الجامعات التكنولوجية.. قاطرة مصر نحو التنمية
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
لاشك أن مثل هذه الأيام من كل عام تعيش الأسر المصرية حالة من التوتر والارتباك قبل إعلان نتيجة الثانوية العامة باعتبارها المرحلة التى تحسم عمل ومستقبل الأبناء فى اختيار التخصصات العلمية والمهنية وسط حالة من التردد تنتاب الجميع أثناء الاختيار للكليات.
ويأتى القطاع الطبى ثم الهندسى فى مقدمة وأولويات الأسر، خاصة طلاب الشعبة العلمية، لدرجة تجعل كل أسرة لا تريد سوى التحاق الأبناء بالقطاع الطبى، وبالنسبة لطلاب شعبة الرياضيات نجد كليات الهندسة هى الرغبة الأولى وفى حالة عدم تحقيق الرغبة بالقطاع الطبى أو الهندسى تكون المأساة.
والحقيقة أن كل ما سبق كان يصلح ويمكن قبوله خلال السنوات الماضية، أما الآن فقد شهدت مصر حالة من التنوع غير المسبوق فى ملف الجامعات والبرامج الجديدة بها، خاصة البرامج الجديدة فى الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة، والجامعات الأجنبية التى تهتم كثيرًا ببرامج مهنية بحتة.
والأهم من ذلك كله نجد الجامعات التكنولوجية التى تعد نقلة نوعية تاريخية فى مصر نحو ربط البحث العلمى بالصناعة الوطنية وتوفير احتياجات سوق العمل، وهى جامعات تم إنشاؤها بالقرب من المناطق الصناعية لهذا الغرض، وتقوم بتخريج خريجين قادرين على العطاء والتطوير وإحداث نقلة كبيرة فى المجتمع الصناعى.
ولا أقول هذا الكلام من فراغ، فقد زرت غالبية الجامعات التكنولوجية فى مصر وشاهدت الطلاب أثناء العمل والتدريب، ورأيت توقيع الطلاب على عقود العمل بمجرد تخرجهم وأثناء الدراسة وهو ما نحتاجه بالفعل خلال المرحلة القادمة.
وقد حضرت اجتماع الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى الأسبوع الماضى أثناء لقاء مع الصحفيين المعنيين بملف شئون الوزارة، حيث تحدث الوزير بكل وضوح بأن البحث العلمى لن يكون قاصرا على النشر فقط، أو مجرد الحصول على الترقيات لأعضاء هيئة التدريس، وإنما كيفية الاستفادة من هذه الأبحاث فى إحداث طفرة زراعية وصناعية، وتكنولوجية، وكافة المجالات الأخرى.
ولعل تأكيد الوزير أيمن عاشور على أن كل جامعة فى مصر وكل تحالف إقليمى من التحالفات السبعة لابد أن يكون له شريك صناعى يعد نقلة نوعية أخرى نحو مجتمع صناعى يقوم على البحث العلمى ومخرجاته والاستفادة من أبنائه وهو أحد أهم أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى التى أطلقها الوزير عاشور فى مارس من العام الماضى.
وأقول لكل ولى أمر أن الجامعات التكنولوجية تمثل مستقبل مصر نحو الصناعة ومواجهة البطالة والقضاء على صفوف العاطلين الحاصلين على مؤهلات جامعية لم يستفد منها الخريج سوى بتعليقها على الحائط أمام الضيوف، أو التحدث بها أثناء الخطوبة والارتباط.
وأناشد كل ولى أمر بالبحث من الآن عن برامج وتخصصات الجامعات التكنولوجية لفتح المزيد من الفرص وباب الأمل حال عدم التمكن من الالتحاق بالقطاع الذى يطلق عليه البعض «كليات القمة» وهو مصطلح يفتقد للكثير من الصواب، خاصة فى ظل هذا التنوع الذى نعيشه ووجود الجامعات التكنولوجية فى كل أنحاء مصر.
خلاصة القول إن مستقبل كل طالب فى رقبة أسرته التى يجب أن تنفتح على التنوع الجامعى الحالي، والجامعات التكنولوجية تستحق الكثير من الاهتمام، لأنها قاطرة مصر نحو التنمية والصناعة الوطنية وخلق جيل جديد من المهنيين الذين نحلم بهم..حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأسر المصرية الجامعات التکنولوجیة مصر نحو
إقرأ أيضاً:
هل هي إشارة لضرورة تقنين “النقل الذكي”؟ الملك يدعو إلى تطوير قطاع النقل ومسايرة الثورة التكنولوجية قبل مونديال 2030
زنقة 20 | الرباط
وجه جلالة الملك محمد السادس، رسالة سامية إلى المشاركين في المنـاظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة التي تنعقد يومي 20 و21 دجنبر الجاري بمدينة طنجة.
جلالة الملك تطرق في رسالته التي تلاها وزير الداخلية على مسامع الحاضرين ، إلى تطوير منظومة النقل والتنقل لتحقيق التنمية الجهوية المندمجة.
و أكد جلالته ، أن هذا القطاع سيعرف خلال السنوات القليلة المقبلة تطورا بوتيرة متسارعة، نظرا للدينامية المتنامية لمكانة بلادنا كقطب جهوي جاذب للاستثمارات، وللأوراش الكبرى التي تم إطلاقها في إطار استعدادات بلادنا لتنظيم كأس العالم 2030.
واعتبارا لذلك وللتحديات الكبرى التي تواجه المغرب في بداية الألفية الثالثة، والطموحات والأهداف الاستراتيجية التي حددتها الدولة، شدد جلالة الملك على أن تطوير منظومة للنقل تتمتع بالشمولية والاستدامة أصبح مطلبا أساسيا لتحقيق التنمية الترابية المندمجة، ومدخلا رئيساً لتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية على المستوى الترابي.
ولتحقيق هذا المسعى، تورد الرسالة الملكية ، فإن الجهات والجماعات الترابية مطالبة بالمساهمة، إلى جانب المجهودات التي تقوم بها الدولة، في تطوير هذا القطاع.
وبخصوص التحول الرقمي بالجماعات الترابية، قال جلالة الملك : “أصبح اليوم، من جهته، شرطا وليس اختيارا لمسايرة الثورة التكنولوجية التي يعرفها عالم اليوم. فلا يمكن تصور أي عملية تنموية ترابية بدون تنمية رقمية، خصوصا وأننا نشهد إدماجا متزايدا للتكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات تدبير الشأن الترابي”.