لجريدة عمان:
2025-02-05@22:57:25 GMT

حرب تجاوزت المعقول

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

تجاوزت حرب غزة حدود المعقول منذ 9 أشهر إلى درجة إصرار الاحتلال الغاشم على تنفيذ العمليات العسكرية اليومية التي لا تبقي ولا تذر للإنسان الفلسطيني المطارد من الموت من بقعة إلى أخرى في القطاع، فشبحه يسكن في كل واحد فيهم، تجاوزت الحرب حدود المعقول بنسف الاحتلال كل أخلاقيات الحروب التي تجنب المدنيين من أطفال ونساء وكبار في السن وتحفظ وجودهم لأنه لا ذنب لهم، بل أثبتت أن ما وضعه العالم من شرقه إلى غربه من قواعد ومعايير للحروب على مدى 200 عام في مرحلة تأسيس الدول الحديثة ومحاولاته ترسيخ مفاهيم الأخلاقيات والمحافظة على مكونات المجتمعات الإنسانية والحضارية التي ترسخ مبادئ حفظ الأرواح وإبقاء مقومات الحياة قائمة من مسكن وتغذية وحق في العلاج طيلة صراعات الحروب ألغاها الاحتلال الإسرائيلي.

لذلك ثارت على إسرائيل شعوب الأرض التي كرهت أن يكون لها دور في هدم الحضارة الإنسانية، وواجهت قياداتها استهجانا شعبيا عارما كرئيسها في إيطاليا ورئيس وزرائها في نيويورك، وتواصل الرفض الشعبوي الذي رافق تلك الاعتداءات الوحشية في العالم ونهضت مكوناته من سباتها ومن حالة التضليل والخداع عندما اكتشف أنه كان يرى مشاهد مزيفة بسبب ضعف الإعلام الغربي الذي عجز عن دوره في إيصال الحقائق طيلة الـ 75 عاما الماضية، ما يدور في غزة ليس تجاوز المعقول وشل حركة قرابة مليونين و300 ألف مواطن فلسطيني، وأصبح كبيرهم وصغيرهم وقودا للحرب في عملية عسكرية طاحنة يراد لها أن يرفع الغزاويون راية الاستسلام وتتم مساومتهم على الخروج من غزة إلى أرض المنفى الدائم فقط، بل هي أيضا حرب تصفية بين الكبار من دول العالم يحققون منها مصالحهم للضغط على بعضهم بعضا، وما يحدث في مجلس الأمن الذي أقر إيقاف القتال فورا منذ شهور خير دليل على ذلك، في غياب من هو الذي يملك القرار الفوري لوقف القتال. إن حرب غزة لها أبعاد متعددة على المستويين الخارجي والداخلي ولها حسابات متقاطعة ومعقدة، فهي ليست حربا عابرة أو آنية تنتهي ككل الحروب، فالعالم عاجز حتى اللحظة عن إيجاد نهاية لها رغم إخفاق الاحتلال في تصفية فصائل المقاومة فيها، وهو مصدوم أيضا من قدرة المقاومة التي ما زالت تملك كل مقومات الاستمرار على ميدان المواجهة، وتستطيع الوصول إلى قلب مدن الاحتلال الكبرى، تساندها فصائل مقاتلة؛ حزب الله في الشمال والمقاومة من الشرق وأنصار الله من الجنوب وكلها تمتلك أسلحة صاروخية متقدمة. ومع أن قوات الاحتلال منهكة من الخسائر البشرية والآلية اليومية التي تتكبدها، وإذ لم يحدث لها ذلك منذ احتلال فلسطين عام 1948 إلا أن حسابات إيقافها ما زالت تحتاج إلى نفس أطول رغم تقارب الطرفين من التوصل لاتفاق اختلفوا طيلة الشهور الماضية على مفهوم بعض بنوده التي تعطي حق الاستمرار للاحتلال أن يعود إلى العمليات العسكرية القتالية متى ما أراد، وهو ما ترفضه فصائل المقاومة، وقد يكون لهذه الحرب جانب إيجابي وهو أن تتقارب الفصائل الفلسطينية كما يحدث حاليا في الصين، بعد أن عجزت في ذلك منذ 17 عاما، وهي تعيش فيما بينها مخاض الشك والتشويش. لن تكون حرب غزة رغم الألم والفجع الذي نعيشه يوميا الأولى والأخيرة في هذه البقعة، وستغير من قواعد التعاطي بين القوى في المنطقة، فهي ليست الحرب على القطاع بل هي حرب ضد الإنسانية وضد العرب والمسلمين وضد الجغرافيا والتاريخ، وعلى العالم أن يختار بين مناصرة الحق أو الباطل، وقد اختار بعض الغرب الحق من خلال الاعتراف بفلسطين.

سالم الجهوري كاتب صحفي عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

باحث: جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلم أن المقاومة الفلسطينية لا يمكن نزعها

قال محمد العالم، الكاتب والباحث السياسي، إنه ليس بالضرورة أن يكون هناك توافق كامل بين ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحًا أن ما يحرك ترامب هو شخصية رجل الأعمال الذي يريد أن يستفيد من كل شيء حوله، بينما نتنياهو يريد تحقيق مطامع إسرائيلية.

ترامب هو الرئيس الأكثر دعمًا لدولة الاحتلال

وأشار «العالم» خلال مداخلة هاتفية على شاشة «القاهرة الإخبارية»، إلى أن ترامب هو الرئيس الأكثر دعمًا لدولة الاحتلال في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ويسعى إلى خطوات كالتي اتبعها في فترته الأولى مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.

وأضاف أن التطورات الحالية تحكم بأمور أخرى غير التي يحلم بها دونالد ترامب، مما قد يمنعه من إعطاء نتنياهو كل ما يريد، مشيرًا إلى أن القرار النهائي للاقتراحات الإسرائيلية وملف إيران سيكون في يد أمريكا.

وشدد على أن هذا الوقت قد يكون الأنسب لتوجيه ضربة إسرائيلية أمريكية إلى الداخل الإيراني، قائلاً إن مفهوم السلام بالنسبة لترامب هو تطبيع إسرائيل مع بعض الدول في المنطقة العربية.

المقاومة الفلسطينية هي فكرة لا يمكن أن تنزعها من الفلسطينيين

وأوضح أن السعودية أعلنت أنه لن يكون هناك تطبيع إلا في حالة وجود دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدًا أن اليمين الإسرائيلي المتطرف المتمثل في وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش دائمًا ما يقوي فكرة ألا تكتمل المرحلة الثانية من الهدنة في قطاع غزة، رغم اعترافات وتصريحات جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن المقاومة الفلسطينية هي فكرة لا يمكن أن تنزعها من الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • “إيكرس 2025” يرسخ مكانته بصفقات قياسية تجاوزت 4.3 مليار درهم
  • باحث: جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلم أن المقاومة الفلسطينية لا يمكن نزعها
  • «الغرف السياحية»: أعداد المعتمرين المصريين تجاوزت 600 ألف شخص منذ سبتمبر الماضي
  • سكان جباليا لا يجدون شيئا في بيوتهم التي دمرها الاحتلال
  • صحفي فنلندي: هلسنكي تجاوزت كل دول البلطيق في هوس معاداة روسيا
  • جنود المليشيا في أنحاء كبري جبل أوليا، تدور معارك طاحنة بينهم
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • العالم في حالة حرب.. هذه بؤر التوتر التي يتجاهلها الغرب
  • متحدث فتح: ما يحدث بالضفة استكمال لأعمال الإبادة الجماعية في قطاع غزة