافة إلى زيادة عدد أعضاء البرلمان الأوروبي الجديد، شهدت اللجان تغييرات في تشكيلها. فقد أدّى دخول حزب الوطنيين الأوروبيين وأوروبا ذات السيادة اليمينية المتطرفة إلى تغيير التوازن السياسي لبعض اللجان. فعلى سبيل المثال، يغلب على تركيبة لجنة الزراعة والتنمية الريفية،  الميول اليمينية بـ25 مقعدًا من أصل 48 مقعدًا.  

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تستقبل التهاني بعد الإعلان عن نتائج التصويت في البرلمان الأوروبي (18 يوليو 2024) AP Photoأين النساء؟

بعد الانتخابات الأوروبية في يونيو، شهد البرلمان الأوروبي الجديد أكبر انخفاض في النسبة المئوية لتمثيل المرأة منذ أول انتخابات مباشرة في عام 1979. إذ تمثّل النساء 38.5٪ من أعضاء البرلمان الأوروبي أي 277 من أصل 720 عضوا ما يعني أقل بـ 2.1٪ عن المجلس التشريعي السابق، حيث كنّ يشغلن 46٪ من المقاعد.  

وبينما تمثل النساء في فرنسا والسويد وفنلندا أكثر من 50% من أعضاء البرلمان الأوروبي، فإن النسبة في قبرص تقل عن 15%. علما وأنّ ثلاثة من المناصب الرئيسية في بروكس فازت بها: روبرتا ميتسولا كرئيسة للبرلمان، وأورسولا فون دير لاين في المفوضية الأوروبية، وكاجا كالاس التي سيتم تعيينها في منصب الممثل السامي.   

وإجمالاً، من بين 20 لجنة ولجنة فرعية في البرلمان، ذهبت رئاسة سبع لجان ولجان فرعية فقط إلى مرشحات. ففي المؤتمر الأول للرؤساء المنعقد يوم 22 يوليو الماضي، دعا رئيس حزب الشعب الأوروبي، مانفريد فيبر، إلى التخلي عن مبدأ المساواة بين الجنسين في توزيع رئاسة اللجان. واللجنة التي تحظى بأكبر نسبة من النساء هي لجنة شؤون المرأة التي تركز على حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، في حين أن لجنة الشؤون الدستورية (AFCO) يهيمن عليها بوضوح أعضاء البرلمان الأوروبي الذكور.   

روبرتا ميتسولا تفوز بولاية ثانية على رأس البرلمان الأوروبي مستقبل فون دير لاين على المحك.. تصويت حاسم في البرلمان الأوروبي فهل تفوز الألمانية بولاية ثانية؟ هل تنجح الأحزاب الوسطية بمنع وصول اليمين المتطرف إلى مراكز السلطة في البرلمان الأوروبي؟

الشباب الأقل تمثيليّة ضمن أعضاء البرلمان الجديد

إلى جانب النساء، يمثل الشباب مجموعة كبيرة أخرى ناقصة التمثيل في المجلس. إذ يبلغ متوسط أعمار أعضاء البرلمان الآن 50 عامًا، وهو نفس متوسط الأعمار منذ خمس سنوات. وينتمي كل من أصغر وأكبر أعضاء البرلمان الأوروبي سنًا إلى اليسار.

ستشارك النمساوية لينا شيلينج، 23 عامًا، في لجان البرلمان الأوروبي في لجنة الشؤون الخارجية (ENVI)، بينما سيشارك الإيطالي ليولوكا أورلاندو البالغ من العمر 76 عامًا في لجنة الشؤون الخارجية (AFET).   

أما الدولة التي تضم أكبر المشرّعين سنًا فهي لوكسمبورغ، حيث يبلغ متوسط أعمارهم 60 عامًا. وعلى النقيض من ذلك، فإنّ مالطا لديها أصغر مجموعة من السياسيّين، حيث يبلغ متوسط أعمارهم 41 عامًا. 

البرلمان الأوروبي حاضنة لجميع الخلفيات المهنيّة

يسمح القانون الانتخابي للبرلمان الأوروبي لجميع الخلفيات المهنيّة بالانضمام إليه. فمن بين الـ 720 مشرّعا جديدا للسنوات الخمس المقبلة، لا يوجد فقط مفوضون أوروبيون سابقون ورؤساء وزراء سابقون، بل أيضًا لاعبو كرة قدم محترفون ومؤثّرون ومغنون. 

