رايتس رادار: الحوثيون يستخدمون القضاء وأجهزة النيابة أداة للتصفية السياسية والقمع المعنوي
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
دعت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب) لإلغاء كافة إجراءات المحاكمة الحضورية والغيابية بحق مئات المدنيين في مناطق سيطرتها، والذين صدرت بحقهم لوائح اتهام جميعها ذات أسباب غير قانونية وبدوافع سياسية واضحة، مشيرة إلى أن المليشيا تستخدم قطاع القضاء وأجهزة النيابة أداة للتصفية السياسية والقمع المعنوي لخصومها.
وأوضحت المنظمة ومقرها أمستردام، في بيان نشرته على موقعها الرسمي الأحد 28 يوليو/ تموز 2024، أن آخر هذه الإجراءات، "إصدار لائحة اتهام بحق 105 أشخاص".
وأكدت "أن استمرار جماعة الحوثي في إصدار مثل هذه الإحالات وما يترتب عنها من قرارات وأحكام يؤكد حقيقة واحدة وهو استخدام الحوثيين قطاع القضاء وأجهزة النيابة أداة للتصفية السياسية والقمع المعنوي لخصومها وضد كل من يرفض الانخراط في أنشطتها السياسية والأيديولوجية الخاصة".
وأشارت إلى أن"مثل هذه الممارسات تعد حجة وإدانة لكل من يستخدم صفته القضائية أو الأمنية أو ينتحلها ليجعل من نفسه أداة قمع لخصومه".
وأدانت المنظمة الحقوقية "كل هذه الإجراءات القمعية"، معبرة عن قلقها "من استمرار، ومن احتمال تكرارها بشكل مقصود ضد المدنيين الذي يعتبرون فعلياً في حكم الرهائن كونهم يفتقرون لكل وسائل الاحتجاج والدفاع عن النفس لمواجهة التهم الخطيرة المقولبة والتي تفضي غالباً إلى السجن أو الاعدام".
وأكدت أن كل ما يصدر من قرارات وأحكام عن المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين لا يعد قانونياً لأنه يصدر عن جهة تفتقر للشرعية الدستورية والقانونية، استناداً لقرار صدر في نيسان/أبريل 2018 عن مجلس القضاء الأعلى في الحكومة المعترف بها دولياً قضى بإلغاء (المحكمة الجزائية المتخصصة) الخاضعة لسلطة الحوثيين، وبنقل (المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة) و(الشعبة الاستئنافية المتخصصة) من صنعاء إلى مأرب.
وقالت إن صدور مثل هذه القرارات يدعو للقلق الحقيقي على حياة وسلامة المختطفين والأسرى المحتجزين لدى المليشيا، كونها الطرف المسيطر كليّاً على الجهاز القضائي، ما يجعل حياة المحتجزين في خطر حقيقي.
المنظمة أفادت بأن قلقها "الحقيقي يستند لواقعة مؤسفة تتلخص في إقدام الجماعة على إعدام 9 من الضحايا المختطفين من أبناء محافظة الحديدة في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء في 18 سبتمبر/أيلول 2021، بينما لا يزال في قائمة الانتظار من المحكوم عليهم بالإعدام ما لا يقل عن 70 مدنياً في سجون جماعة الحوثي بينهم 12 معلماً و3 من أساتذة الجامعات".
ولفتت إلى أن "مصادرها الحقوقية والقانونية في صنعاء أكدت وتؤكد أن غالبية بل كل من تصدر بحقهم أحكام أو قرارات قضائية هم ضحايا تنميط سياسي تهمهم جاهزة في كل الأحوال وهي غالباً الإعدام أو الحبس أو مصادرة الممتلكات، وبالتالي يحرمون من حق الدفاع عن النفس وفقاً للقانون اليمني".
