أبوظبي: «الخليج»

أطلقت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم أول حقيبة تفاعلية ترفيهية شاملة لأصحاب الهمم من ذوي التحديات البصرية وذلك دعماً لخططها الرامية إلى تمكينهم خلال الإجازة الصيفية.

تم تصميم وإنتاج الحقيبة وفقاً لأعلى معايير الجودة لتلائم احتياجات الطلاب الذين يعانون إعاقات بصرية تحتوي على الألعاب الممتعة والمصممة خصيصاً لأبنائنا من ذوي الإعاقة البصرية لتتيح لهم فرصة الاستمتاع والاستفادة من الإجازة عبر تقديم خيارات ترفيهية وتعليمية متعددة بما يتناسب مع تطلعاتهم وميولهم الشخصية.

وأكدت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم سعيها لتطوير حقيبة تعليمية ترفيهية للأطفال لدعم متعتهم في فترة الإجازة الصيفية لا سيما في السفر على الطائرات لعدم توفر ألعاب مكيّفة لهم، حيث توفر الحقيبة مجموعة متنوعة من الألعاب الهادفة التي تتناسب مع متطلبات واهتمامات هذه الفئة وطموحاتهم وقدراتهم وتعزز تفاعلهم مع المجتمع، مشيرة إلى أنها تعمل ضمن خططها وبرامجها إلى إطلاق المبادرات التي تسهم في تغيير مفهوم الإعاقة لدى أفراد المجتمع وتحقيق الاندماج الكامل لمختلف فئات أصحاب الهمم في المجتمع والتمكين الشامل لهم.

وأعلنت المؤسسة توفيرها 20 حقيبة مجانية لأول عشرين طفلاً من ذوي الإعاقة البصرية في إمارة أبوظبي، ودعت أصحاب الهمم الراغبين في الحصول على الحقيبة لإرسال كافة المعلومات على الرسائل الخاصة عبر حساب المؤسسة على منصة إنستغرام مع التأكيد أن الطفل من ذوي الإعاقة البصرية ويقيم في إمارة أبوظبي مع إرفاق صورة لبطاقة صاحب الهمة، وتسجيل بياناته الشخصية؛ الاسم ومكان الإقامة ورقم الهاتف.

ويأتي إطلاق هذه الحقيبة التفاعلية الشاملة كجزء من التزام المؤسسة تجاه دعم وتمكين فئة أصحاب الهمم الذين يواجهون تحديات بصرية ودمجهم بشكل كامل في المجتمع، وتشمل محتوياتها ألعاباً معرفية ترفيهية مخصصة لأصحاب الهمم من ذوي التحديات البصرية والإعاقات الذهنية تتضمن أربع ألعاب؛ الأولى عن استكشاف الأشكال الهندسية، والثانية لاستثارة حسية اليدين، والثالثة لتنوع الألوان من خلال مطابقة وتمييز الألوان، والرابعة عن مطابقة وتمييز الأشكال الهندسية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم لأصحاب الهمم من ذوی

إقرأ أيضاً:

ذوو الإعاقة جزء من مجتمعنا

 

د. أحمد أبوخلبه الحضري

 

يعد ذوو الإعاقة جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، وهم ليسوا مجرد فئة بحاجة إلى الدعم والمساعدة، بل هم أفراد يمتلكون قدرات ومهارات قد تفوق في بعض الأحيان ما يملكه الأصحاء. ولهذا يجب أن نمنحهم الاهتمام والرعاية التي تليق بهم اجتماعيًا ونفسيًا، مما يعزز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع.

في هذه الأسطر، سأتناول أهمية الاهتمام بذوي الإعاقة اجتماعيًا ونفسيًا، ونسلط الضوء على الدور الرائع الذي توليه سلطنة عمان في دعم هذه الفئة، بالإضافة إلى أهمية دمجهم في المجتمع وكيف يمكننا أن نكون سندًا لهم في مواجهة التحديات التي يواجهونها.

إن الاهتمام بذوي الإعاقة لا يقتصر على الجانب الصحي أو الجسدي فقط، بل يمتد ليشمل الجوانب الاجتماعية والنفسية التي تؤثر بشكل كبير على حياتهم. من المهم أن نعمل على دمجهم في المجتمع وتوفير بيئات شاملة تتيح لهم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين. فالإعاقة ليست عائقًا أمام الإبداع والنجاح، وإنما غالبًا ما تكون فرصة لتطوير مهارات وطاقات كامنة.

 

من الناحية النفسية، يحتاج ذوو الإعاقة إلى دعم نفسي يساعدهم على تجاوز التحديات التي يواجهونها. قد يكون الضغط النفسي الناتج عن التمييز الاجتماعي أو عدم الفهم من قبل الآخرين أحد أكبر التحديات التي يعانون منها. لذلك، من الضروري أن نكون داعمًا لهم في بناء ثقتهم بأنفسهم وتعزيز روحهم المعنوية.

في سلطنة عمان، هناك اهتمام كبير بذوي الإعاقة على مختلف الأصعدة. فقد قامت الحكومة العمانية بإطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دمج ذوي الإعاقة في المجتمع وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والوظيفية التي تساعدهم على تحقيق إمكاناتهم.

فعلى سبيل المثال ماتوليه وزارة التنمية الاجتماعية وفروعها في المحافظات  لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة لما من شأنه توفير بيئة شاملة تدعم ذوي الإعاقة في كافة المجالات، من الرعاية الصحية، إلى التعليم، وصولاً إلى التوظيف. كما تشجع السلطنة على موائمة التشريعات لتكون أكثر مرونة في تلبية احتياجات هذه الفئة، وتوفير الفرص المتساوية لهم في مختلف المجالات.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية التي تُنظم خصيصًا لذوي الإعاقة، مما يعزز اندماجهم الاجتماعي ويتيح لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم وتطوير مهاراتهم.