لكن البرلمان لديه مكان للجميع، بما في ذلك أول امرأة تسجل ثلاثية في كأس العالم لكرة القدم.    كارولينا موراتشي (اليسار)، وهي لاعبة كرة قدم محترفة سابقة، انضمت إلى حزب حركة خمس نجوم الإيطالية في عام 2024 وانتُخبت عضواً في البرلمان الأوروبي، وستكون عضواً في اللجنة التي تتناول حقوق المرأة.   

أندراس كولجا (حزب الشعب الأوروبي) هو أيضًا اسم معروف في المجر، حيث كان جرّاحًا قبل أن يقفز إلى السياسة الأوروبية. ولدى كولجا حساب على TikTok يتحدث فيه عن الطب ولديه أكثر من 300 ألف متابع. تم انتخابه نائبًا لرئيس لجنة البيئة، كما أنه سيكون عضوًا في اللجنة الفرعية المعنية بالصحة العامة.  

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية للحد من أزمة السكن المتفاقمة: برشلونة تخطط لإلغاء الإيجارات السياحية قصيرة الأمد نيكولاس مادورو ومرشح المعارضة في فنزويلا يعلنان فوزهما في الانتخابات الرئاسية.. والمواجهة تلوح انتخاب هريستيجان ميكوسكي رئيسًا للحكومة في مقدونيا الشمالية انتخابات برلمانية نواب الاتحاد الأوروبي اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next نزوح شبه يومي وإنهاك تجاوز المدى: الجيش الإسرائيلي يجبر الفلسطينيين على ترك مخيم البريج تحت التهديد يعرض الآن Next باريس 2024: مواجهة نارية بين عملاقي التنس انتهت بتفوق ديوكوفيتش على نادال في اللقاء الـ60 بينهما يعرض الآن Next حماس ونتنياهو يتبادلان الاتهامات حول عرقلة مفاوضات الهدنة يعرض الآن Next باريس 2024: بعد شبكة القطارات السريعة.. مخربو الليل يستهدفون كوابل الألياف الضوئية لشركات اتصالات يعرض الآن Next بالمروحيات.. الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ينقذ الآلاف من الفيضانات ويصب جام غضبه على المسؤولين اعلانالاكثر قراءة مقتل 12 فتى وإصابة عدد آخر بسقوط قذيفة على مجدل شمس في الجولان المحتل.. وحزب الله ينفي مسؤوليته ميلوني تعيد إحياء العلاقات مع الصين بتوقيع خطة تعاون جديدة حفل افتتاح أولمبياد باريس: تباين في آراء قادة العالم والصحف العالمية إيران تحذر إسرائيل: "مغامرة جديدة" في لبنان قد توسع رقعة الحرب لماذا تتصدر إيطاليا قائمة الدول الأوروبية في استهلاك المياه البلاستيكية المعبأة؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسرائيل غزة الألعاب الأولمبية باريس 2024 شرطة سياحة رومانيا فرنسا رياضة بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني انهيار نوفاك ديوكوفيتش Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة الألعاب الأولمبية باريس 2024 شرطة سياحة رومانيا إسرائيل غزة الألعاب الأولمبية باريس 2024 شرطة سياحة رومانيا انتخابات برلمانية نواب الاتحاد الأوروبي إسرائيل غزة الألعاب الأولمبية باريس 2024 شرطة سياحة رومانيا فرنسا رياضة بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني انهيار نوفاك ديوكوفيتش السياسة الأوروبية أعضاء البرلمان الأوروبی فی البرلمان الأوروبی البرلمان الأوروبی ا یعرض الآن Next فون دیر لاین

إقرأ أيضاً:

الوزراء يستعرض أبرز الجهود الدولية المبذولة لتحقيق المساواة بين الجنسين

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 مارس من كل عام، مشيراً إلى أن هذا اليوم يُعد أكثر من مجرد تاريخ؛ فهو مناسبة تُجدد فيها الإنسانية التزامها بالمساواة والتمكين، وفرصة لتسليط الضوء على إنجازات النساء حول العالم والتحديات التي لا تزال تتطلب مزيدًا من العمل والتغيير، وما يتعلق بحقوق النساء والفتيات.

