«المبارزة» تدخل المقاهي بعد أولمبية الفرجاني
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
باريس (د ب أ)
تحدث البطل التونسي فارس الفرجاني، الفائز بالميدالية الفضية في منافسات سلاح السابر للرجال بأولمبياد باريس 2024 عن كواليس إنجازه التاريخي ورحلته نحو الوقوف على منصة التتويج بالدورة الأولمبية. ومنح الفرجاني أول ميدالية للعرب في أولمبياد باريس، بعدما نال الميدالية الفضية في منافسات السلاح، إثر خسارته 11 / 15 أمام الكوري الجنوبية أوه سانجوك السبت.
وعقد الفرجاني مؤتمراً صحفياً بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث قال «بدأت ألعب رياضة المبارزة بفضل والدي ووالدتي وأخوتي كلهم كانوا يمارسون تلك اللعبة، المبارزة بالنسبة لي أمراً مسلياً وعشقتها كثيراً وبعد وقت قصير بدأت أحلم بتحقيق إنجازات بها. لقد كان شرفاً بالنسبة لي أن أقوم بتمثيل بلدي في المحافل العالمية».
وأوضح «شاركت في أولمبياد الشباب بالصين منذ 10 أعوام وحصلت على المركز الرابع ما منحني دفعة معنوية لاستكمال مسيرتي في اللعبة، ثم بعدها تواجدت في دورتي ألعاب ريو دي جانيرو وطوكيو، لكنني ودعت المسابقتين مبكراً».
وأشار البطل التونسي «بعدما خسرت في أولمبياد طوكيو، اكتشفت أنها كانت هزيمة مفيدة بالنسبة لي، حيث دفعتني لتحسين نفسي، وأحسست أنه بعد النضخ والسن والخبرة وصلت في النهاية لتحقيق حلمي في باريس».
وتابع «ذهبت للولايات المتحدة عام 2017 للتدريب تحت قيادة مدير فني أميركي نصحني بالذهاب إلى هناك للدراسة وتعلم أصول المبارزة بالسيف بشكل أفضل». وزاد «بدأت تعلم تقنيات المبارزة وأمور لم أكن أعرفها في اللعبة من قبل، وهو ما أخذ مني سنوات عديدة وكنت أنصت لكل شيء بدقة وأحاول التعلم وبدأت أتقدم وأعرف أصول اللعبة وشعرت بأن بإمكاني الوصول بعيداً».
وكشف «كان المدرب بمثابة الوالد بالنسبة لي وفي عام 2023 شعرت بأنني قادر على الوصول لتحقيق حلمي ووصلت للمرتبة الـ16 عالمياً، بعدما بدأت التخلي عن التسرع والتفكير في النتائج لأنها أكبر خطأ يرتكبه أي مبارز، لأن ذلك يوقع أي لاعب في الخطأ سريعاً».
وشدد الفرجاني «المبارزة هي رياضة تركيز بالأساس ويتعين عليّ أن أكون حاضراً ذهنياً أولاً». وأكد «أريد اللعب في أولمبياد 2028 وتحقيق المزيد من الميداليات». ورداً على سؤال بشأن الصعوبات التي يواجهها لاعبو المبارزة التونسيين، قال الفرجاني «نعاني من مشاكل عدم تحويل العملة الأجنبية للخارج وهو ما يتسبب في وجود معوقات لأننا نقوم بشراء تجهيزات التدريب من الخارج وهناك مدربون أجانب ينبغي أن تقوم بتحويل مستحقاتهم وهو ما لا نستطيع القيام به في تونس».
وأضاف «كنت محظوظاً بتواجد أشقائي في الخارج حيث كانوا يقومون بدفع تلك المستحقات لكنني لم أكن أفكر في هذه التفاصيل كثيراً. أفكر دائماً في الأمور الإيجابية لكي أتقدم للأمام». وأوضح «لديّ معد نفسي وهو ساعدني كثيراً لتحسين تركيزي. يوم المباراة كنت حاضراً بشكل جيد. مارست حياتي بشكل عادي واستمتعت باليوم واللعب ولم أفكر في الفوز كثيراً».
وفيما يتعلق بشأن توقعاته عند عودته لتونس، قال الفرجاني «سوف أعود إلى هناك الأربعاء، لكن الاستقبال سيكون رائعاً بالتأكيد». وشدد «إنني فخور بنفسي للغاية. نحن الرياضيين نعمل كل يوم من أجل تحقيق حلم لا يستطيع إلا القليلون تحقيقه، إنني فخور بتشريف جميع العرب وأفريقيا. إنه إحساس لا يوصف».
وأردف «أتمنى أن يمارس الشباب التونسيون والعرب المبارزة لقد برهنا على قدرتنا على الفوز في تلك الرياضة رغم أنها لا تتمتع بشعبية جارفة في بلادنا وحقق بعض الرياضيين العرب ألقاباً عالمية». وألمح «بعض الأشخاص من تونس تحدثوا معي وأبلغوني حرصهم على متابعة مبارياتي في المقاهي وهو أمر غير معتاد وكانوا يستفسرون عن سبب قفزي في المباريات وهو ما يعكس اهتمامهم بي».
