5 أسباب لاعتذار البحسني عن مرافقة العليمي في زيارة حضرموت
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
منذ وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى حضرموت في ال27 من يوليو الجاري، أثيرت الكثير من التساؤلات والتكهنات عن سبب غياب عضو المجلس الرئاسي فرج البحسني عن هذه الزيارة. هي الزيارة الثانية لرئيس المجلس الرئاسي إلى حضرموت بعد زيارته لها في يونيو من العام الماضي، واللافت في كلا الزيارتين هو غياب البحسني عنهما.
لم يثر غياب البحسني عن الزيارة الأولى مثل التساؤلات التي أثيرت هذه المرة، رغم أن سخط الشارع الحضرمي من تردي الخدمات الأساسية قاسم مشترك بين الزيارتين. في ما يلي خمسة أسباب محتملة لاعتذار البحسني عن مرافقة الرئيس العليمي في هذه الزيارة:
1- السبب الذي تداولته وسائل إعلام محلية عن مصادر مقربة من اللواء فرج البحسني، أنه اعتذر عن مرافقة رئيس مجلس القيادة الرئاسي "لعدم وجود تنسيق مسبق حول تفاصيل الزيارة". يتوافق هذا السبب مع طبيعة الزيارة الرئاسية المفاجئة إلى حضرموت بعد 4 أيام فقط من إعلان الاتفاق الذي ألغيت بموجبه قرارات البنك المركزي في عدن، واستئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء وتوسيع وجهاتها إلى دول أخرى غير الأردن. وبالأخذ بالاعتبار أن البحسني يعتبر ممثلا عن محافظة حضرموت في مجلس القيادة الرئاسي، إضافة إلى كونه نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، فهو من أعضاء المجلس الذين ظلوا يدعمون تنفيذ قرارات البنك المركزي لإصلاح القطاع المصرفي ويرفضون التراجع عنها حتى بعد أن بدأت الضغوط الأممية والإقليمية على المجلس الرئاسي وقيادة البنك. كما أن خلوّ الاتفاق من بنود صريحة باستئناف تصدير النفط وإلزام مليشيا الحوثي بعدم مهاجمة منشآت التصدير، زاد من حدة الاستياء لدى أعضاء المجلس الرئاسي المؤيدين لقرارات البنك والخطوط الجوية.
2- امتداداً للسبب الأول، قد يكون لاعتذار البحسني عن مرافقة الرئيس العليمي في هذه الزيارة، أبعاد مستقبلية تتعلق بأي اتفاقات محتملة لمنح مليشيا الحوثي حصة من عائدات النفط، وهو ما تتحدث عنه التقارير الإعلامية بشكل شبه مؤكد نقلا عن مصادر "مطلعة". وبحكم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها البحسني في المحافظة التي يمثلها في المجلس الرئاسي، فمن المرجح، بحسب مراقبين، أن تؤثر مرافقته للرئيس العليمي على ثقة الشارع الحضرمي به، وهو الرجل الذي لعب دورا محوريا في تحرير المكلا من قبضة تنظيم القاعدة في 2016، وتولى إدارة المحافظة لسنوات لاحقة.
3- ويستمر تسلسل أسباب اعتذار البحسني وترابطها ببعضها، حيث تأتي زيارة الرئيس رشاد العليمي إلى حضرموت بعد 4 أيام فقط من التراجع عن قرارات البنك المركزي وشركة الخطوط الجوية، ورغم أن الشارع الحضرمي لم يكن متفائلا كثيرا بهذه القرارات، إلا أنه لم يكن بعيدا عن التفاعل معها. وبالتالي فإن خيبة الأمل الشعبية من التراجع الرئاسي عن القرارات شملت المواطنين في كبرى المحافظات اليمنية وأغناها ثروة نفطية. وإضافة إلى خيبة الأمل المزمنة لدى أهالي حضرموت تجاه تباطؤ السلطة الشرعية أو عجزها عن تنفيذ مطالب المواطنين والتيارات السياسية التي تمثلهم بحل مشكلات الخدمات الأساسية وعلى رأسها الكهرباء، أعطى تراجع الرئاسي عن القرارات السيادية انطباعا للشارع الحضرمي عن مستوى العجز في أعلى سلطة شرعية عن حماية مكتسبات الشعب والدولة من تهديد مليشيا انقلابية تضع عينها على كل مقدرات البلاد وثرواتها.
4- باعتذاره عن الظهور الرسمي بجانب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في هذه الزيارة، يوجه اللواء فرج البحسني رسالة إلى الشارع الحضرمي بأنه يشاركهم الغضب من استمرار تردي الأوضاع الخدمية، ومن التراجع الحكومي عن قرارات البنك والخطوط الجوية، وبأنه يرفض أي اتفاق يؤدي إلى استئناف تصدير النفط إذا كان ينص على منح مليشيا الحوثي حصة من عائدات التصدير. كما تمتد رسالة البحسني إلى المملكة العربية السعودية التي ضغطت على المجلس لقبول التراجع عن القرارات السيادية. وإذا ما صحت المعلومات التي تفيد بأن البحسني وافق على الحضور في حضرموت أثناء الزيارة الرئاسية كضيف شرف، فإن رسالته إلى الداخل تتمثل في الحفاظ على التوافق الرئاسي المحرز خلال الفترة الماضية، وإلى السعودية، تتمثل الرسالة في إبداء حسن النية تجاه مساعي المملكة لإنجاز تسوية سياسية في ضوء "خارطة طريق" معدّلة، وليس خارطة الطريق التي يتحدث عنها الحوثيون.
