لبنان ٢٤:
2025-04-08@01:32:47 GMT

أين سوريا من العاصفة اللبنانية؟ محللون يشرحون!

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

أين سوريا من العاصفة اللبنانية؟ محللون يشرحون!

رغم اختلاف موقف سوريا من حركة "حماس" عن ذاك الذي يقف عنده بخصوص العلاقة مع "حزب الله" والحليف المشترك المتمثل بإيران، يستبعد مراقبون وخبراء أن تغيّر دمشق الاستراتيجية التي تتبعها منذ السابع من تشرين الأول الماضي، في حال تدحرجت كرة النار على نحو أكبر في جنوب لبنان.

وتتجه الأنظار في الوقت الحالي إلى طبيعة "الرد" الذي ستنفذه إسرائيل ضد "حزب الله" بعدما اتهمته بالوقوف وراء هجوم مجدل شمس في الجولان، مما أسفر عن مقتل 12 طفلا وفتى.



وبينما تخيّم لغة التهديد و"الإيذاء" من جانب المسؤولين الإسرائيليين تثار تساؤلات عن ماهية السلوك الذي سيتخذه الرئيس السوري بشار الأسد، وسيناريوهات تطويره أو الالتزام به كما كان سائدا على مدى الأشهر الماضية من الحرب في غزة.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، في تشرين الأول الماضي، اقتصرت الرواية السورية على التنديد والتأكيد على المواقف، بعيدا عن التهديد أو حتى التلويح بفتح جبهات "الساحة السورية"، ضمن إطار ما يعرف منذ سنوات بـ"وحدة ساحات المقاومة".

وبعد ضربة القنصلية الإيرانية في دمشق، والرد الإيراني، لم يطرأ أي تغير على سلوكه الروتيني، القائم على التنديد ومخاطبة مؤسسات الأمم المتحدة.

ويعتبر هجوم مجدل شمس، الذي تنصل "حزب الله" من المسؤولية عنه، أحدث محطات التصعيد المرتبطة بحرب غزة، ويشكّل نقطة "مفصلية" في المواجهة "عن بعد" التي خاضتها إسرائيل و"حزب الله"، على مدى أشهر مضت.

وفي حين أصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً دانت فيه ما وصفته بـ"الجريمة البشعة" في مجدل شمس، ومحاولات التصعيد وتوسيع "دائرة العدوان"، لم تشر إلى نيتها اتخاذ خطوات أخرى، سواء على الأرض، أو بأروقة المؤسسات الأممية.

واعتبر المحلل العسكري اللبناني، العميد المتقاعد خالد حمادة أن بيان الخارجية من دمشق كان "سياسيا"، لكي يعبّر النظام السوري عن موقفه من الصراع الدائر.

وقال حمادة لموقع "الحرة" إن البيان أيضا "نوع من الاصطفاف السياسي"، وأضاف: "إن محاولة وضع المعتدي أمام المجتمع الدولي كان واجبا روتينيا ولم تقم به الحكومة السورية، ولم تتصرف أيضا بما تمليه أبسط قواعد المسؤولية الوطنية".

"بين حليفين ونظرتين"   وتتلقى سوريا دعماً من إيران، كما أن لها حليف قديم وبارز لـ"حزب الله" في لبنان، الذي انخرط معه بالمواجهة العسكرية على الأرض ضد فصائل المعارضة بعد عام 2011.

وفي المقابل، تحظى سوريا بدعمٍ من روسيا، الدولة البعيدة التي لم تتخذ الكثير من المواقف العلنية بشأن الأحداث والتطورات المتعلقة بالحرب في غزة، قياسا بنظيراتها في الغرب.

وقبل هجوم مجدل شمس بيومين وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، وبعد لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قال الأخير إنه "ولسوء الحظ تميل الأمور إلى التفاقم في المنطقة، وهذا ينطبق أيضا على سوريا بشكل مباشر".

وأثناء تطرق بوتين إلى "العلاقات التجارية والاقتصادية والاتجاهات الواعدة في هذا الشأن" حملت كلماته التي نقلها الكرملين مؤشرا على محاولة تقودها موسكو لإبعاد سوريا عن النار المندلعة، وبهدف دفعها إلى الاستقرار.

لكن قبل اللقاء الذي جمع الأسد وبوتين بشهرين فقط، ذهب الأسد إلى طهران، وبعدما قدم التعازي بمصرع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي تلقى رسائل تذكير من المرشد الإيراني، علي خامنئي.

ومضت تلك الرسائل باتجاه التأكيد على "سوريا كدولة مقاومة" والحفاظ على "هويتها"، مع تبيان محاولات إخراجها من "المعادلات الإقليمية" بوعود "لن يوفوا بها أبدا".

ومع أن نظرة إيران في سوريا تختلف عن روسيا بالنظر إلى ما قاله بوتين للأسد، وما ذكّر به خامنئي، لا يرى الخبير في الشؤون السورية بمؤسسة القرن، آرون لوند، المشهد عبارة عن "صراع"، بل أقرب إلى "تباعد المصالح نوعا ما".

