بكين-سانا

جددت الصين اليوم التأكيد على تمسكها بسيادتها الإقليمية وحقوقها ومصالحها المشروعة ومعارضتها التدخل في شؤونها الداخلية، مشيرة إلى أن أنشطتها في مجال التنمية الدفاعية والعسكرية مبررة ومعقولة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “لين جيان” في مؤتمر صحفي دوري تعليقاً على قلق الولايات المتحدة واليابان واستراليا والهند إزاء الوضع في بحر الصين الشرقي والجنوبي: إن التعاون بين الدول والمبادرات الإقليمية يجب أن يكون مواتياً للسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة بدلاً من التركيز على تشكيل تجمعات حصرية تقوض الثقة والتعاون بينها”.

واعتبر أن “هذه الدول تثير المخاوف وتحرض على العداء وتعيق تنمية الدول الأخرى وهذا يتعارض مع الاتجاه السائد المتمثل في السعي إلى السلام”.

وشدد المتحدث على أن “الصين تتمسك بحزم بسيادتها الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية”، مؤكداً” التزامها بتسوية القضايا البحرية الثنائية بشكل مناسب مع البلدان المعنية مباشرة من خلال الحوار والتشاور”.

وحول بيان الولايات المتحدة واليابان بشأن السياسة الخارجية الصينية قال جيان: إن “البيان يفتقر إلى أي أساس واقعي فهو يهاجم السياسات الصينية ويتدخل بشكل صارخ في شؤونها الداخلية”.

وأوضح أن “الصين قوة من أجل السلام العالمي، وأنها تساهم في التنمية العالمية وتدافع عن النظام الدولي وتلتزم بمسار التنمية السلمية وسياسة الدفاع ذات الطبيعة الدفاعية”، مشيراً إلى أن “أنشطتها في مجال التنمية الدفاعية والعسكرية مبررة ومعقولة”.

وبشأن القضايا المتعلقة بتايوان وهونغ كونغ وشينجيان والتبيت شدد المتحدث على أنها “شؤون داخلية بحتة للصين ولا تقبل أي تدخل خارجي، والتهديد الأكبر للسلام عبر المضيق في الوقت الحاضر هو الأنشطة الانفصالية التي تقوم بها قوى استقلال تايوان والتواطؤ والدعم الخارجي الذي تتلقاه”.

وطالب جيان الولايات المتحدة واليابان بالتوقف فوراً عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين وخلق المواجهة وإشعال فتيل حرب باردة جديدة، والقيام بما يساعد على الاستقرار الإستراتيجي الإقليمي، وعدم التحول إلى مصدر خطر واضطراب للسلام والهدوء في المنطقة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة الانسحاب من مفاوضات غزة؟

سرايا - لأشهر، كانت الولايات المتحدة كأنها تطارد سرابا، فمن جهة صفقة المحتجزين في قطاع غزة، ومن جهة أخرى إنهاء معاناة المدنيين هناك، ووقف الحرب

لكن هدفها لم يكن أبدا أبعد من ذلك، بحسب تقرير طالعته "العين الإخبارية" في شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

فالشبكة ترى أنه نادرا ما كانت إدارة الرئيس جو بايدن أكثر تباعدا عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما أعقبه من حرب إسرائيلية وحشية على القطاع.

وفيما تقول واشنطن إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أصبح على بعد تسعة أعشار الطريق من الاكتمال بعد الدبلوماسية التي شملت الولايات المتحدة وقطر ومصر، ينفي نتنياهو أنه قريب.

لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة الانسحاب؟
تشير "سي إن إن"، إلى أن الدوافع التي قادت الإدارة إلى هذه الحلقة المفرغة من الفشل، لم تتغير، ولذلك لا تستطيع واشنطن الاستسلام.

إذ يتعرض بايدن لضغوط أكبر لتأمين إطلاق سراح الأمريكيين الذين يُعتقد أنهم محتجزون في غزة بعد مقتل هيرش غولدبرغ بولين، وهو مواطن أمريكي إسرائيلي من بين ستة رهائن عُثر على جثثهم يوم الأحد الماضي، في أحد أنفاق غزة.
كما أن الرغبة الشديدة للإدارة الأمريكية في منع امتداد الصراع الإقليمي تعني أيضا أن إنهاء الحرب يظل أمرا ضروريا.

إضافة إلى أن البيت الأبيض لديه دوافع سياسية وإنسانية في إنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين. والغضب إزاء هذه الخسائر، وخاصة بين التقدميين والناخبين الأمريكيين العرب والذي قد يهدد آمال نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات في ولاية ميشيغان المتأرجحة الرئيسية، على سبيل المثال.

وفي هذا الصدد، تقول الشبكة الأمريكية إن قرار بايدن بإنهاء مساعيه لإعادة انتخابه أعطى بعدا جديدا وشخصيا لأزمة الشرق الأوسط بالنسبة للرئيس. فإذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الأشهر القليلة المقبلة، فسوف يواجه احتمال تسليم خليفته فشلا من شأنه أن يساعد في تشكيل إرثه.

