بوابة الوفد:
2024-09-08@14:56:18 GMT

الحقيقة

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

الحقيقة أكبر من أن يُدركها عقل واحد.. هذه العبارة جاء بها «أبو حيان التوحيدى» الفيلسوف والأديب العربى الذى يُعتبر من أعلام القرن الرابع الهجرى، قال الرجل هذه العبارة الفلسفية، إن الصور التى يراها العقل البشرى لا تعدوا أن تكون صورة ظنية تقبل الترجيح فقط، أما اليقين أو الحقيقة يجب أن يراها ويتفق عليها عديد من الناس، وبذلك فعندما يجمع الناس على شئ فهذه هى الحقيقة، فلا يمكن أن يجتمع الناس على أن الخير شر أو العكس.

والغريب فى زمننا هذا نجد من يحاول أن يُدخل إلى عقولنا أشياء ليست صحيحة ويقول لنا أنها الحقيقة من أجل أن يَغُم الأمر علينا، ويستطيع من كلف هؤلاء أن يَسلب خيرنا، وإذا اعترضنا على هؤلاء نُتهم بالعداء وعدم إدراك الصورة الصحيحة. وكما قال فى رُباعياته صلاح جاهين «حـدوته عن جعـران وعـن خنفسـه اتقابلـوا حبـوا بعض سـاعة مسـا ولا قال لهـم حـد اختشوا عيب حرام ولا حـد قـال دى عـلاقـة متدنسـه.. عـجبى» !! هؤلاء الذين يخفون عنا الصورة الحقيقية لما نحن فيه ويحاولون تزييفها فى عقولنا ويتصورون أنهم نجحوا فيما يفعلونه، بالضبط مثل تلك الجعران والخنفسة التى علاقتهم مدنسة لا خير فيها، لأن الناس كما قال «أبو حيان التوحيدى» نحن نرى مع بعض الصورة التى نتفق عليها فهذه هى الحقيقية.
لم نقصد أحدًا !!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسين حلمى الحقيقة

إقرأ أيضاً:

الفلسفة والأدب بين إدراك الحقيقة ونسج الخيال 1

هذه الكلمات أخُطها بمداد قلمي مضمخة بدمي، فما أن أُلهمتُ الكتابة عن هذا الموضوع، وقبضت على أسنات قلمي حتى خلتني " ميشال دي مونتاني" أو "فريدريك نيتشه " أو "كيركيجارد"، أو "دستويفسكي"، أو طه حسين ونجيب محفوظ.

نعم، وجدتني تغشاني الفرحة، فالحديث ذو شجون، يشتجر بالفروع والأغصان، يأتلق بالألوان والظلال، ومن هذا الشعور الألق النضير، خلتني ألج إلى روض زاهر، فقد قيل "إن من البيان لسحرًا" وأجدني أصدّق على هذه العبارة، وغشيتني حالة حب، وتلبسني الجمال، واستثارني الحدس والخيال، واستنهضتني العاطفة، ودفعني الفكر، وتملكتني هزة وجدانية جعلتني أغوص في لجة الكتابة أمخر عُبابها الساحر، معطياتي فيها الحق والخير والجمال والخيال والتأمل.

وأرى أن من دفعني للكتابة عن هذا الموضوع، ملاحظة قيمة لصديق لي عندما قرأ أحد أبحاثي، وبعضا من صحف ومذكرات، وأخبرني أن حظ الأدب في كتاباتي يطغى على حظ القانون، كما لا يخلو منها الحس الفلسفي، فراقني حديثه، وأكبرت ملاحظته، وقلت له: إن القانون من العلوم الإنسانية ولا يبعد عن الفلسفة والأدب، فجميعهم يرفدون من نبع واحد، فالقانون يهدف إلى تنظيم سلوك الأفراد في المجتمع، والأدب يعبر عن هذا السلوك، من خلال تناوله لهذا السلوك بأساليبه المختلفة من شعر ومقالة أو رواية أوقصة أو خاطرة أو مسرح، والفلسفة تُعبر عن الحقائق التي يتغيّاها هذا السلوك.

أنهيت حديثي ولا أدري هل اقتنع صديقي أم لا، وقد انصرف لبعض شؤونه وتركني ووجداني يحترق ونفسي تتوق للحديث عن علاقة الفلسفة بالأدب، وهل بينهما تقارب واتصال، أم تنافر وانفصال، وهل لغة الأدب بخصوصيتها الانفعالية والوجدانية لها علاقة بالفلسفة المنوط بها إبداع المفاهيم وإدراك حقيقة الوجود؟

وجدتني سعيدًا ومقبلًا للإجابة عن هذه الأسئلة في حدود رؤيتي المتواضعة وإن لم يسعفني الوقت ومحدودية المساحة هنا، فآمل في القريب أن أوفق في ذلك في غير موضع، وإلى أن يحين هذا الوقت، استهل البداية بتحديد العلاقة بين الفلسفة والأدب من خلال تحديد ماهيتهما، فالفلسفة، تعني التأمل والمعرفة والتفكير في الحقائق والبحث عن معاني الحياة، من خلال منهج التفكير في هذه الحقائق واستنباطها وتحليلها وتفسيرها، فالفلسفة معنية بالتفكير في الناس والموجودات والقيم والعالم من خلال طرح الأسئلة الوجودية الكبرى، كالموت والحياة، الحرية، الاختيار، النفس، الحرب، السلم.

