جنين- انهارت عبير غزاوي (45 عاما) باكية بعد تلقيها رسالة نصية على هاتفها المحمول تفيد بعدم إدراج اسم ابنها الشهيد باسل ضمن قوائم الناجحين في شهادة الثانوية العامة لهذا العام.

وعبير غزاوي التي تسكن مخيم جنين شمال الضفة الغربية، لم تتمالك نفسها بعد الإعلان، اليوم الاثنين، عن أسماء الطلبة الذين اجتازوا هذه الامتحانات.

ومن منزلها الذي بدأ يعج بالضيوف، شاهدت وزير التربية والتعليم أمجد برهم يعلن -في مؤتمر صحفي- أسماء الطلبة المتفوقين.

وبحسرة كبيرة، قالت إنها انتظرت هذا اليوم مدة 12 عاما لتحتفل بنجاح باسل وانتقاله لمرحلة الدراسة الجامعية، وأضافت "لكنهم حرموني منه ومن الفرحة بنجاحه، باسل قُتل قبل أن يحقق أيا من أحلامه، كان يحلم بإنهاء الثانوية العامة والدراسة في الجامعة".

حلم الدراسة

أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، قتلت قوات خاصة إسرائيلية باسل غزاوي وشقيقه محمد داخل إحدى غرف مستشفى ابن سينا حيث كان يعالَج من إصابة خطيرة تعرض لها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بقصف من مُسيّرة إسرائيلية بإحدى حارات مخيم جنين.

وتسللت القوة الخاصة بلباس سيدة تحمل عربة أطفال وزي طبيب إلى غرفة الغزاوي في الطابق الثالث من المستشفى وأطلقت النار عليه من مسدس كاتم للصوت هو وشقيقه وصديقهما الشهيد محمد جلامنة.

أصيب باسل بشظايا صاروخ في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدت إلى جروح في الرئة والعمود الفقري، وكانت إصابته بالغة الخطورة حيث مكث في العناية المكثفة قرابة 27 يوما.

ومنذ اليوم الأول، أعلموا أسرته أنه لن يتمكن من المشي مرة أخرى، وعلى الرغم من ذلك كان مع كل يوم تتحسن فيه صحته، يخبر والدته أنه عازم على العودة للدراسة فور تعافيه، تضيف عبير للجزيرة نت.

وبعد أشهر من العلاج تمكن باسل من إكمال إجراءات المسجلين في صفوف طلبة الثانوية العامة (التوجيهي)، ورغم صعوبة إصابته واضطراره لملازمة سرير المستشفى لإكمال علاجه، فإنه أخبر والدته بنيته الدراسة من المستشفى وتقديم الامتحانات النهائية فيها. لكن حلمه اغتيل على السرير نفسه برصاص قوة خاصة، في حادثة كان لها وقع كبير في الضفة كلها.

وتتابع عبير "كنت سعيدة جدا حين قدمت للمستشفى لزيارة باسل، وفوجئت بأوراق التحضير للامتحانات النهائية، قال لي إنه لن يضيع الوقت، وسيتقدم بطلب لوزارة التربية والتعليم ليتم امتحانه في المستشفى، وبعدها بدأنا نخطط ليوم نجاحه".

عبير والدة الشهيد باسل تحمل بطاقة الجلوس الخاصة به لامتحان الثانوية العامة (الجزيرة) مواساة ومساندة

ورغم استشهاد باسل قبل دخوله امتحانات الثانوية العامة، استعدت عائلته ليوم النتائج، واستقبلت الضيوف القادمين لمواساتها ومساندتها، كما هو حال عشرات العائلات التي فقدت شهيدا من طلبة الثانوية العامة أو أسيرا في سجون الاحتلال.

وتؤكد عبير "أفرح لنجاح أصدقاء باسل وزملائه، ولكل طالب في المخيم وفي جنين بشكل عام، وقد عقدت النية على توزيع الحلويات لأشاركهم فرحتهم، وليبقى اسم باسل حاضرا معهم".

ولا تنكر أن هذا اليوم صعب جدا، وعلى قدر قسوته يصلها إحساس كل طالب في غزة لم يقدم "التوجيهي"، وتصلها مشاعر كل أُم في غزة فقدت أولادها وحُرمت من فرحة نجاحهم.

