لجريدة عمان:
2025-11-04@22:24:32 GMT

ماذا تستفيد المدن المضيفة للألعاب الأولمبية؟

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظّفري -

هل إنّ تنظيم حدث دولي كبير مثل الألعاب الأولمبية يفيد المدينة المضيفة، وهل مثل هذا الحدث يعيق النمو الاقتصادي للمدينة المضيفة أو البلد المضيف؟ إن العالم، بما في ذلك كبار المثقفين والاقتصاديين وغيرهم من الخبراء، منقسم حول هذه المسألة. في حين يقول الكثيرون بأن تنظيم الألعاب الأولمبية لا يؤدي إلى تنمية اقتصادية متسارعة للمدينة أو البلد المضيف، يقول البعض إن مثل هذه الأحداث يمكن أن تعيق تنمية المدينة أو البلد المضيف بسبب الديون الهائلة التي تتكبدها لتنظيم مثل هذه المناسبات، وعدم استغلال الأماكن التي بنيت للأولمبياد على المدى الطويل، مما قد يشكل عبئًا ثقيلًا على الدولة المضيفة.

هناك ثلاث وجهات نظر على الأقل داخل المجتمع الأكاديمي الرياضي العالمي. إحدى وجهات النظر هي أن المدن والبلدان المضيفة، وحتى المدن والبلدان المتقدمة بالعطاءات للترشيح، يمكنها تسريع تنميتها من خلال تعديل خططها، بما في ذلك التركيز بشكل أكبر على الرياضة، وتغيير هياكلها الاقتصادية والصناعية، وأنماط الاستهلاك.

وجهة النظر الثانية هي أن الاستثمار الكبير على المدى القصير لتنظيم الألعاب الأولمبية يمكن أن يؤدي إلى ما يسمى بتأثير المزاحمة الاقتصادية، وكذلك عدم صلاحية المرفقات للاستعمال لاحقا، يمكن أن يُوجِد عبئا طويل الأجل على المدينة. وتدعم العديد من الأمثلة هذا الرأي، من خلال الاستشهاد بمثال دورة الألعاب الأولمبية في مدينة مونتريال الكندية عام 1976.

تشير التقارير إلى أن كندا كانت تسدد القروض التي حصلت عليها لتنظيم الألعاب على مدى العقدين المقبلين. من ناحية أخرى، غيرت دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 1984، بقيادة بيتر أوبروث، رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لوس أنجلوس، النظرة القائلة بأن الألعاب تمثل عبئًا طويل الأمد على الدولة المضيفة، لتنتهي الألعاب الأولومبية بفائض قدره 225 مليون دولار.

فيما كانت الألعاب الأولمبية اللاحقة، مثل ألعاب 2004 وألعاب 2016، بمثابة أعباء مالية على المدينتين المضيفتين في أثينا وريو دي جانيرو، على التوالي.

وقد عادت بعض الألعاب الأولمبية بالنفع على المدن المضيفة، فعلى سبيل المثال، حقق أولمبياد بكين عام 2008 فائضا قدره 1.2 مليار يوان (165 مليون دولار أمريكي)، وأدّت ألعاب لندن عام 2012 إلى تطور شرق لندن.

وكوني باحثًا درس الألعاب الأولمبية لسنوات عديدة، فإنني أؤكد أن الألعاب الأولمبية، باعتبارها أكبر حدث رياضي واجتماعي وثقافي عالمي خلال وقت السلم، يمكن أن تزدهر في ظل ظروف معينة، منها وجود بيئة عالمية سلمية نسبيًّا، على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية والسياسية. كما أن البلدان والمدن التي تشهد نموا اقتصاديا هي في وضع أفضل لتنظيم الألعاب الأولمبية، ويمكن لهذه الدول استغلال الأولمبياد لتحقيق تقدم مستدام.

ويمكن للمدن والبلدان التي تتمتع بنمو اقتصادي سريع أن تستفيد من المنصة العالمية التي توفرها الألعاب الأولمبية لجذب الاستثمارات، وتغيير التوجهات العامة، وتحويل المدن إلى مناظر طبيعية حضرية. ويمكنهم أيضًا استخدام الألعاب الأولمبية لجمع الموارد العالمية لتعزيز الصناعات الرياضية والسياحية والثقافية بشكل كبير، بما في ذلك المعارض والمؤتمرات العالمية. على سبيل المثال، عزز أولمبياد برشلونة 1992 وأولمبياد سيدني 2000 قطاعي السياحة والضيافة في المدينتين.

إلا أنّ الألعاب الأولمبية لا تعمل تلقائيا على زيادة المشاركة العامة في الألعاب الرياضية أو تعزيز الاقتصاد المحلي. يقول العديد من العلماء إنه من أجل الترويج للرياضة أو تعزيز الاقتصاد المحلي، فإن التخطيط المسبق ضروري، وإلا فإن الفوائد طويلة المدى لا يمكن تحقيقها.

