من بينها ″تهريب طفل″: أساليب وأشكال جرائم للاتجار بالبشر رصدتها الشرطة
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
مسقط-أثير
تحتفل سلطنة عمان في 30 يوليو من كل عام مع دول العالم باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر، ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار ″عدم ترك أي طفل خلف الركب في مكافحة الاتجار بالبشر″ في ظل العديد من الإنجازات والجهود التي تحققت إضافة إلى اتخاذ العديد من الإجراءات اللازمة للتصدي لهذا النوع من الجرائم وتقليل فرص وقوعها والحد من المؤشرات التي تشكل مقدمة لارتكاب هذه الجريمة التي تمس كرامة الإنسان وتحرمه من حقه في العيش بكرامة وفق ما نصت عليه القوانين والاتفاقيات الدولية.
وبهذه المناسبة تحدث العميد جمال بن حبيب القريشي مدير عام التحريات والبحث الجنائي قائلًا: تعمل شرطة عمان السلطانية بشكل مستمر وفق منظومة تتسم بالفاعلية والمهنية والتجديد المستمر تتناغم فيها الجهود وتبذل الطاقات للتصدي والقضاء على جميع مظاهر وأشكال جريمة الاتجار بالبشر التي ما تزال -ولله الحمد- في مستويات متدنية.
وقد سعت شرطة عمان السلطانية إلى تطوير آلية عملها في مجال التصدي لجرائم الاتجار بالبشر عبر تنفيذ العديد من البرامج التدريبية للعاملين في هذا المجال وفق أحدث المعايير الدولية بهدف رفع مستوى الفاعلية في الكشف المبكر عن ضحايا الاتجار بالبشر من خلال قراءة المؤشرات العامة للاشتباه في وجود الضحايا حتى ولو لم يتم الإبلاغ عنها خاصة الفئات الهشة التي تنتهك حقوقها ولا يبلغ عنها لأسباب تتعلق بالخوف والجهل بالإجراءات المتبعة.
أساليب وأشكال جرائم الاتجار بالبشر
رصدتها الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي خلال العام الجاري العديد من البلاغات ومؤشرات الاشتباه التي تؤكد وقوع جرائم الاتجار بالبشر من بينها الترويج لإعلانات زائفة في الخارج تتضمن عروضًا وظيفية مغرية للفتيات للعمل في سلطنة عمان بهدف استدراجهنّ وإكراههنّ لممارسة أعمال منافية للأخلاق والآداب العامة بعد ابتزازهنّ وتقييد حريتهنّ والاستيلاء على وثائقهنّ الرسمية، ومن بين الأساليب الأخرى التي تم رصدها قيام أصحاب العمل بحجز جوازات السفر أو الوثائق الثبوتية للعمال دون موافقتهم كتابيًا على ذلك أو استقدام تلك العمالة بتأشيرات زيارة عائلية أو سياحية وتشغيلها في بعض الوظائف مما يخالف قانونيّ العمل وإقامة الأجانب وقد يصل الأمر ببعض من تسول له نفسه وضع تلك العمالة تحت طائلة الدين إذ يتم إجبار العامل على القيام بعدة أعمال لدفع قيمة التأشيرة وتذكرة السفر. وتم رصد بعض الإعلانات التجارية على برامج التواصل الاجتماعي التي تروج لخدمة توفير عاملات المنازل بأسعار مغرية إلا أن واقع الأمر هو أن العديد من تلك العاملات تم استقدامهن بتأشيرات سياحية مما يعد انتهاكًا واضحًا لقانون العمل يعرضهنّ للمساءلة القانونية والغرامات المالية.
وأوضح العميد مدير عام التحريات والبحث الجنائي أن الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي تمكنت خلال الفترة الماضية من إحباط عملية تهريب طفل يحمل جنسية إحدى الدول الأفريقية من بلده عبر إحدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وصولًا إلى أوروبا وكان مطار مسقط الدولي هو محطة العبور إلا أن يقظة رجال شرطة عمان السلطانية ووجود مؤشرات تدل على عملية خطف وتهريب مكنتهم من ضبط الأشخاص الذين كانوا برفقة الطفل إذ تبين بأنهم من أصحاب السوابق وكانوا متجهين إلى إحدى الدول الأوروبية بهدف الاتجار بالطفل، وقد قدمت الرعاية الصحية والنفسية للطفل في حين اُستكملت إجراءات إعادته إلى دولته حيث سُلم لذويه. وحظيت هذه العملية بإشادة دولية واسعة.
