بين التهدئة والهجمات المجهولة.. الهدنة تترسخ وغموض يحيط بقصف عين الأسد
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
29 يوليو، 2024
بغداد/المسلة: أعلن أحد أبرز الفصائل المسلحة في العراق، “كتائب سيد الشهداء”، التزامه بالهدنة التي نجح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في إرسائها منذ شهر فبراير الماضي. ويأتي هذا الإعلان في وقت تتعرض فيه القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار والقواعد السورية لهجمات صاروخية مجهولة المصدر.
وتشكل “كتائب سيد الشهداء” جزءاً من “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي تحالف من الفصائل المسلحة التي تعارض الوجود الأمريكي في البلاد.
ويعود تأريخ هذه الفصائل إلى فترة ما بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث ظهرت كمجموعات مقاومة للاحتلال الأجنبي. ومع مرور الوقت، تطورت هذه الفصائل لتصبح قوى سياسية وعسكرية مؤثرة داخل العراق.
جهود رئيس الوزراء السودانيمنذ توليه منصبه، سعى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تهدئة الأوضاع المتوترة بين الفصائل المسلحة والقوات الأمريكية. ونجحت جهوده في إبرام هدنة مع “كتائب سيد الشهداء” وفصائل أخرى، مما أسهم في تخفيف حدة الهجمات الصاروخية التي كانت تستهدف القوات الأمريكية وقواعدها في العراق.
إلى جانب التهدئة، يعمل السوداني على إعادة تنظيم الوجود الأمريكي في العراق من خلال العودة إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي أبرمها العراق مع الولايات المتحدة عام 2008.
وهذه الاتفاقية، التي صادق عليها البرلمان العراقي، تنظم العلاقات الأمنية بين البلدين وتحدد أطر التعاون العسكري.
استمرار الهجمات الصاروخيةرغم الهدنة المعلنة، تعرضت قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار لهجوم صاروخي مؤخراً. لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم، مما يثير تساؤلات حول الجهات التي تستمر في استهداف القوات الأمريكية. وفقاً لتصريحات قيادي بارز في “كتائب سيد الشهداء”، فإن الفصائل المنضوية في “المقاومة الإسلامية في العراق” و”هيئة تنسيقية المقاومة” تنفي معرفتها بالجهات التي تنفذ هذه الهجمات، مؤكدة التزامها بالتهدئة.
ويبدو أن جهود رئيس الوزراء السوداني في التهدئة قد نجحت إلى حد كبير، مما يساهم في خلق بيئة أكثر استقراراً لتنظيم الوجود الأمريكي في العراق. ومع ذلك، فإن الهجمات الصاروخية المجهولة تشير إلى وجود جهات أخرى تتصرف بناءً على أجندات مختلفة أو بدوافع فردية.
وتفيد تحليلات ان من الضروري على الحكومة العراقية اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز الأمن والكشف عن هذه الجهات المجهولة، وذلك بالتعاون مع المجتمع الدولي والأجهزة الاستخباراتية.
إن تحقيق الاستقرار الكامل يتطلب تكاملاً بين الجهود الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية.
معاناة المواطن العراقيوسط هذه التوترات، يعاني المواطن العراقي من تأثيرات عدم الاستقرار الأمني على حياته اليومية. تتسبب الهجمات الصاروخية والنزاعات المسلحة في اضطراب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، مما يزيد من معاناة المواطنين الذين يطمحون إلى حياة آمنة ومستقرة.
وتحقيق التهدئة الكاملة وضمان الأمن يمكن أن يسهم في تحسين الظروف المعيشية للشعب العراقي وتوفير بيئة ملائمة للتنمية.
وتشكل الهدنة المعلنة بين الفصائل المسلحة والحكومة العراقية خطوة إيجابية نحو الاستقرار، إلا أن استمرار الهجمات الصاروخية يشير إلى تحديات أمنية لا تزال قائمة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الهجمات الصاروخیة کتائب سید الشهداء الفصائل المسلحة رئیس الوزراء فی العراق
إقرأ أيضاً:
داليا عبد الرحيم: سوريا لن تصل إلى حلول دون توافق سياسي شامل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عرضت الإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة نيوز، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تقريرًا بعنوان “الفصائل المسلحة”، والذي يرصد الضوء على واقع هذه الفصائل، ومواقفها، وتأثيرها على مستقبل سوريا.
