بيروت- مساء الأحد، كان اللبناني صهيب سعد يستعد للسفر إلى الإمارات متطلعا إلى فرصة عمل ومستقبل جديد. لكن وفي تطور مفاجئ، تلقت شركة الطيران تحذيرات أمنية عاجلة أدت إلى تأجيل جميع الرحلات. وقال للجزيرة نت إنه وجد نفسه مضطرا للبقاء ومتابعة الأخبار بقلق، وإنه يأمل السفر بعد يومين.

في المقابل، لم يتوقع علي ياسين، الذي غادر لندن لقضاء عطلة مع عائلته في لبنان، أن يواجه تأجيل رحلته إلى العاصمة بيروت أثناء توقفه في الأردن.

ووصل اليوم الاثنين صباحا من الأردن إلى بيروت. وكان يفكر في العودة إلى لندن أو الاستمرار في نزوله إلى لبنان، لكنه وجد نفسه "هنا في النهاية"، كما يوضح للجزيرة نت.

وعن مخاوفه من احتمال اندلاع حرب شاملة، يقول ياسين إنهم عاشوا حروبا كثيرة في وطنهم، وما يحدث لعائلته وأقاربه وأصدقائه يحدث له أيضا.

رفع حالة التأهب

وأعلنت عدة شركات طيران دولية تعليق رحلاتها إلى مطار رفيق الحريري الدولي إثر توقع ضربة إسرائيلية على لبنان وذلك بعد مقتل 12 شخصا وإصابة آخرين جراء سقوط صاروخ على ملعب كرة قدم في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل السبت الماضي.

كما منح مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت صلاحية اتخاذ قرار بشأن "الرد بقوة" على هجوم مجدل شمس.

في السياق، دعت عدة دول غربية رعاياها إلى مغادرة لبنان تحسبا لتداعيات التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية في المنطقة.

وأعلنت الخطوط الجوية الفرنسية تعليق رحلاتها بين مطاري باريس شارل ديغول وبيروت يومي 29 و30 يوليو/تموز الجاري. كما أعلنت الخطوط الملكية الأردنية تعليق رحلتين جويتين كانتا مقررتين إلى بيروت الاثنين والثلاثاء.

من جانبها، حثّت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها على توخي الحذر الشديد وتجنب السفر إلى لبنان. في حين نصحت وزارة الخارجية الدانماركية رعاياها بعدم السفر وشجعتهم على مغادرة هذا البلد "ما دام ذلك ممكنا". كما نصحت السفارة الأميركية في بيروت رعاياها بمغادرته أو الاستعداد للبقاء في أماكنهم لفترة طويلة.

إجراءات احترازية

وفيما يتعلق بمطار رفيق الحريري الدولي، أكد رئيس مصلحة النقل الجوي ونائب رئيس الطيران المدني المهندس كارل رزق، للجزيرة نت، أن إدارة المطار لم تتلقَ أي تحذيرات حتى الآن، إلا أن بعض شركات الطيران اتخذت إجراءات احترازية.

وأوضح أن المطار لا يزال يعمل بشكل طبيعي، ولكن بعض شركات الطيران تقوم بتقييم المخاطر الحالية، وهذا يضطرها إما إلى إلغاء رحلاتها أو نقل الرحلات الليلية إلى فترات النهار. ووفق رزق، فإن التوجيهات عادة ما تصدر عن وزير الأشغال العامة والنقل، وحتى الآن لم تصدر أي تعليمات جديدة.

وقال المسؤول اللبناني إن إدارة المطار والأجهزة العاملة فيه تستمر في عملها بشكل طبيعي، حيث هبطت فيه نحو 40 طائرة من خطوط طيران مختلفة منذ صباح الاثنين، منها "فلاي دبي"، والخطوط الجوية التركية، والقطرية، والعراقية، والمصرية، والاتحاد للطيران.

من جهة أخرى، قال نادر العر، وهو صاحب مكتب للسياحة والسفر، إن الرحلات الجوية تأجلت أو ألغيت منذ، أمس الأحد، بسبب طلب شركات التأمين من شركات الطيران اتخاذ إجراءات احترازية نتيجة التهديدات الأمنية.

وبيّن أن شركات الطيران التي تسيّر رحلات إلى لبنان تتخذ هذه الإجراءات كإجراء احترازي لمدة 48 ساعة خوفا من التهديد الجدي من "العدو الصهيوني" على المطار. وبرأيه، فإن هذه الاحترازات طبيعية نظرا لارتفاع تكاليف التأمين على الطائرات القادمة إلى لبنان، خاصة أن شركات التأمين لا تغطي أي اعتداء على الطائرات في المطار في حالات الحرب.

