ماذا تستفيد المدن المضيفة للألعاب الأولمبية؟
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
ترجمة: بدر بن خميس الظّفري -
هل إنّ تنظيم حدث دولي كبير مثل الألعاب الأولمبية يفيد المدينة المضيفة، وهل مثل هذا الحدث يعيق النمو الاقتصادي للمدينة المضيفة أو البلد المضيف؟ إن العالم، بما في ذلك كبار المثقفين والاقتصاديين وغيرهم من الخبراء، منقسم حول هذه المسألة. في حين يقول الكثيرون بأن تنظيم الألعاب الأولمبية لا يؤدي إلى تنمية اقتصادية متسارعة للمدينة أو البلد المضيف، يقول البعض إن مثل هذه الأحداث يمكن أن تعيق تنمية المدينة أو البلد المضيف بسبب الديون الهائلة التي تتكبدها لتنظيم مثل هذه المناسبات، وعدم استغلال الأماكن التي بنيت للأولمبياد على المدى الطويل، مما قد يشكل عبئًا ثقيلًا على الدولة المضيفة.
هناك ثلاث وجهات نظر على الأقل داخل المجتمع الأكاديمي الرياضي العالمي. إحدى وجهات النظر هي أن المدن والبلدان المضيفة، وحتى المدن والبلدان المتقدمة بالعطاءات للترشيح، يمكنها تسريع تنميتها من خلال تعديل خططها، بما في ذلك التركيز بشكل أكبر على الرياضة، وتغيير هياكلها الاقتصادية والصناعية، وأنماط الاستهلاك.
وجهة النظر الثانية هي أن الاستثمار الكبير على المدى القصير لتنظيم الألعاب الأولمبية يمكن أن يؤدي إلى ما يسمى بتأثير المزاحمة الاقتصادية، وكذلك عدم صلاحية المرفقات للاستعمال لاحقا، يمكن أن يُوجِد عبئا طويل الأجل على المدينة. وتدعم العديد من الأمثلة هذا الرأي، من خلال الاستشهاد بمثال دورة الألعاب الأولمبية في مدينة مونتريال الكندية عام 1976.
تشير التقارير إلى أن كندا كانت تسدد القروض التي حصلت عليها لتنظيم الألعاب على مدى العقدين المقبلين. من ناحية أخرى، غيرت دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 1984، بقيادة بيتر أوبروث، رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لوس أنجلوس، النظرة القائلة بأن الألعاب تمثل عبئًا طويل الأمد على الدولة المضيفة، لتنتهي الألعاب الأولومبية بفائض قدره 225 مليون دولار.
فيما كانت الألعاب الأولمبية اللاحقة، مثل ألعاب 2004 وألعاب 2016، بمثابة أعباء مالية على المدينتين المضيفتين في أثينا وريو دي جانيرو، على التوالي.
وقد عادت بعض الألعاب الأولمبية بالنفع على المدن المضيفة، فعلى سبيل المثال، حقق أولمبياد بكين عام 2008 فائضا قدره 1.2 مليار يوان (165 مليون دولار أمريكي)، وأدّت ألعاب لندن عام 2012 إلى تطور شرق لندن.
وكوني باحثًا درس الألعاب الأولمبية لسنوات عديدة، فإنني أؤكد أن الألعاب الأولمبية، باعتبارها أكبر حدث رياضي واجتماعي وثقافي عالمي خلال وقت السلم، يمكن أن تزدهر في ظل ظروف معينة، منها وجود بيئة عالمية سلمية نسبيًّا، على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية والسياسية. كما أن البلدان والمدن التي تشهد نموا اقتصاديا هي في وضع أفضل لتنظيم الألعاب الأولمبية، ويمكن لهذه الدول استغلال الأولمبياد لتحقيق تقدم مستدام.
