لجريدة عمان:
2024-09-08@15:05:00 GMT

مظاهر من الطوطمية في الحكايات الشعبية

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

تُعد القصص والحكايات العتبات الأولى للفهم والمعرفة في المجتمعات ذات الثقافة الشفهية، وحتى تترسخ المادة المحكية في أذهان النشء فقد نُسجت على ألسنة الكائنات في البيئة المحيطة، فظهر أبطال وشخصيات أسطورية تحكيها الأمهات على الصغار، وقد قال إميل دوركهايم في كتابه «الأشكال الأولية للحياة الدينية، المنظومة الطوطمية في أستراليا، ترجمة منشورة سنة 2019»: إن غرض الأسطورة هو التفسير بالإضافة إلى الغايات التعليمية والتقليدية، فالأسطورة تفسير لقضايا أو أصل العلم في عصور ما قبل العلم»، لكن الكاتب شوقي عبدالحكيم يرى في كتابه موسوعة الأساطير العربية سنة 2020 «أن حكايات الحيوان والطيور، أكثر قدما من الأساطير»، ولذلك فإن معظم الحكايات الشعبية في ظفار والمنطوقة شفهيا باللغة الشحرية تدور حول الحيوانات والطيور والزواحف، وتكشف في بنيتها السردية عن أشكال من الطوطمية، حيث يعود الميت إلى الحياة في هيئة طائر أو قطة أو أفعى وتؤدي هذه القصص وظائفها في التعلم والإدراك، ووصفها الكاتب شوقي عبدالحكيم «إنها ترجع إلى مراحل التوحش والبربرية والطوطمية فهي حكايات أقرب إلى التعليمية أو الشرح أو التفسير، إنها حكايات ملخصة، غاية في الدقة من حيث التصميم والتلخيص ولها مغزاها وحكمتها ودقة ملاحظتها».

توجد في الحكايات الشعبية العديد من القصص المرتبطة بمفردات الطبيعة، فمثلا يُحكى أن الأفاعي في بداية الخليقة خُلقت عمياء، وذات مرة كانت لدى الأفعى مناسبة فطلبت من الدودة الإفريقية تسمى بالشحرية (حذووت) استعارة عينيها لحضور المناسبة على أن تعيد العينين بعد المناسبة، ولكن الأفعى احتفظت بالعيون، وبعد ذلك أصبح الحدث مثالا فيُقال «لا تكن كالدودة التي أعارت عينيها للأفعى».

تقوم العديد من القصص الشعبية على تقدير الأم المتوفاة وتشنيع الضرة وابنتها اللتين تستحوذان على اهتمام الأب والنيل من ابنته اليتيمة، فقد يحبسها أو ينفيها إلى مناطق نائية، أو يكلفها بمهمات شاقة كالرعي دون ماء أو طعام، لكن اليتيمة تطلب من عجلها (بعفيرور) توفير الماء والطعام والعسل فيخرج لها من بطنه ما تحتاجه، فيثير ذلك غيرة أختها وتخبر أمها التي تطلب من زوجها ذبح العجل لطرد الأرواح الشريرة من الأم فيقوم الأب بذبح العجل ويحرم اليتيمة من الطعام والماء.

وهناك أيضا قصة مشابهة تدور حول الأم التي توفيت وتركت خلفها ولدًا وبنتًا، وتزوج والدهما امرأة أخرى بعد إصرار الطفلين على وجود امرأة لتدبير شؤون المنزل، وقد وجدا امرأة أغرتهما بالهدايا والألعاب وقد تزوجها الأب، وبعد ذلك بفترة زمنية أرسلت الأم البنت «بيليلت» إلى كهف لا قرارة له وبقيت فيه لا تعرف طريقا للخروج، أما الولد «محضيلول» فقد ذبحته العمة وأكلته، وحين رجع الأب في المساء من الرعي سأل عن أطفاله فأخبرته زوجته بأن خالهما مر عليهما وأخذهما مع أولاده إلى ديارهم، ومدت له قطعة من لحم ولده فطبقت في الحلق، ثم أخذ قطعة أخرى وطبقت في الحلق مرة ثانية، فرماها وجاء طائر يردد عبارة «أيها الشايب صاحب الشعر الطويل، محضيلول قد ذُبح وبيليلت محبوسة في الكهف».

في القصة عادت الأم بروح طائر لتبلّغ زوجها بمصير أطفاله. وتوجد العديد من القصص التي تتلبّس فيها أرواح الموتى في هيئات طيور ليلية أو حيوانات.