من المهم أن نتذكر أن ذوي الإعاقة ليسوا عبئًا على المجتمع، بل هم أشخاص ذوي قدرات خاصة يمكن أن يكون لديهم مهارات ومواهب تفوق بعض الأصحاء وهذا ما لمسته من خلال عملي كطبيب عيون ولقائي المتكرر مع الإخوة المكفوفين .

قد يواجه ذوو الإعاقة تحديات جسدية أو عقلية، ولكنهم غالبًا  يمتلكون إبداعًا وقدرات فكرية متميزة في مجالات مثل الرياضة، الفنون، التكنولوجيا، والعديد من المجالات الأخرى.

على سبيل المثال، العديد من الرياضيين ذوي الإعاقة قد حققوا إنجازات عالمية في الألعاب الأولمبية لذوي الإعاقة، ما يثبت أن الإعاقة لا تمنع التفوق والنجاح. علاوة على ذلك، نجد العديد من الفنانين والمبدعين الذين أضافوا بصمتهم الخاصة في مجال الفن والموسيقى، مما يعكس مدى تنوع مهاراتهم وقدراتهم.

من المؤسف أن بعض أفراد المجتمع قد يكونون سببًا في تفاقم معاناة ذوي الإعاقة، ليس من خلال إعاقة جسدية أو عقلية، ولكن من خلال المواقف السلبية أو التعليقات الجارحة التي تؤثر على حالتهم النفسية. إن التمييز والتهميش يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالعزلة والاكتئاب، مما يؤثر على حياتهم بشكل كبير.

نحن كمجتمع مسؤولون عن توفير بيئة داعمة تتيح لهم التعبير عن أنفسهم بحرية وكرامة. يجب أن نكون أكثر وعيًا بمشاعرهم واحتياجاتهم، وألا نكون سببًا في زيادة عبء حياتهم اليومية.

إن دعم ذوي الإعاقة لا يعني فقط تقديم المساعدة المادية أو الطبية، بل يشمل أيضًا الدعم النفسي والمعنوي. يمكن أن نكون سندًا لهم من خلال الاستماع إلى احتياجاتهم، تشجيعهم على تطوير مهاراتهم، و مساعدتهم على التغلب على تحديات الحياة اليومية.

من خلال تغيير مواقفنا وتقديم الدعم المستمر، يمكننا أن نساعد في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، مما يمكنهم من المساهمة الفعّالة في المجتمع.

فالدمج الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة ليس فقط حقًا إنسانيًا، بل هو أيضًا توجه عالمي يتبناه العديد من الدول والمنظمات الدولية. يشمل هذا التوجه ضمان وصولهم إلى التعليم والعمل، و الأنشطة الاجتماعية دون تمييز أو عوائق. من خلال دمجهم في المجتمع، نساهم في بناء مجتمع متنوع يستطيع الاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم الخاصة.

 

إنَّ دمج ذوي الإعاقة في جميع جوانب الحياة يعزز من إحساسهم بالانتماء ويشجعهم على المشاركة الفعّالة في بناء المجتمع. كما أن هذا الدمج يعود بالنفع على المجتمع ككل، من خلال تعزيز التنوع وتحقيق التوازن الاجتماعي

لا يمكننا أن نغفل عن الدعم النفسي الذي يحتاجه أسر ذوي الإعاقة. إن الأعباء النفسية والاجتماعية التي تتحملها الأسر قد تكون كبيرة للغاية، حيث يحتاج الأهل إلى دعم نفسي مستمر لمساعدتهم على التعامل مع التحديات اليومية. يجب أن يتم تقديم برامج دعم للأسر تساعدهم على التكيف مع الوضع وتوفير بيئة صحية وآمنة لأطفالهم.

إن ذوي الإعاقة هم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا، ويستحقون كل الدعم والاهتمام من الناحيتين الاجتماعية والنفسية.

من واجبنا أن نكون سندًا لهم، وأن نعزز قدراتهم ومهاراتهم بدلاً من أن نكون سببًا في معاناتهم النفسية. فلنعمل معًا من أجل مجتمع شامل ينعم فيه الجميع، بما في ذلك ذوي الإعاقة، بحياة كريمة ومزدهرة.

مؤخرا كان لي الشرف المشاركة ضمن فريق فني لوضع تصور للخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة مع فريق رائع من جهات مختلفة بمحافظة ظفار  وإن شاء الله نصل إلى تصور  يكون نموذجاً لبقية المحافظات.

مقالات مشابهة

  • الأولمبياد الخاص المصري يشارك في احتفالية اليوم العالمي لذوي الهمم
  • جامعة الفيوم تدعم الطلاب ذوي الإعاقة البصرية بتسليم أجهزة تعليمية متطورة
  • مشيرة خطاب تطالب بضرورة تعديل المادة 80 لتحديد الطفل حتى 18 سنة
  • لجنة الإعاقة بحزب الوفد: هدفنا توصيل نبض واقتراحات ذوي الهمم للحكومة
  • جامعة الفيوم: تسليم جهاز لاب توب لطالبة من ذوي الإعاقة البصرية بكلية الألسن
  • مشيرة خطاب تكشف عن تحد كبير يواجه ذوي الهمم هذه الأيام
  • ذوو الإعاقة جزء من مجتمعنا
  • بنك عُمان العربي ينظم فعالية "سوق الهمم" لدعم أبطال الأولمبياد الخاص
  • افتتاح معرض " أنامل بصيرة " لذوي الإعاقة البصرية
  • «زايد العليا لأصحاب الهمم» و«أن أم سي» توقعان مذكرة تفاهم