وأما بالنسبة لباسل، فتقول عبير "لقد نجح فعلا، وأخذ أعظم شهادة ممكن أن يحصل عليها أي إنسان". وانتقدت "عدم تضمّن كلمة وزير التربية أسماء الطلبة الشهداء كتكريم لهم".

ومع كل الألم الذي صاحب هذه الأم منذ الإعلان عن النتائج وحتى نهاية اليوم، أصرت على مشاركة طلاب وطالبات المخيم الناجحين فرحتهم، ووزعت الكنافة والعصير للزائرين الموجودين في منزلها.

وباسل غزاوي هو الطالب الشهيد الوحيد من محافظة جنين لهذا العام والذي يستشهد قبل تقدمه لامتحانات الثانوية.

عام مختلف

وترافقت نتائج الثانوية العامة لهذه السنة مع قرار شعبي بعدم الاحتفال وإطلاق الألعاب النارية في ظل المجازر الإسرائيلية المروّعة التي تحدث في قطاع غزة. وكانت القوى الوطنية والإسلامية قد دعت المواطنين إلى الالتزام باقتصار الاحتفال على أهالي الطلاب وداخل البيوت وعدم إظهار الفرح في الشوارع والمدارس والأماكن العامة.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية نتائج الثانوية العامة في فلسطين، صباح اليوم الاثنين في مؤتمر صحفي، قرأ فيه وزير التربية أسماء الطلبة المتفوقين، دون إعلان نسبة النجاح العامة "لعدم اكتمال أعداد الطلبة المتقدمين بسبب الحرب على غزة وحرمان قرابة 39 ألف طالب وطالبة من التقدم للامتحانات". وجاء في بيان الوزير أن 10 آلاف طالب و400 معلم استُشهدوا هذا العام في غزة.

وبحسب المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور، فقد استشهد 20 طالبا من الثانوية العامة في محافظات الضفة المختلفة منذ بدء الحرب على غزة. كما قتلت إسرائيل 69 طالبا في المراحل الدراسية المختلفة في الضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ووفقا لبيانات نادي الأسير الفلسطيني، تعتقل إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 55 طالبا في مرحلة الثانوية العامة. ومن ضمنهم يقضي الطالب يامن محمد أبو بكر من جنين حكما "إداريا" (بلا تهمة ولا موعد إفراج) وهو من الطلبة المتفوقين واعتُقل في يناير/كانون الثاني 2024، وجرى تمديد اعتقاله إداريا 3 مرات، ولمدة 6 أشهر في كل مرة.

ولأول مرة منذ سنوات، لم تحظ محافظة جنين بأي ترتيب بين الطلبة العشرة الأوائل في الثانوية العامة، ويرجع الأهالي السبب في ذلك لحالة عدم الاستقرار الأمنية التي تعيشها المحافظة من تكرار الاقتحامات الإسرائيلية وعمليات الاغتيال والقصف بالطائرات الحربية والمُسيّرة طيلة العام الأخير.

وتعرضت جنين ومخيمها لأكثر من 69 اقتحاما عسكريا إسرائيليا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما استشهد 150 مواطنا من أبناء المحافظة في الفترة ذاتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أکتوبر تشرین الأول التربیة والتعلیم الثانویة العامة أسماء الطلبة

إقرأ أيضاً:

تبدأ 15 يونيو المقبل.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2025

جدول امتحانات الثانوية العامة 2025.. أتاحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 لطلاب النظامين القديم والجديد للشعبتين الأدبية والعلمية، استعدادًا لانطلاق الامتحانات في يوينو.

جدول امتحانات الثانوية العامة 2025

وأوضحت وزارة التربية والتعليم، أنه تم توحيد موعد انطلاق الامتحانات في جدول امتحانات الثانوية العامة 2025، حيث يبدأ لطلاب النظامين الجديد والقديم بالشعبتين الأدبية والعلمية، يوم الأحد الموافق 15 يونيو المقبل.

جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 النظام الجديد

- يوم الأحد الموافق 15 يونيو 2025: تعقد مادتي التربية الدينية والتربية الوطنية.

- يوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو 2025: تعقد مادة اللغة الأجنبية الثانية.

- يوم الأحد الموافق 22 يونيو 2025: تعقد مادة اللغة العربية.

- يوم الخميس الموافق 26 يونيو 2025: تعقد مادة الفيزياء للشعبة العلمية ومادة التاريخ للشعبة الأدبية.

- يوم الأحد الموافق 29 يونيو 2025: تعقد مادة اللغة الأجنبية الأولى.

- يوم الخميس الموافق 3 يوليو 2025: تعقد مادة الكيمياء للشعبة العلمية ومادة الجغرافيا للشعبة الأدبية.

- يوم الأحد الموافق 6 يوليو 2025: تعقد مادة الرياضيات البحتة للشعبة العلمية.

- يوم الخميس الموافق 10 يوليو 2025: تعقد مادة الأحياء والرياضيات التطبيقية للشعبة العلمية ومادة الإحصاء للشعبة الأدبية.

جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 النظام القديم

- يوم الأحد الموافق 15 يونيو 2025: تعقد مادتي التربية الدينية والتربية الوطنية.

- يوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو 2025: تعقد مادتي الاقتصاد والإحصاء.

- يوم الأحد الموافق 22 يونيو 2025: تعقد مادة اللغة العربية.

- يوم الثلاثاء الموافق 24 يونيو 2025: تعقد مادة اللغة الأجنبية الثانية.

- يوم الخميس الموافق 26 يونيو 2025: تعقد مادة الفيزياء للشعبة العلمية ومادة التاريخ للشعبة الأدبية.

- يوم الأحد الموافق 29 يونيو 2025: تعقد مادة اللغة الأجنبية الأولى.

- يوم الثلاثاء الموافق 1 يوليو 2025: تعقد مادة الرياضيات البحتة «التفاضل والتكامل» للشعبة العلمية.

- يوم الخميس الموافق 3 يوليو 2025: تعقد مادة الكيمياء للشعبة العلمية ومادة الجغرافيا للشعبة الأدبية.

- يوم الأحد الموافق 6 يوليو 2025: تعقد مادة الجيولوجيا والعلوم البيئية والرياضيات البحتة «الجبر والهندسة الفراغية» للشعبة العلمية ومادة علم النفس والاجتماع للشعبة الأدبية.

- يوم الثلاثاء الموافق 8 يوليو 2025: تعقد مادة الرياضيات التطبيقية «الديناميكا» للشعبة العلمية.

- يوم الخميس الموافق 10 يوليو 2025: تعقد مادة الأحياء والرياضيات التطبيقية «الاستاتيكا» للشعبة العلمية ومادة الفلسفة والمنطق للشعبة الأدبية.

اقرأ أيضاًحقيقة عقد امتحانات الثانوية العامة 2025 في الجامعات.. «التعليم» تحسم الجدل

موعد بدء امتحانات الثانوية العامة 2025 بالقاهرة والمحافظات

موعد إعلان أرقام جلوس الثانوية العامة 2025

مقالات مشابهة

  • اليوم.. «التعليم» تتيح نماذج استرشادية جديدة لامتحانات الثانوية العامة 2025
  • امتحانات الثانوية العامة 2025.. التعليم تُشدد على عدم تكرار أخطاء الأعوام الماضية
  • موعد إعلان أرقام جلوس الثانوية العامة 2025
  • «التربية» تعلن تحديث المسارات التعليمية في الحلقة الثالثة
  • «التربية» تعيد تصميم المسارات التعليمية للمدرسة الإماراتية
  • تفقد اختبارات الثانوية العامة بمحافظة تعز
  • وزير التربية يتفقد اختبارات الثانوية العامة والدورات الصيفية بمحافظة صنعاء
  • وزير التربية يتفقد اختبارات الثانوية العامة والدورات الصيفية في محافظة صنعاء
  • تبدأ 15 يونيو المقبل.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2025
  • حقيقة عقد امتحانات الثانوية العامة 2025 في الجامعات.. «التعليم» تحسم الجدل