وفي حديثٍ عبر موقع "الحرة"، يقول لوند: "لا طهران ولا موسكو تريدان صراعاً كبيراً مع إسرائيل، وإن كانا قد يختلفان في مدى استعدادهما للذهاب في دفع سوريا إلى البقاء متورطة، إذا اندلع مثل هذا الصراع على أي حال".

وبمعنى آخر، يضيف الباحث، أن "موسكو وطهران مهتمتان ببقاء الأسد، لكنهما قد تختلفان في مقدار المخاطر التي قد تكونان على استعداد لتحملها عندما تدخل مصالح أخرى في الاعتبار".

ماذا عن "حزب الله"؟   وكان "حزب الله" انخرط في الأعمال العسكرية الداعمة لسوريا بعد عام 2011، ونشر منذ تلك الفترة مسلحين وقياديين كبار، استشهد بارزون منهم بضربات إسرائيلية متفرقة، بعد حرب غزة وقبلها.

وقبل محطة 2011 كان أكثر ما ميّز النظام في دمشق و"حزب الله" في لبنان الدعم وجبهة الإسناد بالسلاح والصواريخ، التي قدمها الأول له عندما اندلعت حربه مع إسرائيل في 2006.

ورغم أن الظروف تختلف في الوقت الحالي، على صعيد الشرارة الأولى التي أدخلت "حزب الله" إلى المواجهة مع إسرائيل إلا أن النظرة باتجاه موقف دمشق تبدو أساسية، بحسب من تحدث إليهم موقع "الحرة".

وبالنسبة لإيران، فإن بقاء "حزب الله" ونجاحه أمر بالغ الأهمية، ولكن روسيا سوف ترغب في المقام الأول في تجنب الانجرار مباشرة إلى صراع، بحسب الباحث لوند.

ولكن في نهاية المطاف، لا يعتقد لوند أن الأسد "يخضع لسيطرة أي من الطرفين"، في إشارة إلى الروس والإيرانيين.

مع هذا، فقد لا يكون الأسد قادراً على التحكم فيما يفعله حلفاؤه على الأراضي السورية وفي المجال الجوي السوري في حالة الأزمة الكبرى، و"لكنه قادر على التحكم في نظامه، ومصلحته الأساسية الآن هي ضمان بقائه"، وفقا للخبير في الشؤون السورية بمؤسسة القرن.

ويرى الخبير العسكري، العميد المتقاعد حمادة، أن النظام في دمشق سيواصل اتباع سلوك "الانكفاء"، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية ليست جديدة، بل خيّمت على التطورات التي جرت على حدود إسرائيل وفي غزة، منذ السابع من تشرين الأول الماضي.  ومنذ اندلاع الحرب في غزة، يقول حمادة إن سوريا "تتصرف وكأنها ليس جزءا من الصراع ولا تنتمي للعالم، وهو ما كان ملفتا للنظر".

ولا يعتقد الخبير العسكري الآن أن "يكون النظام السوري موجوداً على الساحة أو يتخذ أي دور"، ويضيف: "النظام ربما يعتقد أن الالتزام بالسياسة الحالية بشكل ساكن هي أحد عوامل بقائه وعدم إسقاطه".

ويعتقد أيضا أن "الاستراتيجية السورية ترتكز على ما يمكن أن يزيد من أوراق النظام ويساهم في ثباته وليس باتجاه معالجة سوريا كوطن مستباح لقوى إقليمية ودولية".

"بيضة قبان"   وكانت سوريا تعرضت لعدة هجمات نسبت لإسرائيل خلال الأشهر الماضية، أسفرت عن مقتل قادة كبار في "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله".

ووصل التصعيد في الأول من نيسان 2024 إلى حد قصف القنصلية الإيرانية وسط العاصمة دمشق، مما دفع طهران إلى تنفيذ "رد" عابر للحدود، قالت إسرائيل إنها تصدت له.

ولم يتعاط النظام السوري مع تلك التطورات بمحمل الجد، ومن منطق الدولة التي تتعرض لـ"عدوان".

وبينما اكتفى ببيانات الإدانة والاستنكار، كانت وسائل إعلام مقربة منه وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر صوراً للأسد وعائلته في شوارع العاصمة، كأن شيئا لا يحدث في محيطه.

ومن وجهة نظر من دمشق، لا يعتقد الكاتب والصحفي، عبد الحميد توفيق أن "الموقف السوري سيخرج عن الاستراتيجية المتبعة في إدارة الملفات والأزمات"، في رده على الموقف الذي سيتخذه النظام إزاء احتمالية التصعيد الكبير بين إسرائيل و"حزب الله".

ويعتبر في حديثه لموقع "الحرة" أن "سوريا في قلب العاصفة"، ولا يمكن لها "إلا أن تكون في ذلك، وهي تدفع ثمن تموضعها في محور (المقاومة)".

و"فيما لو حدث عدوان إسرائيلي على لبنان تحت ذريعة ضرب حزب الله"، على حد وصف الكاتب المقيم في دمشق "لن يكون انخراط سوريا بالمعنى الميداني، كما لن تكون جزءا في مواجهة العدو الإسرائيلي".

