إجراءات احترازية.. هكذا فسرت الجهات اللبنانية تأجيل وإلغاء رحلات مطار بيروت
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
بيروت- مساء الأحد، كان اللبناني صهيب سعد يستعد للسفر إلى الإمارات متطلعا إلى فرصة عمل ومستقبل جديد. لكن وفي تطور مفاجئ، تلقت شركة الطيران تحذيرات أمنية عاجلة أدت إلى تأجيل جميع الرحلات. وقال للجزيرة نت إنه وجد نفسه مضطرا للبقاء ومتابعة الأخبار بقلق، وإنه يأمل السفر بعد يومين.
في المقابل، لم يتوقع علي ياسين، الذي غادر لندن لقضاء عطلة مع عائلته في لبنان، أن يواجه تأجيل رحلته إلى العاصمة بيروت أثناء توقفه في الأردن.
ووصل اليوم الاثنين صباحا من الأردن إلى بيروت. وكان يفكر في العودة إلى لندن أو الاستمرار في نزوله إلى لبنان، لكنه وجد نفسه "هنا في النهاية"، كما يوضح للجزيرة نت.
وعن مخاوفه من احتمال اندلاع حرب شاملة، يقول ياسين إنهم عاشوا حروبا كثيرة في وطنهم، وما يحدث لعائلته وأقاربه وأصدقائه يحدث له أيضا.
رفع حالة التأهبوأعلنت عدة شركات طيران دولية تعليق رحلاتها إلى مطار رفيق الحريري الدولي إثر توقع ضربة إسرائيلية على لبنان وذلك بعد مقتل 12 شخصا وإصابة آخرين جراء سقوط صاروخ على ملعب كرة قدم في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل السبت الماضي.
كما منح مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت صلاحية اتخاذ قرار بشأن "الرد بقوة" على هجوم مجدل شمس.
في السياق، دعت عدة دول غربية رعاياها إلى مغادرة لبنان تحسبا لتداعيات التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية في المنطقة.
وأعلنت الخطوط الجوية الفرنسية تعليق رحلاتها بين مطاري باريس شارل ديغول وبيروت يومي 29 و30 يوليو/تموز الجاري. كما أعلنت الخطوط الملكية الأردنية تعليق رحلتين جويتين كانتا مقررتين إلى بيروت الاثنين والثلاثاء.
من جانبها، حثّت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها على توخي الحذر الشديد وتجنب السفر إلى لبنان. في حين نصحت وزارة الخارجية الدانماركية رعاياها بعدم السفر وشجعتهم على مغادرة هذا البلد "ما دام ذلك ممكنا". كما نصحت السفارة الأميركية في بيروت رعاياها بمغادرته أو الاستعداد للبقاء في أماكنهم لفترة طويلة.
إجراءات احترازيةوفيما يتعلق بمطار رفيق الحريري الدولي، أكد رئيس مصلحة النقل الجوي ونائب رئيس الطيران المدني المهندس كارل رزق، للجزيرة نت، أن إدارة المطار لم تتلقَ أي تحذيرات حتى الآن، إلا أن بعض شركات الطيران اتخذت إجراءات احترازية.
وأوضح أن المطار لا يزال يعمل بشكل طبيعي، ولكن بعض شركات الطيران تقوم بتقييم المخاطر الحالية، وهذا يضطرها إما إلى إلغاء رحلاتها أو نقل الرحلات الليلية إلى فترات النهار. ووفق رزق، فإن التوجيهات عادة ما تصدر عن وزير الأشغال العامة والنقل، وحتى الآن لم تصدر أي تعليمات جديدة.
وقال المسؤول اللبناني إن إدارة المطار والأجهزة العاملة فيه تستمر في عملها بشكل طبيعي، حيث هبطت فيه نحو 40 طائرة من خطوط طيران مختلفة منذ صباح الاثنين، منها "فلاي دبي"، والخطوط الجوية التركية، والقطرية، والعراقية، والمصرية، والاتحاد للطيران.
من جهة أخرى، قال نادر العر، وهو صاحب مكتب للسياحة والسفر، إن الرحلات الجوية تأجلت أو ألغيت منذ، أمس الأحد، بسبب طلب شركات التأمين من شركات الطيران اتخاذ إجراءات احترازية نتيجة التهديدات الأمنية.
وبيّن أن شركات الطيران التي تسيّر رحلات إلى لبنان تتخذ هذه الإجراءات كإجراء احترازي لمدة 48 ساعة خوفا من التهديد الجدي من "العدو الصهيوني" على المطار. وبرأيه، فإن هذه الاحترازات طبيعية نظرا لارتفاع تكاليف التأمين على الطائرات القادمة إلى لبنان، خاصة أن شركات التأمين لا تغطي أي اعتداء على الطائرات في المطار في حالات الحرب.
