سيارات المعاقين بين التصدى للسماسرة وحرمان الجادين

هناك فئة فى المجتمع معروفة للجميع، وظيفتها الأساسية هى كيفية الاستفادة من التراب الميرى والتمرغ فيه سواء بالوظيفة أو بوضع قواعد للتخليص حسب نوع الوظيفة والراتب، وهناك من يتاجرون فى السلع التموينية ابتداء بالدقيق وانتهاء بالزيت والسكر، وهناك طبقة تساعد الطبقة المخلصة وهى طبقة السماسرة التى تدخل بين الوسطاء للحصول على ما يوجد تحت أيديهم من سلع مدعمة لا يعرفون قيمتها كالنخالة الخشنة أو الردة والأسمدة الزراعية والتى ارتفعت قيمتها خمسة أضعاف، والمستحق للدعم لا يجده وإن وجده يحصل عليه بأسعار عالية.

أما سيارات المعاقين فالأمر يختلف قليلاً لحاجة هذا النوع من التجارة إلى قانونيين يرتبون أوراق المعاق بداية من السير فى إجراءات استخراج بطاقة الخدمات المتكاملة إلى إنهاء أوراق السيارة وتحديد قيمة الخطاب والمبلغ المطلوب حسب نوع السيارة.. خطاب يكلف المعاق ٥٠٠٠ آلاف جنيه ويباع من ١٠٠٠٠ جنيه إلى ١٣٠٠٠ جنيه.
والشعار المرفوع دائماً على صفحات الفيسبوك.. نوفر لك المعاق وخطاب السيارة بأرخص الأسعار.. والسيارات «المانيوال» يتراوح الخطاب الخاص بها بين ٢٥ و٣٠ ألف جنيه، بينما السيارات الأوتوماتيك يتراوح سعرها بين ٣٥ و٤٠ ألف جنيه.
وقد أثار خطاب رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى منذ أيام هذا الملف فى خطابه بالعلمين قائلاً لقد حدثت تجاوزات بشكل كبير فى موضوع سيارات المعاقين، والدولة فى فترة الأزمة تقوم بعملية الترشيد فى استيراد السلع، للأسف هناك بعض الفئات وليست بالقليلة، استغلت ظروف ذوى الهمم، وكان يحدث استيراد للسيارات بأسمائهم، وبعدها تعطى هذه السيارات لأفراد آخرين، فالسيارة تأتى باسم شخص من ذوى الهمم، ويستفيد بها شخص آخر لا يستحق». وعندما شعرت الحكومة بتزايد الموضوع، كان هناك قرار بوقف هذه المنظومة لحين وضع ضوابط تضمن أن السيارة يستفيد ذوو الهمم وحدهم
صباح عبدالرازق بطلة رياضية ومعاقه ببتر بإحدى الساقين أسفل الركبة تؤكد لـ«الوفد» أن القرار بوقف هذه المنظومة لحين وضع ضوابط لها الخاسر الوحيد فيها هم فئة المعاقين الذين لا يستطيعون الحركة بدونها، خصوصا من هم فى مثل حالتى كمعاقة ببتر إحدى الساقين، لأن المعاق بين نارين اما يترك السيارة التى كفلها له القانون لعدم استطاعته شراءها، وإما أن يبيع الخطاب لأحد المستفيدين للحصول على مبلغ مالى يمكن من خلاله شراء فسبة أو دراجة نارية مجهزة، وتواصل صفاء مؤكدة أنها تحصل على سيارة المعاقين منذ عدة دورات اى منذ نحو ٢٠ سنة بسبب إعاقة البتر بإحدى الساقين، ولكن التجديد هذه المرة أصبح صعباً للغاية، وإجراءات الكشف الطبى وإعادته عدة مرات أصبحت عقاباً لأصحاب الإعاقات المتعددة، أو الإعاقات الواضحة، مثل الشلل الرباعى، أو بتر بأحد الأطراف، أو الإعاقة البصرية للعينين، وليس لى اعتراض على تحرى الدقة فى الإعاقات الخفيفة بعد أن أصبحت سبوبة للاتجار فى السيارات التى تمنحها الدولة بدون جمارك للمستحقين، وأخشى أن تتحول الإعاقات الحركية الواضحة مثل البتر إلى إعاقات خفيفة كما تردد الأيام الماضية بسبب المخالفات التى يقوم بها البعض للحصول على حقوق المعاقين، وتؤكد صباح عبدالرازق البطلة الرياضية أن الذى جلب هذا الأمر للمعاقين هم أصحاب الإعاقات التى تستدعى سائقاً مرافقاً التى فتحت الباب للتزوير والتلاعب فى درجة القرابة لبيع الخطابات للمغامرين أو لبعض الموظفين العموميين أو شراء السيارات لتخزينها ٥ سنوات للاستثمار فيها استغلالاً لأزمة الدولار وانخفاض قيمة الجنيه.
ويؤكد عبداللطيف أبوزيد المحامى بالاستئناف والمتابع لهذا الملف أن قرار رئيس الوزراء بوقف المنظومة لحين وضع ضوابط تمنع غير المعاقين من الاستفادة بالسيارات المستوردة التى تدفع فيها الحكومة العملات الصعبة قرار صائب لوقف هذه المهزلة، بشرط ألا تطول فترة التوقف لعدم حرمان المستحقين للسيارة خصوصاً ذوى الإعاقات الحركية والمتعدده الذين لا يتحركون ألا من خلال السيارات المجهزة، كما أرى أنه من الضرورة تغليظ العقوبات لمن يشترى سيارات المعاقين وتشديدها على المعاقين ذاتهم إذا تنازلوا عن السيارة لغيرهم بمقابل مادى، أما فى حالات التزوير والتلاعب فى شهادات محو الأمية لتسهيل قيادة الوالد أو الشقيق الذى لا يقرأ ولا يكتب فيجب أن يكون الجزاء والعقاب قاسياً جداً، كما يجب ألا تغفل الأجهزة الرقابية عن الصفحات المشهورة التى يتابعها عشرات الآلاف وتنشر إعلانات عن تسويق هذا النوع من السيارات، وقد قرأت هذا الإعلان المنشور على صفحة أحد مواقع بيع السيارات المشهور جداً، وهو يؤكد وجود (عربية MD 2012 فبريكا بالكامل عداد 85 ألف كيلو مرور بنها معاقين مر على الحظر سنة، ومطلوب 520 ألف جنيه ويختم الإعلان بعبارة (عربية محترمة جداً رخصة 3 سنوات ربنا يبارك لصاحب النصيب للتواصل واتس وفون).

المصدر: بوابة الوفد