قال الشيخ محمد بن خليفة بن عبدالله السيابي، الباحث بمكتب المفتي العام لسلطنة عمان: "إن الإسلام اهتم بالأخلاق بشكل يتجاوز أي دين آخر". 

وأشار إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، مبينًا أن الأخلاق في الإسلام ليست مجرد مظاهر بل هي عمقٌ روحي ينعكس على النية والتصرفات.

مدير تحالف الحضارات بالأمم المتحدة في المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء: العالم يواجه تحديات وجودية خلال تسلُّمه جائزة الإمام القرافي بالمؤتمر العالمي للإفتاء| مفتي البوسنة والهرسك: شَرَفٌ عَظِيمٌ لِي

وأكد أن الإسلام يهدف إلى جعل الأخلاق محورية في جميع مناحي الحياة، بحيث تكون الأعمال والتصرفات متوافقة مع المقاصد الشرعية وتحقق التوازن في حياة الأفراد والمجتمع. وبيَّن أن الأخلاق لا تقتصر على المظاهر بل تمتد إلى النية والقصد، مما يستدعي إصلاح الأخلاق كأساس لإصلاح التصرفات والنية.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها بالجلسة العلمية الأولى حول الورقة البحثية التي قدمها إلى المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء، حيث أشار إلى أن الفقه والأخلاق هما عنصران لا يتجزآن، حيث يتكاملان لتوجيه سلوك الإنسان. واستشهد بقول الإمام الشاطبي في كتابه "الموافقات" بأن "الشريعة كلها إنما هي تخلُّق بمكارم الأخلاق".

وأضاف أن جميع الفروع الفقهية تعتمد على مبادئ أخلاقية، وأن الأحكام الشرعية تتعلق بالقيم الأخلاقية التي تؤكد ضرورة مراعاة الجانب الأخلاقي في عملية الإفتاء.

وتناول الشيخ محمد السيابي المذهب الإباضي كمثال على كيفية مراعاة الأخلاق في الفتوى، موضحًا أن الفقهاء الإباضيين وضعوا الأخلاق في صميم فتاويهم، واستشهد بما قام به علماء الإباضية من تحريمه للمعاملات التي تؤدي إلى الربا والرشوة وأخذ الأموال بالباطل، وتطبيقه لمبادئ الأخلاق في كافة جوانب الحياة.

وفي ختام كلمته، أشار الشيخ محمد السيابي إلى التحديات الراهنة التي تواجه المنظومة الأخلاقية نتيجة للتطورات الاجتماعية والتكنولوجية السريعة. وأكد أن الفتاوى يجب أن تتناول القيم الأخلاقية وتراعيها بما يتماشى مع النصوص الشرعية، لضمان تحقيق الحاجات الاجتماعية وتخفيف الأعباء على الناس.

وشدَّد على أن تجريد الفتوى من الجانب الأخلاقي يُعد من مزلَّات الفتوى، وأن المفتي يجب أن يضع الأحكام الشرعية في سياق يتماشى مع القيم الأخلاقية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. وبهذا، تسهم الفتوى في بناء مجتمع متوازن يستجيب لتحديات العصر ويحقق العدالة والرحمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشيخ محمد بن خليفة المؤتمر العالمي للإفتاء مكارم الأخلاق المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء الشیخ محمد الأخلاق فی

إقرأ أيضاً:

عضو بـ«العالمي للفتوى»: الرجل يلعب دورًا كبيرًا في توازن العلاقة بين زوجته وحماتها

أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن العلاقة بين الزوجة وحماتها، يجب أن تكون قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل، موضحة أنه من الضروري أن يكون التعامل بين الزوجة وحماتها في إطار من المحبة المنضبطة، بعيداً عن المبالغة أو التباعد المفرط.

وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريح اليوم الاثنين، أن كثيرا من الناس يخطئون في فهم العلاقة، حيث يتبنى البعض فكرة "الابتعاد عن الحما" لتجنب المشاكل، مشيرة إلى أن هذه العلاقة لا تعد شرًّا، بل هي علاقة ينبغي أن تكون مليئة بالتقدير، خاصة إذا كانت الزوجة جديدة في حياة الأم، التي تتمتع بتجربة واسعة في تربية الأبناء.