وقد اختارت اللجنة الأولمبية الدولية بالفعل مدينة بريسبان في أستراليا لتكون المدينة المضيفة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2032، ومن المرجح أن يقع الاختيار على جبال الألب الفرنسية وسولت ليك سيتي في الولايات المتحدة لتنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية لعامي 2030 و2034. وقد تقدمت أكثر من 10 مدن بعروض لتنظيم الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2036. وتشير بعض التقارير إلى أن مدينة صينية أبدت أيضًا اهتمامًا بتنظم الألعاب الصيفية لعام 2036.

وقد سلطت التقارير المتعلقة بأولمبياد باريس الضوء على العديد من المشاكل، بما في ذلك إضرابات العمال، وعدم كفاية قوة الشرطة، وتلوث نهر السين. المغري في الأمر، أنّ مثل هذه المشاكل شائعة عندما تستضيف الدول المتقدمة الألعاب الأولمبية، ربما لأنها لا تستثمر بشكل كبير في البنية التحتية وغيرها من المرافق، ولا تقوم بالإعداد الجيد للترتيبات الخاصة بالحدث. وفي المقابل، تقوم البلدان النامية التي تنظم الألعاب الأولمبية باستثمارات كبيرة لتحسين بنيتها التحتية، بما في ذلك بناء الملاعب وغيرها من المرافق الضرورية.

فيما يتعلق بالألعاب الحالية، يمكننا أن نتوقع دورة ألعاب أولمبية ناجحة ومثيرة في باريس، نظرا لشغف الشعب الفرنسي بالرياضة، والخبرة والمعرفة الغنية التي تتمتع بها اللجنة الأولمبية الدولية بالمساعدة في تنظيم الحدث.

يي جياندونغ هو مدير معهد الإدارة الأولمبية بجامعة ونتشو.

عن موقع الصين اليوم

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بما فی ذلک یمکن أن

إقرأ أيضاً:

أطول رحلة طيران في التاريخ... ماذا تعرف عن طائرة هاسيندا التي حلّقت 64 يومًا دون توقف؟

يروي تقرير من New Atlas قصة طائرة "هاسيندا" التي حلّقت عام 1958 فوق نيفادا لمدة 64 يومًا دون توقف، في أطول رحلة طيران مأهولة بالتاريخ، قادها الطياران روبرت تيم وجون كوك بطائرة سيسنا 172 معدلة للتزود بالوقود أثناء الطيران.

انطلقت من صحراء نيفادا في نهاية خمسينيات القرن الماضي، واحدة من أكثر المغامرات جرأة في تاريخ الطيران، رحلة استمرت 64 يومًا متواصلة دون توقف، ولا تزال حتى اليوم تحمل الرقم القياسي لأطول رحلة طيران مأهولة في العالم، بحسب تقرير نشره الكاتب جو سالاس في موقع New Atlas، نقلاً عن متحف هاورد دبليو كانون للطيران في لاس فيغاس.

بدأت القصة عام 1958 في لاس فيغاس، حين قرر فندق وكازينو هاسيندا القيام بحيلة دعائية لجذب الزبائن. كانت الفكرة بسيطة لكنها مذهلة: جعل طائرة صغيرة تحلّق بلا توقف لأطول مدة ممكنة، مع وضع شعار الكازينو على جسمها.

الطيار روبرت تيم، وهو ميكانيكي ماكينات قمار سابق وطيار قاذفات خلال الحرب العالمية الثانية، كان صاحب الفكرة. حصل على دعم مالي قدره 100 ألف دولار من الكازينو لتنفيذها، وبدأ بتحضير طائرة من طراز سيسنا 172 بمساعدة زميله جون كوك، الطيار الميكانيكي في شركة "ألامو للطيران".

تحويل طائرة صغيرة إلى بيت في السماء

بحسب تقرير New Atlas، تم تجريد الطائرة من كل ما هو غير ضروري، ووُضعت وسادة صغيرة للنوم وحوض للغسيل ومرحاض ميداني قابل للطي. أُضيف خزان وقود ضخم أسفل الهيكل، وعدّل الطاقم خطوط الزيت ليتمكّن الطياران من تبديل الزيت أثناء الطيران دون إيقاف المحرك ، وهو إنجاز غير مسبوق في حينه.

أما عملية التزود بالوقود فكانت مغامرة بحد ذاتها: كانا يطيران على ارتفاع منخفض فوق الطرق السريعة، بينما تسير شاحنة مرافقة أسفل الطائرة بسرعة مماثلة، يمدّ منها رجل يرتدي خوذة خرطوم الوقود إلى الطائرة في مشهد يشبه أفلام الحركة. وقد تمت هذه العملية 128 مرة خلال الرحلة التي استمرت أكثر من شهرين.

