لماذا احتجزوا بـتظاهرات غزة؟.. رسالة من عائلات 65 معتقلا في مصر
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
بعد رسالة دفع بها عدد من ذويهم، عادت قضية 65 محبوسًا على خلفية تظاهرات جرت في القاهرة دعما لفلسطين، إلى واجهة الأحداث مجددا، في وقت طالب فيه ناشطون وحقوقيون بإطلاق سراحهم.
ونشر المحامي خالد علي، الأحد، في صفحته على فيسبوك، رسالة قال إنه تلقاها من أهالي المحبوسين، تطالب النيابة العامة، والجهات المختصة بإعادة النظر في القضيتين 2468، و2469 لسنة 2023 حصر أمن دولة عليا، وإطلاق سراح ذويهم.
وقال علي: "يوم 20 و27 أكتوبر 2023، تم القبض 65 شخصًا بسبب مشاركتهم في مظاهرات دعمًا لفلسطين، حيث كان بعضهم يشارك في المظاهرات التي دعا إليها الرئيس، وتم القبض على البعض الآخر عشوائيًا. نؤكد أنهم جميعًا لم يرتكبوا أي أعمال عنف أو تخريب، بل كانت مشاركتهم تعبيرًا عن موقفهم المؤيد للقضية الفلسطينية".
وتابع: "نطالب النيابة العامة والجهات المختصة بإعادة النظر في القضية وإطلاق سراح الذين شاركوا في التضامن مع فلسطين".
وكان السيسي ذكر خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في القاهرة، في أكتوبر الماضي، أنه "إذا استدعى الأمر أن أطلب من الشعب المصري الخروج للتعبير(..) فستروا ملايين المصريين الداعمين للموقف المصري" الخاص برفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
وبدأت التظاهرات المصرية الداعمة للفلسطينيين في العشرين من أكتوبر، إذ دعت أحزاب موالية للسلطة إلى التظاهر في مناطق محددة، ليس من بينها ميدان التحرير.
لكن متظاهرين خرجوا من الجامع الأزهر، وسط القاهرة، بعد صلاة الجمعة، تمكنوا من الوصول إلى الميدان الذي يعد بؤرة ثورة يناير التي أطاحت الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وسارعت الشرطة بعد ذلك بإخلاء الميدان، وفرقت المتظاهرين إلى الشوارع المتفرعة منه، كما اعتقلت البعض منهم.
وبعدها تواصلت التظاهرات من فترة إلى أخرى، بينما درج متظاهرون على التظاهر أمام مقر نقابة الصحفيين المصريين وسط القاهرة، من حين لآخر.
وفي الثاني من أبريل الماضي، شهد مقر النقابة تظاهرة داعمة لغزة، لكن السلطات اعتقلت 18 شخصًا خلاها، وفق ما أعلنت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
وأرجع البعض القبض على هؤلاء النشطاء إلى "حساسية" ذلك اليوم الذي أدى فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي القسم رئيسا لولاية ثالثة، تبقيه 6 سنوات أخرى في السلطة.
ويرى أستاذ العلوم السياسية المصري، عصام عبد الشافي، أن "النظام المصري يضيق ذرعا بأي تظاهرة من أي نوع، ولذلك يسعى لملاحقة الذين تظاهروا دعما لغزة".
وقال عبد الشافي لموقع الحرة، إن "النظام المصري يغض الطرف عن التظاهرات التي تخرج دعما لفلسطين بإذنه، أو بتنسيق منه أو من الأحزاب الموالية له، بينما يلاحق تظاهرات أخرى تخرج لذات الغرض، لأن منظميها لهم مواقف مستقلة".
وأشار إلى أن "النظام المصري يتعامل مع القضية الفلسطينية كأداة ضغط، فأحيانا يوجه مناصريه بالتظاهر دعما لفلسطين، لتحقيق بعض أجندته، وأحيانا يوجه الآلة الإعلامية التابعة له بالتصعيد، لذات الغرض".
وكانت وسائل إعلام مصرية، بينها صحيفة "اليوم السابع" أوردت في 10 مايو الماضي، أن آلاف المصريين تظاهروا في محافظتي سوهاج والجيزة، تأييدا للقضية الفلسطينية، ولدعم جهود السيسى تجاه القضية.
وبدوره يرى الباحث السياسي، ياسر الهواري، أن التظاهرات التي تخرج دعما للقضية الفلسطينية مهمة وضرورية لإظهار الدعم إلى الفلسطينيين".
ومع ذلك دعا الهواري في حديثه لموقع الحرة، لتحصين تلك التظاهرات من الاختراق بواسطة جهات لها أجندة سياسية، "حتى لا تفقد الهدف الذي تخرج من أجله، وهو تأييد القضية الفلسطينية".
وتحظر السلطات المصرية التظاهر منذ عام 2013، في حين تتهم جماعات حقوقية ومنظمات دولية السلطات المصرية بتقييد الحريات السياسية والعمل السياسي والإعلامي.
وكانت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أعلنت في مايو الماضي، أن السلطات الأمنية أدرجت نحو 120 محتجزا على ذمة 8 قضايا أمام "أمن الدولة"، لمشاركتهم في تظاهرات داعمة لفلسطين، منذ أكتوبر الماضي وحتى مايو.
ويعود عبد الشافي مشيرا إلى أن "النظام المصري يتخوف أن تقود التظاهرات الداعمة لغزة إلى تحفيز المصريين للتظاهر ضد الغلاء والأزمات الاقتصادية، "لذلك يقمع هذه التظاهرات".
وأضاف: "عندما خرجت تظاهرة داعمة لغزة في ميدان التحرير تعامل معها النظام بالقمع، واعتقل عددا من المشاركين فيها، في حين أنه صمت على تظاهرات مماثلة، وذلك لحساسية الميدان الذي أطاح نظام مبارك".
من جانبه استعبد الهواري أن تؤثر التظاهرات المؤيدة لغزة على الأمن القومي المصري أو على علاقات مصر الخارجية، مشددا على أهمية "الالتزام بأهداف تلك التظاهرات".
ولفت إلى أن "جماعة الإخوان المسلمين ظلت تعمل على استغلال أي تظاهرة لخدمة أهدافها، وأنها تحاول أن تدس أجندتها السياسية داخل المطالب الشعبية التي ترفض المجازر في غزة".
واعتبر أن "الشارع المصري استوعب الدرس ولفظ الجماعة بكل توجهاتها".
وأشار الهواري إلى أن المواقف الرسمية تحكمها المصالح، وأن التظاهرات تعبّر عن الموقف الشعبي الرافض للمجازر في فلسطين، منوها إلى أنه "من حق الشعوب أن تُظهر مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: للقضیة الفلسطینیة النظام المصری ا لفلسطین إلى أن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: النصر على حماس أهم من استعادة الأسرى
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تهدف إلى إعادة جميع المخطوفين، الأموات والأحياء، من قطاع غزة، وأضاف أن الهدف الأعلى للحرب هو تحقيق الانتصار على من سماهم الأعداء.
وخلال لقاء مع طلاب إسرائيليين، قال نتنياهو الخميس "نريد استعادة (الأسرى) الأحياء والقتلى.. هذا هدف بالغ الأهمية"، لكن استدرك "للحرب هدف أسمى، وهو تحقيق النصر على أعدائنا، وهذا ما سنحققه.. لدينا أهداف حربية عديدة، ونريد استعادة جميع رهائننا".
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، في حين يقبع في سجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وانتقدت عائلات الأسرى الإسرائيليين تصريح نتنياهو، وقالت عبر منصة "إكس" "السيد رئيس الوزراء.. إن عودة الرجال والنساء المختطفين لا تقل أهمية، بل هي الهدف الأسمى الذي ينبغي أن يوجه الحكومة الإسرائيلية".
وتابعت "تشعر عائلات المخطوفين بالقلق، إذ يتحالف نتنياهو مع سموتريتش ضد رغبة الغالبية العظمى من الإسرائيليين، الذين يريدون عودة جميع المختطفين قبل كل شيء".
إعلانوفي 21 أبريل/نيسان الماضي، أثار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش غضب عائلات الأسرى بتصريح مشابه، قال فيه إن استعادة الأسرى "ليست الهدف الأكثر أهمية".
ومرارا أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لبدء مفاوضات شاملة، من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة بشكل كامل.
والاثنين، قال "مصدر سياسي" إسرائيلي، في تعميم على وسائل الإعلام، إن نتنياهو رفض مقترحا لوقف إطلاق النار لمدة 5 سنوات، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، وعادة ما تصدر البيانات المنسوبة إلى "مصدر سياسي" عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ويعارض سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وقف الإبادة، ويهددان بإسقاط الحكومة إذا حدث ذلك، وتقول عائلات الأسرى والمعارضة إن نتنياهو حريص على استمرار حكومته من أجل بقائه السياسي.
والأربعاء، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي يعتزم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط ضمن خططه لتوسيع الإبادة في غزة.
وفي مطلع مارس/آذار الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخلت غزة مرحلة المجاعة، جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
إعلان