دمشق-سانا

أقامت مديرية ثقافة دمشق محاضرة بعنوان العاج في المشرق العربي القديم ألقاها الباحث الدكتور محمود حمود بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة.

واستعرض الباحث تاريخ ظهور العاج في المشرق العربي القديم حيث اختص النخبة والأثرياء والملوك بامتلاكه واهتموا به ورعوا صنَّاعه وقاموا بتأمين كل المستلزمات التي تجعل من هذه المهنة مزدهرة ومتقدمة في كل العصور التاريخية.

وبيَّن حمود أن العاج كان يستخلص من الفيل وفرس النهر الذي كان يعيش في سورية وانقرض منذ حوالي القرن الثامن أو السابع قبل الميلاد وتم اكتشاف آلاف القطع أهمها في مدينة النمرود في العراق “نينوى القديمة” وفي أماكن مختلفة من سورية مثل مدينة عين العرب، تل أحمر على الفرات الأوسط شرقي حلب، وفي حماة وفي فلسطين والعديد من المواقع.

وأشار حمود إلى التقنيات المستخدمة في صناعة العاج حيث استخدم في الأثاث المنزلي وأثاث القصور وعلب المجوهرات والأدوية وأدوات التجميل، واختص النخبة بامتلاكه لذلك سمي “فن النخبة”.

وفي السياق قال حمود: إن العاج انتشر في الألف الأول قبل الميلاد بشكل هائل حتى إنه لم تكن هناك مدينة أو مركز سوري إلا ووجدت فيه ورشة عمل لصناعة هذه المادة النفيسة التي كانت تُصدَّر إلى أماكن بعيدة حيث وصلت إلى إسبانيا وإيطاليا واليونان وجزر بحر إيجة وكريت ومواقع في إيران.

وكشف أيضاً أن صناعة الموزاييك والصدف هي استمرار وتطور لهذا الفن السوري القديم، حيث يُروى أنه في مدينة النمرود كان يؤتى بالفنانين والحرفيين السوريين لصناعة هذه المواد لمهارتهم العالية وتميزهم في هذه المهنة.

وأردف حمود في محاضرته: إن سبب الاهتمام بهذا النوع من الدراسات هو أن هذه المنحوتات كانت ترصد الحياة المحيطة بأسلافنا وحتى تكشف لنا معتقداتهم الدينية والثقافة التي كانت سائدة في تلك الأيام.

وعن المحاضرة قال الدكتور محمود حمود لمراسل سانا: هذه المحاضرة جاءت لتوعية الناس بهذا الفن وتاريخ الانسان السوري ولتكشف أننا أبناء إرث فني وإنساني عظيم، وتأتي أيضاً بمناسبة صدور كتاب عاج الشرق فن النخبة في بيروت.

يذكر أن الدكتور محمود حمود حاصل على دكتوراه في تاريخ الشرق القديم عام 2012 من “جامعة دمشق”، وماجستير في تاريخ الشرق القديم عام 2007 ودبلوم في علم الاجتماع عام 1988 وإجازة في التاريخ عام 1999 من “جامعة دمشق” واجازة في الدراسات الفلسفية والاجتماعية عام 1986.

مجد عبود

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

حصاد 2024..عام ثقافي حافل بالإبداع والإنجاز في الإمارات

شهدت دولة الإمارات خلال 2024 حراكا ثقافيا لافتا، رسخت خلاله مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.

وعززت الإمارات جهود تحويل القطاع الثقافي إلى أحد أبرز الروافد الاقتصادية المستدامة، كما واصلت نهجها في حفظ التراث وتوثيقه ونقله للأجيال عبر المهرجانات والفعاليات والأنشطة التراثية التي أقيمت على مستوى الدولة طوال العام.

وسام الإمارات

وجاء 2024 حافلاً بالإنجازات الثقافية، إذ اعتمد مجلس الوزراء قراراً بشأن المبادرة الوطنية التقديرية للثقافة والإبداع، ورفع مستوى التقدير من ميدالية الإمارات للثقافة والإبداع إلى وسام الإمارات للثقافة والإبداع ، بهدف تنمية ودعم العمل الثقافي والإبداعي، ورفع مكانة وقيمة المبدعين.
وأصدرت حكومة الإمارات، مرسوماً بقانون اتحادي لتمكين قطاع الفنون، عبر تنظيم عمل المؤسسات الفنية التي لا تهدف إلى تحقيق الربح من أعمالها وأنشطتها الإبداعية، وتوفير مجموعة من المزايا لقطاع الفنون والمبدعين.
وهدف المرسوم بقانون، إلى تعزيز البيئة الفنية الحاضنة للفنون، وتشجيع الإنتاج الفني للأفراد المبدعين واستقطاب الموهوبين والفنانين، وتحفيز اقتصاد الصناعات الإبداعية.