Related استئناف حركة الطيران بعد توقف دام لـ13 عاما.. انطلاق أول رحلة جوية من تركيا إلى سوريا مطار فرانكفورت: إلغاء نحو 140 رحلة جوية بعد استيلاء نشطاء المناخ على مدارج الطائراتحريق في محطة كهرباء يشل مطار "هيثرو" ويُعطّل أكثر من 1,000 رحلة جوية في لندن تحديات لا تنتهي

يصف التقرير الأعطال المتكررة التي واجهها الطياران: تعطل المولد الكهربائي، المدفأة، الطيار الآلي، وأجهزة القياس. كما أصيبا بالمرض والإرهاق الشديد وفقدا القدرة على التركيز من شدة التعب.

وفي إحدى المرات، غفا تيم أثناء الطيران واستيقظ ليجد نفسه متجهاً نحو المكسيك قبل أن يستعيد السيطرة على الطائرة.

بعد 64 يومًا و22 ساعة و19 دقيقة و5 ثوانٍ في الجو، قرر الطياران الهبوط في مطار ماك كارّان في لاس فيغاس (الذي يُعرف اليوم باسم مطار هاري ريد الدولي). كانا قد قطعا أكثر من 150 ألف ميل، أي ما يعادل ست دورات حول الأرض، دون مغادرة سماء صحراء موهافي.

إرث معلّق في السماء

بحسب متحف "هاورد دبليو كانون" للطيران، لا تزال الطائرة سيسنا 172 المعروفة باسم "هاسيندا" (برقم التسجيل N9217B) معلّقة حتى اليوم فوق منطقة استلام الأمتعة في مطار هاري ريد الدولي.

إنها ليست مجرد قطعة زينة، بل رمز لواحدة من أكثر المغامرات طرافة وجرأة في تاريخ الطيران المدني، ولرقم قياسي لم يُكسر منذ أكثر من ستة عقود.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة لاس فيغاس الولايات المتحدة الأمريكية أخبار اعلان اعلان اخترنا لك مباشر. قصف إسرائيلي مكثف على غزة.. وتحرك أميركي لتشكيل قوة دولية في القطاع ممداني يقترب من رئاسة نيويورك.. فما خيارات ترامب للردّ على فوزه المحتمل؟ عاجل. دعوات لوقف "كابوس العنف" في السودان.. وحكومة البرهان تدرس مقترحًا أميركيًا لوقف النار من الشاشة إلى البنتاغون.. كيف أشعل تقرير واحد تهديد ترامب بالتدخل في نيجيريا؟ "تفويض واسع ونزع للسلاح".. واشنطن تسرّع تشكيل قوة دولية في غزة اعلان اعلان الاكثر قراءة 1 ترامب يجدّد تهديده لحماس.. وإسرائيل تعلن تحديد هوية جثامين 3 رهائن 2 الرئيس الأوكراني زيلينسكي يحضر قمة يورونيوز حول توسيع الاتحاد الأوروبي 3 طرد الشيخ محمد الشعال من مسجدين في ريف دمشق.. ما السبب؟ 4 "رسالة غامضة وسيارة مهجورة".. توقيف المدعية العسكرية الإسرائيلية السابقة بعد اختفائها لساعات 5 ترامب يشكك في جدية بن سلمان بشأن ربط التطبيع بحل الدولتين.. فهل أحرجه؟ اعلان اعلان

Loader Search

ابحث مفاتيح اليوم

دونالد ترامب حركة حماس غزة إسرائيل الصحة إيران الذكاء الاصطناعي بحث علمي قوات الدعم السريع - السودان محكمة الحزب الديمقراطي تكنولوجيا الموضوعات أوروبا العالم الأعمال Green Next الصحة السفر الثقافة فيديو برامج خدمات مباشر نشرة الأخبار الطقس آخر الأخبار تابعونا تطبيقات تطبيقات التواصل الأدوات والخدمات Africanews عرض المزيد حول يورونيوز الخدمات التجارية الشروط والأحكام سياسة الكوكيز سياسة الخصوصية اتصل العمل في يورونيوز صحفيونا لولوجية الويب: غير متوافق تعديل خيارات ملفات الارتباط تابعونا النشرة الإخبارية حقوق الطبع والنشر © يورونيوز 2025

مقالات مشابهة

  • أطول رحلة طيران في التاريخ... ماذا تعرف عن طائرة هاسيندا التي حلّقت 64 يومًا دون توقف؟
  • ماذا تعرف عن شركة نكسبيريا التي هزت صناعة السيارات العالمية؟
  • ماذا عن الفقراء؟ التماثيل التي ليس لها متحف في مصر
  • ماذا عن الفقراء؟ التماثيل التي ليس لها متحف؟
  • زمن التفاوض.. ماذا يمكن للبنان تقديمه؟
  • أيانيو تدخل عالم الهواتف الذكية بهاتف مخصص للألعاب
  • المشكلة التي لا يمكن حتى للحواسيب الكمومية حلّها
  • بجواز السفر فقط.. قائمة الدول التي يمكن السفر إليها بدون تأشيرة
  • نهاية مبكرة لشراكة الرياضات الإلكترونية بين السعودية واللجنة الأولمبية الدولية
  • ليبيا تشارك في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للصم في منافسات ألعاب ‏القوى والكاراتيه‎ ‎