أمّا الأدب فهو أحد أشكال التعبير الإنساني عن الإنسان ومشاعره واختلاجاته الداخلية والحياة وما يدور فيها، من خلال الأسلوب الشعري أو النثري، سواء كان على شكل قصيدة أو رواية أو قصة قصيرة أو مسرح.

من خلال تحديد ماهية الفلسفة والأدب، يتبين أن الفلسفة تهتم بطرح الأسئلة من خلال مناقشتها للموضوعات الوجودية الكبرى، وهي تميل لاستخدام العقل والتفكير والنقد واستخدام أساليب الاستقراء والاستنباط، أمّا الأدب فأسلوبه وطريقته تختلف فهو يعتمد على الخيال والإيحاء ويتم التعبير عن المشاعر في قالب شعري وسردي، قصيدة ورواية وقصة قصيرة ومسرح.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل الرؤية الفلسفية عند الفيلسوف والرؤية الأدبية عند الأديب بينهما ثمة التقاء أم تنافر؟، ولكي نجيب عن هذا السؤال، يلزم أن نحدد تاريخ كل منهما، وهل الفلسفة أسبق في النشأة أم الأدب؟

الفلسفة مرتبطة بالحضارة، فقد نشأت الفلسفة مع بزوغ شمس الحضارة، وقد تفجر ينبوع الحضارة مع معرفة الإنسان الزراعة، أما مرحلة ما قبل الزراعة والمتمثلة في مرحلة الصيد، كانت الفلسفة لا تزال في علم الغيب لم تولد بعد، في هذه المرحلة مرحلة الصيد وقبل ظهور الحضارة، كان الأدب يتنفس الحياة من خلال الآداب والفنون والرسومات والنقوش التي كانت على جدران الكهوف وعلى آلات الصيد، ومع ظهور الزراعة وبزوغ شمس الحضارة ولدت الفلسفة التي آمنت بالفكر والرؤية وناقشت الأسئلة الوجودية الكبرى، وبعدت عن فكرة الأسطورة التي عني بها الأدب منذ مولده، لذلك نجد علاقة التنافر والتضاد التي نشأت قديمًا بينهما جسدها الفيلسوف " أفلاطون "في كتابه" الجمهورية "واستبعد الشعر والأدب من مدينته الفاضلة، وراح يعزي سبب الاستبعاد إلى أن الشعر مجاف للحقيقة، لا يقولها أبدًا، بل ذهب أفلاطون أبعد من ذلك في توصيف العلاقة بينهما بأنها علاقة عداوة وحرب ومعارك.

"إن بين الفلسفة والشعر معركة قديمة"، نشبت المعركة بينهما بسبب اختلاف الرؤية والميول لكل من الفيلسوف والأديب، فأفلاطون يرى أن الشعراء يعتمدون على المعرفة الوهمية من خلال إدخالهم في النفس الإنسانية ميولًا تجافي المنطق العقلي ويضللون البصيرة بتصوراتهم المتخيلة، وهو بذلك ينزع عن الشعراء أي تفكير عقلي ومنطقي، فهم أبعد ما يكون عن استخدام العقل، في المقابل فالفيلسوف هو الأجدر على سبر غور الحقيقة لأن تصوراته قائمة على استخدام العقل والمنطق، فالفيلسوف من وجهة نظره هو وحده القادر على فهم حقيقة الكائنات، لذلك فالفيلسوف في رأيه يصنع الحقيقة، أمّا الشاعر أو الأديب فهو يصنع الوهم.

"للحديث بقية"

مقالات مشابهة

  • «بنت ناس».. أحمد سعد يعلق على صورة «طفلته» داخل كبينة طائرة
  • خطوبة أمح الدولي تثير تساؤلات الجمهور| شقيقة يحسم الجدل ويكشف الحقيقة
  • ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟
  • بعد تداول فيديو عن سقوط نيزك فوق سوريا والبقاع.. إليكم الحقيقة
  • ”الخطوات نحو الحقيقة: مليونية للكشف عن مصير علي عبدالله عشال والمختطفين”
  • دكتور مصطفي ثابت يكتب.. حكاية أم خالد وضرورة تأهيل وتطوير مؤثري تيك توك
  • الفلسفة والأدب بين إدراك الحقيقة ونسج الخيال 1
  • دكتور مصطفي ثابت يكتب.. الاختلافات الفقهية حول الاحتفال بالمولد النبوي
  • شبكات خطيرة تستهدف الشباب في لبنان.. احذروا الوقوع في فخّها!
  • مجتمع النفايات الفكرية «١»