الجديد برس:

سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الضوء على الواقع المروع المتمثل في انتهاكات مميتة يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خصوصاً في الفترة التي تلت أحداث الـ 7 من أكتوبر 2023.

واستعانت الصحيفة بشهاداتٍ لأسرى سابقين ومحامين فلسطينيين، مستعرضةً تقارير التشريح التي كشفت عن العنف المستشري والحرمان في نظام السجون الإسرائيلي، لتثبت الشهادات والوثائق ما يتعرض له الأسرى من تعذيب جسدي ونفسي، بالإضافة إلى سياسة القتل البطيء التي تنتهجها “إسرائيل” من خلال منع العلاج والأدوية وكذلك الطعام.

ومن بين الشهادات المروعة التي رصدتها الصحيفة نقلاً عن أطباء وشهود عيان رووا تفاصيل وفاة أسرى في سجون الاحتلال، توفي أحد الأسرى الفلسطينيين بعد إصابته بتمزق في الطحال وكسر في الأضلاع، بعد تعرضه للضرب المبرح على يد حراس السجن الإسرائيليون، بينما لقي سجين آخر نهاية مأساوية بسبب حالة مزمنة لم يتم علاجها وإهمال سلطات السجون لحالته.

وتناولت الصحيفة الأمريكية شهادة الأسير المحرر من السجون الإسرائيلية مؤخراً، معزز عبيات، البالغ من العمر 37 عاماً، لافتةً إلى أنه كان “بالكاد قادراً على المشي عندما غادر السجن”، ومشددةً على أنه قد ألقي القبض عليه في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر 2023، للاشتباه في ارتباطه بحركة حماس، لكنه لم توجه إليه أي اتهاماتٍ قط.

عبيات قال في عيادةٍ طبية في بلدة بيت جالا في الضفة الغربية، حيث كان يتلقى الرعاية الطبية، إنه “غير متأكد من عمره أو أعمار أطفاله الخمسة”، مُضيفاً: “لا أعرف شيئاً سوى السجن”.

الأسير الذي تناقل الإعلام قصته، كان لاعب كمال أجسام، إلا أنه قد خسر أكثر من 100 رطل من وزنه في تسعة أشهر، ليهمس وهو يصف حارس سجنٍ إسرائيلياً “اعتدى عليه جنسياً بمقشة”، قائلاً: “إنه غوانتانامو”.

وذكرت الصحيفة أن الرجال الثلاثة هم من بين 13 فلسطينياً على الأقل من الضفة الغربية لقوا حتفهم في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، وفقاً لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، كما توفي عدد غير معروف من السجناء من قطاع غزة.

وأكدت جماعات حقوق الإنسان أن الظروف في السجون الإسرائيلية المزدحمة تدهورت بشكلٍ خطير منذ بداية الحرب.

ووصف السجناء الفلسطينيون السابقون، الضرب الروتيني، الذي غالباً ما يتم تنفيذه على زنازين أو أقسام بأكملها، عادةً بالهراوات وأحياناً بالكلاب، وقالوا إنهم حرموا من الغذاء الكافي والرعاية الطبية وتعرضوا للإساءة النفسية والجسدية.

وتحدثت صحيفة “واشنطن بوست” إلى 11 سجيناً سابقاً و6 من المحامين، وفحصت سجلات المحكمة واستعرضت تقارير التشريح، وكشفت عن العنف والحرمان المتفشي، والذي كان مميتاً في بعض الأحيان، من قبل سلطات السجون الإسرائيلية.

في حين ركز الاهتمام والإدانة الدوليان على محنة المعتقلين في غزة – وخاصة في موقع “سدي تيمان” العسكري سيئ السمعة – يقول المدافعون عن حقوق الإنسان إن هناك أزمة أعمق وأكثر منهجية في النظام الجزائي الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أن هناك وثائق تشير إلى أن رئيس جهاز الاستخبارات العامة الإسرائيلية “الشاباك”، رونين بار، حذر في رسالة إلى سلطات السجون، في 26 يونيو الماضي، من أن ظروف الفلسطينيين في السجون قد تؤدي إلى إجراءات قانونية دولية إضافية، وذلك بالتزامن مع دراسة المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، بسبب سلوك “إسرائيل” في غزة.