5- السبب الخامس يشير إليه بيان مجلس حضرموت الجامع المعبر عن رفضه لزيارة الرئيس العليمي، وهو عدم مواكبة مجلس القيادة الرئاسي لمطالب القوى السياسية والاجتماعية بـ"إشراك حضرموت كطرف أساسي في أي تعاملات تخص الشأن الوطني أسوة بالأطراف الأخرى"، وبما يليق بمكانة حضرموت وحجمها السياسي والاقتصادي والجغرافي.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: مجلس القیادة الرئاسی المجلس الرئاسی قرارات البنک هذه الزیارة البحسنی عن إلى حضرموت عن مرافقة
إقرأ أيضاً:
سياسي عراقي يكشف أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة بغداد- عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف السياسي العراقي المقيم في واشنطن نزار حيدر، اليوم الأحد (15 كانون الأول 2024)، عن أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد منذ أيام.
وقال حيدر لـ"بغداد اليوم"، إن "ما يشهده العراق من زيارات مكوكية من والى العاصمة بغداد، واهمها زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن واجتماعه برئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، تتمحور حول نقطة جوهرية واحدة فقط وهي؛ أن يضبط العراق نفسه فيما يخص الملف السوري فلا يتصرف خارج المألوف أو يشذ عن إجماع دول الجوار والمنطقة والمجتمع الدولي".
وأضاف، أنه "لهذه الرسالة المحورية سبب واضح جدا وهو أن بغداد تتعرض لضغط مهول من قبل ايران لإعادة النظر بقرار اغلاق الحدود المشتركة بين العراق وسوريا، لإعادة تكرار تجربة المقاومة التي قادتها وقتها الحليفتين المقربتين لبعضهما طهران ودمشق على الأراضي العراقية عندما غزت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا العراق واسقطتا نظام صدام حسين".
وتابع، أن "هذا الهدف الذي تعمل على تحقيقه طهران لم يعد خافياً على أحد، فلقد أكد عليه المرشد الايراني في خطابه الأخير الذي شرح فيه ما جرى وسيجري في سوريا متوعداً بتكرار تجربة المقاومة العراقية لمنع أي نفوذ للولايات المتحدة في سوريا بعد سقوط حليفه الأسد".
وأردف، أن "الهدف السامي من وجهة نظر طهران لا يمكن أن يتحقق الا إذا قرر العراق فتح حدوده مع سوريا، فهي المنفذ الوحيد لعبور الجهاديين اليها والبدء بمشروع المقاومة كما كانت".
وأكد أن "العراق من جانبه يعرف ان تراجعه عن قرار اغلاق حدوده مع سوريا بمثابة تهور واللعب بالنار، خاصة وان انقرة تراقب من كركوك الى زاخو، فيما اشترطت واشنطن على بغداد لالتزامها بما أعلن عنه الرئيس بايدن الأسبوع الماضي من أنه سيحمي (العراق والاردن واسرائيل) من أي تطورات سلبية في سوريا قد تضر بهم، اشترطت على بغداد ان تلتزم بالتعليمات اذا كانت تنتظر مساعدتها من أي مخاطر محتملة سواء من قبل انقرة أو تل أبيب أو الإرهاب".
وتابع السياسي العراقي المقيم في واشنطن، أنه "حتى الميليشيات يبدو لي أنها تعلمت الدرس واستوعبت التجربة وأصغت لنداء العقل والمنطق الذي أطلقه الوطنيين بمختلف توجهاتهم وخلفياتهم فأخفت سهامها في أكنانها وتلاشت عن الساحة ولو الى حين على امل ان يقنعها القائد العام للقوات المسلحة بالدستور والقانون وفتوى المرجع الاعلى بوجوب تسليم سلاحها الى الدولة وتفكيك تنظيماتها المسلحة والاندماج بمؤسسات الدولة والعمل بمبدأ (العراق أولا)".
لكن رئيس المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية علي الصاحب، يرى في الزيارات المكثفة للمسؤولين الأجانب إلى العاصمة العراقية دلالة على أهمية العراق ودوره المحوري في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم بصورة عامة.
وقال الصاحب لـ "بغداد اليوم" السبت (15 كانون الأول 2024)، إن "العاصمة بغداد شهدت خلال الايام القليلة الماضية زيارات مكثفة لعدد من المسؤولين الأجانب آخرها يوم أمس وزير الخارجية الامريكي وهذا ما يدل على أهمية العراق ويؤكد دوره المحوري في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم بصورة عامة".
وأضاف، أن "العراق اتخذ في الكثير من الازمات التي مرت على المنطقة موقف الحياد وهذا ما عزز دوره الإقليمي والدولي وجعله عنصرا أساسيا في حل الإشكاليات عبر الأطر الدبلوماسية والسياسية ونتوقع أن العراق سيكون فاعلا ومؤثرا في المنطقة والعالم خلال المرحلة المقبلة بعد نجاحاته في العلاقات الخارجية".
وكان وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، قد وصل الى العاصمة بغداد، يوم الجمعة (13 كانون الأول 2024)، في زيارة غير معلنة، التقى خلالها برئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني.
وبحسب المكتب الاعلامي لمكتب رئيس مجلس الوزراء، فأن السوداني شدد خلال اللقاء "على ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد لضمان تعزيز استقرارها، كما أكد أنّ العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا".
وأكد السوداني بحسب البيان "ضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية، من أي جهة كانت، وشدد على أنّ ذلك يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة".