حصيلة مؤلمة في أيام دموية جديدة بالفاشر السودانية
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
لقي العشرات مصرعهم وجرح آخرون خلال الأيام الثلاثة الماضية، في قصف مدفعي كثيف شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بغرب السودان.
وقال شهود عيان إن القصف المدفعي كان عنيفًا وشمل مناطق سكنية مزدحمة في المدينة، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين.
وأكدت مصادر طبية أن المستشفى الوحيد الذي يعمل في الفاشر يعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والأدوية اللازمة لعلاج الجرحى.
وأعربت حكومة ولاية شمال دارفور عن إدانتها واستنكارها الشديدين "للمجزرتين البشريتين اللتين ارتكبهما الدعم السريع بحق المدنيين في مدينة الفاشر عاصمة الولاية".
وقالت في بيان إن "المليشيا" قامت بقصف مكثف ومنهجي على الأسواق والأحياء والمرافق الخدمية في الفاشر خلال الأيام الثلاثة الماضية، مما تسبب في سقوط عدد من القذائف الصاروخية على سوق المواشي والمستشفيات ومنازل المواطنين. "وأسفر ذلك عن مقتل أكثر من 60 مدنيا وإصابة أكثر من 100 آخرين".
ووصف البيان ما حدث في سوق الفاشر الجنوبي (المواشي) خلال اليومين الماضيين بأنه "واحدة من أكبر المجازر البشرية التي ارتكبتها مليشيا التمرد في حق المدنيين العزل الذين يذهبون إلى ذلك السوق بغرض كسب لقمة عيشهم"، وفق تعبيره.
وجاء في بيان للأمم المتحدة أن تقارير "أفادت بمقتل وإصابة ما لا يقل عن 97 مدنيا في هجوم على مستشفى ومناطق سكنية وسوق للماشية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في 27 يوليو/تموز الجاري".
وأكد البيان أن الأمم المتحدة في السودان "تدين بشدة هذه الهجمات العشوائية".
مفاوضات الدماء
وفي تصريحات صحفية اليوم، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن "قوات الدعم السريع قررت دخول المفاوضات بدماء الأبرياء".
وأضاف الحاكم أن اليوم الاثنين كان من "أكثر الأيام دموية" على التجمعات المدنية في مدينة الفاشر. وعبّر عن غضبه واستنكاره لهذه الأعمال التي وصفها بأنها "دموية" وتستهدف المدنيين العزل.
وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية الثقيلة صباح الاثنين الأحياء الغربية للمدينة، ومحيط قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش الذي رد بقصف مدفعي لمواقع الدعم السريع شرقي المدينة.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر عسكرية للجزيرة -اليوم الاثنين- أن الدفاعات الجوية للجيش السوداني أسقطت 3 مسيّرات "انتحارية" تابعة لقوات الدعم السريع كانت تستهدف قاعدة كنانة الجوية بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد.
وتأتي هذه الأحداث بالتزامن مع الترتيبات الجارية لعقد مفاوضات بين طرفي القتال في جنيف، بهدف إيجاد حل سياسي دائم للأزمة في البلاد.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدعم السریع مدینة الفاشر
إقرأ أيضاً:
واشنطن تفرض عقوبات على حميدتي قائد قوات الدعم السريع السودانية
قال مصدران دبلوماسيان أمريكيان لوكالة رويترز للأنباء، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستعلن فرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، "حميدتي".
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، دعت الحكومة السودانية المجتمع الدولي إلى تصنيف قوات الدعم السريع جماعة إرهابية، مشددة على أن التصعيد الممنهج للمذابح والفظائع من القوات التي يتزعمها دقلو ضد المدنيين يهدف لاستدعاء التدخل العسكري الدولي في السودان.
واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، بابكر الصديق، قوات الدعم السريع بارتكاب مذبحة جديدة في مدينة الهلالية، بولاية الجزيرة، وسط السودان، حيث تجاوز عدد القتلى 100 شخص قتلوا بالرصاص أو نتيجة للتسمم الغذائي، وافتقاد الرعاية الطبية لمئات المدنيين من رجال ونساء وأطفال تحتجزهم رهائن في مواقع مختلفة من المدينة.
وقال الصديق، إن هذه الجريمة البشعة جاءت بالتزامن مع بيانات الإدانة الدولية للمذابح التي نفذتها قوات الدعم السريع، الأسبوعين الماضيين، في قرية السريحة وعشرات القرى الأخرى والمدن في شرق ولاية الجزيرة، وقتل خلالها المئات من المدنيين، في حملات انتقامية مروعة استهدفت المدنيين العزل، بعد انشقاق عدد من قادة قوات الدعم السريع وعناصرها.
وأضاف: "تتزامن المذبحة الشنيعة مع حملة انتقامية وحشية مشابهة تنفذها قوات الدعم السريع ضد القرويين العزل في شمال دارفور، بعد فشل هجماتها المتكررة على الفاشر، حيث حرقت خلالها أكثر من 40 قرية في الولاية".
وأوضح أن قوات الدعم السريع لا تعبأ بالإدانات اللفظية، أو القرارات الدولية غير المسنودة بإجراءات حاسمة لضمان تنفيذها، كما حدث مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736 الصادر منذ قرابة ستة أشهر، الذي طالب قوات الدعم بفك الحصار عن مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وعدم استهداف المدنيين. مبينا أنها ردت عليه بتصعيد قصفها للمدنيين ومعسكرات النازحين بالفاشر، على عكس ما طالبها به القرار.
وأكدت الخارجية السودانية، أن التصعيد الممنهج للمذابح والفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين يهدف لاستدعاء التدخل العسكري الدولي في السودان، تحت ذريعة حماية المدنيين، بما يمكّن قوات الدعم السريع من تجنب الهزيمة العسكرية، والاحتفاظ بالمواقع التي تحتلها.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بعدم الاستجابة لـ"الابتزاز الإرهابي" بطرح فكرة التدخل الدولي، مشيرة إلى أن المطلوب هو تصنيف قوات الدعم السريع جماعة إرهابية، وملاحقة قياداتها وعناصرها كمطلوبين للعدالة الدولية، واعتبار كل من يساعد أو يدعم قوات الدعم السريع أو يستضيف قياداتها والمتحدثين باسمها راعيا للإرهاب وشريكا في جرائمها.