الرئيس بزشكيان للوفد السوري المشارك في مراسم تنصيبه: أهمية التركيز على تطوير العلاقات في كل المجالات والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
طهران-سانا
استقبل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس والوفد الحكومي المرافق الذي يضم الدكتور محمد سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية والدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين.
وأكد الرئيس الإيراني أنه لطالما كانت العلاقات الثنائية طيبة ومتميزة منذ عقود وذلك من خلال الدعم المشترك للقضايا العادلة والمحقة للجانبين.
وأشار الرئيس بزشكيان إلى أهمية التركيز على تطوير العلاقات في كل المجالات وخاصة الاقتصادية والعلمية والثقافية وضرورة الارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية، إضافة إلى أهمية التركيز من قبل الجانبين على تمتين العلاقات بين الشعبين في شتى المجالات وبما يسهم في تعزيز مواقف دول وشعوب المنطقة.
وأوضح الرئيس الإيراني ضرورة تقييم ما تم تحقيقه في مسار العلاقات والوقوف على النقاط التي ما زالت بحاجة إلى المزيد من الاهتمام والعمل المشترك مؤكداً أهمية البعد المؤسساتي في استمرارية تعزيز العلاقة بين البلدين وتطويرها في كل المجالات.
وقدم المهندس عرنوس التهاني للرئيس الإيراني بزشكيان، ونقل له تحيات السيد الرئيس بشار الأسد وتهانيه لنيله ثقة الشعب الإيراني وانتخابه رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، متمنياً له النجاح والتوفيق في مهامه وللشعب الإيراني المزيد من التقدم والازدهار.
كما نقل المهندس عرنوس دعوة السيد الرئيس بشار الأسد لنظيره الإيراني لزيارة دمشق في أقرب فرصة ممكنة وقد رحب الرئيس بزشكيان بالدعوة ووعد بتلبيتها.
وعبّر المهندس عرنوس عن ثقته بأن العلاقات بين البلدين ستزداد عمقاً في المرحلة القادمة كما عهدناها سابقاً، مشيراً إلى أن الأوضاع في سورية حالياً أصبحت أكثر أمناً واستقراراً وذلك بفضل تضحيات الشعب السوري ووقوف الأشقاء والأصدقاء إلى جانب سورية وشعبها.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى الخطوات المتسارعة التي شهدتها العلاقات بين البلدين في كل المجالات مع تأييد ودعم أي خطوة تساعد في تعزيز العلاقات المباشرة بين شعبي البلدين بشكل عام وقطاع الأعمال بشكل خاص تنفيذاً والتزاماً بتوجيهات السيد الرئيس للحكومة السورية بالمضي قدماً في تطوير وتعزيز العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كل المجالات.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: فی کل المجالات
إقرأ أيضاً:
تغليب لغة العقل: المصالح العليا للأردن أولى من الانفعالات السياسية
#سواليف
تغليب #لغة_العقل: المصالح العليا للأردن أولى من #الانفعالات_السياسية
بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة
في خضم الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تعصف ببلادنا، أصبح من الضروري إعادة النظر في بعض المواقف السياسية، ليس من باب الانحياز لطرف على حساب آخر، بل من منطلق تغليب #المصلحة_الوطنية_العليا. حين تعلو الأصوات العاطفية أو الأيديولوجية في قضايا تتطلب الحكمة والبصيرة، فإن الثمن غالبًا ما يدفعه المواطن البسيط الذي لا تعنيه المعارك السياسية بقدر ما تعنيه قوت يومه وكرامته.
مقالات ذات صلة الإعدام لقاتلة والدها جنوب العاصمة / تفاصيل 2024/12/18إن ما نراه اليوم من جمود في العلاقات مع الجارة الشقيقة سوريا لا يخدم سوى تعقيد الأوضاع الاقتصادية التي يرزح تحتها الأردنيون. سوريا ليست مجرد دولة مجاورة؛ بل هي امتداد تاريخي وجغرافي وحضاري، وأي انقطاع في العلاقات معها له تبعات سلبية على الأردن. الحديث هنا ليس عن الولاءات أو الرؤى السياسية المختلفة، بل عن المصالح المشتركة التي يجب أن تُبنى عليها العلاقات بين الدول.
السياسة، كما يُقال، هي فن الممكن. وهي ليست ميدانًا للعواطف الشخصية أو المواقف الأيديولوجية، بل هي ساحة لاتخاذ القرارات الصعبة التي تحمي مصالح الشعوب. وإذا كان الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة سيفتح باب التعاون الاقتصادي والتجاري ويخفف من الضغوط الاقتصادية التي تنهك الجميع، فما المانع من ذلك؟ نحن أمام لحظة مفصلية تتطلب قرارات شجاعة ومسؤولة تُغلّب العقل على الانفعال، والمصلحة على العاطفة.
#الأردن، بطبيعته الجيوسياسية، لا يمكنه أن يعيش بمعزل عن محيطه الإقليمي. وسوريا، رغم كل ما مرت به، تظل جارة وشريكًا أساسيًا في ملفات كثيرة، سواء اقتصادية أو أمنية. إن إعادة ترميم العلاقات على أسس واضحة وواقعية لا تعني بالضرورة الانحياز الكامل لطرف دون آخر، بقدر ما تعني الحفاظ على قنوات الحوار والتواصل بما يخدم الطرفين.
الواقع الاقتصادي يفرض نفسه بقوة. الأزمات المالية وارتفاع معدلات البطالة وتزايد المديونية تُحتم علينا التفكير خارج الصندوق. الانفتاح على الأسواق السورية وإعادة التبادل التجاري بين البلدين ليس خيارًا ترفيًا، بل هو ضرورة حتمية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاقتصاد الوطني. إن إعادة تصدير المنتجات الأردنية إلى سوريا وفتح المعابر الحدودية أمام الحركة التجارية سيعود بالفائدة على الجميع.
إن مصلحة المواطن الأردني يجب أن تكون فوق كل اعتبار. فالأردني الذي يعاني اليوم من تآكل قدرته الشرائية وارتفاع تكاليف الحياة لا يعنيه كثيرًا شكل الحكومة في دمشق أو لونها السياسي. ما يهمه هو أن يرى نتائج ملموسة تخفف من أعبائه وتعيد بعض الأمل إلى واقعه المعيشي.
صوت العقل والحكمة يجب أن يسمع في هذه المرحلة. نحن بحاجة إلى مواقف سياسية متوازنة تتجاوز الرؤى الضيقة وتنحاز فقط إلى المصالح الوطنية العليا. الأوطان تُبنى بالسياسات الواقعية وباتخاذ القرارات الصائبة في أوقات الأزمات. أما الانغلاق السياسي والتردد في إعادة العلاقات مع سوريا فلن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الراهن وتعقيد المشهد أكثر.
ختامًا، نقول للحكومة: إن خدمة الوطن والشعب هي الغاية الأسمى. لا ينبغي أن تكون الأيديولوجيات أو الحسابات السياسية حجر عثرة في طريق المصالح الوطنية. الحكمة تقتضي إعادة التفكير بجدية في العلاقات مع الجارة سوريا، ليس كإعلان حب أو كره، بل كخطوة جريئة نحو إنقاذ الاقتصاد وفتح آفاق جديدة للتعاون الإقليمي. المصالح المشتركة والاحترام المتبادل هما الأساس لأي علاقة، فدعونا نتجاوز الانفعالات وننحاز للعقل والمنطق، خدمةً للبلاد والعباد.