هذا وتقدر المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى وجود أكثر من 9 آلاف أسير فلسطيني، بينما لا توجد حصيلة مؤكدة عن عدد الأسرى من قطاع غزة، أو تقارير واضحة بشأن أوضاعهم في السجون.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: السجون الإسرائیلیة فی السجون

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: عملية السلطة في جنين أظهرت ضعف قدراتها

نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن عقيد في معهد التدريب المركزي لقوات الأمن الفلسطينية قوله إن تقييما حديثا لعملية السلطة الفلسطينية في مخيم جنين أظهر فشلها في إصابة الأهداف والتعامل مع الاشتباكات القريبة بالأسلحة النارية، إضافة إلى تفكيك العبوات الناسفة.

وأضاف العقيد -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه- أن عناصر الأمن يمتلكون خبرة محدودة ويفتقرون إلى معدات الحماية، مما جعل المهمة صعبة للغاية بالنسبة لهم.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي اندلعت اشتباكات في مخيم جنين بين قوات الأمن الفلسطيني ومقاومين ضمن عملية "حماية الوطن" التي أطلقتها السلطة الفلسطينية، وأسفرت الموجهات عن سقوط قتلى من الطرفين، بينهم قيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وقال الناطق باسم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية العميد أنور رجب إن الأجهزة الأمنية تعمل على إنهاء ما سماها حالة "الفوضى والفلتان الأمني" في مخيم جنين بالضفة الغربية.

ونشرت أجهزة أمن السلطة القناصة على أسطح المنازل وأطلقت النار على كل هدف متحرك داخل مخيم جنين، وامتدت المواجهات والاشتباكات إلى خارج المخيم ووصلت إلى أجزاء من مدينة جنين.

برج مراقبة تابع للسلطة الفلسطينية تظهر عليه آثار رصاص خلال اشتباكات بين عناصر الأمن ومقاومين (غيتي)

 

كما حاصرت أجهزة السلطة مستشفى جنين الحكومي وفتشت سيارات الإسعاف، واقتحمت مستشفى ابن سينا.

إعلان

من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل فلسطينية أخرى أن ما تنفذه السلطة في الضفة الغربية هو استهداف واضح للمقاومة المتصاعدة.

وخرج متظاهرون في جنين دعما للمقاومين في المخيم ولكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس.

ومنذ بداية معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قتلت أجهزة أمن السلطة 13 فلسطينيا في الضفة الغربية.

وتُتهَم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية باعتقال مطلوبين للاحتلال الإسرائيلي، مما يزيد تعقيد الوضع في الضفة الغربية.

وتعتقل أجهزة السلطة في الضفة الغربية المحتلة -وفق بيانات حقوقية- أكثر من 150 مواطنا فلسطينيا، بينهم مقاومون ومطاردون من قبل الاحتلال وطلبة جامعات وأسرى محررون ودعاة وكتّاب وصحفيون، وترفض الأجهزة الإفراج عنهم رغم صدور قرارات قضائية بالإفراج عنهم أكثر من مرة.

ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي يتعرض شمال الضفة الغربية لعدوان إسرائيلي خلّف 56 شهيدا وفق وزارة الصحة، إلى جانب نزوح آلاف آخرين، ودمار واسع في ممتلكات ومنازل وبنية تحتية.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تدشن مسارا جديدا لترحيل المهاجرين إلى فنزويلا
  • واشنطن بوست: عملية السلطة في جنين أظهرت ضعف قدراتها
  • إسرائيل تحدد أماكن احتجاز 64 أسيرا من غزة
  • شهادات إسرائيلية تكشف جرائم مروعة بحق فلسطينيين في قطاع غزة
  • رواتب الأسرى..إلغاؤها يفرح واشنطن ويثير غضب الفلسطينيين
  • (صحيفة).. ترامب يوقف جميع أشكال تمويل قوات أمن السلطة الفلسطينية
  • عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي يخرج من السجون الأسبوع المقبل
  • إسرائيل تنشئ مديرية خاصة لترحيل الفلسطينيين لتطبيق خطة ترامب
  • إسرائيل تنشيء مديرية خاصة لترحيل الفلسطينيين لتطبيق خطة ترامب
  • من هو الأسير نائل البرغوثي؟ عميد الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل