لجريدة عمان:
2025-04-27@05:05:03 GMT

حرب تجاوزت المعقول

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

تجاوزت حرب غزة حدود المعقول منذ 9 أشهر إلى درجة إصرار الاحتلال الغاشم على تنفيذ العمليات العسكرية اليومية التي لا تبقي ولا تذر للإنسان الفلسطيني المطارد من الموت من بقعة إلى أخرى في القطاع، فشبحه يسكن في كل واحد فيهم، تجاوزت الحرب حدود المعقول بنسف الاحتلال كل أخلاقيات الحروب التي تجنب المدنيين من أطفال ونساء وكبار في السن وتحفظ وجودهم لأنه لا ذنب لهم، بل أثبتت أن ما وضعه العالم من شرقه إلى غربه من قواعد ومعايير للحروب على مدى 200 عام في مرحلة تأسيس الدول الحديثة ومحاولاته ترسيخ مفاهيم الأخلاقيات والمحافظة على مكونات المجتمعات الإنسانية والحضارية التي ترسخ مبادئ حفظ الأرواح وإبقاء مقومات الحياة قائمة من مسكن وتغذية وحق في العلاج طيلة صراعات الحروب ألغاها الاحتلال الإسرائيلي.

لذلك ثارت على إسرائيل شعوب الأرض التي كرهت أن يكون لها دور في هدم الحضارة الإنسانية، وواجهت قياداتها استهجانا شعبيا عارما كرئيسها في إيطاليا ورئيس وزرائها في نيويورك، وتواصل الرفض الشعبوي الذي رافق تلك الاعتداءات الوحشية في العالم ونهضت مكوناته من سباتها ومن حالة التضليل والخداع عندما اكتشف أنه كان يرى مشاهد مزيفة بسبب ضعف الإعلام الغربي الذي عجز عن دوره في إيصال الحقائق طيلة الـ 75 عاما الماضية، ما يدور في غزة ليس تجاوز المعقول وشل حركة قرابة مليونين و300 ألف مواطن فلسطيني، وأصبح كبيرهم وصغيرهم وقودا للحرب في عملية عسكرية طاحنة يراد لها أن يرفع الغزاويون راية الاستسلام وتتم مساومتهم على الخروج من غزة إلى أرض المنفى الدائم فقط، بل هي أيضا حرب تصفية بين الكبار من دول العالم يحققون منها مصالحهم للضغط على بعضهم بعضا، وما يحدث في مجلس الأمن الذي أقر إيقاف القتال فورا منذ شهور خير دليل على ذلك، في غياب من هو الذي يملك القرار الفوري لوقف القتال. إن حرب غزة لها أبعاد متعددة على المستويين الخارجي والداخلي ولها حسابات متقاطعة ومعقدة، فهي ليست حربا عابرة أو آنية تنتهي ككل الحروب، فالعالم عاجز حتى اللحظة عن إيجاد نهاية لها رغم إخفاق الاحتلال في تصفية فصائل المقاومة فيها، وهو مصدوم أيضا من قدرة المقاومة التي ما زالت تملك كل مقومات الاستمرار على ميدان المواجهة، وتستطيع الوصول إلى قلب مدن الاحتلال الكبرى، تساندها فصائل مقاتلة؛ حزب الله في الشمال والمقاومة من الشرق وأنصار الله من الجنوب وكلها تمتلك أسلحة صاروخية متقدمة. ومع أن قوات الاحتلال منهكة من الخسائر البشرية والآلية اليومية التي تتكبدها، وإذ لم يحدث لها ذلك منذ احتلال فلسطين عام 1948 إلا أن حسابات إيقافها ما زالت تحتاج إلى نفس أطول رغم تقارب الطرفين من التوصل لاتفاق اختلفوا طيلة الشهور الماضية على مفهوم بعض بنوده التي تعطي حق الاستمرار للاحتلال أن يعود إلى العمليات العسكرية القتالية متى ما أراد، وهو ما ترفضه فصائل المقاومة، وقد يكون لهذه الحرب جانب إيجابي وهو أن تتقارب الفصائل الفلسطينية كما يحدث حاليا في الصين، بعد أن عجزت في ذلك منذ 17 عاما، وهي تعيش فيما بينها مخاض الشك والتشويش. لن تكون حرب غزة رغم الألم والفجع الذي نعيشه يوميا الأولى والأخيرة في هذه البقعة، وستغير من قواعد التعاطي بين القوى في المنطقة، فهي ليست الحرب على القطاع بل هي حرب ضد الإنسانية وضد العرب والمسلمين وضد الجغرافيا والتاريخ، وعلى العالم أن يختار بين مناصرة الحق أو الباطل، وقد اختار بعض الغرب الحق من خلال الاعتراف بفلسطين.

سالم الجهوري كاتب صحفي عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تجاوزت 20 مليار دولار.. تطلعات كويتية لتعميق فرص التعاون والاستثمار في مصر

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، وفداً استثمارياً كويتياً برئاسة محمد جاسم الصقر، رئيس الجانب الكويتي في مجلس التعاون المصري الكويتي، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.

وناقش اللقاء الفرص المتاحة في عدد من القطاعات الواعدة للتعاون الاستثماري.

وأثنى الوفد الكويتي على التطور الكبير الذي شهدته مصر في مجالات البنية التحتية وتعزيز المناخ الجاذب للاستثمار، مؤكدين حرصهم على تعزيز الشراكة مع مصر من خلال تطوير تواجدهم الاستثماري في الاقتصاد المصري، بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين في التعاون والازدهار.

وأضاف الوفد الكويتي: يتعين البناء على الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مصر والكويت، موضحين أن حجم الاستثمارات الكويتية في مصر قد تجاوز العشرين مليار دولار موزعة على مختلف القطاعات والانشطة وعلى اكثر من ألف شركة كويتية تعمل في مصر، وأكثر من 25٪ من مشروعات الصندوق الكويتي للتنمية موجودة في مصر.

وأعرب الوفد الكويتي، عن التطلع الى تكثيف وتعميق الاستثمارات الكويتية في مصر، وأن يكون للكويت دور فاعل في «المنتدى الاستثماري المصري الخليجي» الذي تستضيفه القاهرة هذا العام، خاصة مع النهضة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها مصر.

اقرأ أيضاًرسالة أمير الكويت للرئيس السيسي: الكويت لا تنسى أبدا دعم مصر

عاجل.. الرئيس السيسي يستقبل وفدا استثماريا كويتيا

مقالات مشابهة

  • هيئة شؤون الأسرى توضح لـعربي21 الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي
  • ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
  • صرخة في وجه العالم .. لا للإبادة
  • الـ50 دينار.. إيداعات تجاوزت 10 مليارات دينار حتى الآن
  • المنتدى السعودي للألبان يختتم أعماله باتفاقيات تجاوزت 150 مليون ريال
  • تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • العالم المصري الذي ساهم في جعل المدفوعات عبر الإنترنت آمنة.. من هو؟
  • تجاوزت 20 مليار دولار.. تطلعات كويتية لتعميق فرص التعاون والاستثمار في مصر
  • نيفيز يؤكد جاهزيته لموقعة الهلال وجوانجو: تجاوزت آثار الإصابة