لكنه يوضح في المقابل أن "الأمور ستبقى مقتصرة على الدعم الإسنادي وبالطرق التي اعتادتها سوريا في إسناد حزب الله وبقية فصائل المقاومة". (الحرة)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله مجدل شمس فی دمشق فی غزة

إقرأ أيضاً:

تعيين حاكم جديد لمصرف سوريا المركزي.. ماذا نعرف عنه؟

أصدرت الرئاسة السورية الجديدة، الاثنين، قراراً يقضي بتعيين الدكتور "عبد القادر حصرية" حاكماً لمصرف سوريا المركزي، خلفاً لميساء صابرين التي عادت لمنصبها كنائب للحاكم.

اقرأ ايضاًالشرع يناقش تفاصيل المرحلة المقبلة في أول اجتماع للحكومة السورية الجديدة

وأدى الحاكم الجديد، عبد القادر الحصرية، القسم أمام رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع إيذاناً بتسلمه مهامه رسمياً.

 

من هو عبدالقادر حصرية؟

 

ووُلد حصرية في دمشق عام 1961، لأسرة دمشقية فوالده عزة محمد خير حصرية (1914- 1975) الذي يعد من أهم رواد الصحافة السورية ومؤسس جريدة "العلم" في العام 1946 وصاحب امتيازها، ووالدته ماجدة الكزبري (1925 - 2003).

درس حصرية المرحلة الابتدائية في مدرسة إبراهيم هنانو ثم أنهى دراسته الإعدادية والثانوية في ثانوية الثقفي بدمشق.

تلقى حصرية تعليمه الأكاديمي في كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأميركية في بيروت، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال.

كما نال درجة الدكتوراه في التمويل من جامعة درهم في المملكة المتحدة، مع إعداد أطروحته حول دور أسواق المال في تمويل الإسكان، إذا يعرف الحاكم الجديد بأنه خبير في مجال السياسات العامة والإصلاح الاقتصادي.

إضافة إلى ذلك، حصل على ماجستير في القانون العام Law Common من كلية أوسغوود حول تطوير للحقوق في كندا، حيث أجرى أبحاث تنظيم العملات والأصول الرقمية، إلى جانب حصوله على ليسانس في الحقوق من جامعة دمشق وبكالوريوس في علم الكمبيوتر من الجامعة اللبنانية الأميركية.

وجاء تعيين حصرية خلفا للدكتورة ميساء صابرين التي تولت منصبها في شهر ديسمبر الماضي، وكانت أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ المؤسسة المالية السورية الممتد لأكثر من 70 عاما، لتحل محل محمد عصام هزيمة، الذي تم تعيينه محافظًا للمصرف المركزي في عام 2021.

وتحمل ميساء صابرين شهادتي الماجستير والدكتوراه في المحاسبة من جامعة دمشق، بجانب شهادة محاسب قانوني.

اقرأ ايضاًاستقالة مفاجئة لأول امرأة في تاريخ سوريا تعين بهذا المنصب

وكانت تشغل منصب النائب الأول لحاكم مصرف سوريا المركزي سابقًا، منذ أكتوبر 2018، وتمتلك خبرة مهنية تزيد على 15 عامًا في المجال المالي والمصرفي، كما عملت عضوًا في مجلس إدارة سوق دمشق للأوراق المالية، ممثلة عن المصرف المركزي.

 

المصدر: وكالة الأنباء السورية "سانا" + العربية


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند تعيين حاكم جديد لمصرف سوريا المركزي.. ماذا نعرف عنه؟ رامي مالك يعد جمهوره بتجربة مميزة في فيلمه الجديد The Amateur.. التفاصيل قمة مصرية أردنية فرنسية.. واتصال هاتفي بالرئيس الأميركي بشأن غزة الشرع يناقش تفاصيل المرحلة المقبلة في أول اجتماع للحكومة السورية الجديدة بعد الزيارة المفاجئة البيت الأبيض يلغي المؤتمر الصحفي لترامب ونتنياهو.. ماذا جرى؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًعشرات القتلى بمعارك عنيفة وسط "الجزيرة" في السودان

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • تقرير: توجه داخل إدارة ترامب لـ"طرد" القوات الروسية من سوريا
  • هل أخرجت إسرائيل تركيا من سوريا؟
  • تعيين حاكم جديد لمصرف سوريا المركزي.. ماذا نعرف عنه؟
  • مظاهرة شعبية في دمشق دعماً لأهالي قطاع غزة ورفضاً للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية
  • مظاهرة شعبية في دمشق دعماً لغزة وللمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية فيها
  • محافظة دمشق تزيل غرفاً وكتلاً إسمنتية من مخلفات النظام البائد على طريق المتحلق ‏الجنوبي ‏
  • الاتحاد الديمقراطي: سوريا بحاجة لاطراف دولية ونرفض مركزية دمشق
  • خيارات دمشق في التعامل مع فلول نظام الأسد
  • تكريم ألف محارب أصيبوا بإعاقة خلال الثورة السورية في إدلب
  • العماد هيكل تفقد وحدات الجيش المنتشرة على الحدود اللبنانية - السورية