يُقولون: رفّة العين مؤشر لخبر سار أو سيئ، لكن ماذا يقول العلم؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
أثير – ريما الشيخ
البعض منّا قد يتعرض لرفة في إحدى العينين، ويصاحب تلك الرفة أقوال ومعتقدات يتناقلها الناس وفي مختلف الدول منذُ القدم، حيث تفيد هذه المعتقدات بأن رفة العين اليمنى ترمز لبشرى سارة قادمة للشخص، أما رفة العين اليسرى فهي مؤشر لخبر سيئ أو موقف غير سار. وهناك من يصدق هذه المعتقدات ويؤمن بها، وهناك من يكذبها.
لكن، ماذا يقول الطب عن هذه الحالة، وما سببها؟
تجيب عن ذلك الدكتورة مزنة بنت سعيد بن فاضل الريامية، أخصائية في طب وجراحة العيون، بمستشفى النهضة، لـ “أثير“ حيث تقول بأن التعريف العلمي لرفة العين هو رجفة تلقائية طفيفة مستمرة تحدث في عضلات الجفن السفلي للعين غالبًا، ويشعر بها الشخص في إحدى العينين، وتحدث الرفة بصورة دورية للشخص وتختلف مدتها من عدة ثوانٍ إلى عدة ساعات، وتختفي غالبًا بصورة تلقائية أيضًا، لكن في بعض الأحيان قد تكون مزمنة وتستمر لعدة أيام أو حتى عدة أسابيع.
أما عن أسبابها فتوضح: لا يوجد سبب مباشر لرفة العين، لكن هنالك دراسات بينت علاقتها بالضغوطات النفسية والقلق والإرهاق الجسدي وكثرة تناول المنبهات والكافيين والتدخين وتناول الكحوليات، كما يوجد بعض الأدوية التي يمكن أن تحفز حدوث رفة العين مثل بعض الأدوية النفسية والمهدئات وبعض الأدوية المستخدمة لتخفيف الصداع النصفي مثل الـ Topiramateو الـ flunarizine،لكن رفة العين بسبب الأدوية ليس شائع الحدوث.
وتضيف: هناك عدد من الأمراض التي تصاحبها رفة العين مثل أمراض العصب السابع (العصب الوجهي)، ومرض التصلب المتعدد وأمراض المناعة الذاتية وبعض أمراض الدماغ كأورام جذع الدماغ، ولا توجد دراسات كافية حول مدى انتشار المرض وخصائصه الابدميولوجية، لكن الملاحظ غالبًا أنها تحدث في فئة الشباب الأصحاء وليس كبار السن، وقد لُقّبت الحالة ”بمرض طلاب الطب“؛ لكثرة انتشارها بين طلاب الطب في أوقات الضغوطات النفسية.
متى تكون رفة العين خطيرة؟
تذكر الدكتورة بأن رفة العين عرض طفيف غالبًا ويختفي فور التوقف عن المسببات المذكورة؛ فقد بينت دراسة أمريكية لمرضى يعانون من رفة العين بأن ١٣ من بين ١٥ مريضا أجريت لهم أشعة الدماغ والأعصاب وكانت نتائجها سليمة ولا يعانون من أية أمراض، لكن إذا استمرت لأكثر من ٣ أشهر على الرغم من توقف المسببات أو صاحبتها بعض المشاكل العصبية مثل شلل الوجه النصفي أو أورام في الدماغ نادرًا، فهنا يمكن القول بأن الحالة أصبحت خطرة، وفي حالات نادرة أيضًا قد تكون تشنجات الجفن علامة تحذير مبكرة لاضطراب حركي مزمن؛ خصوصًا إذا كانت التشنجات مصحوبة بتشنجات أخرى في الوجه أو حركات لا يمكن السيطرة عليها.
وتؤكد الدكتورة خلال حديثها مع ”أثير“ بأنه إذا صاحب رفة العين بعض المشاكل العصبية مثل تغير مفاجئ في حركة أو مظهر نصف الوجه أو تدلي الجفن، وصداع شديد، وعدم القدرة على التوازن، وفقدان أو تغير الإحساس في أطراف الجسم، أو صعوبة التحدث أو فقدان الوعي؛ فيجب مراجعة طبيب الأعصاب. كما يجب مراجعة طبيب العيون إذا صاحب رفة العين تشنجات لعضلات العين أو الوجه، والإحساس بالوخز يستمر لأكثر من ٣ أشهر، وإغلاق العين تمامًا في كل مرة تحدث الرفة، واحمرار أو انتفاخ في الجفن، وتغير أو زغللة في النظر أو زيادة الحساسية للضوء.