وقالت “عبدالرحيم”، خلال برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، إنه على مدار إثنا عشر عامًا من الثورة على النظام السياسي في سوريا، فما زال المشهد ملبدًا بعدد غير محدود من الفصائل والميليشيات المسلحة، والتي باتت هي المتصدر الأساسي للمشهد رغم سقوط النظام السوري قبل أسبوعين، وفي مقدمة هذه الفصائل هيئة تحرير الشام والتي ينضوي تحتها عددًا هائلًا من الفصائل المسلحة، فضلًا عن الجيش السوري الحر، وداعش والقاعدة والإخوان المسلمين والحزب الإسلامي التركستاني وقوات سوريا الديمقراطية، وتمتلك الفصائل المسلحة قدرًا هائلًا من السلاح خارج نطاق الدولة، وكل منها يُريد أن يكون مشكلًا في الحكومة السورية القادمة، ولن يضع سلاحه أو يقوم بحل نفسه إلا إذا شملته الحكومة القادمة أو كان الدستور السوري القادم مُعبرًا عنه.
وتابعت: وتُظهر القراءة الأولى للفصائل المسلحة أنها لن تستغني عن سلاحها أو تقوم بتفكيك نفسها إلا إذا كانت ضمن التشكيلات الأساسية للحكومة، فضلًا على أن داعش والقاعدة لا يؤمنان بما حدث في سوريا ويسعيان لإعادة تموضعهما مع تنظيمات أخرى محلية قد تنضم إلى حركة العنف المتوقعة، وانتقلت سوريا من الحرب الأهلية التي ضربت بنيتها على مدار أكثر من عقد إلى مستقبل يبدو غامضًا، يحمل في بذورة العمل المسلح مع وجود عدد من المكونات السورية التي تسلحت من أجل مواجهة تنظيم داعش في شمال شرق سوريا أو حتى مقاومة الخروقات التركية للأراضي السورية؛ فما زالت المجموعات المسلحة تترقب المستقبل، وكل منها يُعلن استعداده لتفكيك نفسه مقابل أنّ يكون ممثلًا في الحكومة السورية القادمة أو ضمن تشكيلات الجيش السوري، ولكن لا توجد أي خطوات حقيقية على أرض الواقع تترجم الأقوال إلى أفعال.
وأوضحت أن سوريا تبدو اليوم في مواجهة معقدة، حيث تتحكم الفصائل المسلحة بمساحات واسعة من القرار السياسي والأمني، وتطرح نفسها كلاعب لا يمكن تجاهله في أي صياغة للمستقبل، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن لهذه الفصائل أن تُشارك في بناء دولة مدنية ديمقراطية؟، أم أن مستقبل سوريا سيظل مرهونًا بالسلاح والانقسامات؟، وتبقى هذه التساؤلات مفتوحة مع غياب خطوات عملية لحل هذه المعضلة على الأرض.
وأكدت أن سوريا تبقى في قلب صراع طويل ومُعقد بين الفصائل المسلحة المتنوعة، التي تسعى كل منها لتحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، ورغم الانتصار العسكري الذي تحقق بإسقاط نظام الأسد، فإن البلاد ما زالت تواجه تحديات كبيرة في ظل وجود العديد من القوى الداخلية والخارجية المتنافسة؛ إذ أن كل فصيل يحمل رؤيته الخاصة للمستقبل، بينما تظل القوى الدولية والإقليمية تلعب دورًا محوريًا في تحديد مسارات الأحداث، ومع هذه التحولات العميقة على الأرض لا يمكننا تجاهل التهديدات التي لا تزال قائمة، سواء كان ذلك من خلال خلايا داعش النائمة أو استمرار الاحتكاك بين الفصائل، إضافة إلى ذلك يبقى التساؤل حول دور القوى المدنية والسياسية في سوريا مفتوحًا، وهل ستكون قادرة على فرض نفسها في المستقبل السياسي للبلاد، أم أن الفصائل المسلحة ستظل الحاكم الفعلي للمشهد؟.
واختتمت: يبقى المستقبل السوري رهناً بالصراعات الداخلية والتحولات السياسية، وإن كان هناك أملًا في بناء سوريا جديدة مستقرة، فإن ذلك يتطلب تكاتف جميع الأطراف من فصائل مسلحة، وقوى مدنية، وداعمين دوليين، وفي النهاية نحن أمام مرحلة مليئة بالتحديات والفرص على حد سواء، ولن نتمكن من الوصول إلى الحلول دون توافق سياسي شامل يضع مصلحة الشعب السوري في المقدمة.