بغداد اليوم- متابعة

تشهد الأراضي العراقية والسورية، منذ بداية العام 2024، تطورات ميدانية فيما يتعلق بتحركات وعمليات داعش الإرهابي، التي ازدادت بشكل كبير عن العام السابق، تزامنا مع دعوات انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق وزاد من المخاوف قيام قوات "قسد" بإطلاق سراح عدد كبير من عناصر التنظيمات الإرهابية.

فهل يتم الإعداد حاليا لعودة داعش بشكل كبير إلى ما كان عليه قبل العام 2017 في العراق، ونشر المخاوف بين المواطنين والفصائل المسلحة التي تنادي بعمليات انسحاب قوات "التحالف".. وما إمكانية عودة داعش في تلك الظروف وتأثير ذلك على الأوضاع في المنطقة؟

بداية، يقول الخبير الأمني ، مخلد حازم الدرب: "إنه من الصعوبة بمكان أن يعود داعش إلى ما كان عليه قبل العام 2017 في العراق، والعام 2019 في سوريا".

الخلايا النائمة

وأضاف الدرب "داعش، في تلك الفترة، كان يحلم بالتمكين واستطاع أن يسيطر على ثلث المحافظات العراقية والكثير من المحافظات السورية وأنشأ ولايات في تلك المناطق، لكن بعد تلك السنوات أصبح داعش عبارة عن مجموعة من الخلايا النائمة في كل من العراق وسوريا".

وتابع الخبير الأمن: "فيما يخص الأراضي العراقية، نجد أن هناك مناطق غير ممسوكة أمنيا ومناطق وعرة وخواصر رخوة، تلك المناطق هي التي تتواجد فيها الخلايا النائمة لداعش والتي تعمل بنظرية الذئاب المنفردة، التي تأخذ شحناتها من الخارج، ومن وقت إلى آخر تحاول إثبات وجودها وتقوم بعمليات نوعية استباقية على القطاعات العسكرية مرة وأخرى على القرى المدنية، وآخرها ما حدث بالقرب من حدود العاصمة بغداد".

توخي الحذر

وأشار الدرب إلى أن "ما يحدث على الأرض من جانب داعش يجعلنا نحذر، وأن تكون القوات الأمنية والعسكرية على أهبة الاستعداد لصد مثل تلك الهجمات، ومع ذلك لا نستطيع أن نقارن ما كان يحدث في السابق من مواجهات عسكرية مباشرة كانت تحدث على الأراضي العراقية، أما اليوم فإن معركتنا مع التنظيم هي معركة معلوماتية استخباراتية وأمنية".

وأوضح الخبير الأمني أن "ما يحدث من اتفاقيات أمنية مع واشنطن حول وضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي، الذي تقوده أمريكا والذي تشكل في العام 2014 لمحاربة عناصر داعش ضمن عملية "العزم الصلب"، بالتأكيد تلك الاتفاقات ستؤثر على الوضع الأمني إذا ما جاءت تلك التحركات بصورة ضغط على الولايات المتحدة، هنا يمكن أن نجد فرصة سانحة أمام عناصر داعش للقيام بعملياتها، لأن الضربات التي يقوم سلاح الجو العراقي بتوجيهها لداعش تحتاج لمعلومات من التحالف حول تلك المناطق".

رسائل خارجية

وأكد الدرب أن "تحركات داعش وعملياته تجعلنا في الداخل العراقي نشعر بالقلق لأنها قد تُوتر الساحة العراقية الأمنية من جديد، وهذا الأمر لا يصب في مصلحة البلاد"، مشيرًا إلى أن "التقارير الدولية والأممية تقول إن داعش لا يزال موجود وبدأ ينشط خلال العام الجاري، هذه المعطيات تعد رسائل إلى الجانب العراقي المطالب بانسحاب قوات التحالف، خاصة ونحن نعلم أن داعش له أياد خارجية تحركها وفق الرؤية والمعطيات التي تراها مناسبة ضمن أوقات زمنية معينة".

إطلاق عناصر داعش

من جانبه، يقول المحلل السياسي العراقي، أياد العناز: "جاءت عملية قيام قوات سوريا الديمقراطية بإطلاق سراح 1200 عنصر من عناصر تنظيمات داعش الإرهابية لتعيد تركيبة الأوضاع الأمنية في بقعة مهمة من العالم تشهد اضطرابات سياسية وصراعات عسكرية ومتغيرات ميدانية وهي منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، التي لا زالت تعاني من العديد من الأزمات التي تعصف بها، ومن هنا فإن هذه العملية ستلقي بظلالها على الحالة الأمنية خاصة وأن السلوك التنظيمي والتوجه العام لهذه الحركة يتسم بالتطور وتغيير المعايير، التي تساهم في إعداد مقاتليه واستخدام الأدوات والوسائل التي تساعده على البقاء والعمل الميداني، عبر تنوع الخبرات والعمليات والتدريب التي تعيد له حيويته وإمكانيته، على أن تجرى عمله بوتائر متصاعدة وفي مناطق مختلفة".

وأضاف "يمكن ملاحظة حقيقة التواجد النوعي لمقاتلي داعش في شمال أفريقيا والمغرب العربي وامتداده في بعض الدول الأفريقية ومنها تشاد ونيجيريا ومالي والنيجر، ومحاولة بسط نفوذه وامتداداته وهو لا يزال يعمل بفعالية واضحة في شمال الصومال".

القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية التي نشرها نظام توزيع الفيديو والصور الدفاعية (DVIDS) الرائد في القوات الجوية الأمريكية إريك شيلو، وهو طيار من طراز KC-135 Stratotanker مع سرب التزود بالوقود الجوي رقم 340، وهو يحلق مسبقًا بطائرته قبل الإقلاع من قاعدة في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية لدعم مهمة تنفيذ ضربات جوية في سوريا".

زيادة كبيرة

وأشار العناز إلى أن "بداية عام 2024، اتسمت بزيادة العمليات الإرهابية لـ"داعش" في شمال شرق سوريا ودير الزور بنسبة كبيرة بلغت 250 في المئة مقارنة بعام 2023، حيث تم تنفيذ 473 عملية، وكذلك الحال في العراق مع تنوع العمليات والأماكن المستهدفة والتي تبتعد عن مراكز المدن ولكنها تقترب من بعض المراكز النوعية، مستغلة ظروف معينة عبر المتابعة والمراقبة الأمنية، التي يقوم بها عناصر التنظيم، علاوة على استخدامهم المناطق الصحراوية والأماكن البعيدة للانطلاق نحو تنفيذ عملياتهم ضد القوات العسكرية والأمنية".

وأوضح أنه "من الممكن أن يتوجه التنظيم بعد عمليات إطلاق سراح بعض من عناصره إلى استمالة عدد منهم والبدء بصفحة جديدة وخطط ميدانية تتلاءم وطبيعة الأوضاع الأمنية في منطقة الحدود المشتركة بين سوريا والعراق، التي تتوافر فيها عوامل انتشار عناصرها بهدف إعادة ترتيب صفوفهم واتخاذها نقطة مهمة للانطلاق نحو الأراضي العراقية للعمل التنظيمي والقتالي بما يجعل الأوضاع الميدانية أكثر توترًا وتهديدًا واستهدافًا لحالة الأمن والاستقرار، حيث أن المنطقة لا زالت مصدرًا لأنشطة التنظيمات الإرهابية".

قوات التحالف

وقال العناز: "أمام تلك التطورات الميدانية والأحداث العسكرية، فإن مسألة بقاء قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية سيكون من دواعي تحقيق بسط حالة الأمن العام في المنطقة، بما يحقق الغايات والأهداف الدولية والإقليمية التي تسعى إليها هذه الدول في التمسك بالمعاهدة الاستراتيجية الأمنية، التي وقّعها العراق مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008، وبقائه لفترة أخرى رغم الأنباء عن عقد جولة من المباحثات الثنائية حول الانسحاب الأمريكي والتي شهدتها العاصمة الأمريكية واشنطن، قبل أيام".

ورقة ضغط

وأكد الكاتب والصحافي السياسي السوري، أخيل عيد، أن "الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم تنظيم "داعش" كورقة ضغط لمنع تطبيع العلاقات السورية التركية، على اعتبار أنها لا تريد هذا التقارب في هذا التوقيت الحساس جدا في المنطقة".

وأوضح عيد، قبل أيام، أن "الإدارة الأمريكية تحتاج إلى ذريعة لبقائها في المنطقة وبالتالي تستخدم "داعش"، لتقول أنها موجودة لمحاربة الإرهاب وهذا الأمر لم يعد خافيا على أحد".

وأشار عيد إلى أن "واشنطن ومنذ بداية الأزمة في سوريا كانت قد أعلنت أن المعركة مع "داعش" ستستمر لمدة 30 عاما وهي من خلال مساندة هذا التنظيم تريد استكمال هذه الممارسات، على غرار ما فعلته في مخيم الركبان في التنف، حيث تواجدت "داعش" وتحت سيطرة القوات الأمريكية الجوية وهي تعرف بالتفصيل كيف يقوم التنظيم بإعادة هيكلة نفسه".

ولفت غيد إلى أن "هجمات داعش لم تتوقف في سوريا والعراق بدعم وتنسيق من الإدارة الأمريكية، والتركيز الأكبر هو على البادية السورية، إذ تحاول الدولة العميقة في واشنطن استباق الأحداث قبل فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، الذي سبق وأعلن أنه سينسحب من سوريا".