ويمكن للمدن والبلدان التي تتمتع بنمو اقتصادي سريع أن تستفيد من المنصة العالمية التي توفرها الألعاب الأولمبية لجذب الاستثمارات، وتغيير التوجهات العامة، وتحويل المدن إلى مناظر طبيعية حضرية. ويمكنهم أيضًا استخدام الألعاب الأولمبية لجمع الموارد العالمية لتعزيز الصناعات الرياضية والسياحية والثقافية بشكل كبير، بما في ذلك المعارض والمؤتمرات العالمية. على سبيل المثال، عزز أولمبياد برشلونة 1992 وأولمبياد سيدني 2000 قطاعي السياحة والضيافة في المدينتين.
إلا أنّ الألعاب الأولمبية لا تعمل تلقائيا على زيادة المشاركة العامة في الألعاب الرياضية أو تعزيز الاقتصاد المحلي. يقول العديد من العلماء إنه من أجل الترويج للرياضة أو تعزيز الاقتصاد المحلي، فإن التخطيط المسبق ضروري، وإلا فإن الفوائد طويلة المدى لا يمكن تحقيقها.
وقد اختارت اللجنة الأولمبية الدولية بالفعل مدينة بريسبان في أستراليا لتكون المدينة المضيفة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2032، ومن المرجح أن يقع الاختيار على جبال الألب الفرنسية وسولت ليك سيتي في الولايات المتحدة لتنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية لعامي 2030 و2034. وقد تقدمت أكثر من 10 مدن بعروض لتنظيم الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2036. وتشير بعض التقارير إلى أن مدينة صينية أبدت أيضًا اهتمامًا بتنظم الألعاب الصيفية لعام 2036.
وقد سلطت التقارير المتعلقة بأولمبياد باريس الضوء على العديد من المشاكل، بما في ذلك إضرابات العمال، وعدم كفاية قوة الشرطة، وتلوث نهر السين. المغري في الأمر، أنّ مثل هذه المشاكل شائعة عندما تستضيف الدول المتقدمة الألعاب الأولمبية، ربما لأنها لا تستثمر بشكل كبير في البنية التحتية وغيرها من المرافق، ولا تقوم بالإعداد الجيد للترتيبات الخاصة بالحدث. وفي المقابل، تقوم البلدان النامية التي تنظم الألعاب الأولمبية باستثمارات كبيرة لتحسين بنيتها التحتية، بما في ذلك بناء الملاعب وغيرها من المرافق الضرورية.
فيما يتعلق بالألعاب الحالية، يمكننا أن نتوقع دورة ألعاب أولمبية ناجحة ومثيرة في باريس، نظرا لشغف الشعب الفرنسي بالرياضة، والخبرة والمعرفة الغنية التي تتمتع بها اللجنة الأولمبية الدولية بالمساعدة في تنظيم الحدث.
يي جياندونغ هو مدير معهد الإدارة الأولمبية بجامعة ونتشو.
عن موقع الصين اليوم
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بما فی ذلک یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الشرطة الهولندية تصادر 80 طناً من الألعاب النارية
أظهر تحليل لإحصاءات جمعتها السلطات الهولندية اليوم الثلاثاء أنه تم مصادرة نحو 80 طناً من الألعاب النارية غير القانونية في هولندا قبل احتفالات العام الجديد.
وجاء في الإحصاءات، التي يتم تحديثها أسبوعياً، أنه تم مصادرة 8.3 طن من الألعاب النارية غير القانونية الأسبوع الماضي. وكان الأسبوع الثالث من نوفمبر الماضي قد شهد مصادرة نحو 11 طناً.
ويشار إلى أن القواعد الصارمة نسبياً المفروضة على الألعاب النارية في هولندا تؤدي لاستيراد غير قانوني للمواد المحظورة من ألمانيا وبلجيكا قبل العام الجديد.
كما تستخدم العناصر الإجرامية الألعاب النارية في تنفيذ الهجمات التفجيرية، التي تضاعفت خلال الأعوام الأخيرة. ويذكر أنه تم مصادرة 79 طناً من الألعاب النارية العام الماضي و110 أطنان خلال عام 2022 .