على وَقْع المجازر الوحشية اليومية في قطاع غزة، والقصف المروع لآلة القتل «الصهيونية»، انشغل قيادات العالم وزعمائه، بافتتاح أولمبياد باريس 2024، في حفل يعرض رؤية فرنسا للإنسان المجرد من كل المبادئ والقيم التي بُنيت عليها الرياضة منذ زمن اليونانيين.
وبعيدًا عن إخفاقات بعثة مصر والنتائج المخجلة و المخيبة للآمال، إلا أن ما يشغلنا هو ازدواجية معايير اللجنة الأولمبية الدولية، والبلد المُستضيف لهذه التظاهرة الرياضية العالمية، التي باتت مفضوحة، بسبب المواقف المزدوجة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب «إسرائيل» ضد الفلسطينيين.
انحياز اللجنة الأوليمبية السافر لـ«إسرائيل»، بَرَّرَته بـ«الحياد السياسي»، حين سمحت للكيان «الصهيوني» بالمشاركة في هذه الدورة، ورفع علمه في الملاعب، في الوقت الذي تحولت فيه غزة إلى أكبر مقبرة مفتوحة في التاريخ!
عندما غزت روسيا أوكرانيا قبل عامين، أسرعت اللجنة الأولمبية بإدانة موسكو، و استبعدتها مع بيلاروسيا، مع السماح لرياضيِّي البلدين، بالمشاركة في الدورة بشروط مهينة، بألا يكونوا قد دعموا الحرب في أوكرانيا، وأن يتنافسوا تحت راية مُحايدة، وأن لا يُعزف نشيدا بلديهما!
تمييز صارخ، تحت تأثير دوائر صُنع القرار الغربي، التي تكيل بمكيالين، حيث ترى أن الدولة العبرية تعرّضت لـ«هجوم إرهابي»، متناسية جرائم الحرب التي ينفذها جيشها يوميًّا في غزة، بل ذهب زعماء الغرب إلى وصف لاعبي «إسرائيل» بأنهم «حاملي سلام» في هذه الألعاب!
المؤسف أنه باستثناء اللجنة الأولمبية الفلسطينية، التي دعت إلى استبعاد المشاركة «الإسرائيلية» في أولمبياد باريس، فإن باقي الاتحادات العربية «الشقيقة» التزمت صمت القبور!
بالطبع، لا مجال هنا لمقارنة جرائم روسيا، مع إجرام «إسرائيل» بحق سكان عُزَّلٍ أبرياء، دمَّرت مساكنهم ومستشفياتهم ومدارسهم، وحرمتهم من الغذاء والدواء، ما يجعل قرارات اللجنة الأولمبية والحكومات الغربية ازدواجًا صارخًا في المعايير.
إذن، العدوان في الحالتين واحد، لا فرق بينهما، وإذا كانت روسيا بحربها على أوكرانيا أخلَّت بمبادئ الميثاق الأولمبي، عندما غزا جيشها أراضي أوكرانيا، فماذا يقال عن «إسرائيل»، التي تحتل الأراضي الفلسطينية، وتقتل وتُشَرِّد وتعاقب وتسجن شعبًا منذ سبعة عقود؟
يكفي أن نشير إلى أن «إسرائيل» خلال عشرة أشهر فقط، قتلت أكثر من 400 رياضي فلسطيني، وحوَّلت ملعب كرة القدم في غزة المدمَّرة إلى معتقل مفتوح، حشرت فيه مئات المعتقَلين الأبرياء، مُقَيَّدي الأيدي ومعصوبي الأعين، مُجرَّدين من ملابسهم أو ما يستر عوراتهم!
أخيرًا.. أقل ما يوصف به «حياد» اللجنة الأولمبية و«دعم» الحكومات الغربية، أنه نفاق وخزي، أما العار الذي سيلاحقهم، فهو عندما يكتشفون أن من بين 87 لاعبًا «إسرائيليًّا»، يمثّلون «الكيان الصهيوني» في هذه الدورة، سبق لهم أن خدموا في صفوف الجيش، وتلطخت أيديهم بدماء الفلسطينيين الأبرياء!