وكان رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، قد قال في وقت سابق، إن "قدرات قوات الأمن العراقية تنامت بصورة كبيرة تظهر في مستويات الاستقرار والأمن، التي يشهدها العراق في الوقت الحالي"، منوها بأن "الوضع الأمني في العراق، يؤكد أن بغداد حققت تقدما في ملف إنهاء وجود التحالف الدولي بالبلاد".

وأصبح موقف بغداد أكثر وضوحا بالنسبة لإنهاء مهمة التحالف الدولي بالبلاد، منذ تنفيذ واشنطن ضربات جوية على مواقع في سوريا والعراق، قالت إنها كانت مصدرا لاستهداف جنودها في قاعدة عسكرية بالأردن، بحسب قولها.

وأعلنت بغداد رفضها للقصف الأمريكي، وقالت إن "استمرار وجود التحالف الدولي في العراق، يزعزع استقرار المنطقة"، كما أكد رئيس الوزراء، أن "القوات الأجنبية لم يعد لها دور في البلاد بعدما أصبح العراق، يمتلك قدرات أمنية متطورة".


سبوتنك

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الأراضی العراقیة التحالف الدولی قوات التحالف فی المنطقة فی العراق فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

رغم رفض روسيا..بريطانيا: 30 دولة مستعدة لدعم وقف النار في أوكرانيا

قالت الحكومة البريطانية الإثنين أن "عدداً كبيراً" من البلدان أعرب عن استعداده لإرسال قوات لضمان وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا، في سياق "التحالف الطوعي للدول"، الذي تسعى باريس ولندن إلى تشكيله.

وبعد يومين من مؤتمر افتراضي للبلدان الداعمة لكييف بمبادرة من الحكومة البريطانية، قال متحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر: "نتوقّع مشاركة أكثر من 30 بلداً" في التحالف مع "عدد كبير من الدول التي ستوفّر جنوداً وعدداً أكبر سيقدّم إسهامات أخرى".
وبعد انطلاق المفاوضات بين روسيا وإدارة دونالد ترامب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، يسعى كير ستارمر وإيمانويل ماكرون إلى تشكيل هذا التحالف لثني موسكو عن انتهاك هدنة محتملة.
وقال المتحدث إن "رئيس الوزراء أشار في نهاية الأسبوع إلى أن الإسهامات ستختلف باختلاف البلدان وقد أطلقت مباحثات عملانية حول ما يمكن لتحالف الدول تقديمه". لوضع خطة لتشكيل قوة حفظ السلام في أوكرانيا.. قادة جيوش غربية يجتمعون في لندن - موقع 24يجتمع قادة جيوش عدة دول في لندن هذا الأسبوع لصياغة خطط "محكمة" لتشكيل قوة لحفظ السلام في أوكرانيا، في الوقت الذي تواصل فيه موسكو رفض وقف إطلاق النار.

ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون عسكريون من البلدان الداعمة لكييف الخميس في بريطانيا للمضي قدماً في هذه المباحثات، وفق ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني السبت. وبالإضافة إلى إرسال قوات إلى أوكرانيا، وهي فكرة أعربت بلدان منها فرنسا، وبريطانيا عن تأييدها، قد تقضي الإسهامات بتوفير دعم لوجستي وتقني لقوة مقبلة لحماية وقف إطلاق النار، أو استضافة الطواقم، حسب المتحدث باسم كير ستارمر.
وفي المقابل لا تزال روسيا تعارض بالكامل فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا.
وأشار المتحدث إلى أن "روسيا لم تطلب رأي أوكرانيا عندما نشرت قوات من كوريا الشمالية على الجبهة العام الماضي".

مقالات مشابهة

  • رغم رفض روسيا..بريطانيا: 30 دولة مستعدة لدعم وقف النار في أوكرانيا
  • العراق.. السوداني يبحث وزير الدفاع الأمريكي تطورات الأمن الإقليمي
  • ضربة موجعة لداعش.. مقتل أبو خديجة المسئول عن العمليات الإرهابية فى العراق وسوريا
  • واشنطن تبحث مع بغداد التهدئة باليمن: العمليات العسكرية ستتوقف فور توقف الهجمات
  • وزير الدفاع الأمريكي يستعرض للسوداني التطورات المتعلقة بالعمليات العسكرية في اليمن
  • السوداني يبلغ الهند تطلع العراق للانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية
  • البصرة.. استعدادات أمنية ولوجستية لمباراة العراق والكويت
  • مؤشرات خطيرة في سوريا تنذر بتكرار فوضى العراق بعد صدام
  • الجيش الأميركي ينشر فيديو مقتل قيادي كبير من داعش
  • مسئول إسرائيلي سابق.. باقون في سوريا حتى نشعر بالأمن