نزوى - ناصر العبري

نظَّمت محافظة الداخلية، صباح أمس، وبالتعاون مع أكاديمية ربوع هيماء للتدريب المهنيّ والسلامة، برنامجًا تدريبيًا حول "الصحة والسلامة في بيئة العمل"، بهدف تعريف المشاركين بالإجراءات المتبعة في حالات الطوارئ، وكيفية التصرف عند حدوث إصابات في بيئة العمل لجعلها بيئة آمنة للجميع.

وقدَّم المدرب أول عيسى بن سعيد بن محمد السريحي مدرب صناعي وتطوير برامج، عرضاً مرئيًا تناول فيه كيفية التعامل مع الحريق في مكان العمل من خلال التعريف بكيمياء النار، والظروف القابلة للاشتعال، وما هي أسباب حدوث الحريق في مكان العمل، إضافة لطرق منع حدوث الحريق، وأنواع طفايات الحريق وكيفية استخدامها؛ وذلك لتزويد المشاركين في البرنامج بطرق الاستجابة الأولية للحريق وكيفية التصرف في حالة حدوث حريق في مكان العمل.

كما تطرَّق السريحي إلى الحديث عن كيفية إسعاف المصاب في مكان العمل والتي تتضمن التقييم المبدئي للمصاب، وطرق إيقاف النزيف وتضميد الجروح، كذلك إسعاف الحروق وإصابات العين، وإصابات الرأس والعمود الفقري، إضافة لإصابات الصدر والبطن، وكيفية التعامل مع حالات التسمم واللسعات واللدغات، والأزمات القلبية والغيبوبة والاختناق.

وتسهم هذه البرامج في الحد من الإصابات والأمراض التي قد تحدث في بيئة العمل، كما تسهم في خفض عدد ساعات العمل المفقودة نتيجة الغياب بسبب المرض أو الإصابة مما سينعكس على تحسين وزيادة مستوى الإنتاج في المؤسسة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أهمية التعليم الفني والمهني وكيفية تغيير النظرة المجتمعية

 

 

◄ تغيير النظرة المجتمعية تجاه هذا النوع من التعليم تتطلب جهودًا متواصلة لتحسين الجودة

 

 

مرتضى بن حسن بن علي

 

في زمن تتسارع فيه الابتكارات التقنية، وتتغير فيه أسواق العمل بشكل متسارع ومُستمر، يتضح أكثر من أي وقت مضى، أهمية التعليم الفني والمهني الذي يُعتبر حجر الزاوية لتزويد الطلبة بالمهارات العملية التي يحتاجونها للنجاح في سوق عمل اليوم والغد.

التعليم الفني والمهني يُعزز فرص العمل المباشرة بعد التخرج، حيث يتم تزويد الطلبة بالمهارات الضرورية في مجالات متعددة، وتُساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

عدد كبير من الدول النامية أعطى أولوية لهذا النوع من التعليم كوسيلة لتحقيق نهضتها. فكوريا الجنوبية على سبيل المثال أنشأت شبكة واسعة من المدارس الثانوية والجامعات التقنية، مما ساهم في بناء اقتصاد قوي ومزدهر. كما نجحت كوريا الجنوبية في تحقيق شراكات بين المؤسسات التعليمية والصناعية، وتقديم تدريب عملي مرتبط بسوق العمل المتغير. لكن في عُمان ومعظم الدول العربية لا يزال التعليم الفني والمهني يُعاني من نظرة مجتمعية متدنية؛ حيث يُنظر إليه كخيار أقل قيمة مقارنة بالتعليم الأكاديمي. هذه النظرة تشكل عائقًا أمام توفير فرص عمل متنوعة وبرواتب جيدة إضافة لتحقيق التنمية المستدامة. إضافة إلى ذلك فإنه من المهم إقامة الصناعات المختلفة لاستيعاب مختلف التخصصات وتوفير فرص عمل كبيرة.

تحقيق تغيير جذري في النظرة المجتمعية يتطلب جهودًا متكاملة تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والتعليمية. وقد تكون بعض الاقتراحات التالية مفيدة لتغيير النظرة الاجتماعية، ومن أهمها:

تحويل مسميات المدارس الفنية الثانوية إلى مسمى “كليات” أو “معاهد” متعددة التخصصات. “Polytechnic Colleges”) كما عملتها بريطانيا وكوريا الجنوبية ودول أخرى. والكليات والمعاهد المتعددة التخصصات معروفة بجودتها العالية وارتباطها المباشر بسوق العمل المتغير، لتعزيز مكانة التعليم الفني والنظرة المجتمعية، والربط بين تغيير التسمية وتحسين جودة التعليم وتطوير المناهج بما يواكب احتياجات سوق العمل المتغيرة.