وأوضح العر أن بعض شركات الطيران تقوم بدمج الرحلات لتخفيف الأثر على المسافرين، مثلما فعلت شركة الطيران الأردنية التي دمجت رحلاتها مع رحلات شركة "ميدل إيست".
من جانبه، قال علي الأرناؤوط، وهو أيضا صاحب شركة للسياحة والسفر، إن السبب الرئيس وراء تأجيل الرحلات هو خوف شركات الطيران من المخاطر التأمينية في حال تم استهداف المطار.
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح أنهم يعملون بشكل مكثف مع شركات الطيران للوصول إلى حلول مناسبة للمسافرين، حتى لا يعطلون سفرهم وأعمالهم. وأكد أنهم يسعون جاهدين إلى تجنب تعرض أشخاص للضرر إذا لم يتمكنوا من السفر في الوقت المحدد.
ويُعد مطار رفيق الحريري الدولي، الذي يبعد نحو 9 كيلومترات عن وسط العاصمة بيروت، المرفق الجوي الوحيد في لبنان. ويلعب هذا المطار دورا حيويا في دعم قطاعي الأعمال والسياحة عبر ربط لبنان بالعالم الخارجي.
وتاريخيا، تعرض المطار لعدة استهدافات إسرائيلية؛ ففي عام 1968، دخلت وحدة كوماندوز إسرائيلية المطار، حيث ألصقت عبوات ناسفة بطائرات شركة الشرق الأوسط اللبنانية، وهذا أسفر عن تدمير 13 طائرة مدنية.
كما تعرض المطار للاستهداف خلال الحرب الأهلية اللبنانية (بين عامي 1975 و1989)، وتكررت الهجمات في عام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. وكان آخرها في حرب تموز 2006، عندما قصفت إسرائيل مدارج المطار وخزانات الوقود فيه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إجراءات احترازیة شرکات الطیران للجزیرة نت إلى لبنان
إقرأ أيضاً:
عاجل - معالجة الركاب القادمين خلال 45 دقيقة.. تعديلات بلائحة تسهيلات النقل الجوي
طرحت الهيئة العامة للطيران المدني لائحة تسهيلات النقل الجوي، عبر منصة ”استطلاع“ في خطوة وصفت بـ ”التحولية“ تهدف إلى تعزيز كفاءة الحركة الجوية وتنظيم حركة الركاب والبضائع والطائرات والطواقم والبريد في المنافذ الجوية، بما يضمن انسيابية الإجراءات، ورفع جودة الخدمات في المطارات.
وتعكس اللائحة توجه المملكة لتعزيز التكامل بين الجهات العاملة في قطاع الطيران، وتحقيق التوازن بين متطلبات الأمن والصحة العامة، والتزاماتها الدولية، وسلاسة حركة النقل الجوي.التعيين كمطار دولي.. كيف تبدأ الرحلة؟
أخبار متعلقة إعادة القدرة على المشي لمريض أربعيني بعد جلطة دماغية بالأسياحولي العهد يستقبل ملك الأردن في جدةحددت اللائحة إجراءات تعيين المطار كمطار دولي، بدءًا من تقديم الطلب الرسمي للرئيس التنفيذي للهيئة، مرورًا بتقديم تقييم شامل للمرافق وتوفير مستندات رئيسية تشمل نموذج الامتثال، وقائمة التحقق، وبرنامج تسهيلات المطار، وانتهاءً باستيفاء متطلبات أمن الطيران والجهات الحكومية المعنية كالجوازات والجمارك والصحة وسدايا وغيرها.
ويخضع الطلب لتقييم الهيئة، التي تملك صلاحية إصدار أو إلغاء التعيين حسب مدى استيفاء المطار للاشتراطات، على أن يتم الإعلان عن المطار في دليل الطيران السعودي وإخطار منظمة الطيران المدني الدولي «ICAO». ويجوز إلغاء التعيين إذا أخل المطار بالمتطلبات أو لاعتبارات المصلحة العامة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تطور مستمر لمواجهة التحديات بالمطارات - إكس المطار
ألزمت اللائحة مشغل المطار بإعداد دراسة شاملة حول حركة الركاب والأمتعة والبضائع، بما يضمن مطابقة الطاقة الاستيعابية للبنية التحتية، وتحقيق الانسيابية المطلوبة، مع اعتماد برنامج تسهيلات رسمي يحدد آليات العمل والخدمات المقدمة لجميع الجهات العاملة في المطار.