فصل الخطاب:
يقول «تشي جيفارا»: «العالم لا يحتاج إلى النصائح، بل للقدوة، فالحمقي لا يكفون عن الكلام».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أولمبياد باريس 2024 محمود زاهر حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 اللجنة الأولمبیة
إقرأ أيضاً:
روسيا مهتمة باستئناف نقل الغاز عبر أوكرانيا لأوروبا
قال الكرملين، اليوم الثلاثاء، إن روسيا مهتمة باستئناف ضخ الغاز عبر أوكرانيا، وذلك بعد أن أصدرت المفوضية الأوروبية بيانا قالت فيه إنها تعتزم مواصلة المحادثات مع كييف بشأن إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وتوقفت إمدادات الغاز الروسية عبر أوكرانيا في الأول من يناير/كانون الثاني الجاري بعد انتهاء أجل اتفاق لنقلها ورفض كييف مناقشة تجديده بسبب استمرار حرب موسكو عليها.
وتسعى سلوفاكيا والمجر منذ ذلك الحين إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي للتدخل لاستئناف توريد الغاز إليهما من خلال خط أنابيب رئيسي يمر عبر أوكرانيا.
وقالت المجر أمس الاثنين إنها حصلت على ضمانات من المفوضية الأوروبية لحماية إمداداتها من الطاقة، وهو ما وصفته بأنه شرط أساسي لموافقة بودابست على تجديد العقوبات الأوروبية على روسيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين اليوم "يبدو أن المجر تلقت بعض التأكيدات من بروكسل بشأن استئناف عملية تفاوض ما (مع أوكرانيا بشأن الغاز)".
وأضاف بيسكوف "إذا كان هناك مشترون، فهذه تجارة، وروسيا مهتمة بمواصلة هذه التجارة. نحن مهتمون ببيع منتجاتنا ليس فقط لأنها أكثر تنافسية مقارنة بالغاز المسال الأميركي بل لأنها أكثر فائدة للمشترين الأوروبيين".
إعلانورحبت سلوفاكيا ببيان المفوضية الأوروبية بشأن استمرار المحادثات مع أوكرانيا بشأن التجديد المحتمل لاتفاق نقل الغاز، مضيفة أنها ترى الآن أن خيار شحن الغاز من أذربيجان صار مطروحا.
وكان الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا طلبا من أذربيجان تيسير المحادثات مع روسيا بشأن نقل الغاز العام الماضي لكن تلك المحادثات لم يكتب لها النجاح.
وفي هذه الأثناء، تواصل روسيا تصدير الغاز الطبيعي إلى جنوب ووسط أوروبا عبر خط أنابيب الغاز (ترك ستريم) الممتد تحت البحر الأسود.
ألكسندر نوفاك: روسيا مستعدة لإمداد أوروبا بالغاز عبر عدة طرق (الأوروبية) زيادة صادرات الغاز الروسيونهاية الشهر الماضي قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة الروسي إن إجمالي صادرات الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية ارتفع بنسبة تتراوح بين 18% و20% في 2024 مقارنة بعام 2023.
وذكر نوفاك أن إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال تجاوزت 50 مليار متر مكعب في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.
وأضاف حينها لوسائل إعلام "رغم كل التصريحات وضغوط العقوبات، فإن الغاز منتج صديق للبيئة للغاية، وهو مطلوب بشدة. والغاز الروسي هو الأفضل من حيث القيمة مقابل المال، سواء الجانب اللوجيستي أو السعر".
وجاء الارتفاع من مستوى منخفض للغاية في 2023، عندما تراجعت إمدادات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا بنسبة 55.6% إلى 28.3 مليار متر مكعب مع تدهور علاقات موسكو مع الغرب بشكل حاد بسبب الصراع في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن تكون الإمدادات ارتفعت إلى نحو 32 مليار متر مكعب في 2024، وفقا لحسابات رويترز استنادا إلى الصادرات اليومية لشركة غازبروم وإلى إحصاءات من مشغلي خطوط أنابيب الغاز الأوروبية.
وحتى نهاية العام الماضي كان نحو نصف الغاز الروسي يتدفق إلى أوروبا عبر أوكرانيا، أما الباقي فيتم توريده عبر خط أنابيب ترك ستريم.
إعلانوكرر نوفاك حينها أن روسيا مستعدة لإمداد أوروبا بالغاز عبر عدة طرق، وأن أوكرانيا وأوروبا يجب أن تتفقا على مسألة نقل الغاز الروسي.
ولا توجد لدى الاتحاد الأوروبي خطط جاهزة لوقف شراء الغاز الطبيعي المسال من روسيا، لكن التكتل قال إنه سيحاول الاستغناء عن الغاز الروسي بحلول 2027 على أساس توقع بارتفاع الصادرات من النرويج والولايات المتحدة وقطر.