ماذا عن الطرق التي يمكن أن تحد من رفة العين ؟
تشير الدكتورة إلى أنه في الغالب لا يوجد علاج لرفة العين؛ إذ تزول الأعراض من تلقاء نفسها في حالة تجنب المريض الإرهاق النفسي وعوّض جسده بالراحة الكافية وقلل من تناول المنبهات وتوقف عن الكحوليات والتدخين. كما أنه من الممكن الاستعانة بإبر البوتوكس إذا استمرت المشكلة وكانت الأعراض منهكة أو صاحبتها تشنجات في عضلات العين وتسبب في صعوبة في فتح العينين.
وفي ختام حديثها تؤكد الدكتورة مزنة أن ”رفة العين هي تنبيه من عينك لجسدك أنه بحاجة لراحة أو لتخفيف نسبة الكافيين في دمك أو التوقف من التدخين وتناول الكحوليات، فاستمع لنداء عينيك فورًا!“.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: غالب ا
إقرأ أيضاً:
مضاعفات صحية خطيرة لبثور الوجه تصل إلى الموت.. احذر هذا الأمر
بثور الوجه واحدة من مشكلات البشرة الشائعة التي تواجه كثيرين، وعلى الرغم من أن البعض يتعامل معها على أنها بسيطة ولا تسبب إزعاجا، إلا أن تأثيراتها السلبية قد تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير؛ إذ قد تقود إلى أمراض في الدماغ تصل الى الموت، فما حقيقة ذلك؟
البثور خطر مخفي يهدد الكثيرينكشفت دراسة حديثة عن خطر مخفي يهدد الكثيرين يتعلق بمشكلة ظهور البثور في الوجه؛ إذ حذرت من أن عملية بسيطة مثل فقع بثرة في منطقة محددة من الوجه أطلقوا عليها اسم «مثلث الموت»، والتي تمتد من جسر الأنف إلى زوايا الفم، قد تؤدي إلى عواقب وخيمة تهدد الحياة، حسب موقع «روسيا اليوم».
مضاعفات صحية خطيرةوجاء إطلاق اسم «مثلث الموت» على هذه المنطقة بسبب شبكة الأوردة المتصلة مباشرة بالدماغ التي تمر بها، حسب توضيح الدكتور مارك ستروم، أحد المشاركين في الدراسة، والذي أكد أن أي عدوى تصيب هذه الأوردة، حتى لو كانت ناتجة عن بكتيريا بسيطة من البثور، يمكن أن تنتقل بسرعة إلى الدماغ، ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل:
الشلل الجزئي أو الكلي؛ إذ قد يؤدي الضغط على الدماغ إلى فقدان القدرة على الحركة. الوفاة في الحالات الشديدة. فقدان البصر؛ إذ قد تتسبب العدوى في التهاب خطير يؤدي إلى العمى. خراجات الدماغ والتهاب السحايا وهما من المضاعفات النادرة ولكن الخطيرة. كيف تحدث العدوى؟وحول كيفية حدوث ذلك، فقد أوضح الخبراء أن البكتيريا الموجودة على الأصابع يمكن أن تدخل إلى الجسم عند فقع البثور أو حتى عند نتف شعر الأنف، ما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى في «مثلث الموت»، وهو ما أكدته الدكتورة إيمان سند، استشارية الأمراض الجلدية، خلال حديثها لـ«الوطن»، موضحة أنه على الرغم من ندرة حدوث هذه المضاعفات، فإنه من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنبها، مثل:
عدم فقع البثور بل تركها لتلتئم من تلقاء نفسها أو اللجوء إلى الطبيب لعلاجها. قص شعر الأنف بدلًا من نتفه؛ إذ يقلل ذلك من خطر إصابة بصيلات الشعر وفتح باب العدوى. الحفاظ على نظافة الوجه، من خلال غسل الوجه بانتظام باستخدام غسول مناسب يساعد على منع تراكم البكتيريا.