أشار التحليل إلى أن اليوم العالمي للمرأة يأتي ليؤكد أن تحقيق المساواة بين الجنسين ليس مجرد مطلب حقوقي، بل هو ضرورة تنموية تُسهم في ازدهار المجتمعات واستدامة النمو الاقتصادي، كما أنه هدف من أهداف التنمية المستدامة 2030، مضيفاً أن اليوم العالمي يأتي هذا العام تحت شعار "الحقوق والمساواة والتمكين لجميع النساء والفتيات"، حيث يمثل عام 2025 محطة بارزة في مسيرة حقوق المرأة؛ إذ يتزامن مع مرور 30 عامًا على إعلان ومنهاج عمل بيجين، الذي انعقد في الفترة 4 - 15 سبتمبر عام 1995، والذي يُعد نقطة تحول في تعزيز مكانة النساء والفتيات عالميًّا؛ حيث كان الإعلان أول وثيقة عالمية سياسية بشأن المرأة تشمل تركيزًا خاصًّا على حقوق السيدات، فقبل عام 1995، لم تكن سوى 12 دولة تفرض عقوبات قانونية على العنف المنزلي، بينما اليوم يوجد 1583 تدبيرًا تشريعيًّا معمولًا به في 193 دولة منها 354 تدبيرًا مخصصًا لمكافحة العنف المنزلي. وقد أسهم هذا المنهاج في ترسيخ أسس الحماية القانونية وتوسيع نطاق الخدمات المتاحة للمرأة، وتعزيز دور الشباب في دعم المساواة، إلى جانب العمل على تغيير المفاهيم المجتمعية والقضاء على الصور النمطية التي تعوق التقدم نحو مجتمع أكثر إنصافًا. كما أنه في الفترة من 10 إلى 21 مارس 2025، ستُعقَد الدورة الــ 69 للجنة وضع المرأة (Commission on the Status of Women) بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، بحضور ممثلي الدول الأعضاء وكيانات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المعتمدة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي من جميع مناطق العالم؛ وذلك لمناقشة الإنجازات والتحديات الحالية بمجال المساواة بين الجنسين.

وعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة لتحقيق المساواة بين الجنسين، فإن التقدم المحرز نحو تقليص الفجوة العالمية بين الجنسين بطيء جدًّا؛ فقد أظهرت نتائج المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum، والذي يقيس التطور السنوي لوضع المساواة بين الجنسين من خلال أربعة مؤشرات فرعية، وهي: التمكين السياسي، والمشاركة الاقتصادية والفرص، والتحصيل التعليمي، والصحة والبقاء على قيد الحياة، أن نسبة سد الفجوة العالمية بلغت 68.5% عام 2024؛ حيث تم تقليص الفجوة بنسبة 0.1% فقط مقارنة بعام 2023 من نسبة مئوية بلغت 68.4%.

تحقيق التكافؤ بين الجنسين قد يستغرق ما يعادل خمسة أجيال

ووفقًا للبيانات الحالية، فإن تحقيق التكافؤ بين الجنسين قد يستغرق ما يعادل خمسة أجيال بعد الموعد المستهدف لأهداف التنمية المستدامة لعام 2030؛ مما يستدعي تكثيف الجهود وتسريع وتيرة الإصلاحات لضمان مستقبل أكثر إنصافًا، فعلى مستوى دول العالم المدرجة في المؤشر لعام 2024 والبالغ عددها 146 دولة، لم تتمكن أي دولة من تحقيق التكافؤ الكامل بين الجنسين، إلا أن 97% من الدول المدرجة في التقرير أغلقت أكثر من 60% من فجوتها. وتأتي أيسلندا في المرتبة الأولى لسد الفجوة بين الجنسين بنسبة 93.5%، وهي الدولة الوحيدة التي أغلقت أكثر من 90% من فجوتها بين الجنسين، متصدرةً المؤشر لمدة 15 عامًا على التوالي.

أضاف التحليل أنه على مستوى المؤشرات الفرعية لمؤشر الفجوة بين الجنسين، فيُظهر مؤشر المشاركة الاقتصادية والفرص تغيرًا إيجابيًا بنسبة 0.6% لعام 2024 مقارنة بعام 2023، بينما يُظهر مؤشر التمكين السياسي تقدمًا إيجابيًّا أقل وضوحًا بنسبة 0.1% مقارنة بالعام الماضي، في حين ظلت الصحة والبقاء على قيد الحياة دون تغيير تقريبًا، وقد سجل التحصيل التعليمي انخفاضًا بنسبة (-0.5%) عن عام 2023.

أشار التحليل إلى أنه على مستوى النتائج الإقليمية للمؤشر، يتضح وجود ثلاث مجموعات رئيسة من المناطق حول العالم؛ تضم المجموعة الأولى ثلاث مناطق على مستوى العالم قد اقتربت من سد ثلاثة أرباع الفجوة بين الجنسين وهي أوروبا (75%)، تليها أمريكا الشمالية (74.8%)، ثم أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (74.2%)، وتضم المجموعة الثانية ثلاث مناطق سجلت معدلات تقل قليلًا عن 70%، وهي: شرق آسيا والمحيط الهادئ (69.2%)، وآسيا الوسطى (69.1%)، وإفريقيا جنوب الصحراء (68.4%)، وتشمل المجموعة الثالثة المنطقتين المتبقيتين؛ حيث تمكنتا من سد حوالي ثلثي الفجوة بين الجنسين، وهما: جنوب آسيا ( 63.7%)، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا (61.7%).