وشددت على ضرورة إشراك الجهات المعنية في البرنامج، وإبلاغها بأي تعديلات عليه قبل ثلاثين يومًا من تطبيقها.45 دقيقة لمعالجة الركاب القادمين
مسؤول تسهيلات النقل الجوي بالمطار يجب أن يكون مؤهلاً ومدربًا وعلى دراية بالتشريعات ذات العلاقة. وتشمل مهامه ضمان تطبيق التسهيلات، وتنسيق عمل الجهات المختلفة، ومراقبة تدفق الركاب، وتحسين اللوحات الإرشادية، وضمان معالجة الركاب القادمين خلال 45 دقيقة والمغادرين خلال 60 دقيقة.
أما مسؤول مشغل الطائرة أو وكيله المعتمد، فيتحمل مسؤولية التحقق من وثائق السفر، ومعالجة احتياجات الركاب القصر والأشخاص ذوي الإعاقة، والإشراف على عمليات الشحن والأمتعة والخدمات الخاصة، وضمان إرسال بيانات الركاب للجهات الأمنية، وتدريب الطاقم.
فرضت اللائحة على مشغلي المطارات توفير برامج تدريبية دورية لجميع العاملين، على أن تتوافق مع متطلبات كل وظيفة لضمان الكفاءة المستمرة والامتثال التشغيلي الكامل. ويعد التدريب عنصرًا أساسيًا لتحقيق أهداف اللائحة.
الإجراءات عند دخول ومغادرة الطائرات
أوضحت اللائحة أن على السلطات العامة اتخاذ تدابير فعّالة لإنهاء إجراءات الطائرات دون تأخير غير ضروري، مع مراعاة الجوانب الأمنية كأمن الطيران ومكافحة المخدرات.
وشددت على ضرورة توقيع مذكرات تفاهم بين الجهات المعنية وشركات الطيران ومشغلي المطارات للحد من تهريب المخدرات، وفق نماذج منظمة الجمارك العالمية، مع مراعاة الالتزام باللوائح الصحية الدولية «2005» فيما يخص إجراءات الصحة العامة للطائرات.الوثائق المطلوبة.. لا تعقيد ولا تأشيرات
نصت اللائحة على حصر المستندات المطلوبة عند دخول ومغادرة الطائرات، على أن تُقبل بصيغ ورقية أو إلكترونية وباللغتين العربية أو الإنجليزية، دون فرض رسوم أو تأشيرات، وشملت المستندات الأساسية ”قائمة الركاب «المنافيست»“ و”بيان البضائع“، مع إعفاء من تقديم مستندات في حال عدم وجود ركاب أو شحنات أو بريد على متن الطائرة.
وأكدت أنه لا يجوز طلب أكثر من ثلاث نسخ من الوثائق، وأنه يجب إخطار السلطات في حال عدم صعود أو نزول الركاب لأسباب طارئة.مرونة في تصحيح الأخطاء
أتاحت اللائحة لمشغلي الطائرات أو وكلائهم المعتمدين تصحيح الأخطاء في الوثائق، أو أن تقوم السلطات بذلك، مع إعفاء من العقوبات المشددة في حال ثبوت عدم وجود نية للإهمال أو التكرار.تطهير الطائرات.. للصحة والبيئة أولوية
فرّقت اللائحة بين نوعين من التطهير: تطهير من الحشرات وتطهير من الجراثيم.
ويُطبق الأول فقط على الرحلات القادمة من مناطق تشكّل خطرًا صحيًا أو بيئيًا أو زراعيًا، باستخدام أساليب معتمدة من منظمة الصحة العالمية لا تضر بصحة الركاب. كما شددت على ضرورة تقديم معلومات توضيحية للركاب والطاقم، والسماح بإنزال الركاب مباشرة بعد التطهير.
أما تطهير الطائرات من الجراثيم، فيُشترط أن يكون مبنيًا على تقييم مخاطر واضح، وأن يجرى بواسطة موظفين مدربين باستخدام مواد معتمدة لا تؤثر على الطائرة أو الأفراد. وتُقبل الشهادات المتعلقة بالتطهير لإثبات الالتزام.فلسفة ”التسهيل لا التعقيد“
تميزت اللائحة الجديدة برؤية مرنة في التعامل مع المستندات والمتطلبات، وركزت على الامتثال الفعلي بدلاً من العقوبة، مع الأخذ بعين الاعتبار التوازن بين اشتراطات السلامة والصحة العامة وسلاسة الإجراءات الجوية. وراعت الالتزام بالإرشادات الدولية من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الجمارك العالمية، والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية، بما يعزز موثوقية المنظومة الجوية السعودية على الصعيد الدولي.