ووفقاً لرصد ومعلومات موثقة لدى المنظمة، أصدرت السلطات القضائية التابعة لمليشيا الحوثي منذ سيطرتها على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 حتى يوليو/تموز الجاري أكثر من 641 حكماً بالسجن والإعدام شملت 630 رجلاً و10 نساء وطفلا واحدا، 579 منهم حكم عليهم بالإعدام بينهم 6 نساء وطفل، بينما حكم بالحبس على 62 بينهم 4 نساء.
التهمة الأكثر استخداماً
تقول المنظمة، في بيانها، إن "إحالة قائمة الـ105 للمحاكمة وصدور لائحة اتهام بحقهم، سبقها إصدار حكم جائر مطلع يونيو/ حزيران الماضي من ذات المحكمة عديمة الشرعية قضى بإعدام 44 مدنياً بتهم تتعلق بالتجسس، وهي التهمة الأكثر استخداماً لإدانة خصوم الجماعة ومن لا يخضع لسياساتها".
وتشير إلى أن "القمع والاستبداد وصل حد تضمين الرسائل الهاتفية النصية عبر الـSMS للمشتركين في مناطق سيطرتها بالتهديد بأن من لن يخرج في المسيرات الخاصة بالجماعة سيعتبر "متعاطفاً مع من يصفونهم بالخلايا التجسسية". وفقاً لإحدى الرسائل المرصودة".
ودعت منظمة رايتس رادار، المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى استخدام نفوذها الأدبي والقانوني على كل المستويات لإيقاف هذا الجنون في استهداف المدنيين في مناطق سيطرة الحوثيين.
كما دعت المبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبرغ بما لديه من نفوذ للتدخل بشكل فعلي لتوفير الحماية فوراً لضحايا المحاكمات أمام المحاكم الحوثية، والتدخل الفوري لإسقاط أحكام الإعدام التي تشكل خطراً حقيقياً على حياة وسلامة الضحايا المستهدفين.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
خانوا العهد.. المحكمة تستمع إلى مرافعة النيابة العامة برشوة وزارة الري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استمعت محكمة جنايات القاهرة، المُنعقدة بمُجمع محاكم القاهرة الجديدة في التجمع الخامس، اليوم لمرافعة النيابة العامة في قضية "رشوة وزارة الري".
بدأ ممثل النيابة المرافعة بتلاوة آية من القرآن الكريم تُحذر من خطورة الفساد على المُجتمعات، والإشارة للحديث النبوي الكريم :"من غشنا ليس منّا".
وقالت المرافعة، إن الفساد تسلل لينهش جسد الوطن الطاهر، وكان كالخنجر في أحشائها، والسم في مائها وهوائها، فانتشر الداء وخرب البناء.
وأضاف ممثل النيابة :" إن الفساد ليس جريمة بين أوراق وأحبار، ولا ذنب يُغسل بعبارات اعتذار، بل سيف على رقبة الوطن".
وشدد على أن الفساد هو عدو متريص بأرض الخير.
وقالت المرافعة إن مصر بنت حضارة بعزم أيديها وأسست العمارة، لتتسائل مُستنكرةً :"كيف يا ترى الفساد يجرها للانهيار؟.. ويسلب منها نعمة الاستقرار".
وأضافت :"المتهمون لم يبيعوا ضمائرهم وحسب، بل خانوا العهد، وكانوا سم مسموم يُوجه لقلب الوطن".
وتابعت النيابة :"الفساد يُضعف الأمل، وينشر الوهن، ويمتد كالأخبطوط ليُضعف قوام الوطن المتين".
وقالت :"رأينا أشباه رجال نُزع من قلوبهم الشرف"، متساءلة:"هل نترك الوطن فريسة؟ هل يُعقل أن يظل النزيف جارياً؟".
وتابع ممثل النيابة :"قضيتنا تخص النيل شريان الحياة ، ومنبع الخير وسر البقاء، مسرح قضيتنا حينما تسارعت الأفكار وتصادمت المصالح".
وتابع :"لقد حولوا عرق الكادحين لكنوزٍ في جيوب الفاسدين".