أفاد التحليل أنه في ظل الأزمات الراهنة التي يواجهها المجتمع العالمي بما في ذلك الحروب والأزمات الجيوسياسية وتغير المناخ، يتزايد خطر اتساع الفجوة بين الجنسين، أو طول الفترة اللازمة لسد الفجوات، فعلى الرغم من استمرار نمط التعافي وارتفاع تكافؤ معدل المشاركة في القوى العاملة متجاوزًا مستويات عام 2023 (63.5٪) ليصل إلى 65.7٪ في عام 2024 -بناءً على العينة الثابتة المكونة من 101 اقتصاد تم تتبعها في مؤشر الفجوة العالمي منذ عام 2006 وحتى عام 2024-، فإن استدامة هذا التقدم لا تزال غير مؤكدة. فتحذر منظمة العمل الدولية من أن البطالة العالمية من المتوقع أن ترتفع في الاقتصادات ذات الدخل المنخفض؛ مما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر.

وعلاوة على ذلك، واصلت منظمة العمل الدولية التأكيد على الحاجة إلى معالجة فجوة الوظائف بين الجنسين؛ فتشير أحدث تقديرات للمنظمة إلى أنه في حين ظل التكافؤ بين الجنسين في مقياس فجوة الوظائف مستقرًا نسبيًّا في عام 2024، إلا أن النسبة المطلقة للنساء اللاتي يعانين من فجوة في الوظائف تصل إلى 21% عام 2024 بينما يبلغ معدل الرجال 14% عام 2024.

كما أن تركز عمل النساء في بعض القطاعات يؤدي إلى تزايد الفجوة بين الجنسين؛ ففي عام 2024، شكلت النساء معظم العاملين في قطاعات الرعاية الصحية وخدمات الرعاية (62.1٪)، والتعليم (54.4٪)، وخدمات المستهلك (53.1٪)، والحكومة والقطاع العام) 50.7%). وعلى النقيض من ذلك، فإن النساء لديهن أدنى حضور في قطاعات المرافق (31.5٪)، وسلسلة التوريد والنقل (31.6٪)، والنفط والغاز والتعدين (24.1٪)، والبنية التحتية (22.4%)، وذلك بناءً على عينة من 35 اقتصادًا وفقًا لتقرير فجوة الوظائف العالمي 2024.

وينتج عن التمثيل غير المتناسب للنساء عبر الصناعات تعزيز للتفاوتات بين الجنسين في القوى العاملة، كما أنه يُسهم في فجوات الأجور بين الجنسين، ففي الصناعات التي تشكل فيها النساء حصة أعلى من القوة العاملة، تميل الأجور إلى أن تكون أقل، والعكس صحيح أيضًا؛ فالصناعات التي تقل فيها نسبة تمثيل النساء تميل إلى أن تكون ذات أجور أعلى. ويشكل تركيز النساء في الصناعات ذات الأجور المنخفضة، إلى جانب انخفاض تمثيل النساء في الأدوار القيادية والمناصب العليا، اقترانًا غير مواتٍ للظروف التي تؤثر على قدرة النساء على الوصول إلى الرخاء الاقتصادي وفرصة بناء الثروة طوال حياتهن العملية، الأمر الذي قد يزيد الفجوة بين الجنسين.

بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من تزايد نسب مشاركة النساء في القوى العاملة بشكل عام، سواء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM workforce)) أو في المجالات الأخرى (non-STEM workforce)، تدريجيًّا منذ عام 2016، فإنه في عام 2024 ظلت نسبة تمثيل النساء في القوى العاملة في STEM workforce أقل من نسبة تمثيل النساء في القوى العاملة في المجالات الأخرى، بنسب تبلغ 28.2٪ و47.3٪ على التوالي، وذلك وفقًا لعينة من 40 اقتصادًا وفقًا لتقرير الفجوة العالمي 2024. كما ينخفض تمثيل النساء في وظائف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM عبر الصناعات مقارنة بالرجال، وينتج عن ذلك أن النساء يواصلن شغل الوظائف ذات النمو المنخفض والأجور المنخفضة والتي من المرجح أن تتأثر سلبًا في الأمد القريب في ضوء التحولات التكنولوجية السريعة.