الأوركسترا الوطنية

وبرعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أُعلن عن تأسيس "الأوركسترا الوطنية للإمارات"، في خطوة تعكس اهتمام الدولة بالفنون وتطويرها بمختلف أنواعها، والدور الذي تلعبه في تشكيل هوية المجتمع وتعزيز التواصل والترابط بين أفراده.
وتجسد الأوركسترا الوطنية التنوع الفني في الإمارات ونسيجها المجتمعي، إذ تحتفي بالتراث الموسيقي والموروث الفني للدولة، بالإضافة إلى الأنماط الموسيقية المعاصرة من جميع أنحاء العالم.

اكتشافات أثرية

وأعلنت الإمارات عن مجموعة من الاكتشافات الأثرية التي شكلت إضافة نوعية للدلائل المادية على ما شهدته الدولة من تعاقب للحضارات على أرضها عبر التاريخ، حيث عثر في الملجأ الصخري بجبل كهف الدور في الفجيرة على أدوات حجرية وعظام حيوانات ومواقد تعود إلى حوالي 13 ألفاً إلى 7500 عام، في حين تم اكتشاف مجموعة من اللقيات تعود إلى العصر البرونزي في منطقة "أم النار" في أبوظبي، وفي موقع تل أبرق في أم القيوين تم العثور على مجموعة من المسكوكات الذهبية الرومانية.

متاحف

وشهدت الإمارات افتتاح متحف "نور وسلام"، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، الذي يتألف من خمسة أقسام تتضمن تجارِب تفاعلية، توظف التقنيات والوسائط المتعددة، وتستعرض المقتنيات النادرة والفريدة.
وفي دبي، أُطلق مشروع "متحف دبي للتصوير"، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة، ويهدف إلى تعزيز قوة قطاع المتاحف في دبي، وتوثيق تاريخ التصوير في المنطقة والعالم، وعرض مجموعة فريدة من المقتنيات المتعلقة بها.
واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عربياً و26 عالمياً في مؤشر المعرفة العالمي لعام 2024 الذي يقيس أداء الدول في مجالات المعرفة المختلفة.
وحققت الدورة الثامنة من تحدي القراءة أرقاماً غير مسبوقة، إذ وصل عدد المشاركين في تصفياتها إلى أكثر من 28.2 مليون طالب وطالبة، وأكثر من 229 ألف مدرسة، كما بلغ عدد المشرفين أكثر من 154 ألفاً.

جائزة الشيخ زايد للكتاب

وواصلت “جائزة الشيخ زايد للكتاب” توسعها وشمولها لمختلف المدارس الثقافية والإبداعية العالمية، إذ استقطبت في دورتها الـ19 أكثر من 4000 ترشيح، من 75 دولة منها 20 دولة عربية و55 دولة أجنبية، بينها خمس دول تشارك للمرة الأولى هي: ألبانيا، وبوليفيا، وكولومبيا، وترينيداد وتوباغو، ومالي.
وشهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ43 مشاركة أكثر من 2.500 ناشر وعارض من 112 دولة، ونجح في استقطاب 1.82 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم.
وحقق المعرض إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل دولة الإمارات، بإعلانه للعام الرابع على التوالي أكبر معرض للكتاب في العالم من حيث بيع وشراء حقوق النشر.
وفي السياق ذاته، استقبل معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الـ33 أكثر من 200 ألف زائر، وشارك في المعرض 1.350 دار نشر من 90 دولة.
ويعد إطلاق برنامج "منحة دبي الثقافية" أحد أبرز المبادرات الثقافية التي تم الإعلان عنها في عام 2024، والتي من شأنها تطوير قطاع الثقافة والفنون ودعم المجتمعات الإبداعية في عموم دولة الإمارات، وإمارة دبي على وجه التحديد.
ويهدف البرنامج إلى توفير منح قيمتها 180 مليون درهم، سيتم توزيعها على مدار عشر سنوات وتسخيرها لدعم وتمكين أصحاب المواهب المحلية في مختلف مجالات الصناعات الثقافية والإبداعية.

مقالات مشابهة

  • دوري النخبة لكرة اليد.. فوز الشرطة على المسيب والحشد الشعبي على الكوفة
  • هاني بلان: حكام النخبة يديرون «خليجي 26»
  • القومي للمرأة ينظم نشاط ثقافي توعوي بحي الأسمرات
  • ذهاباً وإياباً.. غاز الشمال يفوز على الكهرباء في دوري النخبة لكرة السلة
  • متحف مدرسة حمود بن أحمد البوسعيدي
  • تحالف النخبة يقدم حلولا لمشاكل الزراعة
  • حصاد 2024.. عام ثقافي حافل بالإبداع والإنجاز في الإمارات
  • حصاد 2024..عام ثقافي حافل بالإبداع والإنجاز في الإمارات
  • غيبوبة العقل العربي وتناقضاته
  • «سباق أبوالأبيض» يجمع «النخبة» في أبوظبي