واختتم الفرجاني حديثه قائلاً "لدينا جيل ممتاز من الرياضيين التونسي مثل أحمد الحفناوي في السباحة وخليل الجندوبي في التايكوندو وأتمنى رؤية المزيد من الميداليات الأولمبية". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المبارزة أولمبياد باريس 2024 دورة الألعاب الأولمبية تونس فی أولمبیاد بالنسبة لی وهو ما
إقرأ أيضاً:
تعويلٌ على تشييع نصرالله... هل بدأت إيران بخسارة لبنان؟
شكّلت الحرب الأخيرة على لبنان ضربة لإيران، بسبب نتائجها السلبيّة على "حزب الله" الذي خسر أمينه العام حسن نصرالله، إضافة إلى قيام إسرائيل بتدمير أنفاق عديدة في الجنوب، والسيطرة على أعتدة عسكريّة تعود لـ"الحزب". وأتى إتّفاق وقف إطلاق النار ليمنع "المقاومة" من شنّ هجمات ضدّ المواقع الإسرائيليّة، على الرغم من أنّ الجيش الإسرائيليّ لا يزال يحتلّ 5 تلال لبنانيّة استراتيجيّة ولا يزال يستهدف البلدات الجنوبيّة ويقوم بعمليّات إغتيال في العمق اللبنانيّ.
كذلك، فإنّ سيطرة "هيئة تحرير الشام" على سوريا، قطعت خطوط الإمداد بين إيران و"حزب الله"، وبات الأخير مُحاصراً وغير قادر على إدخال السلاح إلى لبنان. أمّا سياسيّاً، فلم يستطع "الثنائيّ الشيعيّ" انتخاب مرشّحه سليمان فرنجيّة، كما أنّه شارك في حكومة لم يُسمّ فيها رئيسها ولا أغلبيّة الوزراء التابعين له، وأصبح مضطرّاً للسير مع رئيسيّ الجمهوريّة ومجلس الوزراء لترجمة خطاب القسم والبيان الوزاريّ، عبر دعم الجيش وحده لحماية سيادة البلاد، والعمل ديبلوماسيّاً من أجل الضغط على العدوّ الإسرائيليّ للإنسحاب الكامل من الأراضي اللبنانيّة في الجنوب.
ولعلّ السياسة الجديدة المتّبعة في لبنان، ساهمت كثيراً في تراجع ليس فقط نفوذ "حزب الله"، وإنّما إيران أيضاً، فقد تمّ تعليق الرحلات الجويّة من طهران وإليها، بينما أمست الطائرات المدنيّة الإيرانيّة تخضع لتفتيش دقيق، خوفاً من إدخال الأموال إلى "الحزب"، وتهديد العدوّ بأنّه سيستهدف مطار بيروت الدوليّ إنّ استمرّ تدفق المال إلى "المقاومة".
وكانت حركة الإحتجاج والشغب على طريق المطار لا تُعبّر فقط عن الرفض القاطع لإملاءات إسرائيل على الدولة اللبنانيّة، وإنّما على الخطوات التي استهدفت إيران وتحدّ من نفوذها في لبنان. فبعد سوريا، تخشى طهران بشدّة خسارة لبنان إنّ لم تستطع إعادة تنظيم حليفها الشيعيّ في بيروت عبر إيصال السلاح والمال له لينهض من جديد، ويُشكّل تهديداً لامن تل أبيب.
من هنا، أتت إحتجاجات المطار التي قد تُستأنف بعد تشييع نصرالله وهاشم صفي الدين إنّ استمرّ تعليق الرحلات والتضييق على الخطوط الجويّة الإيرانيّة، لتُعبّر عن الغضب الشيعيّ من مُقاطعة إيران، الراعي الرسميّ لـ"محور المقاومة" في الشرق الأوسط. وبحسب أوساط سياسيّة، فإنّ تلك التظاهرات تحمل في طياتها خشية من أنّ ينجر لبنان إلى المحور الغربيّ، وإضعاف "حزب الله" في الداخل غبر الضغط سياسيّاً عليه، كما عبر قطع الأوصال بينه وبين طهران.
ويجد "حزب الله" نفسه بعد الحرب وبعد انتخاب رئيس الجمهوريّة وتشكيل الحكومة الجديدة في موقعٍ ضعيفٍ، وقد تُؤثّر الإنتخابات النيابيّة المُقبلة كثيراً عليه إنّ لم يستطع مع الدولة إعادة بناء القرى الجنوبيّة، وإنّ لم يتبدلّ المشهد في المنطقة لصالحه. فهناك رغبة في تهجير سكان قطاع غزة إلى دول مُجاورة بهدف القضاء على حكم "حماس" في القطاع، وإبعادها عن الحدود الإسرائيليّة، كما أنّ هناك مُخططا لضرب النوويّ الإيرانيّ، الأمر الذي سيُشكّل إنتكاسة كبيرة للنظام في طهران ولكلّ "محور المقاومة".
ويُعوّل "الحزب" كما إيران على أنّ يُشارك أكبر عدد مُمكن من الجمهور في تشييع نصرالله وصفي الدين غدا الأحد ، كما مُشاركة شخصيّات بارزة من طهران ومن الدول حيث تتواجد "فصائل المقاومة" مثل العراق واليمن، لإرسال رسالة واضحة إلى الخارج من أنّ "حزب الله" لا يزال شعبيّاً يُحافظ على قوّته، وأنّه لم ينتهِ في الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان، وأنّه سيظلّ ذراع طهران الأقوى في المنطقة. المصدر: خاص "لبنان 24"