وأضافت أن الزوج الذي يجمع بين دور الابن والزوج، يجب أن يوازن بين حقوق والدته وحقوق زوجته، مشددة على ضرورة أن يتسم بحسن التعامل مع كليهما؛ لتجنب أي سوء فهم أو توترات.

وأكدت أنه من المهم أن تتعامل الزوجة مع حماتها بنية طيبة، وأن تقدر كبر سنها وتجربتها الحياتية، مشيرة إلى أهمية احترام حقوق الأسرة بأكملها وعدم السماح للاختلافات الشخصية بأن تؤثر سلباً على العلاقة بين الزوجة وحماتها، فالتسامح والقدرة على تقبل الاختلافات هما أساس بناء علاقة طيبة ومستقرة.

وأوضحت أن العفو والتسامح يجب أن يكونا جزءاً من الحياة اليومية بين الزوجة وحماتها، مشيرة إلى أن التفاهم والاحترام المتبادل يسهمان بشكل كبير في تقوية الروابط الأسرية، ويحولان دون حدوث أي صدامات تؤثر على الاستقرار الأسري.

كما أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن الضوابط الشرعية التي يجب أن تُراعى في علاقة الزوج بحماته، تتأسس على مبدأ التعامل بالمعروف، وهو أساس كل علاقة إنسانية، مشيرة إلى أن هذه العلاقة يجب أن تكون قائمة على الود والرحمة والمودة، مع مراعاة حقوق الكبير، سواء كان ذلك في الزيارات أو في أي تعامل آخر بين الطرفين.

وشددت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، على أهمية أن يراعي الزوج مشاعر واحتياجات زوجته وأم زوجته بنفس القدر من الاحترام الذي يراعي به مشاعر أمه، فالزوج الذي يتعامل مع حماته يجب أن يحترم الضوابط الشرعية في تعاملاته معها.

وأشارت إلى أن العلاقة بين الرجل ووالدة زوجته هي علاقة محرمة دائمة، مما يعني أنه لا يجوز له الزواج بها، وهذا يشمل أيضًا عدم جواز الزواج بين الزوجة وأب الزوج.

وفيما يخص الضوابط الشرعية في التعامل مع زوج الابنة، قالت إنه من المهم أن يتم الالتزام بآداب الاحتشام واللباس المناسب عند اللقاءات والزيارات، حيث يجب على المرأة أن ترتدي ملابس محتشمة وساترة، خاصة إذا كانت هناك خشية من الفتنة.

كما أوضحت أنه في حال كانت الفتنة مأمونة؛ يمكن للزوج أن يسافر مع حماته في مناسبات مثل الحج أو العمرة، باعتبار أن العلاقة بينهما علاقة محرمة دائمة، ولكن مع مراعاة الضوابط الشرعية الخاصة بعدم وجود أي فتنة.

مقالات مشابهة

  • مطالب بتدريس مادة التربية الأخلاقية في المدارس
  • هل المرض عذر قوي يبيح جمع الصلوات.. اعرف الضوابط الشرعية
  • عضو العالمي للفتوى: الترفق وحسن المعاملة أهم ما نحتاجه الآن
  • أمين الفتوى: لا يجوز إجبار الزوجة على الإنفاق فى بيت زوجها حتى لو ثرية
  • عضو «العالمي للفتوى»: الترفق وحسن المعاملة أهم ما نحتاجه في حياتنا اليومية
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: الإسلام منح المرأة حق التصرف في مالها دون إذن زوجها
  • الشيخ محمد بخيت المطيعي شخصية العام لإصدارات دار الإفتاء بمعرض الكتاب 2025
  • مركز الأزهر العالمي للفتوى: الغش في الامتحانات سلوك مُحرَّم
  • عضو بـ«العالمي للفتوى»: الرجل يلعب دورًا كبيرًا في توازن العلاقة بين زوجته وحماتها
  • الأزهر للفتوى: الغش في الامتحانا مُحرَّم ويؤثر على مستقبل الأمة