أشار التحليل إلى أن الرجال في عام 2024 ظلوا يتمتعون بحماية قانونية أكثر من النساء، ووفقًا للبنك الدولي، فإنه لا يمكن التقليل من أهمية أو تجاهل التطورات في تبني سياسات النوع الاجتماعي عبر الاقتصادات، خاصة وأن فجوات التنفيذ منتشرة على نطاق واسع؛ مما قد ينعكس بالسلب على أداء الاقتصاد الدولي.

أوضح التحليل أن المشاركة غير المتكافئة للمرأة في الاقتصاد العالمي تؤدي إلى تفاقم معدل النمو طويل الأجل الذي هو بالفعل دون المستوى الأمثل؛ فوفقًا لتوقعات تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر عن البنك الدولي في يناير 2024 فإن السنوات الأخيرة من العقد الحالي سوف تتسم بأبطأ معدل نمو للناتج المحلي الإجمالي في 30 عامًا، ولكن على الرغم من ذلك فإن تحقيق التكافؤ الاقتصادي والقيادي بين الجنسين يمكن أن يفتح آفاقًا هائلة للنمو العالمي؛ حيث يقدر البنك الدولي أن سد الفجوة بين الجنسين في التوظيف وريادة الأعمال قد يرفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بأكثر من 20%. وتُقدر قيمة الاستثمارات المطلوبة لتحقيق المساواة بين الجنسين في الاقتصادات النامية بنحو 7.8 تريليونات دولار سنويًّا، وفقًا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، ويقدر الاستثمار المالي الجماعي المطلوب لتحقيق هذا الهدف بحلول عام 2030، بالمعدل الحالي للإنفاق الحكومي، بنحو 360 مليار دولار سنويًّا. ويتطلب المستوى الضروري من الجهد المالي تحولًا جوهريًّا في عقلية الاقتصادات، وفهم جهود التكافؤ بين الجنسين باعتبارها محركات للنمو.

أشار التحليل في ختامه إلى أن الظروف الاقتصادية الكلية والجيوسياسية تلعب دورًا رئيسًا في تشكيل الاحتمالات الحالية والمستقبلية لتحقيق التكافؤ بين الجنسين، وفي السنوات الأخيرة، كان التقدم المحرز في مجال المساواة بين الجنسين مقيدًا بالصدمات المتتالية، والانهيارات التدريجية في البنية الأساسية الاجتماعية.

وهذا يثير فرصة رئيسة لقادة الحكومات والأعمال للمساهمة في إيجاد حلول على المستوى الكلي للمساواة بين الجنسين، ومعها نوع مختلف من النمو، وذلك لتجنب تراجع التقدم الذي تم تحقيقه، ولضمان أن تكون مسارات النمو والازدهار والابتكار والاستدامة تمهد الطريق لجميع الأفراد.

ومن خلال الجهود التعاونية والتدخلات المستهدفة بين الحكومات والشركات، يمكن جعل تحقيق المساواة بين الجنسين حقيقة واقعية، ومن ثَمَّ فإن سباق التكافؤ الاقتصادي بين الجنسين العالمي 2030 يتطلب تسريع وتوحيد الجهود العالمية لتحقيقه، مع التركيز على تعزيز التحول الاقتصادي والابتكار والنمو المستدام؛ فتدور الأهداف الرئيسة حول إعادة تشكيل أسواق العمل وتعزيز الأنظمة على مستوى الصناعة ودمج التكافؤ بين الجنسين في قلب التحولات العالمية في التكنولوجيا والعمل المناخي والرعاية. ويتطلب هذا الجهد تكاتف جهود قادة الحكومات والشركات والمجتمع لإعادة ضبط خط الاتجاه نحو التكافؤ.

مقالات مشابهة

  • الوزراء يستعرض أبرز الجهود الدولية المبذولة لتحقيق المساواة بين الجنسين
  • اليمين المتطرف بأوروبا بين دعم أجندة ترامب وتحفظ حذر من سياساته
  • كاتب يهاجم إدارة ترامب: الديمقراطية الأكثر إثارة للإعجاب محتجزة لدى اليمين المتطرف
  • مساعد الخارجية الأسبق: اليمين المتطرف الاستيطاني بإسرائيل يريد احتلال مزيد من الأراضي
  • وزيرة التخطيط تشارك في فعالية البنك الأوروبي احتفالًا باليوم العالمي للمرأة
  • المشاط تشارك في فعالية البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية احتفالًا باليوم العالمي للمرأة
  • نائب: رئاسة البرلمان الحالية فاشلة بامتياز
  • وزيرة التخطيط تشارك في فعالية البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية
  • البرلمان الأوروبي: على أوروبا أن تقف على قدميها وتواصل دعم أوكرانيا
  • الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!