تحتاج القصص والحكايات الشعبية إلى دراسات أنثروبولوجية تكشف عن القيم والأفكار التي وظفها الإنسان لفهم الكون والظواهر الفلكية وابتداع الحكايات والأمثال والميثولوجيا القديمة في نقل المعارف والخبرات. ولذلك نحن بحاجة إلى تجميع القصص والأمثال ومن ثم دراستها ومقارنتها بالقصص والحكايات لدى الشعوب الأخرى، ويمكن توظيف الثقافة الشفهية في صناعة محتوى لعدة أشكال ثقافية.

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحکایات الشعبیة

إقرأ أيضاً:

بريطانيا.. طرد طفلة في أول يوم دراسة بسبب تقليد مغنية أمريكية

بذريعة تشتيت انتباه زملائها في الصف، طردت مدرسة بريطانية طالبة في يومها الدراسي الأول، بسبب صبغ شعرها بلون نصفه أشقر والآخر أسود، تيمناً بمغنيتها الأمريكية المفضلة ميلاني مارتينيز.

ذكر موقع "مترو" البريطاني أن الطفلة إيفي سميث (10 سنوات) ذهبت إلى مدرستها الابتدائية سعيدة بلون شعرها الجديد، لكن الإدارة طردتها على الفور وأرسلت معها خطاباً يطالب ولي أمرها بتغيير لون شعرها سريعاً لتتمكن من العودة إلى الصف.

لكن والدة الطفلة أبريل سميث (35 عاماً) هاجمت إدارة مدرسة كينكريج الابتدائية في مدينة بلاكبول، ووصفت القرار بـ "الظالم"، مصرّة على إبقاء شعر ابنتها بنفس اللون حتى ترى نجمتها المحبوبة في حفل موسيقي سيُجرى خلال أيام.

وذكرت أن ابنتها بدأت بتلقي دروسها من المنزل حتى انتهاء الحفل. وأكدت أنها لم تتلق سابقاً شكوى ضد ابنتها متعلقة بمستواها العلمي أو سلوكياته، كما لم تتغيب يوماً عن المدرسة لأسباب واهية، وجميع أصدقائها يحبونها".

الأم تبرّر

فسرت الأم أنها غيّرت لون شعر ابنتها لسببين، الأول كمكافأة لها لأنها ساعدتها خلال الصيف في رعاية شقيقتها الصغيرة البالغة 3 أعوام.
أما السبب الآخر، فأوضحت أن ابنتها هادئة جداً وخجولة، لذلك أقل الممكن كي تلتفت إليها نجمتها المحبوبة، لوّنت شعرها مثل نجمتها تماماً.


أما إيفي فدافعت عن نفسها بالقول إن شعرها كان مضفراً على شكل ذيل حصان، ولم يشتّت انتباه زملائها في الصف، كما ادّعت إدارة المدرسة.

إجراء طبيعي

من جهتها، علّقت مديرة المدرسة كارين أبليبي على الواقعة، مشيرة إلى أن الإدارة تتبع سياسة موحدة على التلاميذ اتباعها، وعلى رأسها الالتزام بالزي المدرسي واختيار تسريحة شعر مناسبة. وأكدت أن طرد التلميذة "إجراء طبيعي" عند انتهاك القوانين.
وأوضحت أنها تلميذة ذكية ولطيفة ولم تطرد أبداً، حيث تواصل المدرسة العمل مع الأم، حتى تتمكن الطالبة من العودة إلى الصف قريباً.

مقالات مشابهة

  • واق من الشمس يحوّل عُطلة إلى كارثة
  • العرادي عن قرار الرئاسي بتشكيل مفوضية للاستفتاء: مظهر آخر من مظاهر الانقلاب واغتصاب للسلطة
  • مظاهر الابتهاج بذكرى المولد النبوي تعم اليمن
  • "الشعبية": تقرير الأمم المتحدة حول مجاعة غزة يكشف خطورة الأوضاع الإنسانية التي يسببها الاحتلال
  • «إنستغرام» يتيح إضافة التعليقات إلى القصص
  • فريدة الشوباشي: التقارب المصري التركي أدى إلى نسف العديد من المخططات المعادية للدولتين
  • تحصن 481 ألف طائر ضد مرض أنفلونزا الطيور والأمراض الوبائية بالشرقية
  • تحصين 481 ألف طائر ضد إنفلونزا الطيور والأمراض الوبائية في الشرقية
  • بريطانيا.. طرد طفلة في أول يوم دراسة بسبب تقليد مغنية أمريكية
  • المشاط: تعاون وثيق مع المؤسسة الدولية الإسلامية للتمويل التجارة في العديد من المجالات الاستراتيجية