وتغيير التسمية سوف يعزز من المكانة المجتمعية بسبب:

أ- مصطلح "كلية" أو "معهد" يحمل طابعا أكثر احترافية ومكانة، مما قد يقلل من إحساس الطلبة وأسرهم بالوصمة الحالية المرتبطة بالتعليم الفني والمهني.

ب- تغيير التسمية قد يجعل هذه المؤسسات أكثر جاذبية للطلبة الذي يفضلون الابتعاد عن الصورة النمطية للتعليم الفني والمهني في الوقت الحاضر.

ج- استقطاب الدعم الحكومي والمجتمعي كما تُسهل على المؤسسات المعنية الحصول على دعم من الشركات والجهات المانحة، لأنها سوف تعتبر أكثر جدية ومهنية.

تحسين كفاءة المعلمين وتجويد التعليم الفني والمهني وتطوير المناهج الدراسية لتكون أكثر توافقًا مع متطلبات سوق العمل المتغير وإدخال تقنيات حديثة مثل برامج الذكاء الاصطناعي، والتصنيع الذكي، إضافة إلى تعزيز التعاون مع القطاع الخاص لتوفير فرص تدريب عملي ووظائف للخريجين. إطلاق حملات توعوية وإعلامية من خلال عرض قصص نجاح لخريجي التعليم الفني في وسائل الإعلام لتغيير الصورة النمطية، وعلى سبيل فإن حملة “صُنّاع المستقبل” في مصر ومبادرة “تمكين الشباب” في الأردن، حققت بعض النجاحات. كما إن الإمارات نجحت في تطوير برامج تدريبية في مجالات التكنولوجيا والطاقة. أما السعودية فقد قدمت برامج تدريبية متوافقة مع رؤية "المملكة 2030" لتمكين الشباب وتوفير فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة. تحفيز الطلبة ودعمهم عن طريق تقديم منح دراسية وقروض ميسّرة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. إضافة إلى تقديم جوائز سنوية لتكريم المتميزين في المجالات الفنية والمهنية، كما هو الحال في الإمارات مع جائزة “أفضل مهنة”. اضافة إلى إشراك المجتمع والأهالي عن طريق تنظيم ورش عمل وندوات توعوية للأهالي لتغيير قناعاتهم حول التعليم الفني، وإلى الاستفادة من تجربة المغرب التي نجحت في تنظيم برامج التوعية. إدماج التكنولوجيا الحديثة في التعليم الفني عن طريق تأسيس مراكز تدريب فني ومهني تستخدم أحدث التقنيات لتطوير كفاءات الطلبة. ومع التطورات التكنولوجية السريعة، أصبح من الضروري تحديث التعليم الفني والمهني باستمرار ليعكس أحدث الاتجاهات العالمية والتركيز على البرامج المرتبطة في مجالات مثل الطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المعلومات، لإعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

من المؤكد أن التعليم الفني والمهني ليس بديلًا عن التعليم الأكاديمي؛ بل هو مُكوِّن أساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتغيير النظرة المجتمعية تجاه هذا النوع من التعليم يتطلب جهودًا متواصلة لتحسين الجودة، من خلال رفع الوعي المجتمعي، وتعزيز الشراكة بين التعليم وسوق العمل.

إنَّ التحدي يكمُن في تحقيق التوازن بين التعليم الأكاديمي والمهني، مع الاحتفاء بالإبداع والابتكار الذي يُسهم في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا للأجيال القادمة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • «العمل» تطلق دورة تدريبية لنشر ثقافة الصحة المهنية للعاملين بوزارة الكهرباء
  • العمل: انطلاق فعاليات اليوم الأول لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية للعاملين بالكهرباء
  • بدء دورة نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية للعاملين بالكهرباء
  • وزارة العمل تطلق فعاليات اليوم الأول لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية للعاملين بوزارة الكهرباء
  • «العمل» تطلق فعاليات اليوم الأول لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية للعاملين بوزارة الكهرباء
  • راتب 9000 درهم.. وظائف للمصريين بالإمارات «الشروط وكيفية التقديم»
  • حزم جديدة من مشاريع الطرق الداخلية بالبريمي
  • أهمية التعليم الفني والمهني وكيفية تغيير النظرة المجتمعية
  • مديرته السبب.. تعويض جزار بسبب "قطع بيده"
  • 3 أبراج الأكثر حظا في الحياة المهنية.. أبرزها الجوزاء