الشيخ محمد بن خليفة السيابي: الأخلاق في الإسلام أساس متين للفتوى
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
قال الشيخ محمد بن خليفة بن عبدالله السيابي، الباحث بمكتب المفتي العام لسلطنة عمان: "إن الإسلام اهتم بالأخلاق بشكل يتجاوز أي دين آخر".
وأشار إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، مبينًا أن الأخلاق في الإسلام ليست مجرد مظاهر بل هي عمقٌ روحي ينعكس على النية والتصرفات.
وأكد أن الإسلام يهدف إلى جعل الأخلاق محورية في جميع مناحي الحياة، بحيث تكون الأعمال والتصرفات متوافقة مع المقاصد الشرعية وتحقق التوازن في حياة الأفراد والمجتمع. وبيَّن أن الأخلاق لا تقتصر على المظاهر بل تمتد إلى النية والقصد، مما يستدعي إصلاح الأخلاق كأساس لإصلاح التصرفات والنية.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها بالجلسة العلمية الأولى حول الورقة البحثية التي قدمها إلى المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء، حيث أشار إلى أن الفقه والأخلاق هما عنصران لا يتجزآن، حيث يتكاملان لتوجيه سلوك الإنسان. واستشهد بقول الإمام الشاطبي في كتابه "الموافقات" بأن "الشريعة كلها إنما هي تخلُّق بمكارم الأخلاق".
وأضاف أن جميع الفروع الفقهية تعتمد على مبادئ أخلاقية، وأن الأحكام الشرعية تتعلق بالقيم الأخلاقية التي تؤكد ضرورة مراعاة الجانب الأخلاقي في عملية الإفتاء.
وتناول الشيخ محمد السيابي المذهب الإباضي كمثال على كيفية مراعاة الأخلاق في الفتوى، موضحًا أن الفقهاء الإباضيين وضعوا الأخلاق في صميم فتاويهم، واستشهد بما قام به علماء الإباضية من تحريمه للمعاملات التي تؤدي إلى الربا والرشوة وأخذ الأموال بالباطل، وتطبيقه لمبادئ الأخلاق في كافة جوانب الحياة.
وفي ختام كلمته، أشار الشيخ محمد السيابي إلى التحديات الراهنة التي تواجه المنظومة الأخلاقية نتيجة للتطورات الاجتماعية والتكنولوجية السريعة. وأكد أن الفتاوى يجب أن تتناول القيم الأخلاقية وتراعيها بما يتماشى مع النصوص الشرعية، لضمان تحقيق الحاجات الاجتماعية وتخفيف الأعباء على الناس.
وشدَّد على أن تجريد الفتوى من الجانب الأخلاقي يُعد من مزلَّات الفتوى، وأن المفتي يجب أن يضع الأحكام الشرعية في سياق يتماشى مع القيم الأخلاقية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. وبهذا، تسهم الفتوى في بناء مجتمع متوازن يستجيب لتحديات العصر ويحقق العدالة والرحمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشيخ محمد بن خليفة المؤتمر العالمي للإفتاء مكارم الأخلاق المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء الشیخ محمد الأخلاق فی
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: الزوجة غير ملزمة شرعا بالمشاركة في مصاريف المنزل ولو ثرية
أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإسلام وضع إطارًا واضحًا لمسؤوليات الزوج داخل الأسرة، وأبرزها الإنفاق على البيت، موضحًا أن القوامة تعني تحمل الرجل لكافة النفقات، ولا يجوز له إجبار زوجته على المساهمة فيها، حتى لو كانت تعمل أو تمتلك ثروة خاصة بها.
لا يحق للزوج إلزام زوجته بالإنفاقأوضح أمين الفتوى أن الزوجة غير ملزمة شرعًا بالمشاركة في المصاريف المنزلية، سواء كانت تعمل أو لديها أموال من ميراث أو أي مصدر آخر. وأكد أنه لا يجوز للزوج مطالبتها بالمساهمة أو الضغط عليها، لأن النفقة واجب شرعي على الزوج وحده، وفقًا لما قرره الفقهاء.
التعاون في الحياة الزوجية يكون بالتراضيأشار الشيخ عويضة عثمان إلى أن الحياة الزوجية قائمة على التعاون والمودة، لكن هذا التعاون يجب أن يكون طوعيًا وليس مفروضًا. وأوضح أن هناك أزواجًا يتحلون بالكرم ولا يهتمون بثروة زوجاتهم، بل يفضلون الإنفاق عليهن وإعطائهن مصروفًا خاصًا بهن.
تحذير من الضغوط النفسية داخل الأسرةأكد أمين الفتوى أن بعض الأزواج قد يمارسون ضغوطًا نفسية على زوجاتهم للمشاركة في الإنفاق، مثل الهجر أو رفع الصوت، وهو ما يعد تصرفًا غير جائز شرعًا. وأضاف أن الإسلام يحث على التفاهم والتراحم داخل الأسرة، وليس استغلال أحد الطرفين للآخر.
الالتزام بتعاليم الدين ضمان لاستقرار الأسرةدعا الشيخ عويضة عثمان الأزواج إلى الالتزام بتعاليم الإسلام فيما يخص الحقوق والواجبات، مؤكدًا أن احترام هذه القواعد يسهم في بناء أسرة مستقرة تقوم على الحب والتفاهم، بعيدًا عن أي ضغوط أو إجبار.