وأوضح العر أن بعض شركات الطيران تقوم بدمج الرحلات لتخفيف الأثر على المسافرين، مثلما فعلت شركة الطيران الأردنية التي دمجت رحلاتها مع رحلات شركة "ميدل إيست".

مطار بيروت تعرض للاستهداف في حرب يوليو/تموز 2006 بين حزب الله وإسرائيل (رويترز) مخاطر تأمينية

من جانبه، قال علي الأرناؤوط، وهو أيضا صاحب شركة للسياحة والسفر، إن السبب الرئيس وراء تأجيل الرحلات هو خوف شركات الطيران من المخاطر التأمينية في حال تم استهداف المطار.

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح أنهم يعملون بشكل مكثف مع شركات الطيران للوصول إلى حلول مناسبة للمسافرين، حتى لا يعطلون سفرهم وأعمالهم. وأكد أنهم يسعون جاهدين إلى تجنب تعرض أشخاص للضرر إذا لم يتمكنوا من السفر في الوقت المحدد.

ويُعد مطار رفيق الحريري الدولي، الذي يبعد نحو 9 كيلومترات عن وسط العاصمة بيروت، المرفق الجوي الوحيد في لبنان. ويلعب هذا المطار دورا حيويا في دعم قطاعي الأعمال والسياحة عبر ربط لبنان بالعالم الخارجي.

وتاريخيا، تعرض المطار لعدة استهدافات إسرائيلية؛ ففي عام 1968، دخلت وحدة كوماندوز إسرائيلية المطار، حيث ألصقت عبوات ناسفة بطائرات شركة الشرق الأوسط اللبنانية، وهذا أسفر عن تدمير 13 طائرة مدنية.

كما تعرض المطار للاستهداف خلال الحرب الأهلية اللبنانية (بين عامي 1975 و1989)، وتكررت الهجمات في عام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. وكان آخرها في حرب تموز 2006، عندما قصفت إسرائيل مدارج المطار وخزانات الوقود فيه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إجراءات احترازیة شرکات الطیران للجزیرة نت إلى لبنان

إقرأ أيضاً:

حصار جوي متزايد: شركات الطيران تلغي رحلاتها إلى الكيان الصهيوني

يمانيون../
تتسع دائرة الحصار الجوي المفروض على الكيان الصهيوني، في وقت تتصاعد فيه التهديدات العسكرية والضربات الصاروخية للمقاومة في غزة وعموم جبهات الدعم والإسناد.

وقد أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الخطوط الجوية الأمريكية قد ألغت جميع رحلاتها إلى “إسرائيل” حتى نهاية صيف عام 2025.

تأتي هذه الخطوة في إطار سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها كبرى شركات الطيران الدولية، التي أوقفت رحلاتها إلى مطارات الاحتلال الإسرائيلي، مما يعكس حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في الأجواء الإسرائيلية.

كما شهدت موانئ الكيان توقفًا في الملاحة البحرية نتيجة الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية. وقد أدى ذلك إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية في الكيان الصهيوني، في ظل الضغوط المستمرة التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية جراء التصعيد العسكري في غزة.

في هذا السياق، تواصل المقاومة الفلسطينية تنفيذ ضرباتها العسكرية ضد الأهداف الإسرائيلية، ما زاد من حالة القلق والارتباك في صفوف الاحتلال.

ويشير المحللون إلى أن هذه التطورات قد تؤدي إلى إعادة تقييم استراتيجيات الاحتلال وضرورة البحث عن حلول عاجلة لتجنب المزيد من الانهيار الاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • وصول طائرة مساعدات روسية الى مطار بيروت
  • مطار مرسى علم يستقبل 21 رحلة دولية.. اليوم
  • اجتماع لتقييم سير العمل في مطار بيروت وسط العدوان الإسرائيلي
  • حصار جوي متزايد: شركات الطيران تلغي رحلاتها إلى الكيان الصهيوني
  • حبس رئيس شركة سنة مع الشغل لحيازة كوكايين في المطار
  • مطار القاهرة يستقبل أولى رحلات الطيران العارض من كوريا الجنوبية
  • "تنشيط السياحة بمطار القاهرة" يستقبل أولى رحلات طيران آسيانا من كوريا الجنوبية
  • «القاهرة الإخبارية»: الطيران الإسرائيلي يخرق جدار الصوت في العاصمة بيروت
  • «القاهرة الإخبارية»: الطيران الحربي الإسرائيلي يخرق جدار الصوت فوق بيروت
  • الطيران الإسرائيلي يخرق جدار الصوت فوق بيروت