مفتي سنغافورة: التقدم التكنولوجي لم يأتي إلا بالتأخر الأخلاقي
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
قال الدكتور نظير الدين محمد ناصر مفتي سنغافورة، أن الخلق إنما هو مجال للفعل والعمل، وهو أمر لا يصعب الكلام عنه، ولكن يصعب العمل به، ويتعلق بإنزال القيم على أرض الواقع.
مفتي سنغافورة: الفتوى تلعب دورًا حيويًّا في تعزيز الأخلاق الكريمة وزير الأوقاف اليمني: مؤتمر الإفتاء خطوة مهمة لحماية المجتمعات من تأثيرات الذكاء الاصطناعي
وجاء ذلك خلال كلمته في الجلسة العلمية الأولى خلال مؤتمر الإفتاء الدولي التاسع لعام 2024 تحت عنوان " الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع، وأشار إلى أن التقدم المتسارع في جميع المجالات لم يأتي إلا بالتأخر الأخلاقي، لذا وجب التوصل إلى التطبيق العملي والنموذج الوضعي لتطبيق الأخلاق على أرض الواقع، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم.
وتابع مفتي سنغافورة أن الإنسان المسلم في بيته يراعي حقوق جيرانه، ويتفضل عليهم بالعطاء ويدرء الفساد عنهم مطبقا القواعد الشرعية في حياته، وهكذا تتداخل الأخلاق في الحياة، وهناك فرص عديدة لتعزيز البناء الأخلاقي عن طريق المستجدات ، مثل التعامل بالفحص الجيني في الطب والذكاء الاصطناعي في جميع جوانب الحياة، ولذا يجب توسيع مفهوم الفتوى بأنه بيان حكم شرعي وفي مقدمته البعد الأخلاقي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خلال مؤتمر الدكتور نظير الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع مؤتمر الإفتاء مؤتمر الإفتاء الدولي ذكاء الاصطناعي مفتی سنغافورة
إقرأ أيضاً:
عندما تتفوق الأخلاق على العبادة.. سر لا يعرفه الكثيرون
يُعدُّ حسن الخلق من أهم الفضائل التي حثَّ عليها الإسلام، وهو أحد المفاتيح الرئيسية لتقوية علاقة المسلم مع الله ومع الناس. وقد جاء في حديثٍ شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، على لسان السيدة عائشة رضي الله عنها، قوله: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ، دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ»، وهو حديث صحيح أخرجه أبو داود في السنن، وأحمد في المسند، وابن حبان في صحيحه.
أثر حسن الخلق في حياة المسلموهذا الحديث يبيِّن كيف أن حسن الخلق يمكن أن يكون له أثر عظيم في حياة المسلم، ويفوق أحيانًا في الثواب بعض أنواع العبادات التي يتقرَّب بها الإنسان إلى الله، مثل صيام النوافل وقيام الليل.
مكانة حسن الخلق في الإسلامأشارت هيئة كبار العلماء إلى أن الإسلام لا يقتصر فقط على العبادة البدنية مثل الصلاة والصيام، بل يشمل أيضًا السلوكيات الطيبة والمعاملة الحسنة مع الآخرين. ويُعتبر حسن الخلق معيارًا من معايير التقوى والإيمان، بل هو مرآة لشخصية المسلم ودرجة قربه من الله عزَّ وجل. يُضاف إلى ذلك أن المسلم الذي يتمتع بحسن الخلق يعكس بسماته الإسلامية التي تدعو إلى الرحمة، والتعاون، والعدل.
حسن الخلق أسمى من بعض العباداتالحديث النبوي الشريف يوضح أن حسن الخلق قد يعادل في الثواب بعض العبادات النفلية، مثل صيام التطوع أو قيام الليل، ما يدل على عظمة هذا الخلق ووجوب العناية به. وقد أكَّد علماء الدين أن هذا الحديث يشير إلى أن الشخص الذي يتحلى بأخلاق حسنة، من الصبر، والتسامح، والصدق، والوفاء، والمحبة، يمكنه أن يحقق درجات عالية عند الله، ربما تعادل أو تفوق درجة من يصوم ويقوم الليل.
دور الهيئة في نشر القيم الأخلاقيةتحرص هيئة كبار العلماء على نشر القيم الأخلاقية في المجتمع، وتشجيع المسلمين على التحلي بمكارم الأخلاق. وفي هذا السياق، تُؤكد الهيئة أن حسن الخلق هو سبيل للتكامل الروحي والاجتماعي في المجتمع المسلم. وتُعتبر الأحاديث النبوية المتعلقة بحسن الخلق مصدر إلهام ودافع للمسلمين لتطبيق هذه الفضائل في حياتهم اليومية.
تطبيق حسن الخلق في الحياة اليوميةمن المهم أن يسعى المسلم ليكون مثالًا في حسن الخلق سواء في تعامله مع أسرته أو أصدقائه أو حتى مع الغرباء. فالسلوك الطيب يعزز من العلاقة مع الله ويُزيد من تقوى المسلم، ويُعدُّ من الأسباب التي تقربه إلى الجنة، كما جاء في العديد من الأحاديث الشريفة.
يُختتم حديثنا بتأكيد هيئة كبار العلماء على أن حسن الخلق ليس مجرد ترف أخلاقي بل هو جزء أساسي من حياة المسلم. يمكن لحسن الخلق أن يكون أكثر من مجرد سلوك اجتماعي، بل طريقًا إلى رضا الله سبحانه وتعالى، ويعكس في جوهره العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله.