أثير – ريما الشيخ

البعض منّا قد يتعرض لرفة في إحدى العينين، ويصاحب تلك الرفة أقوال ومعتقدات يتناقلها الناس وفي مختلف الدول منذُ القدم، حيث تفيد هذه المعتقدات بأن رفة العين اليمنى ترمز لبشرى سارة قادمة للشخص، أما رفة العين اليسرى فهي مؤشر لخبر سيئ أو موقف غير سار. وهناك من يصدق هذه المعتقدات ويؤمن بها، وهناك من يكذبها.

لكن، ماذا يقول الطب عن هذه الحالة، وما سببها؟

تجيب عن ذلك الدكتورة مزنة بنت سعيد بن فاضل الريامية، أخصائية في طب وجراحة العيون، بمستشفى النهضة، لـ “أثير“ حيث تقول بأن التعريف العلمي لرفة العين هو رجفة تلقائية طفيفة مستمرة تحدث في عضلات الجفن السفلي للعين غالبًا، ويشعر بها الشخص في إحدى العينين، وتحدث الرفة بصورة دورية للشخص وتختلف مدتها من عدة ثوانٍ إلى عدة ساعات، وتختفي غالبًا بصورة تلقائية أيضًا، لكن في بعض الأحيان قد تكون مزمنة وتستمر لعدة أيام أو حتى عدة أسابيع.

أما عن أسبابها فتوضح: لا يوجد سبب مباشر لرفة العين، لكن هنالك دراسات بينت علاقتها بالضغوطات النفسية والقلق والإرهاق الجسدي وكثرة تناول المنبهات والكافيين والتدخين وتناول الكحوليات، كما يوجد بعض الأدوية التي يمكن أن تحفز حدوث رفة العين مثل بعض الأدوية النفسية والمهدئات وبعض الأدوية المستخدمة لتخفيف الصداع النصفي مثل الـ Topiramateو الـ flunarizine،لكن رفة العين بسبب الأدوية ليس شائع الحدوث.

وتضيف: هناك عدد من الأمراض التي تصاحبها رفة العين مثل أمراض العصب السابع (العصب الوجهي)، ومرض التصلب المتعدد وأمراض المناعة الذاتية وبعض أمراض الدماغ كأورام جذع الدماغ، ولا توجد دراسات كافية حول مدى انتشار المرض وخصائصه الابدميولوجية، لكن الملاحظ غالبًا أنها تحدث في فئة الشباب الأصحاء وليس كبار السن، وقد لُقّبت الحالة ”بمرض طلاب الطب“؛ لكثرة انتشارها بين طلاب الطب في أوقات الضغوطات النفسية.

متى تكون رفة العين خطيرة؟

تذكر الدكتورة بأن رفة العين عرض طفيف غالبًا ويختفي فور التوقف عن المسببات المذكورة؛ فقد بينت دراسة أمريكية لمرضى يعانون من رفة العين بأن ١٣ من بين ١٥ مريضا أجريت لهم أشعة الدماغ والأعصاب وكانت نتائجها سليمة ولا يعانون من أية أمراض، لكن إذا استمرت لأكثر من ٣ أشهر على الرغم من توقف المسببات أو صاحبتها بعض المشاكل العصبية مثل شلل الوجه النصفي أو أورام في الدماغ نادرًا، فهنا يمكن القول بأن الحالة أصبحت خطرة، وفي حالات نادرة أيضًا قد تكون تشنجات الجفن علامة تحذير مبكرة لاضطراب حركي مزمن؛ خصوصًا إذا كانت التشنجات مصحوبة بتشنجات أخرى في الوجه أو حركات لا يمكن السيطرة عليها.

وتؤكد الدكتورة خلال حديثها مع ”أثير“ بأنه إذا صاحب رفة العين بعض المشاكل العصبية مثل تغير مفاجئ في حركة أو مظهر نصف الوجه أو تدلي الجفن، وصداع شديد، وعدم القدرة على التوازن، وفقدان أو تغير الإحساس في أطراف الجسم، أو صعوبة التحدث أو فقدان الوعي؛ فيجب مراجعة طبيب الأعصاب. كما يجب مراجعة طبيب العيون إذا صاحب رفة العين تشنجات لعضلات العين أو الوجه، والإحساس بالوخز يستمر لأكثر من ٣ أشهر، وإغلاق العين تمامًا في كل مرة تحدث الرفة، واحمرار أو انتفاخ في الجفن، وتغير أو زغللة في النظر أو زيادة الحساسية للضوء.

ماذا عن الطرق التي يمكن أن تحد من رفة العين ؟

تشير الدكتورة إلى أنه في الغالب لا يوجد علاج لرفة العين؛ إذ تزول الأعراض من تلقاء نفسها في حالة تجنب المريض الإرهاق النفسي وعوّض جسده بالراحة الكافية وقلل من تناول المنبهات وتوقف عن الكحوليات والتدخين. كما أنه من الممكن الاستعانة بإبر البوتوكس إذا استمرت المشكلة وكانت الأعراض منهكة أو صاحبتها تشنجات في عضلات العين وتسبب في صعوبة في فتح العينين.

وفي ختام حديثها تؤكد الدكتورة مزنة أن ”رفة العين هي تنبيه من عينك لجسدك أنه بحاجة لراحة أو لتخفيف نسبة الكافيين في دمك أو التوقف من التدخين وتناول الكحوليات، فاستمع لنداء عينيك فورًا!“.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: غالب ا

إقرأ أيضاً:

مساعدات ملوثة بالدم.. الوجه الآخر لمؤسسة غزة الإنسانية| تقرير خاص

في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، ظهرت “مؤسسة غزة الإنسانية” كمشروع إغاثي جديد يثير جدلًا متصاعدًا حول خلفياته، أهدافه، وأساليبه في توزيع المساعدات. وبينما تسوق المؤسسة نفسها كبديل "فعال ومستقل" عن الأمم المتحدة، تتزايد الاتهامات لها بأنها مجرد واجهة لفرض الأمر الواقع عبر "المساعدات القسرية".

دعم أمريكي.. وتنفيذ إسرائيلي

تأسست المؤسسة في فبراير الماضي بدعم أمريكي مباشر، وبالشراكة مع شركة أمن خاصة تدعى "Safe Reach Solutions"، وبإشراف من الجيش الإسرائيلي.

وتهدف ظاهريًا لتوزيع المساعدات على سكان غزة، إلا أن عملها يتركز في المناطق الجنوبية من القطاع، ما يعزز اتهامات باستخدامها كأداة ضغط لفرض النزوح الداخلي.

وتعمل المؤسسة خارج أطر الأمم المتحدة، بل إن الأخيرة رفضت التعاون معها، إلى جانب منظمات حقوقية دولية مثل الصليب الأحمر، التي اعتبرت أن المؤسسة "تنتهك مبادئ الحياد والاستقلال".

وعلى الأرض، لا تشبه عملية توزيع المساعدات ما يعرف بالاستجابة الإنسانية. فقد رصدت تقارير متعددة سقوط مئات الشهداء والجرحى عند مواقع توزيع المؤسسة، نتيجة إطلاق نار من قبل قوات الاحتلال، كان آخرها مقتل شخص وإصابة 48 آخرين في رفح.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن أكثر من 650 مدني قضوا في حوادث مماثلة خلال يونيو وحده، معظمهم من كبار السن والنساء والأطفال الذين تدافعوا على نقاط التوزيع المغلقة والمسيجة بأسلاك شائكة، وتحت إشراف عسكري مباشر.

في تطور لافت، أعلن مدير المؤسسة السابق جيك وود استقالته، معلنًا فشلها في الالتزام بالمعايير الإنسانية. وتبعته شركة بوسطن للاستشارات، التي انسحبت من المشروع على خلفية نفس الاتهامات.

وتفاقمت الفضيحة بعد أن قررت السلطات السويسرية حل الفرع الرسمي للمؤسسة في جنيف بسبب مخالفات قانونية وتنظيمية، من بينها عدم وجود مقر فعلي، ومجلس إدارة غير مكتمل، ما أثار تساؤلات حول شفافية المؤسسة وشرعيتها.

تتعدى انتقادات المؤسسة الجوانب الإدارية إلى اتهامات خطيرة بانخراطها في استراتيجية "التطهير العرقي" غير المعلنة. 

وقد عبرت منظمات حقوقية مثل TRIAL International عن مخاوفها من أن تستخدم المؤسسة كغطاء لانتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، مطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل.

رغم إعلان المؤسسة أنها وزعت أكثر من 50 مليون وجبة خلال شهري مايو ويونيو، إلا أن جهات مستقلة شككت في دقة هذه الأرقام، خصوصًا في ظل غياب أي رقابة أممية أو تقارير شفافة. وتعتبر مؤسسة "أنيرا" أن النموذج الذي تتبعه المؤسسة "يفشل في حماية المدنيين، وينتهك جوهر العمل الإنساني".

طباعة شارك غزة منظمة غزة حماس الاحتلال الجيش الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية تحتفل بعاشوراء بمجلس دعاء
  • وزارة النقل التونسية تقيل رئيس الخطوط الجوية
  • سائح ينزع العلم التركي ويلقيه أرضًا في أنطاليا.. والشرطة تتحرك
  • اختيار الحجر والزيت المناسبين.. سر نجاح تجربة الغواشا لبشرة نضرة
  • ملكة جمال السعودية تكشف عن إصابات جديدة في وجهها
  • المركز الأمريكي للعدالة يقول إن الاختطافات الحوثية في إب تصعيد خطير يرقى لجرائم ضد الإنسانية
  • أوسي: طموحاتي مع كرة القدم العلم بأفريقيا بلا حدود.. وانتظروا منتخباتنا بالأولمبياد
  • كارثة تلازم الفرد 20 عاما.. حسام موافي يكشف الوجه الآخر للتدخين
  • وفاة الفيلسوف الليبي نجيب الحصادي.. مسيرة أكاديمية وفكرية حافلة
  • مساعدات ملوثة بالدم.. الوجه الآخر لمؤسسة غزة الإنسانية| تقرير خاص