وشدد العميد جمال القريشي على أهمية أن يكون التعاقد بين صاحب العمل والعامل واضحًا وموثقًا بشكل رسمي حماية للطرفين إذ يسهم إطلاع العامل على شروط العمل وفهمه لها في تجنب الادعاء ببالوقوع ضحية للاستغلال والخداع إذ رُصدت عدة بلاغات تم البحث والتحري فيها إلا أنه لم يتم التوصل إلى أية مؤشرات للاتجار بالبشر ولذا ننصح أصحاب العمل بتصحيح أوضاعهم تجنبًا لتكرار حدوث هذا الأمر.
وأكد العميد مدير عام التحريات والبحث الجنائي أهمية التنسيق القائم بين شرطة عمان السلطانية والجهات الحكومية المعنية في دعم ومساندة الفئات الهشة أو الضعيفة التي لا يمكن تصنيفها كضحايا لكنها عرضة للاستغلال من قبل العصابات الإجرامية من خلال البحث والتحري عنها وتقديم الدعم لها ومساعدتها على تصحيح أوضاعها في الإقامة أو الترحيل أو استرجاع حقوقها.
تكامل الجهود الوطنية
وأولت سلطنة عمان اهتمامًا لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر إذ تم مؤخرًا الانتهاء من المرحلة الأولى لنظام الإحالة الوطني لضحايا الاتجار بالبشر وهو نظام يُعنى بتحديد البلاغات ووضع آلية تسهل عملية التنسيق بين الجهات المعنية (شرطة عمان السلطانية ووزارة العمل ووزارة الخارجية ووزارة التنمية الاجتماعية والادعاء العام) بهدف تحديد الضحايا وتقديم الدعم لهم وتنسيق العمل في استكمال الإجراءات القانونية المتمثلة في التحري وجمع الاستدلالات والتحقيق تمهيدًا لتقديم الجناة للعدالة.
الشراكة المجتمعية
وأشار العميد جمال القريشي إلى دور الشراكة المجتمعية في مكافحة جرائم الاتجار بالبشر ورصد آثارها من خلال دعم وتبني الجهود والمبادرات التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي العام لمؤشرات جرائم الاتجار بالبشر ومدى خطورتها على الفرد والمجتمع. ولذا عملت الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي خلال الفترة الماضية على تعزيز التوعية المجتمعية عن هذا النوع من الجرائم عبر تقديم العديد من البرامج التثقيفية والتوعوية وفق أحدث المعايير لتقديم النصائح والإرشادات اللازمة عن مختلف أشكال ومؤشرات الاتجار بالبشر بأسلوب توعوي تمثل في الإعلام السمعي والمرئي والمحاضرات في عدد من المؤسسات الجامعية والحكومية والخاصة.
وعي المواطن
وفي ختام حديثه أكد العميد جمال بن حبيب القريشي بأن جهود شرطة عمان السلطانية في مكافحة شتى الجرائم ترتكز على وعي المواطن وإدراكه لمسؤولياته كاملة في الحفاظ على الأمن والاستقرار والإبلاغ عن أية أعمال ومخالفات مشبوهة قد تؤدي إلى الاستغلال أو الاتجار بالبشر وهي مسؤولية الجميع إذ أثبتت الأحداث والتجارب السابقة أن المواطن هو الحارس والسد المنيع في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار المجتمع.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: جرائم الاتجار بالبشر شرطة عمان السلطانیة والبحث الجنائی العمید جمال العدید من
إقرأ أيضاً:
العاصمة المقدسة.. القبض على 8 وافدين لمخالفتهم نظام مكافحة الاتجار بالأشخاص
ألقت شرطة العاصمة المقدسة القبض على 8 وافدين، لمخالفتهم نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص.
وجاء على حساب الأمن العام على منصة إكس: امتدادًا لجهود الحملة الأمنية المستمرة لرصد وضبط المتسولين، ألقت شرطة العاصمة المقدسة القبض على 8 وافدين من الجنسية واليمنية لمخالفتهم نظام مكافحة الاتجار بالأشخاص، باستغلال 10 أطفال و4 نساء من الجنسية نفسها، في التسول في الميادين والطرقات النظامية.
أخبار متعلقة في الشرقية والرياض.. "الصحة" تحيل 5 ممارسين إلى الجهات المختصةسحر الهولوجرام في جناح قوات أمن المنشآت بـ "واحة الأمن"وجرى إيقافهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، وإحالتهم إلى النيابة العامة، والتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم الخدمات الإنسانية اللازمة لمن جرى استغلالهم.
شرطة العاصمة المقدسة تقبض على (8) وافدين لمخالفتهم نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص. pic.twitter.com/PetchmSbTm— الأمن العام (@security_gov) December 22, 2024