وذكر أحد كبار الديمقراطيين المقربين من البيت الأبيض، أن بايدن ضاعف تركيزه على الشرق الأوسط منذ أن أوقف حملته وكان "مهووسا" بهذه القضية.

وفي حين لم يصل المسؤولون الأمريكيون بعد إلى نقطة الاعتراف بأنه قد لا يكون هناك اتفاق قبل مغادرة الرئيس لمنصبه، قال المسؤول الديمقراطي "نحن عالقون"، مضيفا أن "كلا الحزبين متمسكان بشدة".
وعلى الرغم من إحباطه، لم يستخدم البيت الأبيض بعد كل النفوذ الممكن على نتنياهو - وربما لن يفعل ذلك. وفق المصدر.

ومعروف عن بايدن أنه رئيس مؤيد بشدة لإسرائيل ولم يكن حتى الآن على استعداد للرضوخ للمطالب التقدمية بتقييد مبيعات الأسلحة الأمريكية لتل أبيب لإجبار نتنياهو.

ولكن من غير المرجح أن تنجح هذه المحاولة. فما زال احتمال ابتعاد الولايات المتحدة عن إسرائيل وإلقاء اللوم علنا على رئيس وزراء إسرائيلي في هذا الطريق المسدود، غير وارد. وفق "سي إن إن.

كذلك الظروف السياسية المتوترة تشكل أيضا أحد الأسباب التي تجعل من الصعب، على الرغم من استعداد هاريس لاستخدام خطاب أكثر صرامة تجاه نتنياهو، أن تخطط لشقاق مع إسرائيل كواحدة من أولى خطواتها الرئيسية في السياسة الخارجية إذا أصبحت رئيسة.

لعبة نتنياهو السياسية في الداخل:

وتتركز مبررات نتنياهو الأخيرة لعدم إبرام صفقة على رفضه سحب قواته من محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، والتي يقول إنها حاسمة لقدرة حماس على الحفاظ على إمداداتها من الأسلحة.

ولم يترك نتنياهو أي مجال للشك في أنه يرى الحرب ضد حماس كجزء من صراع أوسع ضد إيران ووكلائها، وهو الموقف الذي يعني أنه يفكر في أكثر من مجرد الدفع نحو التوصل إلى اتفاق مع حماس. وفق سي إن إن.

وبينما تعرض لضغوط سياسية شديدة من عائلات الرهائن الإسرائيليين المتبقين لبذل المزيد من الجهد لإخراجهم ــ وخاصة في استئناف الاحتجاجات في الشوارع في الأيام الأخيرة ــ فإن المعارضة لاستمراره في رئاسة الوزراء لم تصل إلى الكتلة الحرجة اللازمة للإطاحة به.

ويعتقد العديد من المحللين أن نتنياهو يريد استمرار الحرب لتأجيل التحقيقات الحتمية حول كيفية وقوع أسوأ هجوم في تاريخ إسرائيل في عهده.

وسوف يكون نتنياهو أكثر عرضة لاتهامات الاحتيال والرشوة والمحاكمات التي يواجهها إذا كان خارج منصبه.

ولكن في إسرائيل، لا يزال نتنياهو في حالة من الجمود السياسي. فقد صمد ائتلافه الحاكم - الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل - مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت إدارة بايدن قد قيمت بشكل صحيح احتمالات بقائه وإمكانيات ما هو واقعي سياسيا.

وبالنسبة لآرون ديفيد ميلر، المفاوض الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط، فإن الرقم الرئيسي في ذهن نتنياهو لم يكن عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين يحتجون عليه في الشوارع، بل 64"، في إشارة إلى عدد المقاعد التي يسيطر عليها ائتلافه في الكنيست.



مقالات مشابهة

  • بمشاركة مصرية.. انطلاق الدورة التدريبية الإقليمية لإعداد مدربي الأنشطة الحركية بالكويت
  • بمشاركة مصرية انطلاق الدورة التدريبية الإقليمية لإعداد مدربي الأنشطة الحركية بالكويت
  • عطل في منصة «إكس» يؤثر على آلاف المستخدمين بـ الولايات المتحدة
  • انخفاض اسعار النفط وهدهد سليمان القادم من الصين
  • عُمان تدعو إلى تعزيز الجهود الدولية لدعم التنمية في إفريقيا
  • لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة الانسحاب من مفاوضات غزة؟
  • الصين تحتجز ناشطين وترفع التوتر مع الولايات المتحدة
  • بلينكن: الولايات المتحدة تأسف لمقتل مواطنة أمريكية في الضفة الغربية
  • حسن إسماعيل: الصين … اليوم قبل الغد !!
  • البرهان يشهد التوقيع على اتفاقية التعاون مع الصين في مجال الصناعات الدفاعية